الهدف المخزون الاستراتيجي اليمني

صلاح محمد الشامي

 

(لو تصارعت الرُّباح، أوبِه على جِربَتَك).. مثل يمني يعرفه أبناء حضرموت كمعرفة أبناء صعدة إيّاه، والحليم تكفيه الإشارة، وما يُنهبُ من ثروات خلف الكواليس، وما ينبش عليه من معادن، يعلمه الله والراسخون في العلم. ولذلك يتزايد الجشع الأميركي لابتزاز السعودية، فيتزايد اضطرارها للتعويض من مخزون اليمن.. فتخرج السيناريوهات على مسرح الواقع صراعاً هنا وهناك، بين الأدوات وأدوات الأدوات، والهدف كله الثروات.

كان السيناريو المُعَدّ من قِبَل كل من أمريكا وبريطانيا للحرب التي تتبناها السعودية في عدوانها على اليمن، أنه في حال فشل العدوان في التخلص من «أنصار الله»، يتم السيطرة التامة، وبشكل نهائي، على المناطق ذات الثروات (الجوف، مأرب، وحضرموت)، وتثبيت القدم السعودية فيها، عبر ضخ الأموال، وشراء الذمم، لتبقى المناطق ذات المخزون المرعب من النفط في أيدي النظام السعودي، باعتبارها «أيدياً أمينة» بالنسبة لأمريكا وحليفاتها من دول الاستعمار القديم.

فمن المعلوم أن صعاليك النظام السعودي المتعاقبين لم يكونوا سوى وكلاء لكل من بريطانيا وأمريكا، ينالون قسطاً يسيرا من عائدات النفط، العملاقة، المتدفقة باتجاه الشمال والغرب (بريطانيا وأمريكا) على وجه الخصوص، والتي ينعم بها الغرب، بينما تأكل المجاعات والأمراض مئات الآلاف من الشعوب العربية والإسلامية ودول الجوار الفقيرة، ما يضطر سكان هذه البلدان إلى الهجرة باتجاه دولة النفط والثراء الفاحش، وأخواتها في الخليج، ليعملوا كأجراء نتيجة تلك السياسات المتغطرسة التي تبديها حكومات ودول الخليج الغنية، بقيادة السعودية، تجاه جيرانها وإخوتها في العروبة والدين، ثم لا يجدون «لقمة الحلال» التي يسعون وراء اكتسابها بالطرق الشرعية، إلا وقد أهدروا كرامتهم وحريتهم، وكأن النظام السعودي لم يكتفِ بتبني وتنفيذ سياسات الإفقار ضد جيرانه كدول، وامتصاص عرقهم كأفراد! فأي وحشية، وأي شيطانية وصل إليها هؤلاء الذين يجثون على أحذية أعداء الأمة، بينما يقفون على جماجم إخوتهم وبني عمومتهم؟!

من ناحية أخرى، فاستنزاف الاحتياطي السعودي بهذا الإنتاج الزائد والمبالغ فيه، يستلزم البدء في ضم الاحتياطات المُدَّخَرة لأمريكا وحلفائها في الجزيرة العربية، وأهمها احتياطي النفط اليمني، وهذا ما تؤكده التدخلات السافرة للنظام السعودي في اليمن، حيث عمل عبر أخطبوط عملائه في الداخل والخارج على عرقلة ووقف كل عمليات استخراج النفط في الجوف ومأرب، واليمن بشكل عام، والحد من إنتاج اليمن للنفط، ليبقى مخزونه الهائل كاحتياطي نفطي لدول الهيمنة والاستكبار، دول الاحتلال الجديد، بقيادة أمريكا وبريطانيا.

إن الغرب المتسلط ينظر بعناية إلى ما لدى دول العالم أجمع من ثروات، ويقرن ذلك بدراساته وتخطيطاته للاستيلاء عليها، وتأمين مستقبله الاستعماري، وبالتالي فإن الجشع الإمبريالي لن يتوقف عند حد، ولو التهم كواكب المجرَّة إن استطاع.. ولا سبيل لإيقافه إلّا بالمواجهة، وإن أول دروب ووسائل المواجهة هي المعرفة، والتسلح بالثقة، والإعداد والتحرك.

 

 

قد يعجبك ايضا