عيد الأضحى المبارك.. دفء للمشاعر.. وصلة للرحم.. وفرحة للأطفال

> أبناء محافظتي إب وذمار لـ” الثورة “

> مناسبة تتجلى فيها الألفة ووحدة الصف ونبذ الخلافات

> رغم الوضع المعيشي الصعب تجد الإباء والشهامة والصبر ممزوج بكرم المجتمع وطيبته غير مبالين بالعدوان وحصاره

> العيد تواصل وزيارات متبادلة بين الأهل والأصدقاء ومحطة للتنزه والفرح والبهجة والصفاء والتسامح

إب/ محمد علي ناجي – ذمار/ رشاد الجمالي

يستقبل الشعب اليمني عيد الأضحى المبارك وكلهم عزم وإصرار وتفاؤل وأمل، رغم كل معاناتهم وآلامهم التي تسبب بها العدوان السعودي الغاشم.
وبالرغم من ذلك كان لحب الوطن دافعاً قوياً في قلب كل يمني للاستمرار في الحياة ويقهر معها الظروف الصعبة التي تفرض عليهم من قبل عدوان همجي زاد من انتهاكاته وجرائمه.
ولأن عيد الأضحى المباركأحد المناسبات التي من خلالها تتجدد طاقات هذا الشعب لمواصلة رحلتهم “الثورة” نزلت إلى الشارع والتقت العديد من أبناء محافظتي “إب وذمار” لاستجلاء آرائهم حول عيد الأضحى.. وكانت هذه هي الحصيلة:

*في البداية تحدث الأخ / فهد الفقيه، من أبناء محافظة إب، قائلاً:
-يقضي أبناء محافظة إب أيام عيد الأضحى المبارك كسائر أبناء المحافظات الأخرى في صمود وآباء، رغم ما يعانونه من حصار وقصف وحرب عشوائية ضد وطننا الحبيب إلا أنهم يصنعون البسمة في الشفاة بكرمهم وطيبة أنفسهم وشهامتهم وحبهم لعمل الخير والتكافل الاجتماعي وتبادل الزيارات العيدية،بالإضافة إلى التواصل المستمر بين الكثير من اطياف المجتمع وبما يعزز الإخاء ويجسد لحمة المجتمع الواحد.
تراحم وتكاتف
ويضيف: في عيد الأضحى تندرج اللقاءات تحت موروث العادات والتقاليد الحسنة عن طريق التزاور واللقاءات والاجتماعات بين أبناء القرى والعزل والمديريات، وكذا تبادل الزيارات بين الأصدقاءوالأقارب وتبادل التهاني والتبريكات معهم، رغم الوضع الاقتصادي الصعب إلا أنك تجد الإباء والشهامة والصبر ممزوج بكرم المجتمع وطيبته غير مبالين بالعدوان وحصاره، كما تجد التراحم والتكاتف بين الجميع والتكافل الاجتماعي والكرم والجود.
تبادل التهاني
واختتم حديثه بالقول: من أبرز العادات والتقاليد لدى أبناء المحافظة تبادل الزيادات الفردية والجماعية،وإقامة الأفراح والأهازيج والكرنفالات الشعبية في الساحات العامة للقرى والعزل والمديريات، وكذلك زيارات الأماكن الاثرية والتاريخية في المحافظة، وايضاً الاهتمام بالأسرة والأطفال وإخراجهم في معظم الزيارات أو الرحلات وزيارة الحدائق، ومعظم ما يتم مما سبق يأتي بعد زيارة الأرحام والأقارب وتبادل التهاني معهم كأولوية لدى الكثير من أبناء محافظة الشموخ والتاريخ إب الخضيرة، وما يجب التنويه إليه أن الطقوس العيدية تتم في العديد من المناطق عدا بعض الاختلاف بالعادات والأعراف من منطقة إلى أخرى خصوصاً في المناطق الريفية.
سمات التعايش
وعن حفاوة استقبال عيد الأضحى المبارك الذي يتجسد فيه أسمى معاني السمو الروحي، تحدث إلينا المواطن، علي العمري، قائلاً:
من الطبيعي أن تجد أبناء محافظة إب يجسدون أسمى معاني السمو الروحي وسمات التعايش والتراحم والتكاتف في مختلف الأزمنة وخاصة ما لمسناه خلال هذه الشدة من مد يد العون لكافة المحتاجين وهاهم بنفس الحفاوة يستقبلون عيد الأضحى المبارك الذي يجسد أيضاً قيمة أخلاقية الا وهي صلة الأرحام وتلمس أوضاع الفقراء والمساكين.
حرب وحصار
وأضاف: هناك من يعتقد ان الحرب والحصار المطبق على الشعب اليمني سيغير من تلك القيم النبيلة التي تميز بها أبناء المجتمع ولكنها لم تزدهم إلا ثباتا على تلك القيم ورغم الشدة ستبقى المواقف الإنسانية والاجتماعية هي السائدة لدى كافة أبناء المجتمع حتى يكشف الله عنا الغمة ونحتفل جميعاً بالنصر المؤزر إن شاء الله.
ولنا في هذه المناسبة أن نهنئ أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية وكافة أبناء الشعب اليمني العظيم الصامد في وجه العدوان وندعوهم جميعاً إلى مزيد من الصمود والصبر والثبات.
عدوان غاشم
اما الأخ، مبارك محمد ناصر،فقد أكد أن العدوان رغم حصاره وجبروته لم يتمكن من سلب اليمنيين فرحة عيد الأضحى المبارك، حيث قال:
في مدينة إب مدينة السلام يهل على ابنائها عيد الأضحى  ليرسم الفرحة والابتسامة التي طال غيابها في وجوه الكثير من ابناء هذه المحافظة، ابتسامة سلبها حصار جائر طالت مدته ولن تطول أكثر، وعدوان غاشم لا يعرف معنى الإنسانية ولا يجيد سوى القتل والتدمير المحرم ومع ذلك تستمر الحياة وتتوالى الأيام وتبقى الذكريات الملطخة بدماء الشهداء الأبرياء الذين غيبهم علينا قصف الطائرات ما يجعل هذا العيد بلا عيد وهذه الفرحة بلا فرحة،ولكن من ذهب فالجنة مثواه ومن بقى سيعيش في عز وكرامة وسنفرح بكل عيد يمر علينا رغم كيد الحاقدين على يمننا السعيد.
نفرح رغم الألم
ويضيف: رغم العدوان السعودي الغاشم، وما نجده من فاقة لانعدام المال في أيدي الكثير فالموظف بلا راتب والضرر لحق بالكثير من المواطنين والتجار وأصحاب الحرف، سوف نمارس العيد بكل أفراحه وابتهاجه وطقوسه.
تعارفت القلوب
واختتم قائلاً: ونحن في محافظة إب على وجه التحديد رغم ازدحامها بالسكان والنازحين الذين أتوا من مختلف المحافظات هرباً من بطش الحرب والدمار، إلا أن عيدنا سيُصبِح أجمل من اي عيد مضى فلقد تعارفت القلوب وتآلفت الأرواح وأصبحنا جميعا إخوة متحابين، نتزاور فيما بيننا ونتعاطف كما لو كنا جسداً واحداً، ولن يهزنا صوت الطائرات ولن يثنينا الحصار على أن نعيش حياتنا بأجمل تفاصيلها خاصة في عيد الأضحى المبارك الذي نمارس فيه العديد من العادات والتقاليد الجميلة في مختلف قرى ومناطق المحافظة، كالزيارات العيدية وإقامة الأفراح والأعراس المصحوبة بمختلف أشكال الفرحة والسرور.
في محافظة ذمار
في هذه المحافظة التقينا المواطن، ابراهيم الجمرة، الذي تحدث عن أهمية هذه المناسبة، قائلاً:
العيد مناسبة دينية عظيمة، وهو يوم مبارك ميزة الله تعالى عن سائر الأيام، وفيه نشعر بالسعادة التي لا توصف عندما نزور الأهل والأقارب والأرحام، فالعيد شيء جميل ومميز، لأنه يحمل لنا الفرحة والسعادة، وفيه تتصافى النفوس بين الأهل والأقارب وتسود الجميع الفرحة الغامرة، وما تحمله هذه المناسبة الدينية العظيمة من سمات عظيمة ودلالات كثيرة وقيمة تتجسد في التراحم والتعاطف والتكافل بين المسلمين.
في ظل العدوان
ويضيف:يمارس أبناء محافظة ذمار أيام عيد الأضحى في ظل العدوان والحصار بشكل طبيعي، فنحن نمارس حياتنا وتقاليدنا العيدية وكأن شيئا لم يكن وكأن العدوان لم يعد مستمراً في عدوانه وهذا هو ما يميز أبناء الشعب اليمني عن غيره من الشعوب الأخرى حيث لا تركعه الظروف أو الصعاب.
زيارة الأرحام
المواطن، محمد جمال النجار، أكد بأن العيد لن يختلف عن كل عيد، وأن أبناء ذمار يعطون عيد الأضحى المبارك حقه أياً كانت الظروف التي تمر بها المحافظة خاصة في ظل العدوان السعودي الغاشم.
ويضيف: لهذه المناسبة الدينية العظيمة في محافظه ذمار مذاقها الخاص تبدأ بشراء الأضاحي والملابس الجديدة، وبعد الانتهاء من صلاة العيد، يتم تبادل التهاني، ثم تبدأ رحله الزيارات بين الأهل والأقارب والأصدقاء وزيارة الأرحام وتقدم لهم الهدايا وعسب العيد، رغم الظروف المعيشية التي يواجهها المواطنون بسبب العدوان على بلادنا.
طقوس عيدية
وعن العادات والتقاليد التي يمارسها أبناء ذمار، قال:
-بالنسبة للعادات والتقاليد المتبعة وأعتقد انها متقاربه وموحدة نوعا ما في أنحاء اليمن حيث يتجهون لأداء صلاة العيد في مصلى العيد ثم يتصافحون مع بعضهم البعض ويتبادلون التهاني والتبريكات ويقومون بزيارات الأرحام والأقارب ويأكلون عندهم جعالة العيد من زبيب ومكسرات وكعك ومشروبات ويحيون أيام العيد بالبرع وكل سلوك يظهر الفرح والسرور ويجتمعون مع بعضهم البعض في المقايل كما تقوم بعض الأسر بالخروج إلى المناطق الريفية لقضاء يوم وأوقات ممتعة.
مناسبة غالية
وبدوره عبر المواطن، احمد العنسي، عن سعادته بهذه المناسبة حيث قال:
-عيد الأضحى المبارك مناسبة دينية غالية على امتنا العربية والإسلامية فهي لوحة فرائحية زاهية الألوان تعزف اجمل السعادة ففيه تشرف الوجوة باسمة لبعضها البعض وتتشابك الأيدي متصافحة وتتعانق الأجسام متحابة وتسحق الخلافات وتنبذ الأحقاد وتتصافى النفوس وتتقارب الأرواح وترسم الفرحة على وجوه الأطفال، ويلتقي الأحبة، ويعود الغائب ويجتمع الشمل فيفرح الصغار ويسعد الكبار فالعيد مناسبة دينية عطرة بعمق الايمان ونسيم المغفرة من الواحد الديان فيجب الإكثار فيه من الحمد والشكر للواحد القهار لما وهب عباده فأراد الله سبحانه وتعالى ان يتم فرحته لعباده بعيد الأضحى المبارك ويجب علينا تفقد المحتاج والمسح على رؤوس الأيتام.
هدايا وحلويات
وأضاف: من أبرز العادات العيدية في محافظة ذمار الذهاب لصلاة العيد، وبعد الانتهاء من الصلاة نقوم بذبح الأضاحي، ومن ثم نتوجه لزيارة الأرحام والأقارب وزيارة الجيران وتوزيع عليهم الهدايا والحلوى وغيرها، هذا إلى جانب مساعدة الأسر الفقيرة، ومن ثم الذهاب إلى المجالس الاجتماعية حيث يلتقي جميع أبناء القرية أو الحارة أو العائلة ويتم تبادل التهاني واسترجاع ذكريات الأعياد الماضية.
ذبح الأضاحي
*من جانبه تحدث المواطن، عبد الفتاح الجولاني، بالقول:
-ما إن يهل عيد الأضحى المبارك على أبناء محافظة ذمار إلا وتشاهد وجوه الجميع متهللة فرحة مبتسمة ، يتبادلون الزيارات فيما بينهم صباحاً وفي أوقات الظهيرة والعصر، وفي ليالي العيد تجد الشباب وأغلب كبار السن في المدن وفي القرى يقضون ساعات طويلة في تناول القات بأحد دواوين الحي أو القرية التي تتسع لأعداد كبيرة من الناس، وما إن يتنفس الصبح خلال أيام العيد إلا وقد صحى أغلب المواطنين الرجال منهم والنساء والأطفال ليستعد كل منهم للقيام بممارسة طقوسه العيدية المعتادة، حيث يقمن النساء بإعداد وتقديم الكعك وجعالة العيد لأفراد الأسرة ولمن يأتي إليهم معايداً من أقاربهم، أما الرجال والشباب والأطفال فيذهبون جميعاً لأداء صلاة العيد في ما يسمى “المصلى” ويكون المصلى في الغالب أحد الأماكن المفتوحة الواسعة، أو في الجامع وبعدها يتوجه كل منهم إلى أرحامه ليصلهن وإلى معايدة بقية أقاربه وأهله وعقب ذلك يعود البعض منهم إلى منازلهم لذبح الأضاحي التي اشتروها خصيصاً لعيد الأضحى المبارك ويتجه البعض الآخر إلى الأسواق والساحات التي تذبح فيها المواشي لشراء اللحوم بحسب ظروف كل واحد منهم.
توحيد الصف
ويضيف: أعتقد أنه آن الأوان خاصة ونحن في هذه المناسبة الدينية العظيمة أن نقول كفى للحزن ونبادر من الآن بتوحيد الصف وتخليص الأبدان بما لحق بها من أدران كي نبدأ مسيرة الوطن ولملمة جراحه العميقة، ونوحد جبهاتنا الداخلية لمواجهة العدوان الغاشم.. وأنا واثق بأن هذه المناسبة العظيمة ستكون فاتحة خير على وطننا الغالي.
تحيا اليمن
واختتم قائلا: لا يفوتني هنا ومن خلال صحيفتكم ان أتقدم بأطيب التهاني والتبريكات لأبناء الشعب اليمني الواحد والموحد بمناسبة عيد الأضحى المبارك، كما لا يفوتني أيضاً أن اهنىء بهذه المناسبة، أسود اليمن الذين يتحركون بإيمان لا يتزعزع وتصميم لا يلين، للدفاع عن اليمن وشعبه فهكذا هم رجال الجيش واللجان الشعبية، الذين وهبوا أرواحهم لليمن.. واليوم على طريق الفداء والتضحية يتقدمون.. فتحيا اليمن.

 

 

قد يعجبك ايضا