واشنطن (رويترز) –
قال مسؤولون امريكيون ودبلوماسيون ان الولايات المتحدة وحلفاءها يناقشون اسوأ السيناريوهات المحتملة التي قد تتطلب نشر عشرات الآلاف من القوات البرية في سوريا لتأمين مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية بعد سقوط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وتفترض هذه المناقشات السرية ان تتفكك كل القوات الأمنية الموالية للأسد لتترك وراءها مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في سوريا عرضة للنهب. كما يفترض السيناريو ايضا ألا يمكن تأمين هذه المواقع او ان يجري تدميرها بضربات جوية فقط بالنظر إلى المخاطر الصحية والبيئية.
وقال مسؤول أمريكي -طلب عدم الكشف عن هويته مفسرا حساسية المناقشات- ان الولايات المتحدة ليست لديها حتى الآن خطط لنشر قوات برية في سوريا. ورفضت إدارة الرئيس باراك اوباما حتى الآن تقديم مساعدات فتاكة للمعارضة المسلحة التي تقاتل من اجل الإطاحة بنظام الأسد وقللت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) من احتمالات فرض منطقة حظر جوي قريبا.
وقال المسؤول “لا توجد خطة وشيكة لنشر قوات برية. وهذا في الحقيقة هو اسوأ السيناريوهات المطروحة” مضيفا ان القوات الامريكية على الأرجح ستلعب دورا في مثل هذه المهمة.
وقال مصدران دبلوماسيان طلبا ايضا عدم الكشف عن هويتهما ان الامر قد يتطلب ما بين 50 إلى 60 ألف جندي إذا تحققت أسوأ مخاوف المسؤولين بالاضافة إلى قوات الدعم.
واضاف المصدران الدبلوماسيان انه حتى في حالة نشر قوة من 60 ألف جندي فلن تكون كافية لحفظ السلام ولن تكفي إلا لحماية مواقع الأسلحة على الرغم من انها ستبدو مثل قوة احتلال اجنبية على غرار ما حدث في العراق.
وقال المصدران انه لم يتضح بعد كيف سيجري تنظيم هذه القوة العسكرية وما هي الدول التي قد تشارك فيها. لكن بعض الحلفاء الأوروبيين لمحوا الى انهم لن يشاركوا.
ورفض البيت الأبيض التعقيب على خطط محتملة بعينها. وقال المتحدث تومي فيتور أنه بينما تعتقد حكومة الولايات المتحدة أن الأسلحة الكيماوية تحت سيطرة الحكومة السورية “فمع الوضع في الاعتبار تصاعد العنف في سوريا وتزايد هجمات النظام على الشعب السوري نبقى قلقين جدا بشأن هذه الأسلحة.”
وقال فيتور “بالإضافة الى مراقبة مخزوناتهم فنحن نتشاور مع جيران سوريا واصدقائنا في المجتمع الدولي لتسليط الضوء على مخاوفنا المشتركة بشأن امن هذه الأسلحة والتزام الحكومة السورية بتأمينها.”
ورفض البنتاجون الادلاء بتعقيب.
وبينما لا توجد احصائيات كاملة لما تملكه سوريا من الأسلحة غير التقليدية فمن المعتقد انها تملك مخزونات من غاز الأعصاب مثل (في اكس) والسارين والتابون.
وقال المسؤول الامريكي ان من المحتمل ان يكون هناك عشرات المواقع للأسلحة الكيماوية والبيولوجية موزعة في ارجاء سوريا.
واضاف المسؤول انه لا يمكن تأمين هذه المواقع للقصف الجوي الذي من قد يؤدي إلى اطلاق تلك الغازات.
وقال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا الشهر الماضي ان من المهم ان تبقى قوات الأمن السورية متماسكة بعد سقوط الأسد مشيرا بشكل خاص إلى قدرتها على تأمين مواقع الأسلحة الكيماوية.
واضاف قائلا في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.إن.إن) في يوليو تموز “انهم يقومون بعمل جيد جدا في تأمين هذه المواقع… اذا توقفوا فجأة عن ذلك فستكون كارثة ان تقع هذه الأسلحة في الايدي الخطأ سواء أيدي حزب الله او غيرهم من المتطرفين في المنطقة.”
وتناقش الولايات المتحدة واسرائيل ودول غربية الاحتمالات الكابوسية لسقوط بعض الأسلحة الكيماوية في ايدي جماعات متشددة كالقاعدة او جماعات جهادية سنية او مقاتلي حزب الله اللبناني المؤيد لايران.
واشارت بعض مصادر المخابرات الغربية إلى ان حزب الله والحرس الثوري الايراني -وكلاهما من الحلفاء المقربين لسوريا- ربما يحاولان السيطرة على الأسلحة الكيماوية السورية في حالة الانهيار الكامل لسلطة الحكومة.
وبدأت سوريا في اكتساب القدرة على تصنيع وانتاج الأسلحة الكيماوية في 1973م بما في ذلك غاز الخردل والسارين وربما أيضا غاز الاعصاب (في اكس).
ولا يعرف على وجه التحديد كميات او تركيبات الأسلحة الكيماوية في مخزونات سوريا. لكن وكالة المخابرات المركزية الامريكية قدرت ان سوريا تملك بضع مئات من اللترات من الأسلحة الكيماوية وتنتج مئات الأطنان من الغازات سنويا.
من مارك هوسنبول وفيل ستيوارت.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا