الرياضة من وجهة نظر الحباري
ليست الرياضة.. لعبا وجمهورا وتشجيعا وخسارة وفوزا وملء وقت فراغ بقدر ما هي عطاء معين لتنمية البلد بطاقة بدنية وفكرية قادرة على أداء دور فعال لبناء المجتمع ووسيلة أساسية لتنشئة جيل قوي لتفعيل موقعه في محيط النماء عبر بناء قواعد ثابتة تحمل معالم عظيمة الخدمة الشعب ويمكن للقطاع الخاص الاستفادة من هذه المعطيات لتوثيق موقعه في مجال الاستثمار من خلال ميادين الرياضة.
رجل الأعمال الشيخ يحيى الحباري عضو مجلس الشورى نائب رئيس لجنة الحقوق بالمجلس والشخصية الرياضية المعروفة.. حدد خاصية ساحة الملعب من وجهة نظره بالاستفادة من مكونات محيطه في مشتل العطاء الذي يقدمه النجوم.. واعتبر الحباري هذا المفهوم بمثابة تنمية لخدمة الوطن وأهله بمعادلة صحيحية تفي بحق الاستحقاق الذي تؤديه الملاعب الرياضية بإسهام فعال باتجاه الوصول لأعلى سقف للنمو. فالتنمية بحسب تعبره مجموعة عمليات بقصد تغيير اجتماعي لتطوير كل اتجاه منظم بيئيا بطاقة موارده البشرية والمادية لتسخر في تحقيق تطلعات كبرى للمجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بطي جهود مشتركة ومنسقة بين العامة شبابا ورجال أعمال والدولة في إطار خطة شاملة مستندة لمنهج فكرى وسياسي محدد. لتسويق نمو موحد ومتكامل بتناول عطائه في كل عمل يحقق أهدافا تعين على رفع مستوى دخل الفرد ومزيد من القدرات المنمية لكل مجال.. وتمثل الرياضة جزءا من هذا التفاعل بمكتسب طاقتها البدنية والعقلية والروحية وكلما أمكن تسخير طاقات الشباب بقدر أكبر تحت سقف تفاعله المتوازن والمركز بالأداء الرفيع كلما ارتفعت وتيرة النتائج الإيجابية للتنمية ومثلت عمود فقريا لمسكن الاستثمار لإشباع حاجيات المجتمع.. وعلنا نرى كيف تمكنت دولا من حصيلة علو موضعها التنموي بساحة الاقتصاد عبر مستثمر الملعب الرياضي وهو ما يجب الانتباه لذلك.
التنمية ليست أيضا حركة آلات ودوران عجلات أو استصلاح أراض زراعية أو تصنيع ثقيل فحسب بل هي قدرات إنسانية على التحرك ورؤية صائبة للمستقبل بصورة جلية لمدى فاعليتها في صنعه.. وعلى هذا الأساس ينبغى أن يكون للملعب الرياضي حقه بتحريك التنمية وان نسخر طاقات الشباب لهذا الغرض كدعامة أساسية من دعائم النمو.. فالدولة لوحدها ليست المسؤولة الوحيدة عن التنمية بل كافة القطاعات عليها واجب المسؤولية مؤسسات ومنظمات اجتماعية. وغيرها وأي تدني من هذه المستويات يحول دون الاستفادة من عملية النماء ويعتبر معيقا لحياة الأمة والرياضة تسهم بشكل فعال في مختلف الطاقات البشرية بواقع جيد في غالبيته العظمى كمعمل لصنع جسم الإنسان إذ تتمزكز فيه أعلى نسبة من الطاقة.. وحين تكون الحركة الرياضية متطورة يكون رفد الأساس التنمية الشاملة بتحمل الصعاب وقوة المعطيات ذات المردود الذي يحمي الوطن من أية هزة تؤثر على اقتصاده وتقدمه وازدهاره.