> الإهمال يحول الأمطار إلى مهدد ومصدر للمرض
> أطباء: الأمراض أكثر انتشارا مع هطول الأمطار إذا ما تراكمت النفايات
> نقابة عمال البلديات والإسكان: تأخر صرف الرواتب فاقم من المشكلة
> مدير عمليات قطاع البلدية: نسعى للتخفيف من هذه المشكلة.. والمطلوب تعاون الجميع
تحقيق /طارق وهاس
الأمطار نعمة لا تقدر بثمن .. لكن في بلادنا قد تتحول هذه النعمة إلى نقمة حين نتعامل معها بإهمال ولامبالاة .. فالأمطار التي يتواصل سقوطها جرفت أطنانا من النفايات المرمية على جنبات الطرق وكدستها في مواقع شتى النفايات في الشوارع والأحياء لتنتشر سمومها ومخاطرها في كل الاتجاهات,,ويعبر عن ذلك تزايد الإصابات بعدوى الجهاز التنفسي والأمراض المعدية ..ناهيكم عن تشويه المظهر العام للمدن ..
عن قرب نستعرض المشكلة..ونبحث عن أسبابها وطرق العلاج:
استبشر الناس بهطول المطر من أجل تلطيف حرارة الصيف..لكن ذلك الاستبشار يصطدم حسب عدد ممن التقيناهم بالنفايات التي راكمتها سيول الأمطار في الأحياء..وأكدوا:
نعاني اليوم من الروائح المنبعثة من تلك النفايات المتراكمة التي تأتي إلينا من أماكن شتى في الوقت الذي نعيش فيه قصور كبير من عمال وسيارات النظافة لمبررات مادية حسب ما يقول عمال نظافة.
الهواء الملوث
* بندر سنان 30 عاما من سكان صنعاء الذي بدى متذمرا من حال الحي الذي يعيش فيه..يقول :مياه الأمطار سحبت النفايات إلى مناطق كانت نظيفة ولا يقدم أهلها على رمي القمامة في الشارع..واليوم نستنشق المرض..وهناك حالات كثيرة في الحي أصيبت بأمراض معدية.
فيما يرى المواطن فضل مصلح أن الطبيعة أذكى منا في طريقة معالجتها للأمور..لكنه يرى أن الإنسان هو سبب مشاكله فالمطر ينظف الجو لكن إهمال الإنسان لتلك النفايات حول المطر الى مشكلة.
كارثة بيئية
* زكريا علي، طالب جامعي يقول : مخاطر النفايات الرطبة التي تلوث الهواء والمياه فضلا عن الأمطار كارثة بيئية حقيقية ويجب الحذر من تراكم النفايات وبالأخص أيام هطول الأمطار لخطورتها على الصحة العامة.
وتابع :هطول الأمطار وجرفها للنفايات سيفاقم من المشكلة وسيؤدي إلى انتقالها إلى الشوارع والى مجارى السيول في القرى والجبال والأودية الخصبة..وهذا قد يلوث حتى التربة الزراعية مستقبلا.
*فيما قال محمد سعيد أن الأمطار تجرف النفايات لتنتشر بشكل عشوائي فتتوزع سمومها ومخاطرها في كل الاتجاهات وبالتالي فان فيروسات الأمراض تنتشر لتهاجم الجميع دون رحمة.
ويوافقه الرأي هائل احمد الذي أضاف: تخمر النفايات يزيد من أعداد البكتريا والفيروسات الناقلة للوباء والأمراض الخطيرة والقاتلة ونحن أمام كارثة لا يستهان بها.
موجة من الأمراض
المخاوف من الأمراض التي تجلبها النفايات طرحناها أسئلة على الدكتورة رندة أحمد مصلح، طبيبة بمستشفى الثورة تجيب مصلح: المخاطر المتوقعة مع بداية موجة الأمطار التي تشهدها العاصمة وأغلب المحافظات هي مخاطر حتمية لأنها كفيلة بنقل الممرضات (المسببات للأمراض) خصوصا..ومن الناحية الصحية عموما بعد أن جرفت السيول ما تكدس من النفايات إلى الشوارع والساحات مع عصارتها النتنة وروائحها الكريهة.
وبينت أن من بين الأمراض الناتجة عن ذلك الملاريا وحمى الضنك وحمى التيفويد والكلوليرا، وتعلل سبب ذلك بتكاثر البعوض الناقل لهذه الأمراض.
وتضيف: كما تزداد حالات التسمم الغذائي بسبب تلوث المحصول الزراعي بفعل المياه الملوثة المنجرفة من الأمطار إلى الأراضي الزراعية.
التجاهل واللامبالاة
يعاني اليمن من مشاكل اقتصادية ومادية واجتماعية بسبب العدوان وبالتالي يكون المواطن هو الضحية وتأتي مشاكل جديدة كالنفايات لتضيف أخطارا جديدة على صحته مع ان الخشية دوما كانت من المواد الغذائية الفاسدة والأدوية الفاسدة.
رئيس النقابة العامة لعمال البلديات والإسكان محمد المرزوقي برر تقصير عمال النظافة بالقول : منذ شهرين لم تصرف مرتبات العاملين كبقية موظفي الدولة دون مراعاة لجهودهم الجبارة والمبذولة من أجل هذا الوطن والوضع الصحي الذي يعيشه المواطن.
وتابع: العمال يتحملون كل المتاعب والأخطار، حيث يتم رفع مخلفات النفايات على مدار اليوم من الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل..لكن من يقدرهم.
ولفت المرزوقي إلى أن عمال النظافة هم من يكونون أكثر عرضة للأمراض والمخاطرمن بقية الناس حيث ترفع النفايات في أيام الأمطار أو أثناء نزول المطر وما ينتج عنها من روائح لا يتحملها الإنسان لبعض الوقت لكن عمال النظافة يتحملونها طوال اليوم.
وختم حديثه بالقول : الجهود المبذولة كبيرة خصوصا وان العامل يعرض نفسه للخطر والمرض حتى يرى وطنه نظيفاً وخالياً من الأمراض المتسببة فيها النفايات بسبب هطول الأمطار عليها.. لذا نتمنى من الجهات المعنية أن تهتم بعامل النظافة لأن دوره حيوي.
واجب جماعي
* محمد القطاش، مدير عمليات قطاع البلديات والبيئة في أمانة العاصمة أكد أن عملية رفع النفايات من الشوارع تتم بصورة يومية ولكن عند هطول الأمطار تتوقف حتى انتهاء المطر ومن ثم المعاودة إلا أن بعض المواطنين يقومون برمي هذه النفايات في السايلة مثلا ويقوم المطر بجرفها إلى مجرى السيل وبالتالي تكمن المشكلة هنا حيث تتعفن وتتجمع البعوض والحشرات الناقلة للأمراض.
وينصح القطاش جميع المواطنين عدم إخراج النفايات إلى الخارج وقت هطول الأمطار ولا يكون إخراجها من البيت إلا عند سماع سيارة النظافة تفاديا للأمراض ومخاطر نحن في غنى عنها.