الكل في دائرة المساءلة ..والمسؤولية
محمد العريقي

أثبت شعبنا اليمني أنه يتحمل ويصبر حينما يلمس بأن هناك توجهات جادة ومسؤولة لمواجهة الأخطار التي تمس أمن واستقرار وسيادة الوطن وسلامة المواطن هو اليوم أكثر تلاحما مع قيادته السياسية التي تقوم بواجبها الوطني.
ويقدر ويثمن بكل اعتزاز وعرفان تضحيات أولئك الشجعان من أبطال القوات المسلحة والأمن الذين يسطرون بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة تلك المعاني العظيمة التي ذكرناها في بداية هذه السطور .
إذا كنا حريصين على الوفاء والتقدير لهؤلاء الأبطال فلابد أن نشعرهم كمجمع أننا سند وظهر لهم بالأفعال وليس بالأقوال وعندها سنكون مكملين لأدوارهم ومحققين لمطالب الرقي والتقدم لهذا البلد الذي ليس لنا من ملاذ غيره .
لا نتجاهل أهمية تكامل الأدوار ولا نصعب أو نعقد من إمكانية القيام بالواجبات والالتزامات المطلوبة إذا كنا نتطلع فعلا للأفضل والأحسن .
المواطن هو المرتكز والمحور في هذا التكامل وهو الغاية والهدف فهو من يقود ويسهم بالتطور أو يزيد من حال التدهور والتخلف .
أمور كثيرة مناطة بالمواطن تجاه نفسه وتجاه بلده وتفسير هذا المضمون يحتاج إلى تفاصيل كثيرة ولكن يكفي الإشارة إلى ضرورة الدور الإيجابي سواء كان في اطار البيت أو تجسيده في سلوكياتنا في الشارع أو في مجال العمل أوفي الامتثال لتطبيق النظام والقانون واحترام الذوق العام أوفي تجسيد الصدق والأمانة والإخلاص والاعتراف بتمايز الجهد والمثابرة وتقدير المردود من أي عمل بقدر ما يبذل من جهد وإتقان .
أما إذا كان شيخا في قبيلة أو عالم دين أو مدرسا في مدرسة أو سياسيا في حزب أو ناشطا في منظمة مدنية فإن المسؤولية كبيرة وهامة فالمواطن العادي يؤشر اليوم بأصبعه نحو هذه المكونات ويحملها مسؤولية النزيف الذي أصاب جسد الوطن .
فلا يعقل أن تدمر إمكانية الوطن وتسيل دماء أبنائه وتتعقد لغة الحوار والتسامح ونحن ندعي بأن لدينا مثل هذه المكونات فاين دور المشايخ وأين أعراف القبيلة التي تنبذ الاعتداء والأفعال السوداء ¿ وهناك من يخرج من هذه القبيلة أو تلك ليقتل أو يختطف أو يقطع طريق أو يدمر منشآت الشعب من كهرباء وبترول فلماذا لا يتصدون لمصدر الشر ¿¿
وأين صوت علماء الدين والوعاظ وهناك بعض المغرر بهم من يقتل ويفجر تحت لافتة الدين والدين من ذلك براء ¿ فاين الحوار والتفاهم والأخذ بيدهم إلى جادة الصواب .
وأين أساتذة التعليم وما أدراك ما التعليم ” أين دورهم في ترسيخ مبادئ وقيم المحبة والأخوة والمنافسة على التحصيل المعرفي والإ نجاز العلمي ¿
ولا نعفي أبدا الأحزاب والتنظيمات السياسية من أفعالها وأقوالها الضارة سواء المباشرة أو غير المباشرة من خلال أدواتها ووسائل إعلامها الهدامة المحبطة الماسورة بلغة المكايدة والتحريض والكراهية والبحث على معاول الهدم والفتن .. نقول لمثل هؤلاء 🙁 اتقوا الله في هذا الوطن والشعب .(
وهناك من يسير أمور الدولة بمؤسساتها وهيئاتها ومكوناتها المختلفة عليهم أن يدركوا أنهم محملون على أعناقهم أمانة كبيرة هم خدام للشعب قبل كل شيء فالتصرف بإمكانية وثروات البلاد لابد ان توجه لتحقيق مصالح ومطالب الشعب الذي أصبح يعي كل صغيرة وكبيرة ولن تنطلي عليه بعد اليوم من يتاجر بالكلام المزيف ومن يدعي البطولات بتحقيق منجزات كاذبة كل شيء اصبح قابل للتقييم وبالأخير لم يعد مصدقا أن هناك من يعمل لهذا الشعب دون أن يدفع الشعب من عرق جبينه أو من موارده الطبيعية .
وفي موازة كل ذلك فإن الأمور لن تستقيم بهذا البلد مالم يسلك العدل طريقه السليم فالكثير من متاعب هذا الشعب كفيل للقضاء العادل القوي الفعال على اجتثاثها والتغلب عليها .
خلاصة الأمر نحن أمام تحديات كبيرة تتطلب رص وتنظيم الصفوف فلا يعتقد من يلعب بالنار أنه هو أو أسرته أو عشيرته بمنأى من وصول شررها إليهم فجميعنا في سفينة واحدة وأي ثقب فيها سيقودها إلى قاع الهلك المحتوم وأي جهد لحمايتها وسد كل خرم فيها سيسهل من وصولنا جميعا إلى بر الأمان .