> مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة عمران لـ”الثورة”
عمران / صفاء عايض
تعرض القطاع الزراعي في بلادنا لخسائر كبيرة جراء استهداف العدوان لكل القطاعات والمنشآت الخدمية في مختلف المحافظات، وفي هذا الإطار يأتي القطاع الزراعي بمحافظة عمران الذي تأثر بشكل كبير بسبب غارات العدوان التي استهدفت العديد من مزارع الدواجن والحقول الزراعية والمعدات المختلفة الخاصة بها ، إضافة إلى استهداف الطرق والجسور وانعدام المشتقات النفطية التي أدت الى تضرر المنتجات والمحاصيل الزراعية بشكل عام …
ولتسليط الضوء أكثر (الثورة) ألتقت المهندس حمير علي الجبلي، مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة عمران، الذي أوضح لنا في هذا اللقاء العديد من التفاصيل التي تتعلق بالقطاع الزراعي بالمحافظة ..وهاكم المحصلة:
في البداية حدثنا عن دور مكتبكم في تنمية القطاع الزراعي بمحافظة عمران؟
-يلعب مكتب الزراعة والري بمحافظة عمران دوراً هاماً وحيوياً في تنمية قطاع الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وذلك من خلال تزويد المزارعين بالمعلومات الخاصة بالأساليب الزراعية الحديثة والتي من شأنها الإسهام في تحقيق عوائد اقتصادية للمزارعين ويتمثل في تنفيذ بعض الحقول الإرشادية باستخدام التقنيات الزراعية الحديثة وكذلك تزويد المزارعين بشبكات الري الحديثة والتي تساعد في التقليل من استنزاف المياه عن طريق مشروع الري الوطني . وأيضا الإشراف على تنفيذ أنشأ البيوت المحمية ومتابعتها بالإضافة إلى علاج الأمراض النباتية والحيوانية والترصد الوبائي وغيرها من الأنشطة آخرها هي حملة التحصين البيطرية التي استهدفنا من خلالها تحصين “250” ألف رأس تقريباً خلال العام الماضي.
خسائر كبيرة
هل لك أن تطلعنا عن حجم خسائر مكتب الزراعة بعمران نتيجة القصف المباشر لها من قبل طيران العدوان الغاشم؟ والتكلفة الإجمالية لها؟
-في الحقيقة قطاع الزراعة مثل بقية القطاعات التي تم استهدافها من قبل العدوان السعوأمريكي وهناك أضرار مباشرة تمثلت في استهداف أكثر من خمس مزارع دواجن أملاك مواطنين، وكذا استهداف مبنى الزراعة في مديرية حرف سفيان وتقدر التكلفة الإجمالية لهذه الخسائر أكثر من خمسين مليون ريال .
وهناك أيضا أضرار غير مباشرة تمثلت في انقطاع مادة الديزل بسب الحصار والعدوان مما أدى إلى موت المحاصيل الزراعية بسب عدم توفر المياه وبسبب انعدام مادة الديزل، هذا بالإضافة إلى عدم قدرة المكتب على تسويق المنتجات الزراعية من وإلى المحافظات بسب استهداف الطرق والسيارات في الطريق العام من قبل طيران العدوان، وهذه الأضرار إلى اللحظة يتم حصرها بشكل كامل ، ولكن تم توثيق وحصر معظمها وتقدر بمئات الملايين .
ماذا عن دور مكتبكم في الجانب التوعوي ، وجهودكم في مكافحة الأمراض المنتشرة؟
-يقوم المكتب بالتوعية والإرشاد البيطري الترصد الوبائي الطارئ والتدريب والتأهيل، وإعداد الخطط والبرامج الخاصة بالصحة الحيوانية والإنتاج الحيواني، وبالرغم أننا نفتقر إلى أبسط الامكانات جراء الحرب والحصار إلا أننا نبذل جهوداً كبيرة للارتقاء بمستوى أداء عمل المكتب.
أمراض عديدة
ما هي الأمراض الأكثر انتشاراً، وكيف يتم التعامل معها؟
-الأمراض الأكثر انتشاراً في هذا القطاع هي جدري الأغنام والماعز وطاعون المجترات الصغيرة، الحمى القلاعية، الريبيزا وما يسمى بداء الكلب والتهاب الجلد التقرحي والبروسيلا والتهاب الكبد التنكرزي والتيتانوس ومرض التقيحي التجبني واليستيريا الطفيليات الداخلية والخارجية والدودة الحلزونية وكذا الأمراض غير المعدية ..
وبالنسبة لكيفية مكافحتها فتتم عن طريق النزول الميداني من قبل مكتب الزراعة والترصد الوبائي والمراكز الإرشادية البيطرية في المديريات ، علماً أن إدارة الثروة الحيوانية تمكنت من تحصين ما يقارب من (267923)من الأغنام والماعز ضد مرضى طاعون المجترات الصغيرة وجدري الأغنام والماعز ، وقامت أيضاً بمعالجة أغنام وماعز ضد الطفيليات الداخلية والخارجية ،وحيوانات أخرى منها (8774) أبقار و(1047) إبل و(7699) من الحمير التي تم معالجتها ضد أمراض مختلفة .
بحسب الامكانات
ما نوع الدعم الذي تقدمونه للمزارعين من أجل تحسين الانتاج النباتي والحيواني؟
-نقدم للمزارعين الكثير من الدعم وبحسب الامكانات المتوفرة لدينا حيث قمنا بدعم المزارعين بالبذور المحسنة وتنفيذ حقول إيضاحية إرشادية والإشراف على العمليات الزراعية المختلفة خصوصا في المحميات وكذا علاج الأمراض النباتية وتقديم خدمات الصحة البيطرية.
هل هناك دور للمنظمات ذات العلاقة في تقديم الدعم في هذا المجال؟
-كان للمنظمات دور كبير في السابق من خلال تنفيذ العديد من المشاريع الزراعية ولكن للأسف الشديد في الآونة الأخيرة وخصوصا من منتصف العام 2016م لم يعد هناك أي دور لهذه المنظمات.
علماً بأن منظمة الفاو لعبت دوراً في تزويد المزارعين بالبذور المحسنة بالمستلزمات الزراعية ، كما اقامت منظمة الصليب الأحمر بتنفيذ برنامج تحصين الثروة الحيوانية والتي من خلالها تم تحصين ما يقارب ” 250″ الف رأس من الحيوانات المختلفة.
وكنا نأمل أن تستمر هذه المنظمات في نشاطها ودعمها لكن توجه عمل هذه المنظمات في الآونة الأخيرة نحو الجانب الإنساني ونتمنى أن نرى أي نشاط ودعم قادم خلال العام الحالي.
ما هي أبرز المنتجات الزراعية في المحافظة؟
-تعتبر محافظة عمران من المحافظات الزراعية الأولى على مستوى الجمهورية والتي تزود السوق المحلية بمختلف المنتجات الزراعية منها البن والحبوب مثل الذرة الرفيعة والدخان والذرة الشامية والقمح والشعير والبقوليات بأنواعها وكذلك الخضروات مثل البطاط والطماطم والكوسة والبيبار والخيار وهذه تنتج في البيوت المحمية، وغيرها من محاصيل الفاكهة مثل العنب والفرسك والبرقوق (المشمش ).
وأما العسل ومنه العسل العصيمي والذي أصبح ذا شهرة عالمية، حيث يصدر معظمه للخارج والدول المجاورة مثل دول الخليج وكان الطلب عليه كثير جدا وكان التصدير قبل العدوان والآن توقف.
ماذا عن مجال تصنيع الألبان؟
-هناك استثمارات في قطاع الألبان بعمران تمثلت في مزرعة البون لإنتاج الألبان وهي جمعية استثمارية محلية مشاركة من الأهالي وحققت إنتاجاً ضخماً جدا ويوجد لديها أكثر من “200” رأس من الأبقار ولكن بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد والعدوان أنخفض الانتاج .
من الملاحظ تراجع مستوى إنتاج عسل السدر كماً ونوعاً فما هو تفسيركم لهذا التراجع؟
-يعد عسل السدر من أجود أنواع العسل ويسمى بالعسل العصيمي وفي محافظة عمران يوجد أكثر من مائتي ألف خلية التي بدورها تنتج أكثر من “200” طن من عسل السدر الذي يتم بيعه في الأسواق المحلية .
وللأسف الشديد أن الخلايا التي تربي فيها النحل خلايا بلدية وهي عبارة عن خلايا صندوقية وأعواد أشجار نادر ما تربي خلايا (كينيية- ولانجستروت) ليتم إنتاج البربلس. وحتى يتم إنتاج وتربية الملكات، والمحافظة تفتقر إلى وحدة نحل لإنتاج العسل ومختبر نحل العسل والنحل تأثر من الكوارث الطبيعية مثل أمطار العام الماضي الذي أدت إلى قتل وتدمير الكثير من الخلايا هذا إلى جانب قصف طائرات العدوان على منطقة العصيمات وحبور ظليمة وادي ذرحان التي أدت إلى موت الكثير من الخلايا وهروب البعض الآخر .
ما هي الصعوبات التي تعترضكم في أداء مهامكم؟
-الصعوبات كثيرة، ولكنها لن تقف حجر عثرة أمامنا، فنحن صامدون ومقاومون لأكثر من ثمانية عشر دولة ولابد أن نعمل جاهدين لإنعاش الوضع الزراعي في محافظتنا وثقتنا بالله قوية ،وبأننا قادرون على تحقيق النصر والنجاح مهما كانت الصعوبات.
ونتمنى من خلالكم تعاون الأخ غازي أحمد محسن، وزير الزراعة، في حكومة الإنقاذ الوطني بالاهتمام بمكتب عمران كونه لا يقل أهمية عن مكتب ذمار حيث وقد تم دعمه بشكل كبير .
وقد وعدنا الوزير في زيارته الأخيرة لمحافظة عمران بدعم مكتب الزراعة وكذا دعم مزرعة البون وتقديم البذور وشبكات الري الحديثة وطاقة الشمسية ومستلزمات زراعية أخرى.
لذا ومن خلال صحيفتكم، أناشد الأخ وزير الزراعة بوضع الحلول العاجلة التي من خلالها سيتسنى لمكتب الزراعة بعمران بالارتقاء بمستوى أدائه بالإضافة إلى تقديم كل الاحتياجات للمزارعين.
كلمة أخيرة تودون قولها في نهاية اللقاء؟
-أشكركم على إتاحة هذه الفرصة وأتمنى أن يكون هناك لقاء قادم وقد تحسنت الأوضاع إلى الأمثل واستطعنا تنفيذ العديد من الأنشطة الزراعية المختلفة، فهناك أنشطة ستنفذ في القريب العاجل بإذن الله ومنها تشجيع صغار المزارعين عن طريق دعمهم ببعض المستلزمات الزراعية ، وكذلك إقامة دورات تنشيطية تشمل الأخصائيين الزراعيين وكذلك المزارعين وغيرها من الأنشطة .
ولا يفوتني هنا أن أدعو كل أبناء اليمن المخلصين للوقوف صفاً واحداً ضد العدوان الغاشم الذي يريد تدمير كل شيء جميل على أرضنا الغالية.