حوار / أسماء حيدر البزاز –
التزييف الإعلامي شوه الحقائق وعكس صورة سيئة عن واجهة البلد
الرحلات الجوية العالمية إلى اليمن تضاعفت بشكل يومي منذ بداية الفصل الشتوي والوضع مبشر
مؤخرا شاعت الكثير من الأخبار والتناولات الإعلامية التي تناولت مطار صنعاء بشكل متسرع ومعظمها غير صحيحة أو مبالغ فيها .. كتلك التي تحدثت عن جماعات مسلحة حاولت السيطرة على المطار , أو اندلاع مواجهات بالقرب من المطار او داخله تحمل دلالات ممنهجة للسيطرة عليه..
مؤسف هذا التشويه الإعلامي والتزييف للحقائق لإظهار واجهة البلد بشكل سيئ .
مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشايف قال لـ”الثورة” الكثير.. بداية من تلك الإشاعات التي تسيء لواجهة البلد وانتهاء بالإنجازات التي تحققت وأجندة المشاريع التي لاتزال تحت التنفيذ .وأبرزها التوسعة الجديدة التي تلبي ازدياد النشاط الملاحي داخل المطار ..نتابع:
• بداية .. كيف تأثرت حركة الملاحة الجوية بالاضطرابات الأمنية الأخيرة التي شهدتها صنعاء مؤخرا¿
– بلا شك, لقد أثرت الاضطرابات الأمنية على الملاحة الجوية وعلى إقبال السياحة العربية والأجنبية لأن الأمن إذا توفر تحركت عجلة التنمية في مختلف المجالات .. غير أن التضخيم الإعلامي الذي تمارسه بعض الوسائل الإعلامية عكس صورة سيئة عن مطار صنعاء في حملات إعلامية متكررة وشرسة ضاعفت المخاوف الأمنية عند القادمين الى اليمن وهي في الأساس مخاوف لا أساس لها من الصحة.
تشويه الحقائق
• برأيك لماذا استهداف المطار من خلال تلك التناولات الإعلامية..هل لديك تفسير لأبعاد تلك الحملات¿
– بعض تلك الوسائل الإعلامية تخدم أحزاباٍ أو أشخاصاٍ معينين .. وهناك وسائل تسعى للكسب والشهرة كون أخبار المطار وقضاياه متداولة عالميا , فأي مشكلة تحصل في البلد يربطونها بمطار صنعاء, فمثلا إذا حصل شيء في عمران يقولون إنه جوار المطار وإذا حصل انفجار في ذمار يقولون إنه يبعد عن مطار صنعاء باثنين كيلو – مثلا – فلا بد أن يدخل مطار صنعاء في كل حادث .. لكنهم لا يدركون خطورة هذه الأخبار المتداولة عن الوطن, وفي نفس الوقت يكون هناك تخوف لدى شركات الطيران من الوضع الأمني جراء ما تنقله تلك الأخبار .
شركات الطيران
• مقاطعة ..لقد وصل الحال بتلك الوسائل إلى القول إن المطار أغلق في بعض المرات¿
– المطار خلال أحداث سبتمبر الأخيرة وحتى الآن لم يغلق نهائيا , صحيح أن بعض شركات الطيران أوقفت رحلاتها لأسباب سياسية وبعضها لأسباب تتعلق بالوضع الأمني .. وهناك مباحثات بيننا وبين الهيئات والمؤسسات التابعة لشركات الطيران من ضمنها الإماراتية و-إن شاء الله- نتوقع أن تعود في القريب العاجل , وبالمقابل هناك بعض شركات الطيران العاملة العربية أو الأجنبية زادت من عدد رحلاتها من بداية الجدول الشتوي والذي بدأ من هذا الشهر, فمثلا بعض الشركات كان لديها أربع رحلات في الأسبوع والآن أصبحت يومية .
حقيقة الاعتداءات
• لكن ماذا عن الاعتداءات الأمنية الحقيقية على المطار.. وكيف تمكنتم من السيطرة عليها¿
– الأخبار المتداولة والدعايات كثيرة على مطار صنعاء وللأسف الشديد معظمها غير صحيحة أو مبالغ فيها .. فمنها ما تتحدث عن جماعات مسلحة حاولت السيطرة على المطار وهذا غير صحيح .. الصحيح أنه حصل حادثين أو ثلاثة حوادث بالقرب من المطار وتم التعامل معها بمهنية عالية .. الحادث الأول أن شخصين فوق سيارة أجرة كان معهم عبوة ناسفة وتم كشفهما قبل دخولهما المطار ومن ثم إحالة الأشخاص للتحقيق عبر الجهات المعنية .. والحادث الثاني أن دراجة نارية مرت من الشارع الموازي للمطار وقاموا من على متنها بإطلاق النار على المطار بشكل عشوائي, وتمت مطاردتهم وتعقبهم وجرح أحد المهاجمين وقامت بعدها الأجهزة الأمنية باستنفار فوري وتطويق المنطقة واستحداث نقاط أمنية لتشديد الإجراءات الأمنية .. والحادث الثالث مشكلة داخلية بين أفراد الحماية الأمنية أنفسهم حيث حدث خلاف بين فرد من القدامى وفرد من الجدد في مسألة داخلية مما أدى إلى تبادل إطلاق النار واستشهد اثنان وجرح اثنان وخلال فترة وجيزة تم حل المشكلة ولم تؤثر هذه المشكلة على حركة الطيران ولا المطار نهائيا, لأن مكانها محدود ومرتكبيها معروفون نتيجة اختلافهم في وجهات النظر تجاه مواضيع متعددة .. وقد قام الأخ وزير الداخلية بتشكيل لجنة في نفس اليوم برئاسة قائد الشرطة الجوية وعضوية الأمن السياسي بالمطار والاستخبارات للتحقيق في الحادثة.
يقظة تامة
• ماذا عن الإجراءات الأمنية في المطار¿
– إن أداء الجهات الأمنية في مطار صنعاء أفضل من أي مؤسسة أخرى, حيث إن هناك يقظة أمنية ومتابعة مستمرة من قبل قيادة وزارة النقل ورئاسة الطيران المدني وهناك اجتماعات دورية للجنة الأمنية لتطوير أدائها , فالاحتراز والإجراءات الأمنية بالمطار ممتازة جدا بالإضافة إلى توفير الكلاب البوليسية في البوابات الخارجية للمطار لفحص العربات الداخلة فحصاٍ دقيقاٍ ولهذا فمطار صنعاء من أفضل المطارات, خاصة فيما يتعلق بالجانب الأمني , بالرغم من أن الوضع العام في اليمن والعادات والتقاليد لدى اليمنيين تدعو للتفاخر بحمل السلاح بمختلف أنواعه وفي مختلف المرافق, ولكننا ألزمنا الجميع كبيرا وصغيرا مواطنا أو مسئولا بالالتزام بالقوانين وعدم محاولة المساس بالأمن العام داخل المطار ونجحنا فعلا في تحقيق ذلك فلم يحصل أي اختراق أمني في المطار بالرغم من حدوث ذلك في مطارات كبرى عالمية أوروبية وأمريكية كإطلاق نار في الصالات وحوادث جنائية وأعمال إرهابية داخل المطارات , ولكننا – والحمد لله – لدينا اليقظة التامة ولم يحصل أي اضطراب أمني داخل المطار.
سلامة الطيران
• مطار صنعاء اكتشف ممنوعات ومتفجرات مرت بمطارات دولية لم يتم اكتشافها.. هل توضحون لنا هذا الأمر¿
– فيما يتعلق بهذا الجانب دائما ما نضبط ممنوعات وأشياء مشتبه بها بسيطة لا تهدد أمن وسلامة الطيران, كسلاح فردي أو سلاح أبيض أو سكين رغم مرورها من مطارات دولية ولكنه لم يتم اكتشافها إلا هنا بمطارنا سواء أكانت جمركية أو أمنية حيث يتم التعامل معها في حينها.
تهديدات
• في ظل انتشار حمل السلاح ..كيف تتعاملون مع الوضع داخل المطار..وهل من عوائق تواجه أدائكم المهني¿
– هذه حالات نادرة جدا ويتم التعامل معها في وقتها وفي الأخير ما يصح إلا الصحيح .. والمطار يخدم جميع شرائح المجتمع , ويعتبر ملكاٍ لكل اليمنيين لا يخدم حزباٍ معيناٍ ولا سياسة معينة ولا شخصاٍ بعينه. المطار للجمهورية اليمنية وواجهة البلد ويقدم خدمة وبالتالي لا يستطيع أي حزب أو طائفة أو جهة معينة أن تفرض هيمنتها على المطار إطلاقا.. فالمطار حكومة مصغرة يخدم جميع شرائح المجتمع.. صحيح حدثت مخالفات بسيطة كأشخاص حاولوا أن يدخلوا بمرافقين مسلحين أو يمتنعوا عن الانصياع للإجراءات الأمنية , لكن عندما يرون أن هناك جدية والتعامل بمصداقية وليس هناك تمييز والناس سواسية أمام القانون في الأخير الكل يمتثل للإجراءات الأمنية وتتم الإجراءات الأمنية على الجميع .. والإجراءات الأمنية في صالح الكل سواءٍ كانت شخصيات اجتماعية أو اعتبارية أو مسئولاٍ كبيراٍ يتهرب من هذا الجانب.. وعموما هي حالات نادرة جدا ويتم التعامل معها بحكمة وإقناع الشخصيات الاعتبارية أو المجتمعية أو الإخوة أعضاء مجلس النواب والشورى بالإجراءات التي هي في الدرجة الأولى للسلامة العامة.
المطلوبون أمنيا
• في ملف المطلوبين أمنيا ومن يقلقون الأمن العام.. هل هناك تنسيق بين مطار صنعاء والمطارات المحلية والدولية الأخرى¿
– بالنسبة لعمل المطارات هو عمل موحد وتعاون مشترك, فمثلا أي ثغرة في أي من المطارات تنعكس سلبا على المطارات الأخرى , هناك تعاون مشترك ومراسلات في هذا الجانب بحيث يتم تبادل المعلومات في متابعة وملاحقة المطلوبين أمنيا وفي ما يتعلق بالتفتيش لو حصل, وهي حالات نادرة وضبطنا أي شيء من أي دولة أخرى مرت من مطاراتهم وعبرت من مطارنا أيضا كضبط شخص بحوزته ممنوعات سواءٍ تهدد أمن الطيران أو كان الشخص مشتبهاٍ به يتم مخاطبتنا أنه في الرحلة الفلانية وفي اليوم الفلاني ضبطنا شخصاٍ لديه مقص أو سكين أو شيء من هذا القبيل.
مشروع التوسعة
• التوسعة الجديدة في مطار صنعاء.. هل ستلبي حجم الإقبال على المطار..ولماذا تأخر افتتاحها¿
– في الحقيقة المطار الحالي يعاني من ضيق في الصالات, حيث أصبح لا يلبي الحاجة الواقعية للمسافرين وذلك لزيادة عدد الرحلات وعدد المسافرين, وكان لدينا مشروع المطار الجديد وتوسعته ولكن لأسباب كثيرة تأخر تنفيذه فقمنا بحل سريع للتخفيف من الازدحام والاختناقات في الصالات وتقديم تسهيلات للمسافر وخدمته.. وما قمنا به الآن هو توسيع الصالات وسيكون هناك صالات للاستقبال والتوديع والصالات الحالية سيتم توزيعها وإخراج المكاتب كلها من داخل الصالات وضمها في التوسعة في الدور الثاني حيث ستكون هناك مكاتب شركات الطيران والدور الأرضي سيكون فيه صالات للاستقبال والتوديع.. والآن – والحمد لله – قد قطعنا شوطا كبيرا في التوسعة الجديدة وسيكون للتوسعة دور كبير في التخفيف من الازدحام ومعالجة الاختناقات القائمة واتخاذ الإجراءات الأمنية الأفضل لأن المساحة ستكون كافية للتفتيش والتعامل مع المسافرين بمنتهى الدقة .. والتوسعة أيضا تشمل أجهزة تفتيش إضافية سواء في الجوازات أو مكاتب الطيران وأماكن توافر الخدمات مثل الحاجات التي يتطلبها المسافرون كالبوفيات والمطاعم والصرافة والاتصالات وغيرها .
لجنة المناقصات
• إلى أين وصلتم في قضيتكم مع الشركة الصينية بخصوص المبنى الجديد وحقل الطيران¿
– القضية خرجت عن نطاق الهيئة والموضوع تم رفعه إلى رئاسة الوزراء ورئاسة الوزراء أحالت الموضوع إلى اللجنة العليا للمناقصات تم الفصل في الموضوع .. وأما الأعمال الخرسانية في المطار فقد تم الانتهاء منها بمواصفات ممتازة عكس ما تتناقله بعض الأخبار الإعلامية بوجود عيوب في الأعمال الخرسانية وأن الأرض هبطت وأن هناك تشققاٍ, وهذا غير صحيح فالأعمال الإنشائية بشكل عام ممتازة جدا ونفذت بمواصفات عالمية وبرقابة من الهيئة العامة للأرصاد وبالمواصفات المطلوبة والآن تقدمت 21 شركة أجنبية لاستكمال المشروع الذي سيكون على مرحلتين: المرحلة الأولى المبنى والمرحلة الثانية حقل الطيران وتبلغ تكلفة مبنى الترحيل 180 مليون دولار والطلبات كلها موجودة في اللجنة العليا للمناقصات ويتم فرز الطلبات وأخذ الشركة الأفضل من حيث المواصفات والسعر, وعندما يتم تحليل العروض ستبدأ الشركة في التنفيذ, وأعتقد أنه بالكثير سنتين أو ثلاث سنوات لاستكمال المشروع لكن التخوف من الجانب الأمني.. والمرحلة الثانية هي حقل الطيران والذي تبلغ تكلفته 350 مليون دولار من حيث الممر ومواقف الطائرات والتجهيزات الفنية الأخرى.
وزارة النقل
• هل تلمسون تفاعلاٍ من وزارة النقل مع قضايا واحتياجات المطار¿
– وزارة النقل وهيئة الطيران توليان المطار اهتماما بالغا خاصة مطار صنعاء باعتباره المطار الأول في الجمهورية اليمنية ولأنه المنفذ الرئيسي وواجهة البلد, وبالمقابل هناك متابعة من وزير النقل فيما يتعلق بالجوانب الأمنية أو فيما يتعلق بالتجهيزات وخاصة متابعة مشروع مطار صنعاء الجديد لأن الموضوع قد خرج عن إطار إدارة المطار, وهناك متابعة مستمرة من وزير النقل ومن رئيس الهيئة العامة للأرصاد واهتمام كبير بمشاكل المطار واحتياجاته , والوزير الجديد الأستاذ بدر باسلمة قد زار مطار صنعاء الدولي بعد الحادثة التي وقعت في المطار في اليوم الثاني من تعيينه والتقى بكل العاملين في المطار واستمع من إدارة المطار إلى شرح مفصل عن الحوادث التي حصلت في المطار أو جوار المطار وكيف تم التعامل معها في فترة قياسية, وأبدى شكره لإدارة المطار كما زار التوسعة الحالية وزار مرافق المطار بالكامل وزار مركز الإطفاء ومركز الملاحة الجوية وخرج بانطباع جيد عن مستوى الانضباط والتجهيزات.. والأستاذ بدر شخصية كفؤة وقد أبدى استعداده لخدمة المطار في كافة المجالات سواء كان في المجال الفني أو في المجال الأمني رغم أنه لم يمرعلى تعيينه سوى فترة قصيرة جدا إلا أن هناك اهتماماٍ بالمطار من الوهلة الأولى وجميع الجهات المعنية تهتم بالمطار لأن المطار يعتبر واجهة البلد وأي آثار سلبية تنعكس سلبا على البلد وما يحدث في مطار صنعاء يعتبر انعكاساٍ لما يحدث في البلد, وهناك جهود كبيرة جدا تبذل سواءٍ من قيادة وزارة النقل أو الهيئة أو إدارة المطار للتخفيف من المشاكل العامة سواء بالتنسيق مع وزير الداخلية أو الأجهزة الأمنية الأخرى والقوات الخاصة أو القيادات المعنية بحماية المطار حيث إن هناك تعاوناٍ مشتركاٍ بين هذه الجهات كلها من أجل توفير بيئة آمنة للمطار والمطار يخضع لرقابة دولية وأي إخلال بالإجراءات المعمول بها عالميا فشركات الطيران سوف تنسحب وسنعيش في عزلة تامة.
• هل تواجهون ضغوطاٍ معينة من قبل جهات سياسية او نافذين خصوصا في ظل الأوضاع الأمنية القائمة¿
– لا.. لا نواجه أي ضغوطات.. وفيما يتعلق باللجان الشعبية كان وجودها تعزيزاٍ للجانب الأمني بالمطار على أساس أن محاربة الإرهاب مسؤولية الجميع فوجود اللجان الشعبية كان بالتنسيق مع إدارة المطار وتم توزيعهم في أماكن معينة بما يخدم الجانب الأمني وبما لا يخل بالإجراءات المعمول بها في المطار, ونحن نكون منصفين بقولنا إن دور اللجان الشعبية كان إيجابياٍ بحيث تم التنسيق معهم بخصوص منع إطلاق النار واللجان الشعبية من خلال عناصرهم في الحارات وتعاملهم مع عقال الحارات وفروا بيئة أمنية حول المطار, ووجودهم في المطار كان تأثيره إيجابياٍ وليس سلبياٍ كما يشاع وجاءوا بمشروع جديد لمعالجة بعض الاختلالات وبعض القصور في بعض الجوانب.
المصلحة الوطنية
• بشكل عام كيف تقرأون تأثير الاضطرابات السياسية والأمنية في اليمن على المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية¿
– للأسف الشديد الصراعات السياسية أثرت على عجلة التنمية والاقتصاد وأثرت سلبا على الوضع الأمني, والوضع الأمني يعتبر هو الأساس لتطور أي بلد ورسالتنا للقوى السياسية والمجتمعية تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية وإذا كانت مصلحة الوطن فوق كل اعتبار لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه.. ولهذا ندعوهم إلى تغليب مصلحة الوطن وثوابته على مصالحهم الشخصية والضيقة والحزبية التي لا تخدم إلا أشخاصاٍ معنيين, فالأشخاص راحلون والتاريخ لن يرحمهم.