وسيم .. يتحدى فيبري جاس

هناك مفارقة عجيبة غريبة كلما أتذكرها أحس بالحسرة والألم وأقول سبحان موزع الأرزاق ومقسم الأحوال بحكمة لا يعلمها إلا هو .. ففي العام 2003م شاركت بلادنا في نهائيات كأس العالم للناشئين في فنلندا وكانت تمتلك في تلك الفترة أجمل من لعبوا كرة قدم في بلادنا وقبيل النهائيات لعب ناشئونا مباراة ودية مع اسبانيا وكان في صفوف الأسبان (فيبري جاس/انسته/وديفيد سيلفا) وغيرهم كثيرون أسماؤهم اليوم تحتل صدارة الفرق والنجوم وخسرنا حينها صفر واحد.. ولعب في صفوفنا الإدريسي وزاهر فريد والخدشي ووسيم القعر الذي تنبأ حينها وقال لزملائه انظروا اليوم نحن ننافسهم ونقارعهم وربما نفوز عليهم ..لكن شوفوا بكرة هم فين ونحن فين هم يحتلون ويتصدرون أندية العالم وأثمانهم بالملايين ونحن من بيت خردة إلى بيت وردة وأسعارنا بالملاليم .. والفرق بيننا وبينهم حرف النون من حرف الميم ..نحن لنا الميم وهم لهم النون لعب كما لم يلعب في حياته وراقص كل من رقصوا العالم ومازالوا يرقصوه حتى اليوم ولسان حاله يقول .. لن تذكرونا لان رزم المال تنسيكم حتى أنفسكم أما نحن فسوف تكونون في خواطرنا وذكرياتنا كلما أطلت أجسادكم الممشوقة في مباريات الدربي الأوربية أو الكلاسيكو الاسبانية أو فاز أحدكم ببطولة درع أو كاس ملك .. وكلما ظهرت صوركم على الشاشات سنقول أنا لعبت ضد هذا .. وارى بعيني هاتين الكثير الكثير من السامعين يستنكر ذلك ويقول في نفسه مسكين وسيم زاد عليه حماسه وشطح ونطح حتى دق رأسه بحجر الواقع.
وعندما شاهدت وسيم القعر لآخر مرة بعد فترة طويلة في أربعينية أوسام السيد تذكرت تلك الرواية التي يصر على حكيها لي كلما التقينا وأنا استمع إليها باهتمام ويقظة وكأني اسمعها لأول مرة وهو يصافح على الجميع ويلف فانلة صديق العمر على وجهه باحثا عن مهرب ومنفذ يداري بها دموع حزن وواقع حال ..البؤس نفسه يهرب منه..
● ● ● ●
وظل السؤال يطاردني وكأنه مطرقة تضرب الرأس والبدن ..لو كان وسيم القعر وغيره من نجومنا الأفذاذ وما أكثرهم عاشوا في بلاد الغال أو الهكسوس أو حتى الأراضي المنخفضة .. هل كنا في اليمن تعرفنا عليهم وعرفناهم وكلمناهم وبسطوا لنا تواضعهم الأغلى من المليارات .. الحمد لله في الأولى والآخرة.

قد يعجبك ايضا