محاولات لنافذين موالين للعدوان تعرقل وصول الشاحنات لخنق السوق

الغاز المنزلي.. بين وعورة الطرقات والتعنت المتعمد
تحقيق/ أحمد محسن غليس

قطع طريق فرضة نهم، التي تشهد حربا مستمرة، دفع أصحاب قاطرات الغاز إلى اتخاذ طريق آخر يستغرق أسبوعين ليصل إلى حقول صافر ويعود إلى العاصمة والمحافظات الأخرى.. ليس ذلك فحسب فقد قام مؤخرا رجال متنفذون ومتعاونون مع العدوان باستفزاز أصحاب القاطرات، بتموين  القاطرات المخالفة، والموالية لهؤلاء النافذين، وتأخير غيرهم، ما جعل السائقين يضربون عن العمل، لكن هذا ليس مجدياً -حسب الكثير منهم- أصحاب القاطرات المضربين، وليس عليهم سوى الانتظار لرحمة النافذين.
هذا الانتظار ليس وحده من يؤخر القاطرات، بل الطريق الوعرة التي تسلكها القاطرات بسبب قطع العدوان ومن والاهم لطريق فرضة نهم.. معاناة السائقين جراء هذا التعنت، ومعاناة المواطنين ولجوئهم إلى السوق السوداء جراء تأخر قاطرات الغاز.. والمعالجات اللازمة  التي يجب اتخاذها.. هو ما تتبعناه في هذا التحقيق:
تعد مادة الغاز من الاحتياجات الأساسية التي لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها خاصة المواطنين الذين يسكنون في المدن.. فمحمد علي أحد سكان صنعاء يقول: لم يصلنا الغاز منذ شهرين رغم أن هناك بعض الحارات يصل إليها الغاز بفترات متقاربة وهو ما دفعنا إلى شراء الغاز من السوق السوداء بسعر مرتفع يتفاوت ما بين  (2300 – 4000 – 5500  ) ريال وهو ما يشكل عبئا اقتصاديا إضافة إلى الأعباء الاقتصادية الأخرى التي نعانيه بسبب العدوان.
ليس محمد هو الضحية الوحيدة بل هناك الكثير من المواطنين الذين يعانون من نفس القضية والذين يلجأون إلى شراء الغاز من الأسواق السوداء بحسب أكرم المطري بشارع مارب أنه يقوم بشراء الغاز من الأسواق السوداء حوالي ثلاث مرات مقابل مرة من شرائها من قبل الحكومة إضافة إلى أن العبوة تعد ناقصة من التعبئة المحددة مؤكدا أن أصحاب السوق السوداء يستغلون غياب مادة الغاز لرفع أسعار الغاز الذي بحوزتهم وللأسف أنه لا توجد رقابة عليهم كما أن شركة الغاز والقائمين عليها لا يتبعون خطة مدروسة تضمن وصول الغاز في الوقت المحدد لكي يستطيع المواطن أن يتعامل معا استراتيجيتهم بل يقوم مشرفو الغاز بتوزيع الغاز بأوقات متأخرة وغير منتظمة.
معاناة السائقين
فيما يشكو أحد سائقي القاطرات التابعة لإحدى الشركات -فضل أن لا يذكر اسمه- من أنهم يعانون كثيرا أثناء الذهاب والإياب من المحافظة إلى صافر، مؤكدا أن أصحاب النقاط الأمنية التابعة للعدوان والمتنفذين يقومون بتأخيرهم أثناء السير إضافة إلى أنه تم اتخاذ طريق أخرى غير الطريق الذي كان عبر فرضة نهم والذي كان يستغرق يومين فقط، مشيرا إلى أنهم اتخذوا طريقاً طويلة تمر عبر البيضاء ورداع وتعد هذه الطريق بعيدة ويحتاج صاحب القاطرة أسبوعين ذهابا وإيابا ويضيف أنهم قاموا حاليا بالإضراب بسبب قيام متنفذين من قبل العدوان بتعبئة الغاز لأصحاب القاطرات المخالفة وهو الشيء الذي  دفع الكثير إلى الإضراب عن العمل مشيراً إلى أن أصحاب قاطرات شركة الغاز هم من أكثر من يعانون أثناء تعبئة الغاز معللاً أن هناك متنفذين يؤخرون التعبئة لهم بحجة أن أنصار الله مسيطرون على الشركة.
وعورة الطريق
وكيل شركة الغاز أمين المفزر من جانبه أكد أن من أهم أسباب تأخير الغاز هو اتخاذ أصحاب القاطرات طريقاً طويلة تتميز بضيقها وعنها طريق (بطناج) موضحاً أن ذلك يضطر صاحب القاطرة إلى الانتظار ثلاثة أيام فوق الجبل حتى تصل القاطرات التي بأسفل الجبل ومن ثم يقوم أصحاب القاطرات بالنزول،  مشيرا إلى  أن هناك أكثر من ثلاثين قطع في الطريق الاسفلت وهو الذي دفع أصحاب القاطرات إلى استخدام طريق بطناج عوضا عن الأسفلت.
ارتفاع الأسعار
صاحب محطة تابعة لسوق السوداء حين سألناه عن أسباب ارتفاع أسعار الغاز في أوقات سريعة لا تتجاوز اليوم واليومين، أوضح أنهم يقومون بشراء الغاز من تجار وأن التجار هم من يتحكمون بأسعار الغاز، مضيفا أن أزمة غياب المشتقات والتقطعات التي  تواجه الشركة يجعل أسعار الغاز مرتفعة وأنه في حالة وجود غاز الشركة يضطر تجار السوق السوداء إلى تخفيض أسعار الغاز، مضيفا أنه فقط عامل أن من يتحكم في الأسعار تجار من مأرب وغيرهم من التجار الموالين للعدوان منوها بأن التجار يتحكمون أيضا بتوفير مادة الغاز بكمية قليلة لكي يستطيعون التحكم في الأسعار.
اختراق القانون
من جانب آخر قالت وكالة خبر للأنباء أن أصحاب الشاحنات يواصلون إضرابهم لليوم الرابع بعد قيام متنفذين موالين لتحالف العدوان، بمخالفة القانون مما أدى إلى إضراب الكثير من أصحاب الشاحنات وهو ما سبب إلى تجمع حوالي (1000) شاحنة والتي وصل الطابور من منطقة صافر حتى مشارف المدينة وبحسب الوكالة أنه قام بعض المتنفذين من السلطات المحلية وقيادة اللواء (107) وآخرين من بمخالفة القانون وتعبئة (25) شاحنة مخالفة بطريقة أدت إلى استفزاز أصحاب الشاحنات ودفعتهم إلى الإضراب عن العمل وبحسب الوكالة فقد حمل أصحاب الشاحنات محافظ محافظة مأرب وقائد اللواء (107) المسؤولية الكاملة حول عدم التزامهم بالقانون وخرق الطابور مهددين بمواصلة احتجاجهم وهو الشيء الذي ينذر بحدوث أزمة خانقة تضاف إلى الأزمات التي يعاني منها المواطنون منذ بدء العدوان على بلادنا.

قد يعجبك ايضا