يسر الدين الإسلامي

 -  تميزت الشريعة الإسلامية بخصائص متعددة فهي شريعة ربانية في مصدرها كما هي شريعة واقعية في أحكامها كما هي شريعة شاملة لكل ما يصل من شأن الإنسان في معاشه و

> تميزت الشريعة الإسلامية بخصائص متعددة فهي شريعة ربانية في مصدرها كما هي شريعة واقعية في أحكامها كما هي شريعة شاملة لكل ما يصل من شأن الإنسان في معاشه ومعاده كما أنها تتسم باليسر والسهولة. والآيات والأ حاديث الدالة على ذلك كثيرة منها: قوله تعالى في سورة البقرة: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” وقوله تعالى في سورة الحج: «وما جعل عليكم في الدين من حرج” وقوله صلى الله عليه وسلم :” إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه» وقوله صلى الله عليه وسلم “إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين”¡ وهذا التيسير له مظاهر متعددة منها :
1) عدم التكليف فوق الطاقة: قال تعالى “لا يكلف الله نفسا◌ٍ إلا وسعها” وقال تعالى “ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا◌ٍ إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا◌ٍ”.
2) قبول العذر : وباب العذر في الفقه الإسلامي باب واسع. ومن أمثلة ذلك من لا يستطيع الوضوء له أن يتيمم ¡ ومن لا يستطيع الصلاة قائما◌ٍ يصلي قاعدا◌ٍ ¡ ومن لا يقدر على الصيام لمرض أو نحوه أن يفطر وعليه القضاء أو الفدية بحسب حاله¡ كما أوجب الحج على المستطيع ولم يوجبه على غيره.
3)الأخذ بالضرورة: حيث إن الضرورات تبيح المحظورات . ومن ذلك إباحة الأكل من الميتة للمضطر قال تعالى “فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم” .
4) الأخذ بأخف الضررين¡ فالضرر الأشد يزال بالضرر الأخف.
5) التيسير في مجال التوبة والرجوع إلى الله – تعالى – “فما من عبد يذنب ذنبا◌ٍ فيتوضأ فيصلي ركعتين يستغفر الله فيها إلا غفر الله له”.
6) كان في الشرائع السابقة أن الثوب إذا أصابته نجاسة يقطع مكان هذه النجاسة وفي الشريعة الخاتمة يكتفي بغسل هذا الموضع. كما أن الصلاة كانت لا تصح إلا في بيت العبادة أما في شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد جعلت له الأرض مسجدا◌ٍ وتربتها طهورا “.
7) التيسير في مجال الدعوة : فالتضحية واجبة إذا أمن الناصح على نفسه المكروه¡ ومن شروط النصيحة ألا تؤدي إلى ضرر أكبر حفاظا◌ٍ على قاعدة الأخذ بأخف الضررين¡ فرب أمر بمعروف أدى إلى ارتكاب منكر فيكون المنكر هو الأمر بالمعروف¡ ورب نهي عن منكر أدى إلى ارتكاب منكر أكبر منه فيكون المنكر هو النهي عن المنكر.
8) الاجتهاد : فمن يسر هذا الدين أنه فتح باب الاجتهاد ¡ لأن الأحكام متناهية¡ والأحداث والمستجدات من الأمور لا تتناهى من هنا يفتح باب الاجتهاد ¡ لأن هذه الشريعة خاتمة الشرائع السماوية ¡ وصلى الله – تعالى – على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما◌ٍ كثيرا◌ٍ والحمد لله رب العالمين.
● عضو بعثة الأزهر الشريف بالجمهورية اليمنية

قد يعجبك ايضا