منح الثقة والحفاظ عليها
حمير العزكي
تزامن منح الثقة لحكومة الإنقاذ من مجلس النواب مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلوات وأتم التسليم وعلى آله الطيبين الطاهرين وبهذا التزامن نرجو من الله العلي القدير بفضل الذكرى الغراء أن يشمل هذه الحكومة بعنايته وتوفيقه وان يغمر هذا الشعب بالبركات والرحمات ويمن على اليمن بالخير والنصر والتمكين.
كما نأمل من حكومة الإنقاذ الحفاظ على هذه الثقة وتعزيزها من خلال العمل الجاد والجهد المتواصل والاستشعار الدائم للمسؤولية الكبيرة التي وضعت على عاتقها في ظل الظروف الاستثنائية والمرحلة الحساسة والحرجة التي نمر بها.
ومن باب النصح الذي قد يراه البعض فضولا أضع بين يدي حكومة الإنقاذ قضايا لابد لي من ذكرها.
– الإسراع في إيجاد حل لأزمة السيولة النقدية بما يضمن صرف المرتبات وإعادة النفقات التشغيلية اللازمة والضرورية جدا للمؤسسات والجهات الحكومية عامة والخدمية والإنسانية منها على وجه الخصوص.
– عدم تعيين الأقارب حتى درجة ما محددة في المناصب القيادية والحساسة وذلك دفعا لشبهات المحسوبية والمنفعة والاعتبارات الشخصية وان تعتبر ذلك التزاما أدبيا أمام آمال الشعب المعلقة على هذه الحكومة.
– إخضاع القرارات الصادرة – بالتعيين أو النقل أو الإقالة أو إلالغاء للقرارات السابقة – لقانون الخدمة المدنية وأحكام شغل الوظيفة العامة وتشكيل لجان قانونية لمعالجة الإشكالات التي قد تحدثها قرارات الحكومة ووزرائها فالوضع لايحتمل المناكفات وتبادل الاتهامات بالإقصاء والتهميش التي بدأت تلوح في الأفق.
– التركيز على الجانب الايرادي من خلال
* متابعة التحصيل ومعالجة الاختلالات الحاصلة في طرق التحصيل كالمقاولة والتقدير الجزافي وتأخير التوريد والمدورات وغيرها وكذلك بدء حملة توعية شاملة للمكلفين و تقديم ضمانات كافية بعدم تعرضهم للتعسف والابتزار من المختصين في حال المبادرة بالتسديد طوعا.
*إحياء المؤسسات والهيئات والشركات ذات الطابع الاقتصادي والإنتاجي وتسخير كافة الطاقات والإمكانات وتذليل كافة العقبات أمامها حتى تستعيد نشاطها باعتبارها الوسيلة المثلى لمواجهة الاحتكار والتلاعب الحاصل والحل الأنسب في هذه المرحلة لحماية الأمن الغذائي والدوائي للبلاد.
– القرب من المواطنين وفتح الأبواب وتخفيف عدد الحجاب لتتمكن همومهم من الوصول إلى الحكومة مباشرة دون الحاجة لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي تتعاطى مع تلك الهموم وفق سياساتها وتوجهاتها ويعتبر النزول المستمر والمفاجئ أحيانا للمرافق التابعة للوزارات طريقة لابأس بها لتقييم الأداء وتخفيف الظواهر السلبية المتفشية ولعل من المستحب والمندوب تخصيص يوم مفتوح في الأسبوع لاستقبال المواطنين مباشرة والاستماع لمشاكلهم على مستوى الوزراء والمحافظين والوكلاء ومدراء العموم.
– من الضارات النافعات توقف الجانب التنموي والمشاريع المركزية الاستثمارية وكل ما يتعلق بها وبذلك تتوفر مساحة كافية من الوقت والجهد للجوانب التي كانت تعتبر ثانوية قبل العدوان وأصبحت في أساس الأساسيات هذه الأيام.
– أخيرا قد يعفيكم الشعب من تحقيق طموحاته وآماله تقديرا للظروف الراهنة الصعبة والإمكانات والموارد المتاحة المحدودة ولكنه لن يعفيكم ولن يسامحكم إن استفحلت مشاكله المعيشية اليومية ولم تضعوا لها حدا ولم تجدوا لها حلا.
يا حكومة الإنقاذ منحكم نوابنا الثقة فامنحوا صمودنا القدرة على الحياة.