التفاضل والتكامل..(علمي) … ختام بمزاج سيئ


ودع طلاب المرحلة الثانوية القسم العلمي يوم أمس الامتحانات بوجوه عابسة ومزاج سيئ للغاية وكل ذلك عائد إلى امتحان مادة التفاضل والتكامل الذي اتسم بالصعوبة وكثافة الأسئلة مما صادر فرحة الطلبة بالختام ليودعوا الاختبارات بخوف وضغط نفسي سيلازمهم حتى إعلان النتيجة ..
ختام جاء تتويجا لمعاناة نفسية كثيرة رافقت الطلبة بداء بتسريب الامتحان لذات المادة ومرورا بتأجيله وتغيير صيغة الأسئلة التي كانوا قد تدربوا عليها ..
أدق تعبير أطلقه الطلبة وسط هذه الأجواء المشحونة ..أنهم “عاشوا هذا العام كابوسا اسمه امتحانات الشهادة الثانوية 2014 بتفاصيله المزعجة التي سيبقون يتذكرونها .”

أشتكي كثير من طلاب المركز الامتحاني في مدرسة الشعب من صعوبة امتحان التفاضل والتكامل واجمعوا على أن الأسئلة أتت بصورة غير مباشرة وبحاجة إلى أوراق إضافية وورقة واحدة لا تكفي حيث أن النموذج الواحد شمل أسئلة متعددة وركز في مجمله على المسائل التي يدروها كانت بحاجة إلى أوراق إضافية لحلها رغم صعوبتها ولا مجال للخطاء فيها ..ويقولون: كنا نتوقع من الوزارة أن تأتي بامتحان أبسط من هذا بكثير.
فيما يصف الطالب لطفي أحمد المركز الامتحاني مدرسة الشعب الامتحان بالصعب وغير المباشر رغم تنوع الأسئلة لكنه لم يكن متوقعا فهو مخالف تماماٍ لنماذج الأعوام السابقة ولم يراع الفروق الفردية حسب قوله.
فيما أشار زميله الطالب رمزي الكميم الذي أدى الامتحان في نفس المركز إلى أن الامتحان كان صعباٍ فقد أتى مكونا من ستة أسئلة وفقرتين صح وخطاء وفراغات والبقية مسائل صعبة جداٍ وقال الكميم أنه لا يتوقع أن يحقق حتى النجاح في هذه المادة .
أما الطالب زايد دعوم / ثالث ثانوي علمي / فقد أكد أيضا أن امتحان التفاضل والتكامل كان صعبا ولم يتمكن من الإجابة بالشكل المطلوب لصعوبة الأسئلة وكثافتها وقال أسئلة الصح والخطاء والفراغات أتت في ثلاث فقرات وبقية الامتحان أسئلة بحاجة إلى مساحة أكبر للإجابة ودقة في الحل للوصل إلى الإجابة السليمة .
يتفق معه الطالب أمين محمد القحم الذي قال أن امتحان التفاضل والتكامل أتى بصورة غير متوقعة وصعب وأسئلته بحاجة إلى دقة وتركيز للوصول إلى الحل السليم
مضيفا: كنت أبداء بحل المسألة ولا أتمكن من إكمال الحل وهكذا .. لهذا قد لا أحقق حتى النجاح في المادة .
لم يختلف الوضع لدى طلاب المركز الامتحاني معين فمنهم من قال أن أسئلة مادة التفاضل والتكامل أتت صعبة بينما أجمع الغالبية من الطلبة أن امتحان مادة الفيزياء كانت الأصعب بين بقية المواد .
بينما كثافة أسئلة التفاضل والتكامل بحاجة إلى تركيز وأتت على مستوى الطالب الممتاز لكنهم يتمنون مراعاتهم في التصحيح.
فيما شكت الطالبات في مجمع الثورة من عدم توفر الوزارة النموذج المناسب وتحديد فقرات الإجابة في ورقة الامتحان فبعض الأسئلة بحاجة إلى إجابة مطولة خاصة المسائل ولكن المساحة المتاحة للإجابة كانت محدودة جداٍ ولا مجال للخطاء وهذا الأمر زاد من اضطرابنا.
فيما كانت الطالبة وفاء صادق ثالث ثانوي علمي تتوقع من وزارة التربية والتعليم أن تأتي بامتحان بسيط خاصة في التفاضل والتكامل لأنه أخر يوم ومؤجل وأتي في الشهر المبارك لكنها تقول فوجئت بصعوبة الامتحان كثيراٍ وهذا الأمر كما تقول يحد من حصولها على معدل ممتاز في هذه المادة وهي تتمنى أن تحقق النجاح فقط في مادة التفاضل والتكامل.
مراعاة حقيقة
ومن جهته أفاد عبده ناصر الزيادي مدير المركز الامتحاني بمدرسة الشعب الذي بلغ عدد الطلاب المتقدمين للامتحان فيه (455) طالبا أن الطلاب هذا العام تقدموا للامتحانات في ظل ظروف قاسية ومنغصات امتحانيه نفسية بدرجة رئيسية منها تسريب الامتحانات وتغيير موعد امتحان الرياضيات واعداد نموذج اخر وانطفاء الكهرباء المستمر أيضا عدم توافر كادر تعليمي مؤهل ومتخصص بشكل جيد في بعض المواد العلمية منذ بداية العام الدراسي وكذا غياب الكادر بالكامل في بعض المدارس وكل هذه الأمور بالتأكيد تؤثر نفسياٍ على مستوى أداء الطلاب للامتحانات .
ويرجو الزيادي من وزارة التربية والتعليم والجهات المختصة مراعاة كل هذه الظروف أثناء التصحيح وعدم مساواة الطلاب في أمانة العاصمة بطلاب المحافظات لأنهم تعرضوا لضغوط نفسية كبيرة.
مدير المركز الامتحاني بمدرسة معين نبيل حزام قدام يؤكد بأن الامتحانات خلال الأيام السابقة مرت على أكمل وجه وأضاف بأن المركز يقوم برفع تقارير تقيم الصعوبات وعملية سير الامتحان إجمالا.
ودعا الجهات المختصة في الوزارة إلى مراعاة الطلاب حسب النظام فقد لاقى الطلاب صعوبات في الفيزياء والجبر والهندسة وكذلك في التفاضل والتكامل ونحن بدورنا رفعنا للوزارة شكاوى الطلاب من صعوبة هذه المواد الثلاثة وهي بدورها ستتخذ إجراءاتها التي تراها مناسبة لمصلحة الطلاب .
ويأمل قدام من الوزارة أن تراعي الظروف التي مر بها الطلاب خلال فترة الامتحانات أثناء عملية التصحيح .
الأمانة أفضل
ومن جهته يؤكد عبدالله الرحبي نائب مدير المركز الامتحاني بمدرسة بغداد أن الامتحانات كانت هادئة وصارت بطريقة منظمة ولم تصلهم أي شكاوى عن صعوبة الامتحانات خاصة بعد خبر تسريب الامتحانات لطلاب العلمي في وقت سابق حيث أتت الامتحانات بعدها سهلة ومباشرة بنموذج واحد راعت الوزارة فيها الفروق الفردية وكذلك الظروف التى مر بها الطلاب خلال فترة الامتحانات لهذا العام .
أروى ناجي مديرة المركز الامتحاني بمجمع الثورة التربوي للبنات تصف امتحان التفاضل والتكامل بالمتوسط وتقول من خلال مروري على القاعات لم أجد أي شكاوى من الطالبات وتمنت أن يأتي العام القادم دون ان تتكرر فيه الظروف القاسية التي مر بها طلاب الثانوية هذا العام .
من جهته أواضح علي غياث عضو اللجنة الإشرافية بمكتب التربية بأمانة العاصمة بأن الامتحانات خلال الأيام السابقة كانت هادئة ولم تصلهم أي شكاوى وكان الالتزام والحضور واضحاٍ من قبل الطلاب والمراقبين وكان هناك عدد كافي من المراقبين.
واعتبر غياث بأن أمانة العاصمة لهذا العام كانت أكثر هدوء والتزاماٍ والامتحانات كانت منظمة مقارنه بالمحافظات الأخرى عدا مشكلة بسيطة تم تجازها وهي إلحاق طلاب من عمران وهمدان وعددهم ستين طالباٍ بمدرسة الشعب للامتحان هناك حاولوا خلالها إثارة الشغب لكنهم لم ينجحوا في ذلك .
ويرى غياث بأن الوزارة أوفت بوعودها للطلاب وذلك بتقديم أمتحانات مناسبة لطلبة الثالث الثانوي العلمي بعد خبر تسريب الامتحانات .
وإجمالا حول تقييم الامتحانات يقول عبده طاهر الشامي مدير عام المناهج والتوجية بوزارة التربية / نائب رئيس اللجنة الفرعية للامتحانات أن الامتحانات سارت بصورة مبشرة رغم الظروف التي مرت بها الوزارة والطلاب بدرجة أساسية .
توحيد المنهج
وأكد الشامي وجود حالة من الاستياء لدى الطلبة وشكاوى كثيرة في أمانة العاصمة تحديدا من صعوبات مادة الفيزياء وبأن الامتحان لم يكن مباشراٍ لهذا فالوزارة تجاوبت مع التقارير التي رفعت من المراكز وتعهدت بمراعاة الطلاب في التصحيح بالنسبة لهذه المادة … وهذا ما سيحدث بالفعل .
وأما هذه الأيام وبعد تسريب الامتحانات قال الشامي أن الوزارة أنزلت نموذجاٍ موحداٍ ومناسباٍ لطلاب العلمي حيث راعت فيه الفروق الفردية بصورة كبيرة جداٍ وكذلك الظروف التي مر بها الطلاب خلال الأيام الماضية .
ويطالب مدير عام المناهج والتوجيه بتوحيد مناهج طلاب القسم العلمي في المدارس الخاصة لأنهم أثناء وضع الامتحانات النهائية يجدون صعوبة في الإجابة فمنهم من درس هذا المقرر الذي وضع منه الامتحانات ومنهم من لم يدرسه وهذه إشكالية تربوية نرجو من الوزارة مراعاتها في الأعوام القادمة .

قد يعجبك ايضا