تشكيلو الحرب والسلم في مواجهة التحديات
استطلاع/ هلال جزيلان
لقد كان تشكيل الحكومة في هذه المرحلة الحرجة ، من حياة اليمنيين بمثابة صفعة لأولئك المراهنين على انحناء أبناء الشعب ، يعد انتصارا جديدا لليمنيين سيكون له تأثيره الإيجابي على كثير من المسارات السياسية والاقتصادية وفي تعزيز الصمود في وجه العدوان.
“الثورة” أجرت استطلاعا لآراء عدد من السياسيين والأكاديميين حول تشكيل الحكومة وأولوياتها:
بداية مع الباحث والأديب يحيى محمد جحاف الذي تحدث قائلا: إن الإعلان عن الحكومة لاشك خطوة مهمة جدا والمفروض أن يكون ذلك من وقت مبكر باعتبارها انتصار للقرار الوطني المستقل نظرا للتعنت والاستهتار الذي نواجهه ما يقارب العامين من قبل قوى العدوان السعودي الامريكي ومرتزقتهم في فنادق الرياض الذين باعوا أنفسهم ووطنهم من اجل المال متناسين تلك الشعارات التي كانوا يضحكوا بها على الناس البسطاء وتشكيل الحكومة في نظري كان ضرورة ملحة نظرا لكل التنازلات التي قدمها الوفد الوطني في كل الحوارات التي تمت ابتداء بحوار جنيف وانتهاء بمسقط وقيام المرتزقة بإفشال تلك الاتفاقيات برغم أنها تخدم اليمن واليمنيين ووقف نزيف الدم اليمني والحد من معاناة اليمنيين نتيجة الحصارالبري والجوي والبحري الذي ضاعف من الحالة الإنسانية في اوساط المجتمع في ظل غياب وصمت دولي وإقليمي مريب..
وأضاف: ان تشكيل الحكومة قطع الطريق امام المناورات وتبادل الأدوار بين قوى العدوان ومرتزقتهم الذين يصعدوا من عدوانهم مع كل هدنة تعلن باستغلال ذلك من اجل الحصول على موطئ لإعادة كل ماتم الاتفاق عليه إلى المربع الأول.. وماينبغي على الحكومة هو إعادة تفعيل المؤسسات وأنشطتها وفق القانون والنظام العمل على توحيد الصف ومواجهة العدوان توحيد الخطاب الإعلامي وقف المهاترات البحث عن إيجاد مصادر لتعزيز الاقتصاد الوطني لأن معركتنا اليوم اقتصادية الحرص على الأمن والاستقرار وإشاعة روح المحبة والالفة بين الجميع باعتبارها حكومة إنقاذ وطني.
بعيدة عن الإملاءات والوصاية
وأكد الباحث السياسي حسن الوريث خلال حديثنا معه أنها “حكومة الحرب والسلام ” وقد قال: بداية أنا من وجهة نظري أن هذه الحكومة هي أول حكومة وطنية يتم تشكيلها بعيداً عن الإملاءات والوصاية الأجنبية بمعنى أنها حكومة وطنية مائة بالمائة ولم تخضع لأي مزايدات واعتقد انها خطوة مهمة من أجل ترتيب الوضع الداخلي ومواجهة العدوان السعودي الأمريكي وآثار العدوان والحصار ومواجهة التحديات العسكرية والاقتصادية والسياسية وتقديم الخدمات التنموية لجميع المواطنين.
وبالتأكيد أن هذه الحكومة هي من سيدير البلد خلال المرحلة الحالية والقادمة وقيادة مسيرة السلام وأيضاً مواجهة العدوان إن حرباً فحرب وإن سلماً فسلم بمعنى انها ستكون من وجهة نظري حكومة للحرب والسلام إضافة إلى دورها الهام في العمل على استقرار الوضع الداخلي والحفاظ على تماسك الوحدة الاجتماعية والإدارية والاقتصادية لليمن.
ومما لاشك فيه أن جميع ابناء الشعب اليمني يعولون على حكومة الإنقاذ الوطني في مواجهة العدوان وتحدياته والعمل أيضاً على تعزيز اللحمة الوطنية وتكامل الأدوار بين الجميع لبناء الوطن الذي يتعرض لهذا العدوان الهمجي الظالم وكذا دعم البنك المركزي وتأمين مستلزمات نشاطه وتوفير الحلول والمعالجات لضمان صرف استحقاقات المرتبات ومواجهة الأضرار الناتجة عن القرار التعسفي بنقل البنك من قبل الحكومة غير الشرعية وبتوجيهات دول العدوان وتفعيل قرار العفو العام والمصالحة الوطنية وكذا العمل على رفع الحصار على اليمن.
خطوة سياسية إلى الأمام
فيما تحدث الأستاذ عبدالله المؤيد وكيل وزارة الاعلام لقطاع الصحافة بأن تشكيل الحكومة جاء كخطوة سياسية إلى الامام يعلق الشعب امله فيها بأن ترسو سفينته في بر الأمان وان تقوم بايجاد حلول بديلة لكل ما يعانيه ولو بشكل جزئي وخاصة ان الشعب يمر بظرف استثنائي يحتم عليه ان يكون سنداً وعوناً لهذه الحكومة لاسيما في الملف الاقتصادي.
ولدت من الشعب وبمباركته
احمد المختفي مدير عام إذاعة صوت الشعب ومراسل قناة العالم قال أن: تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة وهي حكومة انقاذ جاء في الوقت المناسب بالتزامن مع ذكرى جلاء المحتل الانجليزي وكذلك مع استمرار سيطرة الجيش اليمني ولجانه الشعبية على جنوب المملكة وهذا مايعطي لهذه الحكومة زخما واسعا وكبيرا كونها ولدت من الشعب وبمباركته مهما كان هناك اعتراضات على تسميات بعض الوزراء لكن مايهم انها كسرت الهيمنة الخارجية وخاصة السعودية التي استمرت منذ ايام الرئيس الراحل الحمدي وحتى اليوم وعلى هذه الحكومة مسؤولية كبيرة وعليها اثبات نفسها في هذا الظرف الصعب بتدوير مالديها وتطويره والاهتمام بالموارد الموجودة لديها وعدم انتظار الخارج والدول الخارجية حتى وان لم تعلن رسميا موافقتها واقرارها بهذه الحكومة فهي ستعلنها مع الايام لان الخارج في النهاية يريد سلطة الواقع وليس الخيال الايام القادمة حبلى بالمفاجآت السارة باذن الله ونراهن ان المفاوضات ستستمر وان الحكومة ستصبح الممثل الشرعي الوحيد كما انها حمت البلاد من التفكك والصراع الداخلي الذي كان يحاك له.
لمواجهة التحديات
الدكتور محمد مناع قال : ان التحديات الآن كثيرة وبالتالي يأتي تشكيل الحكومة لمواجهة هذه التحديات وبهذا يجب علينا الأصطفاف لمساندة هذه الحكومة ، كما أني ، أعلم بأن أعضاء الحكومة يعلمون ما يأمله الشعب منهم وبالتالي يجب أن يكونوا متعاونين لأنجاح مهامها. كما أضاف: نتمنى أن يكون تفاؤل الشعبي اليمن في مكانه وان تأخذ الحكومة والمجلس السياسي موقعهم ودورهم الحقيقي لتلافي شبح سقوط الدولة ولا يتأتى ذلك إلا بأن تؤدي الحكومة مهامها وفقا لنصوص دستور الجمهورية اليمنية والقوانين النافذة، فالمصاعب كبيرة، والتحديات جمة، وننتظر من الحكومة أن تخفف من معانات المواطن اليمنى جراء هذا العدوان البربري الغاشم الذي دمر كل شيء جميل في اليمن ، وتتحمل كامل المسؤولية في مختلف الاتجاهات داخليا وخارجيا.
ويجب على الحكومة ان تعلم بأن الشعب والإعلام هو خير رقيب لها بعد الله وثقتنا بالحكومة والشخصيات التى عينت فيها كبير خاصة في مواجهة التحديدات ومؤامرات العدوان لذلك نشد على ايديهم بأن يكونوا عند مستوى المسؤولية الملقاة على كاهلهم الوطنية والتاريخية بإخراج اليمن من مستنقع الصراع والفساد والسرطان الذي يتغلغل في جسد الدولة لهدمها من الداخل اشد خطرا من هذا العدوان الغاشم ، لذلك يجب ان يكون هناك تعاون مع الحكومة لإنجاح مهامها اما إذا ظللنا في مكايدة سيكون الوضع أسوأ، لابد ان ينطلق الجميع بروح متفانية لإنقاذ الدولة من الانهيار والحفاظ على وحدة الوطن ، وقد جسد اليمنيون بوحدة الجبهة الداخلية وتشكيل الحكومة وتمثيل جغرافية اليمن بكل تضاريسها الجبلية والسهل والصحرى من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها وهى رسالة عملية للمتآمرين والخونة والعالم باسرة عندما يتفق اليمنيون يجب ان ينحني العالم احتراما لإرادة هذا الشعب العظيم ويتم اخراس كل ابواق الفتنة المدعومة ومموله من قبل العدوان ، لن ترى الدنيا على أرضي وصيا.
الإصرار على التوحد
فيما تحدث إلينا الدكتور حمير الحربي رئيس مؤسسة هيومن لايف للتنمية الأمين العام للمجلس الوطني للشباب قائلا:
بعد الإعلان عن تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني معظم اليمنيين يتساءلون ماذا ستعمل الحكومة الجديدة في ظل هذا الحصار والحرب والتمزق والانهيار الاقتصادي وتدهور المعيشة لدى المواطن على مر السنوات الأزمة من الحرب الكونية التي حيكت ضد اليمن وتجرّع من خلالها المواطن مرارة العيش في الدرجة الأولى، فهناك الكثير ممن فقدوا أولادهم ومنازلهم واخوانهم والبعض الآخر فقد الأمن والاستقرار والسكينة وكل هذا بسبب الأوضاع التي تمر بها اليمن نتيجة أعمال إرهابية لم تعرف الإنسانية أو الرحمة من قبل العدوان الغاشم على بلادنا ، ولكن على الرغم من كل هذا فإننا كـيمنيين وأولو بأس شديد لم نفقد الأمل في أن غداً سيكون أجمل، بعزمنا وإصرارنا على النصر، ومع كل مرة كانت تتشكل فيها أي حكومة كنا نتفاءل، ويزداد فينا هامش الأمل خاصة عندما كنا نستمع إلى وعود الوزراء والمسؤولين عن العمل الحثيث وكلماتهم الرنانة في إحداث تغييرات واضحة وحقيقية في جميع دوائر ومؤسسات الدولة، وفي كل مفصل من مفاصلها، أملاً منا بأنها ستنعكس إيجابا علينا وسنحصد آثارها بشكل فعلي، كنا دائما نتفاءل. على الرغم من خيبات الأمل التي غالباً ما تلقيناها من تلك الحكومات السابقة حتى لانفقد آخر أمل لدينا.
ولكن الأمر حاليا مختلف فالظروف صعبة والأوضاع غير مستقرة ونحن نعيش حالة حرب وحصار وعدوان ولابد أن نقف جميعاً مع حكومة الإنقاذ الوطني وان ندعم اي توافق داخلي الهدف منه توحيد الكلمة والصف دليلا قاطعاً على أننا مصرين على الاستقلالية والتحرر من القيود التي كانت تفرض علينا من الخارج ولسنا مجبرين على أي وصايات خارجية نتبعها ولابد أن يكون لنا قرار ذاتي ومستقل تماماً. فنحن متعطشون كثيراً للعيش بحرية دون أن يفرض علينا الآخرين املاءاتهم التي لاتخدم إلا مصالحهم فقط نريد أن نرى ولو تغييراً بسيطاً تبدأ باستقلاليتنا ثم النظر إلى أحوالنا، فقد تعبنا كثيراً خلال السنوات الماضية ولابد انا نصنع مستقبل اليمن الجديد من هنا من خلال هذه الحكومة ولذا يجب أن نتفاءل بالحكومة الجديدة، ولانطلب سوى أن نتخلص من المعاناة اليومية عند تأمين أبسط احتياجاتنا كفرض الأمن وصرف رواتبنا وتوفير متطلبات الحياة بالرغم من الصعوبات والتحديات التي تواجه الحكومة الجديدة ولكننا على يقين بأنهم قادرون تجاوز اي عراقيل لذا علينا أن نتفاءل ونساعدهم على عدم الاخفاقات بدلا من البكاء على الأطلال فنحن ملزمين جميعاً بالوقوف إلى جانبهم فالكل مطالب بالعمل كلا في مكانه كي تستطيع الحكومة أن تلبي احتياجاتنا الأساسية.
وفي الأخير أبارك للجميع هذه الخطوة وأدعو كافة اليمنيين بتوحيد الصف ومواجهة العدوان.