خلال حشد استفتائي شعبي:
صنعاء/سبأ
وجه الشعب اليمني باحتشاده الجماهيري غير المسبوق أمس الأول السبت في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء رسائل للداخل والخارج ، تعكس صلابة إرادته وتلاحمه واستبساله في الصمود في وجه العدوان .
وجاءت الكلمة الوطنية الهامة التي ألقاها الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى أمام الجماهير المحتشدة لتتوج تلك الرسائل برسائل أكثر شفافية وترسم أولويات الوطن في المرحلة الراهنة وآفاق التطور المستقبلي .
وفيما وصف ناشطون الخروج الكبير الذي شهدته العاصمة صنعاء بأن الأول من نوعه على مستوى شبه الجزيرة العربية على مدى قرون ، فإن سياسيين ومحللين أكدوا في استطلاع رأي أجرته “سبأ ” أن الحشد يمكن اعتباره استفتاء شعبيا واسعا، مستندين إلى الزخم الذي امتاز به الحشد والتنوع الجغرافي والمكوناتي الذي تشكل منه .
وبحسب بعض المحللين فإن الاحتشاد جاء تحت شعارات وعناوين واضحة كلها تصب في تأييد ومباركة الاتفاق السياسي والمجلس السياسي وهيكلته التي يقف على قمتها الرئيس صالح الصماد .
بموازاة ذلك قرأ بعض السياسيين كلمة الرئيس الصماد بكونها تحاكي ذلك التناغم الجماهيري الذي اتى ليبارك الاتفاق ، إذ ركز الصماد على شرعية الشعب في سياق اشادته بالحشد الكبير ، مشيرين إلى أن تعريض الرئيس بالمقارنة بين الجموع المحتشدة في ميدان السبعين وبين شعوب بعض دول الخليج باعتبار الحشود تشكل أضعاف سكان أربع دول خليجية مجتمعة، يعد اشارة واضحة إلى اتكاء المجلس السياسي على قاعدة شعبية وشرعية شعبية تفوق ما تمتلكه الأنظمة في تلك الدول الخليجية التي تشارك في العدوان.
واثنى المشاركون في الاستطلاع على ما ابداه الرئيس الصماد من توجه صارم نحو استكمال خطوات الاتفاق السياسي وصولا إلى مرحلة الاستقرار السياسي ، فضلا عن اعلانه وبكل ثقة عن اقتراب تشكيل حكومة خلال الأيام القليلة القادمة، مشددين على أهمية هذه الخطوات بما يعزز من الاصطفاف الوطني في وجه العدوان وينعكس ايجابيا على الواقع الاقتصادي والأمني في اليمن .
واجمع المحللون السياسيون على أن تشكيل الحكومة سوف يسحب البساط من تحت المتاجرين بقضايا الوطن في الخارج باسم” الشرعية” ويجعل المجتمع الدولي ملزماً بالتعاطي مع ما افرزته إرادة الشعب اليمني وشرعيته الدستورية باعتبارها الممثل الوحيد للداخل اليمني ، اضافة إلى كونها ستحظى بثقة البرلمان في حين يدرك الجميع أن حكومة بن دغر شكلت بطريقة مخالفة للدستور والقانون ولم تنل ثقة نواب الشعب الأمر الذي يجعلها حكومة غير شرعية.
وثمن المشاركون في الاستطلاع بسلاسة وقوة الخطاب الثوري للرئيس الصماد وما وجهه من رسائل للخارج ايضا والذي نسف الاطروحات التي حاولت تسويقها
بعض القوى الدولية موضحين أن خطاب الرئيس الصماد جاء ليدعو المجتمع الدولي إلى أن يعيد قراءة الواقع اليمني ، ويخرجوا من تحت الانحناءات المخزية للضغوط التي تمارسها السعودية وفي مقدمة ذلك الأمم المتحدة .
وفي هذا الصدد اشار بعض المحللين الذين استطلعت وكالة الأنباء اليمنية ” سبأ ” آراءهم إلى أن الرئيس الصماد يتكئ في اتهاماته إلى حقائق حصلت مؤخرا أهمها وابرزها موضوع ازالة اسم السعودية من القائمة السوداء لمرتكبي جرائم قتل أطفال اليمن والذي كشف مدى خنوع هذه المنظمة الدولية لما تمليه عليها مملكة الإرهاب وهو ما أفصح عنه أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون نفسه ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق الدولية التي تحث هذه المنظمة الدولية الاضطلاع بمسؤولياتها لردع الجرائم الوحشية لآل سعود بحق أطفال اليمن.
وأوضحوا انه على وقع تلك الرسائل النارية التي ارسلها رئيس المجلس السياسي صباح أمس الأول السبت للمجتمع الدولي ، جاءت توجيهاته الموفقة للوفد الوطني بالعودة إلى ارض الوطن في اسرع وقت وعدم الجلوس مع المبعوث الدولي حتى يتم التشاور في هذا الأمر، مشيدين بالتساؤل المنطقي الذي طرحه الصماد بأنه إذا كان المبعوث الأممي عاجز عن أعادة الوفد الوطني إلى صنعاء، فكيف له أن يستطيع وقف العدوان والحصار على اليمن وإعادة السلام إلى ربوعه ؟” ، وبخصوص أبعاد هذه الرسالة تقاطعت آراء السياسيين والمحللين في انها تحمل ابعادا إستراتيجية أبرزها أن على المجتمع الدولي والأمم المتحدة أن تدرك اختلاف الواقع السياسي اليمني الآن ، وان التعاطي اليوم سيكون مع دولة ومؤسسات وليس مع مكونات كما في السابق .
وفي هذه الأثناء أعلن أعضاء في الوفد الوطني التزام الوفد بتوجيهات الرئيس في ايقاف اللقاءات بالمبعوث الدولي حتى تتم العودة إلى ارض الوطن والتشاور مع المجلس السياسي في هذا الخصوص .