التنسيق الإليكتروني فتح المجال واسعا أمام أكبر عدد من الطلبة..

امتحانات قبول “طب” صنعاء..التجربة من الداخل

تحقيق: سارة الصعفاني

عام دراسي جامعي جديد بدأ بإجراءات التنسيق في الكليات المختلفة وخوض امتحانات القبول مع مميزات التنسيق عبر بوابة التنسيق والقبول الإليكتروني للجامعات اليمنية .. تنفيذ الفكرة في هذا التوقيت يعد قفزة نوعية تحسب لمركز تقنية المعلومات في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومؤشر إيجابي يعطي المجتمع الأمل في تطوير العملية التعليمة في الجامعات الحكومية، ووضع حلول لمشكلة القدرة الاستيعابية التي تحطم كل عام طموح آلاف الراغبين بالالتحاق بالتعليم الجامعي خاصة في التخصصات العلمية:

في يوم امتحان القبول بجامعة صنعاء تجد المتقدمين في يدهم كتب ومراجع يتنقلون في الصفحات بسرعة لافتة خوفًا من نسيان معلومة خاصة أن التنافس شديد والمقاعد محدودة .
آلاء سهيل.. وجدناها تراجع مع زميلاتها للمرة الأخيرة وبتوتر أكبر ما درسته في مادة الأحياء في الثانوية لخوض امتحان كلية الصيدلة، وعن تجربتها في التنسيق الإليكتروني تقول: لم أتقدم من قبل لامتحانات القبول في الجامعة لكنني عرفت ممن سبقوني أن التنسيق الإلكتروني بالإنترنت بسط الإجراءات خاصة أنني لم أكن في اليمن فسجلت بنفسي عبر الإنترنت وتولت قريبتي مهمة دفع رسوم التسجيل للبريد، وتأكدت أني ضمن المتقدمين لخوض امتحان القبول.
التقينا عدداً من المتقدمين لامتحان القبول في كليات الطب لمعرفة رأيهم وتجربتهم مع التنسيق الإليكتروني، وتشابهت ردودهم فكانت الحصيلة التالية :
طلاب تقدموا للطب البشري: كنا متخوفين قليلاً من حدوث خلل في التنسيق عبر الإنترنت لكن بعد دخول الموقع وجدنا كل ما فيه واضح بالتفصيل وتنبيهات بالنقص وتأكيد بالتسجيل المبدئي، وسنعرف من خلال الموقع هل تم قبولنا أم لا .
طالبات تقدمن لطب الأسنان: فضلنا التنسيق عبر رسائل SMS، ومنا من ليس لديه إنترنت .
طلاب الصيدلة: توفر إنترنت في أجهزة الهواتف الذكية ومحلات وشبكات نت جعل بمقدورنا جميعاً التنسيق عبر الإنترنت.
الكل اجمع بالقول : التنسيق الإليكتروني أتاح أكثر من فرصة للتسجيل في أكثر من تخصص في نفس الكلية لكن احتمالية عدم قبولنا مرتفعة فما تزال المقاعد محدودة وفي كل عام ترفض كليات الطب آلاف المتقدمين رغم معدلاتهم المرتفعة واستعدادهم الجيد بالمذاكرة .
مكافحة الفساد
موقع التنسيق الإليكتروني قدم تسهيلات ومنع اختلالات كثيرة في كليات الجامعات الحكومية وربط وزارة التربية والتعليم بوزارة التعليم العالي، والكلام لــ أ.د/ علي جمال الكاف – أستاذ الكيمياء الدوائية وعميد كلية الصيدلة.
وعن احتمالية حدوث إشكاليات عبر التنسيق الإليكتروني يقول: إن الكيفية واضحة لكن هناك من لا يلتزم بتعليمات التسجيل في الموقع  أو لم يكمل الخطوات ومنهم من لم يسدد الرسوم وقد قمنا بترقيم أسماء المسجلين وفقاً للرقم الخاص بكل طالب في كشوفات وعلقناها على جدران الكلية.
مميزات التنسيق الإليكتروني
مدة التنسيق هذه السنة 30 يوماً وليس أسبوعين كالأعوام الماضية ومُنِح الطالب فرصة التسجيل في جامعتين معاً مع إمكانية امتحان أكثر من تخصص على مستوى الكلية والكليات المختلفة بعد أن كان امتحان الطب والمختبرات والصيدلة والأسنان في يوم واحد .
وعن عدد المتقدمين للكلية مقابل المقبولين فعلياً يقول عميد الصيدلة: في السنة الماضية لم يتجاوز عدد من حضر امتحان القبول 1400 طالب بينما عدد المتقدمين هذه السنة 3750 طالباً، دفع منهم الرسوم 2878، وعدد من دخلوا أول يوم امتحان 2677 فيما القدرة الاستيعابية 100 مقعد للعام و50 للموازي ولا يوجد في كلية الصيدلة  نظام لا تنافسي، ورسوم التسجيل لن تعود للكلية كالمعتاد .
لم نبدأ بعد ..
لأول مرة في جامعة صنعاء بكلية طب الأسنان تم التصحيح الإليكتروني فكيف كانت حسب رأي د. الكاف : التقنية ممتازة تنجز100 ورقة في الدقيقة وتصحح اختيارات الطالباً بدلاً من أعضاء هيئة التدريس لضمان الشفافية لكن لأنها تجربة جديدة في الجامعة لم ننفذ الفكرة حتى نتأكد من فاعليتها والتوعية بكيفية عمل التقنية والتأكيد على أهمية التزام الطالب بالتعليمات، وإن شاء الله سنشتري الآلة ونستخدمها في السنة القادمة.
إمكانية التظلم
مضيفاً: من الشفافية هذه السنة فتح باب التظلمات على نتائج امتحان القبول ومجانًا، ونأمل رؤية امتحانات مركزية في العام القادم بإشراف وزارة التعليم العالي، وأن تتحسن إمكانيات الجامعات الحكومية وإعطاء فرص أكبر لاستيعاب الآلاف من طلابنا، فمن غير المعقول قبول 100 طالب فيما عدد المتقدمين 3750، التنافس بينهم شديد والظروف المعيشية صعبة فيما الجامعات الخاصة تستغل وتفرض مبالغ كبيرة تفوق قدراتهم المادية.
مقاعد محدودة
من جهته يقول د. ناجي غلاب أستاذ الجراحة العامة – عميد كلية الطب والعلوم الصحية: التنسيق الإليكتروني رافقه بعض الإشكاليات لكن بفضل الله والفنيين في مركز تقنية المعلومات والجامعة تجاوزنا غالبيتها، وعدد الملتحقين بالكلية العام الماضي 3400 طالب وطالبة، بينما قد يصل عددهم هذا العام لـ 6400.
وعن العدد المحدد للمقبولين في كلية الطب سنويًا يقول د. ناجي :  100طالب في النظام العام وهذه السنة زاد عددهم 50، وعدد المنضمين للنظام اللاتنافسي والمقاعد المخصصة لأبناء الشهداء والمناطق النائية وأبناء العاملين في الجامعة يشكل 150 إضافية، ما ذكر يشكل ضغطًا على الكلية.
بالتدريج .. التقنية جديدة
تقنية التصحيح الإليكتروني هل ستنفذ فعلاً في كلية الطب سؤال طرحناه على عميد الكلية، ليأتي الرد: نحن مع التصحيح الإليكتروني لكن الأعداد كبيرة في كلية الطب والتجربة جديدة علينا لا نستطيع أن نجربها دون أن نضمن دقتها 100% وحتى نستفيد من تجارب غيرنا، وقد شكلنا لجنة للمقارنة بين نتيجة التصحيح اليدوي والإليكتروني، وسنبدأ بالتدريج بتجربتها في امتحانات الطلبة في المستويات المختلفة.
مؤشر إيجابي
ويرى د. القاسم محمد عباس – عميد كلية طب الأسنان – أن التنسيق الإليكتروني يمثل قفزة نوعية في ضبط المعايير وتساوي الفرص بين المتقدمين لامتحانات القبول على مستوى الوطن حيث يعد نافذة لكل الجامعات اليمنية بكل كلياتها، ولم يخل الأمر من حدوث إشكاليات كون تنفيذ النظام يتم لأول مرة ولظهور شريحة كبيرة من النازحين مما أوجد إشكالية المطابقة، وعدم توفر كرت تنسيق فتم توقيع محضر بتوجيه من نائب وزير التعليم العالي ورئيس الجامعة أن لا يتم الدخول لقاعة امتحان القبول إلا بالاستمارة الأصل بدلاً من كرت التنسيق ومطابقة الصورة الأصل والتأكد من أن الطالب غير مسجل في كلية أخرى أو لم يتجاوز الفترة المحددة من بعد الحصول على الثانوية، آمِلاً أن يتم تدارك هذه المشكلة مستقبلاً.
الالتزام بالتعليمات
ويضيف عميد كلية الأسنان:  وأخيرًا استخدمنا تقنية التصحيح الإليكتروني رغم أنها تقنية يعمل بها منذ عشرات السنين لكن استخدامها في جامعتنا مؤشر إيجابي، الإشكالية فقط عدم التزام الطالب بقراءة التعليمات قبل البدء بالاختيار ومنهم من نسي واعتذر في ورقة الإجابة وكأنه يخاطب إنسان، وكثير منهم لم يستخدم قلم رصاص رقم HP2 كما أخبرناهم ومنهم من لم يلتزم بكيفية التضليل بل كان ردهم مضحكًا: ” تريدون أن نستخدم قلم رصاص حتى تغيروا إجاباتنا وتختاروا المقبولين بانتقائية ” ما يعكس غياب الثقة، ولأنها تجربة جديدة لن نغامر بمستقبل أبنائنا حيث نعيد التصحيح يدويًا لكننا نوصي جميع المتقدمين لامتحانات القبول بالالتزام بالتعليمات بحذافيرها.
خصخصة التعليم والتبريرات
يتقدم لكلية طب الأسنان الآلاف كل عام كغيرها من الكليات العلمية لكن عدد المقبولين في النظام العام 50 طالباً وطالبة فقط في جامعة صنعاء في حين تقبل الكلية ضعف العدد بحجة موازي ونفقة خاصة وأبناء أعضاء هيئة التدريس ومنح تبادل ثقافي .. تحدثنا مع عميد الكلية عن القدرة الاستيعابية وطرحنا عليه سؤالاً يتردد كثيرًا: لماذا لم تنعكس مبالغ النظامين الموازي والنفقة الخاصة سنوياً على تطوير البنية التحتية للكلية لإتاحة الفرصة لاستيعاب المزيد من طلاب النظام العام؟ حيث يقول :
– القدرة الاستيعابية في النظام العام 50 طالباً وطالبة وفي الموازي35-30وفي النظام اللاتنافسي صار النقاش فيه قضية رأي عام.. هنا سأذكر وجهة نظر لا يتم طرحها في الإعلام حيث يتم انتقاد النظام اللاتنافسي فقط رغم أنه كالنظام الموازي بغض النظر عن الفرق في رسوم الدراسة مادام في النظامين سيأخذ الطالب المقتدر مقعد طالب آخر فقير.. لماذا النظام الموازي لا يؤلمنا أخلاقياً بينما النظام اللاتنافسي يثير مشكلة تكاد تعتبر قضية رأي عام.. نحن مع مجانية التعليم لكن المعنيين أقروا النظام الموازي بهدف تحسين التعليم للطلبة المستحقين المقبولين.
متابعاً: ما جدوى أن نلغي النظامين الموازي واللاتنافسي في كليات متهالكة لا معامل ولا عيادات ولا مدرس كفؤ وميزانية حكومية قيمتها صفر حماية لمبدأ مجانية التعليم وتكافؤ الفرص في بلد دولته متعثرة ولا تعطي أولوية للتعليم ولا تلتفت لمشاكل التعليم، والنتيجة مخرجات بائسة .. الطالب الفقير لم يتغير وضعه بل صار طبيبا محبطاً وفاشلاً ولن نستفيد شيئاً فيما المقتدر سيذهب جامعة خاصة .
مقاعد لا تدخل في المنافسة
ومنذ أقل من خمسة أعوام بنينا الكلية من جديد، بنية تحتية وتجديد أجهزة وصيانة وأنشأنا عيادات إضافية معتمدين على ميزانيتنا من الموارد الذاتية، جهزنا عيادات ليست متوفرة في الجامعات الأوروبية، بالتأكيد هناك نوع من خصخصة التعليم لكن أيضًا طلاب الموازي المقبولين هم من المتفوقين، والمنافسة بينهم كبيرة حيث يتقدم منهم1500 نقبل 30 طالباً فقط، وفي النظام اللاتنافسي أدخلنا 15 طالباً فقط في حين نستقبل إجباريًا من 40-50 طالباً من أبناء أعضاء هيئة التدريس سنويًا وتبادل ثقافي ومنح داخلية بمعدلات أقل.. هؤلاء لا يفيدون الطالب المجتهد في تطوير العملية التعليمية بعكس من يدفعون ثمن دراستهم.
المسؤولية لا تتجزأ
ومن زاوية مختلفة يضيف د. القاسم عباس: نؤيد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لقيامها بالرقابة على الجامعات خاصة لكنها أغلقت عدداً منها لأسباب هامشية مقارنة باختلالات الجامعات الحكومية ونقص متطلبات كلياتها، ومع الأسف لم تلتفت لواقع هذه الكليات كونها مسؤوليتها وتخشى مطالبتنا لهم، فلم تأت.
ويختتم عميد كلية الأسنان كلامه: بالطبع النظام اللاتنافسي وصمة عار في جبين كل الحكومات المتعاقبة وكنتيجة واقع التعليم بائس لكننا بقدر المتاح نريد أن يتلقى أوائل الجمهورية ومن اجتازوا امتحان القبول بمعيار الأفضلية بحدود القدرة الاستيعابية للكلية أفضل تعليم ممكن.
كيفية التنسيق الإليكتروني
من متصفح الويب ابحث عن موقع التنسيق الإليكتروني www.oasyemen.net)) يستعرض الموقع  جميع التخصصات في كل جامعة مشتركة في الموقع واختبارات القبول بالمكان والتاريخ المحدد وكيفية التنسيق ونتائج القبول بشيء من التفصيل ( رقم التنسيق واسم المتقدم ونوع التخصص في الثانوية والمعدل ودرجة اختبار القبول والدرجة النهائية ومقبول أم لا) وللتنسيق طريقتان هما :
التنسيق عبر خدمة رسائل نصية  SMS للرقم 5070 باستخدام هاتفك (يمن موبايل) دون فيها رقم جلوس الثانوية متبوعًا بــ(*) ثم عام التخرج واتبع التعليمات.
التنسيق عبر الإنترنت
بحسب ما ورد في دليل مستخدم موقع التنسيق عبر الإنترنت التابع لمركز تقنية المعلومات في التعليم العالي (2014م) يتم التنسيق بخطوات تبدأ بــ إنشاء حساب بعد الدخول لموقع التنسيق الإليكتروني لوزارة التعليم العالي www.oasyemen.net)) وإدخال البيانات الخاصة بك لتصل رسالة للبريد الإليكتروني فيها كلمة المرور بعد تسجيل الدخول يطلب منك تغيير كلمة المرور تليها اختيار الجامعة أو عدة جامعات بنفس الحساب واستكمال البيانات الأساسية وبيانات الشهادة الثانوية ثم الضغط على زر حفظ بيانات المتقدم ورفع المرفقات: صورة شخصية ملونة للطالب وأخرى لشهادة الثانوية العامة وثالثة ملونة للهوية ثم إضافة التخصصات المراد التقديم فيها وموضح مواد اختبار القبول وآخر خطوة تسديد الرسوم في مكتب البريد أو كاك بنك بتكلفة تسجيل كل تخصص بعد طباعة حافظة التوريد من الموقع وأخذ السند ومن ثم تحميله مع المرفقات وكتابة رقم السند وتاريخه عند خانة التسديد وحفظ البيانات وتكرار العملية مع كل الرغبات وبعد إكمال الملف يجب مراجعة الحساب لاحقاً والتأكد من القبول المبدئي للملف من قبل المراجع ويتم طباعة كرت التنسيق الذي بموجبه يمكن للمتقدم دخول اختبار القبول ثم معرفة نتيجته عبر الموقع.

قد يعجبك ايضا