> 550 مستشفى ومركزاً صحياً وزاوية إرواء لاستقبال حالات الكوليرا في مديريات الجمهورية
> مطالبات بمضاعفة رقابة وزارة المياه على الآبار والوايتات ومحطات بيع المياه
> ارتفاع حالات الإصابة في المناطق التي تعتمد على المياه الجارية المختلطة بمياه الصرف الصحي
> يُنصح المصاب بشرب ماء الإرواء بكثرة والمضادات الحيوية مع عزله لمنع العدوى
> التوعية المجتمعية بإجراءات الوقاية ومكافحة مصادر الوباء أهم طرق مواجهة جائحة الكوليرا
> مليون و 550 ألف إصابة واشتباه ووفاة 3116 شخصاً بالوباء منذ 2017م
الثورة / أسماء البزاز
إعلان حالة الطوارئ العامة في البلاد لمواجهة وباء الكوليرا يعكس حجم الخطورة والتحديات المحدقة باليمنيين الذين تفتك بهم الأمراض الوبائية القاتلة المتزايد انتشارها جراء تداعيات العدوان وحصاره على قطاع الخدمات والنظافة والصحة والتغذية، وفي مقدمها وباء الكوليرا الذي تتسع دائرة انتشاره وتتصاعد حالات الإصابة به ووفياتها، ما يحتم جدية التعامل معه..
حكومة الإنقاذ الوطني استشعرت تنامي الخطر وأعلنت الأحد حالة الطوارئ الوبائية لمواجهة الكوليرا، محملةً العدوان كامل المسؤولية عن تفشي الوباء.
وقال رئيس حكومة الإنقاذ الدكتور عبد العزيز بن حبتور، إن قوى العدوان تتحمل مسؤولية انتشار وباء الكوليرا وغيره من الأمراض الخطيرة في البلاد.. مردفاً أن “العدوان وحصاره الظالم أثر كثيرا على حياة وصحة اليمنيين.
رصد محلي
من جانبه، كشف وزير الصحة الدكتور طه المتوكل عن تسجيل 162.463 إصابة بالكوليرا ووفاة 327 مصاباً خلال ثلاثة أشهر من العام الجاري.
وأشار المتوكل إلى أن الموجة الثالثة لتفشي الكوليرا رفعت احصائيات الوفيات بالوباء منذ ظهوره في العام 2016 إلى أكثر من ثلاثة آلاف حالة، في حين أصيب أكثر من 1.5 مليون شخص.
وحذر وزير الصحة العامة والسكان د. طه المتوكل من أن “وباء الكوليرا يشكل تهديداً حقيقياً لحياة الملايين من اليمنيين”.
رصد عالمي
من جهتها أعلنت منظمة الصحة العالمية، الاثنين الماضي، ارتفاع حصيلة الوفيات بالكوليرا في اليمن منذ مطلع العام الجاري إلى 291 حالة وتسجيل 147.927 حالة يشتبه بإصابتها بالوباء، مشيرةً إلى أن شهر مارس المنصرم شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الوفيات، حيث توفي 195 مصاباً، في حين سُجلت 76.152 حالة اشتباه إصابة بالوباء.
550 مستشفى
ناطق وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري أوضح أن حالات الكوليرا للعام 2019 بلغت 170 ألف اصابة واشتباه توفيت منها 351 حالة تضاف الى إصابات ووفيات عامي 2017 و 2018، ليكون الإجمالي حوالي مليون وخمسمائة وخمسين ألف حالة اصابة واشتباه و3116 حالة وفاة كحصيلة كاملة منذ ظهور الوباء تحت حصار ودمار العدوان لليمن.
وأضاف الحاضري : هناك اكثر من 550 مستشفى ومركزا صحيا وزاوية إرواء لاستقبال الحالات في كل مديريات الجمهورية دون استثناء تتوفر فيها الأدوية الخاصة مجانا وعلى مدار الأربع وعشرين ساعة بالتعاون مع منظمتي اليونيسف والصحة العالمية.
وأوضح الحاضري أنه وبسبب هذه الأوضاع الصحية لجأت الوزارة في يوم الصحة العالمي 7 ابريل إلى إعلان حالة الطوارئ الداخلية لمواجهة الوباء وذلك لحشد كل الجهود الشعبية والحكومية والمنظمات وكل المعنيين للتصدي للوباء.
مخيمات صحية
الدكتورة آمنة علي عبدالله من مستشفى السبعين في صنعاء أوضحت أن المستشفى يحتوي أكبر مركز لعلاج الكوليرا أنشأته وزارة الصحة بدعم من منظمة اليونيسف.
وقالت: إن مئات الحالات المصابة بمرض الكوليرا يستقبلها المركز يوميا من نساء وأطفال أغلبهم يأتي المركز في حالة صعبة وشبه منتهية، ولذا فهناك حالات تتشافى من هذا الوباء وحالات تصاب بالفشل الكلوي نتيجة الجفاف وأخرى تتماثل للشفاء خاصة التي يتم اسعافها بشكل مبكر قبل تفاقم وتدهور حالتها الصحية.
الدكتورة آمنة شددت على أن الوعي في التعامل مع مريض الكوليرا يحد من انتشار المرض. منوهة بإصابة عدد من الأطباء العاملين في مخيمات الكوليرا بالمرض ومنهم من توفي، بينهم كبير الأطباء الدكتور محمد عبدالغني رحمه الله أحد مسؤولي مخيم الكوليرا بمستشفى السبعين الأمر الذي يدعو الدكتورة آمنة علي عبدالله إلى التأكيد على وجوب الحرص التام عند التعامل مع مريض الكوليرا والذي من السهل جدا أن يتعافى عند اتباعه طرق الشفاء الصحيحة.
مصادر الوباء
من ناحيتها بينت سلوى الشيباني، اختصاصية أمراض الباطنية والأطفال، أن هناك ارتفاعا كبيراً في حالات الإصابة بالكوليرا خاصة عند الأطفال وكبار السن وفي المناطق التي تعتمد بشكل ملحوظ على المياه الجارية التي اختلطت بمياه الصرف الصحي لري وغسل الخضروات والفواكه وخاصة منطقة المطار وحزيز تليهما الصافية.
وقالت الشيباني: وهنا نطرح رسالتنا للمسؤولين باعتبار أن المياه الملوثة هي المصدر الرئيس لتفشي مرض الكوليرا في البلاد: لماذا لا يتم إغلاق تلك البؤر وضبط المتورطين؟!! مطالبة وزارة المياه بمضاعفة دورها في الرقابة على مياه الآبار والمحطات والوايتات لفحصها وتعقيمها بمادة الكلور وتشكيل حملات ميدانية لضبط كل المخالفين للحد من هذا الوباء القاتل.
إجراءات وقاية
الشيباني أضافت: يجب أن لا يتم التهاون مع أي حالات اشتباه بالكوليرا من قبل الأسر لتفادي حالات الجفاف التي قد تؤدي للوفاة لا قدر الله. ولهذا إذا لاحظتم أن احد افراد الأسرة لديه إسهال مائي سارعوا بإعطائه محلول الإرواء عن طريق الفم لأهميته وبكميات كثيرة.
وأضافت أن محلول الإرواء يمكن إعداده في المنزل بتجهيز ماء معقم تم غليه على النار يترك ليبرد قليلا ويضاف لكل لتر من الماء نص ملعقة ملح وست ملاعق سكر ويمكن اضافة ليمون أيضاً ثم يشرب المصاب أكبر كمية يستطيع شربها لأن هذا المحلول هو المنقذ لحياة الكثيرين..
وبشأن إجراءات الوقاية من الإصابة، شددت الشيباني على النظافة ومضاعفتها بغسل اليدين قبل الأكل وبعد ارتياد الحمام وتحري نظافة المياه وغسل الفواكه والخضار بالخل لأنه يقتل البكتيريا الناقلة للمرض.