8 أكتوبر .. يوم جديد في التاريخ اليمني..

جمال الظاهري


 - ثمانية أكتوبر يوم سيكون له ما بعده بعد أن تحدد موعد الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الذي علق عليه أبناء الشعب اليمني آمالا كبيرة في إخراج اليمن من بوتقة الإخفاقات والممارس
ثمانية أكتوبر يوم سيكون له ما بعده بعد أن تحدد موعد الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الذي علق عليه أبناء الشعب اليمني آمالا كبيرة في إخراج اليمن من بوتقة الإخفاقات والممارسات الخاطئة والصراعات الدامية والمماحكات السياسية والكيد المتبادل بين الأطراف الحزبية وما كان لكل ذلك من كلفة اقتصادية ومجتمعية خلفت آثارا نفسية عميقة وأوجدت تصدعات في الهوية الجامعة ستحتاج لجهود كبيرة من أجل ردمها وقد تستغرق سنوات حتى نستطيع استعادة الانسجام المجتمعي الذي تختفي فيه التبرمات والتوجهات الشطرية الداعية للعودة إلى الماضي الذي دفع اليمنيون كلفة تغييره دماء وأموالا وتنازلات.
إن المدة الزمنية التي استغرقها المتحاورون والتي زادت عن الستة الأشهر في ظل أزمة خانقة أحاطت بكل مناحي الحياة للمجتمع ليست بالهيöنة خاصة إذا ما أدركنا أنها كانت في الشق النظري فقط أي أنها لم تتعد خانة المقترحات للخطوط العامة التي يؤمل أن تكون ملبية إن لم نقل لكل ما يطمح إليه الشعب فأقله أن تلبي أغلب هذه التطلعات.
هذه الفترة الزمنية في حسابات التاريخ الأممي ربما تكون معقولة أو بسيطة في الظروف العادية لكنها في ظل ظروف مثل التي عشناها فترة ليست بالبسيطة لماذا¿ لأن شعبا بأكمله تنازل عن كافة حقوقه وعن أبسطها المتمثل في وجود دولة ونظام يرعى مصالحه ويلبي حاجته في أبسط الخدمات .. لأن شعبا بأكمله تحمل أعباء الغياب لكل مقومات الدولة وواجباتها دافعا ضريبة أخطاء ليس له فيها ذنب وتنازل عن حقوقه على أمل أن يرى بلده وقد استعاد استقراره وتلاحمه على أمل أن يعيش جزءا من حياته معتزا ومفاخرا بانتمائه لهذا الوطن على أمل أن يرى أياما ينصف فيها ويكرم من أحسن ويحاسب وينال العقاب من أخطأ على أمل أن يرى قرار بلاده وقد تحرر من قيود التبعية والارتهان للخارج وصار معبرا عن إرادة الشعب اليمني ومتسقا مع قيمة ومكان وطن له تاريخ وحضارة تميزه وبما يؤسس لأن يكون لمواقفه قيمة واعتبار يعمل لها حساب في إقليمه ومحيطه وفي الشأن العربي والإسلامي والعالمي على أمل أن يرى وطنه وقد انتقل من خانة اللحاق بالحدث والقرار الدولي والإقليمي إلى خانة صنع الحدث والمبادرة في اتخاذ المواقف والقرارات.
تاريخ 8 أكتوبر وفي حال أثبتت مخرجات الحوار أنها ملبية ومعبرة عن إرادة الشعب وحافظت على كيان دولته وأرست أسسا مثبتة للعدالة الاجتماعية والاحترام لآدمية المواطن الفرد وضمنت حقوقه المدنية والإنسانية داخل وخارج الوطن سيكون عيدا لكل مواطن وربما أهم وأغلى أعياده على اعتبار أنه يوم صنع مجدا من رحم الانكسار مجدا ساهم فيه الجميع بلا استثناء مجدا أسس لأول مرة على أساس حقوقي على مبدأ الشراكة في مكاسب التغيير للجميع ونصرا للجميع نصرا على أنفسنا وليس على بعضنا.
8 أكتوبر في الصورة السلبية لا قدر الله لن أتعرض لعاقبته فدعونا نتفاءل ببلدة طيبة ورب غفور.

قد يعجبك ايضا