التنمية .. مصطلح موضة!!

جميل مفرح


 -  في سياق موضة المصطلحات والمسميات الرائجة في السنوات الأخيرة برز لنا مسمى التنمية وصيغه ومشتقاته المختلفة الدالة في مجملها عليه.. فنشأت خلال الخمس السنوات
في سياق موضة المصطلحات والمسميات الرائجة في السنوات الأخيرة برز لنا مسمى التنمية وصيغه ومشتقاته المختلفة الدالة في مجملها عليه.. فنشأت خلال الخمس السنوات الماضية منظمات ومؤسسات ومراكز بحوث تستند في مسمياتها ومهامها وأهدافها على التنمية لتأخذ التنمية في هذه الفترة مالم تحصل عليه من اهتمام وتركيز لدهر طويل في الماضي!!
> قد يقول قائل ذلك أمر إيجابي وفعل تعويضي لما فات من الزمن الذي شهدت فيه التنمية إهمالا واستبعادا وقد يرى البعض أنه استبعاد متعمد وقد يحمل هذا الشأن ما لا يحتمل من الاتهامات المتبادلة والنقد الذي لا يحتوي على شيء بقدر ما يذهب مذاهب سياسية ويحقق غايات هجومية واقصائية وإدانات الهدف الرئيسي من ورائها المكسب السياسي وحسب.. وليس الانتصار كما قد يعتقد البعض من ذوي النيات الحسنة لهذا العنصر أو هذه العملية الحيوية الهامة.
> كثيرة هي البحوث والندوات وورش العمل التي تابعناها خلال هذه الفترة أو تابعنا أخبارها المتناثرة هنا وهناك ومثلها كثير من الحملات المشبوهة أو الإيرادات المغالطة التي تنظم من قبل منظمات ومؤسسات وحتى إدارات وجهات حكومية يكون الغرض منها فقط تقافي الدعم المخصص لهذا الجانب سواء من الداخل والخارج بينما لا تبرز أية نتائج أو آثار ملموسة تنعكس على المجتمع ومستوى الحياة المادي والتثقيفي..
> وحين ندقق النظر والاهتمام بالتوازي مع هذا الاهتمام المتصاعد للتنمية سواء على المستوى الحكومي أو الاجتماعي والشعبي ونتأمل في الواقع الحقيقي لفعل التنمية نكاد نصاب بخيبات رجاء متوالية ونستنتج أو نقدر ما يجري حاليا كمرتكز أساس أو بذرة لمستقبل قريب مخيف للغاية… فمثلا أين هي تلك المنظمات والمراكز والمؤسسات مما يجري حاليا من اختلالات كبيرة جدا بين مقاييس ومنحنيات التقدير والتوازن بين عمليتي التكاثر السكاني والمقدر الاستيعابي في مجمل النواحي التنموية!!
> وفي هذا السياق مثلا تشهد العاصمة صنعاء ومثلها مدينة تعز وتأتي بعد ذلك مدينتا الحديدة وإب تناميا سكانيا خطيرا ومنذرا ربما بكوارث اقتصادية وبيئية وأمنية مخيفة في المستقبل القريب ومع ذلك لا نجد أيا من هذه الجهات والمنظمات ولا حتى أجهزة الدولة معنية حاضرا في قلب المسئولية تجاه هذه الأخطاء والأخطار التي تشهدها هذه المدن الثلاث على الأقل في الوقت الراهن وما هو مرشح للمماثلة من مدن إلى أخرى خلال السنوات القليلة القادمة..
هل تحدث أو اهتم أي من أولئك بهذا الجانب وأولاه الاهتمام الذي يستحقه¿!! وهل حذرت المراكز البحثية من خطورة الوضع الراهن¿! وهل حضر عنصر التنمية الذي ربما لا يعرفون عنه شيئا¿!
> لا أعتقد وكأنهم لا يعلمون أن مدينة مثل صنعاء لا يمكنها احتمال مليوني ساكن قابلة للتزايد أو هي في حالة تزايد في الوقت الحالي بعيدا عن اهتمام الدولة والمعنيين بينما تركد مقدرات ومعدلات الفعل التنموي عند مستويات متدنية أوهي كانت متدنية حين كان عدد السكان نصف ما هو موجود اليوم فماذا عن اليوم¿! ومثل ذلك حاصل في تعز والحديدة وإب أيضا ومرشح للتواجد والحضور في مختلف محافظات الجمهورية!!

قد يعجبك ايضا