البدائل الصناعية والاختراعات قهرت العدوان والحصار
تفوق علمي ، ذكاء ذاتي ، إرادة وتحد ، واقع مترد هذا ما أمتلكه المخترعون اليمنيون من دعم مادي ومعنوي، مؤكدين أن المعاناة والحرمان تولِّد الإبداع فتحيل الخيال المستحيل اختراعاً ملموساً وتكشف سراً كونياً.. عزيمة إصرار مثابرة وانتماء لليمن هو ما نحتاجه للوصول لحلم الاكتفاء الذاتي المنشود .
الثورة / سارة الصعفاني
بلد غني بالثروات يشكو الفقر والحاجة ،ويستورد كل متطلبات الحياة وحتى غذاءه دواءه وما يرتديه أبناؤه الذين أدركوا في ظل حصار العدوان أهمية الصناعات المحلية وابتكار اختراعات وبدائل صناعية ولو بأبسط الإمكانيات تحت سماء وطن .. تحيا الجمهورية اليمنية.
36 براءة اختراع محلية وبدائل صناعية يدوية وأخبار عالمية عن اختراعات يمنية أحدها(كابينة الحياة)طوق نجاة للركاب من حوادث وكوارث الطائرات بتصميم كبائن داخل الطائرة تحمل كل واحدة اثنا عشر راكباً تنفصل تلقائياً أثناء حوادث حريق الطائرات لتصل إلى الأرض بسلاسة وسهولة وبشكل طبيعي لتكون بمثابة قوارب النجاة في البواخر والسفن، اختراع حاز على إشادة اللجنة المحكمة التي تضم كبار المخترعين في العالم ولقاء مع مسؤولي شركة إيرباص العالمية لتصنيع الطائرات لإدراجه في تصاميم الطائرات الجديدة للشركة.
الطاقة المتجددة
ومن البحار اكتشاف للقبطان البحري عبد الرقيب المجيدي للطاقة المتجددة صديقة البيئة وحلول متاحة لإزاحة الظلام والجمود بمشروع توليد الطاقة الكهربائية من المد والجزر والأمواج والتيارات البحرية والرياح في مضيق باب المندب بين الساحل اليمني وجزيرة ميون، وتصنيفه بالموقع الأمثل لتوليد الطاقة الحيوية الديناميكية.. إذ يستمر تدفق التيارات البحرية على مدار العام من اتجاهين متعاكسين خليج عدن والبحر الأحمر، وقد أثبتت ذلك دراسة جدوى لشركة بريطانية ومسوحات بحرية قامت بها شركة أمريكية لمدة عامين بمختلف أنواع الأجهزة البحرية وعبر الأقمار الصناعية للمد والجزر والتيارات البحرية ..تبين بعد تحليل النتائج أن كمية الطاقة الثابتة التي تمر في المضيق 82700 ميجا وات في الساعة سنوياً، وقدرت مدة تنفيذ المشروع عام بكلفة ملياري دولار في حين كانت تكلفة الطاقة الكهربائية المنتجة في السنوات الماضية من الديزل والغاز مليار و200 مليون دولار لإنتاج 800 ميجا وات فقط .
ومن صميم الإنسانية تفكيرك بغيرك ومد يد العون لمن يحتاجك .. عدنان نصر البعداني/ أحمد عبدالله باوزير / علي سالم باقطمي / إبراهيم محمود فرحان هؤلاء المبدعون نبضت قلوبهم إنسانية فكان الكرسي الذكي الذي يلبي احتياج من فقدوا أطراف الجسد باستجابته لإشارات الدماغ .. اختراع ازاح اليأس وغرس الأمل والفرح في نفوس المصابين بالشلل وبالأخص ضحايا العدوان من الذين باتوا فجأة عاجزين حركياً وإن تعذر امتلاك الكرسي الذكي بذكاء من صنعوه فما تزال أفكار وابتكارات اليمنيين الحائزة على براءات اختراع أو منفعة خارج حيز التنفيذ في انتظار تمويل وطن غني بالثروات لن يبخل.
ويهدف اختراع التحكم بكرسي متحرك عن طريق إشارات الدماغ أو حركة اليد إلى توفير حلول مناسبة لمساعدة العاجزين عن الحركة مع مراعاة نوع العجز سواء كان تاماً أو جزئياً، لذلك يحتوي المشروع على فكرتين لمساعدة المصابين بالشلل الرباعي بالتحكم بكرسي متحرك، تقوم الفكرة الأولى للاختراع باستخدام جهاز لقياس الإشارات الدماغية (Entertainment EGG system ) للتحكم عن بعد بشكل لاسلكي بمحركات صغيرة لها القدرة على تحريك نموذج مصغر لكرسي متحرك، وذلك من خلال ترجمة الإشارات الصادرة من الدماغ وكذلك طرف العينين إلى أوامر لتحريك تلك الحركات، ويتم ترجمة هذه الإشارات بواسطة متحكم دقيق(Microcontroller) متصل بمحركات صغيرة قابلة للتحكم بسرعتها من النوع (Servo Motor)، ويتصل المتحكم بحساس لقياس المسافة والغرض منه هو إيقاف المحركات عن الحركة في حال وجود عائق أمام الكرسي، ويتم إظهار بيانات الإشارات الصادرة من الدماغ عبر شاشة (LCD) متصلة بالمتحكم، وتهدف هذه الفكرة إلى مساعدة المصابين بالشلل الرباعي التام العاجزين عن تحريك أي طرف على التنقل دون مساعدة، في حين تقوم الفكرة الثانية للاختراع باستخدام اشارات اليد للتحكم بنموذج الكرسي، وذلك من خلال حساس للحركة (Accumulator) الذي يقوم بتحديد اتجاه حركة اليد وتحويلها إلى إشارة تماثلية ثم يتم إرسالها إلى مشفر (Encoder) الذي بدوره يقوم بإرسال البيانات المشفرة إلى مرسل موجات راديوية (RF Transmitter)، ويتم استقبال الموجات المرسلة عبر مستقبل الموجات الراديو (RF Receiver) ثم يتم نقل البيانات المستقبلة إلى مفكك شفرة (Decoder) ثم يتم نقل البيانات إلى متحكم دقيق ليتم معالجتها وإرسالها إلى المتحكم الآخر ليتم التحكم بالمحركات المتصلة معه، هدف هذه الفكرة مساعدة المصابين بالشلل الرباعي الجزئي القادرين على تحريك أطرافهم أو أصابعهم على استخدام كرسي متحرك دون الحاجة إلى مساعدة.
المخترع محمد عبدالكريم الغابري حاصل على ست براءات اختراع محلية وخارجية من أصل 42 اختراعاً، حصد المركز الأول في المعرض الدولي الثاني للاختراعات في طرابلس الغرب ومعرض الاختراعات العربي والبيئة في الشارقة ، وتم تكريمه في مهرجان الرواد العرب من قبل جامعة الدول العربية، ومن الجمهورية العربية السورية في معرض الاختراعات الدولي .. ورغم ذلك ما تزال اختراعاته تنتظر التمويل لتنفيذها على نطاق واسع على أرض الواقع كجهاز متحرك لإنتاج الطاقة الضوئية والحرارية وإنتاج الأسمدة العضوية عالية الجودة.. متحدثاً عن اختراعه قائلاً: جهاز إنتاج الطاقة يعمل بكفاءة عالية، مواد تصنيعه متوفرة محلياً ، ولا يتطلب تصنيعه خبراء أجانب وسوف يسهم بحل مشكلة الغاز بنسبة تزيد عن 50 % ، وأتحمل مسؤولية ذلك.
فكرة اختراع آخر جهاز للتخلص من العوادم لحماية الإنسان من مخاطر التلوث البيئي والحد من تفشي أمراض الجهاز التنفسي والأورام السرطانية والمساهمة في التخفيف من مشاكل ثقب الأوزون وظاهرتي التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، وتوفير المشتقات النفطية لكل المحركات العاملة بالوقود الأحفوري.. وجهاز محمول لتنقية المياه المالحة والملوثة والعادمة.. ما أحوجنا لذلك في ظل ما نعانيه من شحة المياه وتفشي الكوليرا والملاريا، وري المحاصيل بمياه الصرف الصحي غير المعالجة .
مخترع آخر يُعرف بـ ‘‘ أديسون اليمن ‘‘ هو المهندس محمد العفيفي الحائز على عدة براءات اختراع علمية وهندسية وما يزال في جعبته أفكار ابتكارات هي أساس الاكتفاء الذاتي .. من بين إنجازاته جهاز كشف الحالات النفسية والعصبية عن بعد .. الجمنة الكهربائية عام 1978م .. جهاز حماية العيون من خطر الإشعاع المنبعث من شاشات التلفزيون .. جهاز الحد من التدخين يجعل جهاز التلفاز يتوقف عن البث أثناء التدخين.. جهاز الإشعاع الضوئي والفوانيس الضوئية.. اختراع ‘‘ آلة طبخ ‘‘ و‘‘سخان ‘‘ يعملان بنظام الطاقة الشمسية..جهاز عفيفي بيجر هاوس للإنذار قبل احتراق الطعام .. وجهاز (الأوتوكيو) الخاص بقراءة النشرات الإخبارية عام 1979م ما مكن المذيعين من قراءة النشرات من شاشة أمامية ليكون التلفزيون اليمني هو أول من استخدم الجهاز لكن تم السطو على الاكتشاف وسرقته وتطويره وإنزاله إلى السوق عام 1996م من قبل شركات أجنبية بسبب عدم حصوله على براءة اختراع من اليمن إذ لم تكن مسجلة في المنظمة العالمية لحماية الحقوق الملكية الفكرية.
ما ذُكر يشحذ الهمم ويدعو الحكومات المتعاقبة للاهتمام بالمبدعين والمخترعين وتشجيع الصناعات المحلية لتحقيق اكتفاء ذاتي حلم كل اليمنيين خاصة في ظل العدوان والحصار الجائر والأزمات المعيشية والمالية الخانقة.
Next Post
قد يعجبك ايضا