السفير الأمريكي في حضرموت..

مساعٍ أمريكية للسطو على الغاز والنفط

 

 

أعادت أمريكا ترويج ملف القاعدة لتبرير احتلالها العسكري لحضرموت وشبوة
زيارة السفير الأمريكي سبقتها زيارات عديدة ومكثفة شملت شبوة وحضرموت والمهرة

الثورة / صنعاء
وصل السفير الأمريكي المعين لليمن والمقيم في الرياض إلى محافظة حضرموت أمس الاثنين، وعُيِّن السفير ستيفن فاجن سفيرا لواشنطن لدى اليمن نهاية العام المنصرم بقرار أصدره بايدن، ووافق مجلس الشيوخ على قرار تعيين فاجن الذي عمل كنائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية بالعاصمة العراقية بغداد، ومسؤول القنصلية الأمريكية العامة في أربيل وشغل منصب مدير مكتب الشؤون الإيرانية في مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية وكمدير لمكتب الشؤون الإقليمية في مكتب شؤون جنوب ووسط آسيا سفيرا لأمريكا في اليمن فوق العادة ومفوضا للولايات المتحدة لدى ‎اليمن في مايو الماضي.
ويوم أمس التقى السفير الأمريكي مسؤولين محليين في محافظة حضرموت وقالت السفارة الأمريكية في تغريدة لها على تويتر، إن فاجن التقى بالمسؤولين المحليين في حضرموت لمناقشة الجهود المبذولة لمواجهة التحديات التي تواجه أكبر محافظة في اليمن.
وأتى تواجد السفير الأمريكي في حضرموت في وقت تشهد المحافظة موجة احتجاجات غاضبة على خلفية زيادة انطفاء التيار الكهربائي وسط ارتفاع درجات الحرارة في المحافظة الصحراوية، ومؤخرا كثفت أمريكا تحركاتها في المحافظات النفطية شرق اليمن وبشكل رئيسي حضرموت وشبوة والمهرة.
ويأتي وصول السفير الأمريكي أمس في زيارته الأولى منذ تعيينه بعد أسابيع من قرار بايدن، لتمديد تواجد القوات الأمريكية في اليمن بذريعة تواجد القاعدة التي أعيدت إلى الواجهة مؤخرا بتنفيذ عمليات خطف وإعدامات واغتيالات في شبوة وأبين وعدن وحضرموت.
ذريعة القاعدة ومساعي السطو على الغاز والنفط
وفي مارس الماضي جال فريق أمريكي برئاسة المعين مبعوثا للرئيس الأمريكي بايدن إلى اليمن ليندر كينغ ومعه القائمة بأعمال السفارة الأمريكية كاثي ويستلي وعدد من الضباط والمستشارين الأمريكي في ثلاث محافظات يمنية هامة، تقع جميعها شرق اليمن، هي: محافظتي شبوة وحضرموت (الغنيتين بالنفط والغاز)، بالإضافة إلى محافظة المهرة الواقعة على حدود سلطة عمان شرقي اليمن.
ركزت زيارة الوفد الأمريكي إلى المحافظات اليمنية الشرقية الثلاث، والتي تشهد استقرارا نسبياً بخلاف المحافظات اليمنية الأخرى؛ على: «الاحتياجات التنموية والاقتصادية والأمنية، ومكافحة الإرهاب والتهريب»، وفق بيان الخارجية الأمريكية.
وتروج الإدارة الأمريكية في أخبار زيارات الأمريكيين إلى حضرموت وشبوة والمهرة على أنها للتعاون في مواجهة القاعدة، وهي ذريعة تروجها لتواجدها العسكري المباشر في اليمن، وأثارت موضوع القاعدة تزامنا مع البحث الأمريكي عن منابع النفط والغاز مع تصاعد أزمة الغاز والنفط جراء الحرب الروسية الأوكرانية وما تسببت به من أزمة في الوقود والغاز لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
ووصل الوفد الأمريكي سابقا إلى منشأة بلحاف لتصدير الغاز في محافظة شبوة بمروحية عسكرية تحت حراسة أمنية مشددة، رفقة ضباط سعوديين وإماراتيين، وركز الوفد الأمريكي الذي وصل في مارس على ما أسماه مكافحة الإرهاب لكن زياراته للمحافظات النفطية ووصوله إلى منشأة بلحاف تؤكد أن الهدف هو نهب النفط والغاز اليمني.
وبالتزامن مع الزيارة، أعلنت الخارجية الأمريكية عن طرح مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن القيادي في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية «إبراهيم البنا».. وقال برنامج «مكافآت من أجل العدالة» التابع للخارجية الأمريكية، في بيان، إن «تنظيم القاعدة لا يزال يهدد اليمن والعالم كل يوم؛ لأن إرهابيين مثل إبراهيم البنا طلقاء».
واتهم البيان تنظيم القاعدة باختطاف خمسة من العاملين في الأمم المتحدة؛ أربعة منهم من اليمنيين التي جرت في محافظة أبين، مطلع شهر فبراير.
ويبرز ملف القاعدة بشكل عام في كل الزيارات واللقاءات والتحركات الأمريكية في حضرموت والمحافظات الغنية بالنفط والغاز، لكن الهدف واضح كما يقول مراقبون هو السطو وسرقة النفط والغاز والتواجد في المحافظات التي تتميز بثروة نفطية وغازية.
علاقة الزيارة بالحرب في أوكرانيا
وتتواجد قوات أمريكية مدججة بمروحيات ودبابات ومدرعات في مطار الريان بمحافظة سيئون وتنتشر قوات أمريكية في محافظة حضرموت أيضا من العام 2017م، لكنها زادت من تواجدها مؤخرا بالتوازي مع تكثيف التحركات والزيارات.
بالنظر إلى توقيت الزيارات الأمريكية الأخيرة، فقد أتت في خضم اشتداد الحرب الروسية على أوكرانيا، وما رافقها من احتشاد أمريكي – أوروبي واسع إلى جانب «كييف»، من خلال تزويدها بالأسلحة وفرض عقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، الأمر الذي يؤكد أن أمريكا تباشر فعليا مخطط نهب النفط والغاز اليمني، وقد ركزت الأخبار التي نشرتها مواقع الخارجية الأمريكية بأن نقاشات المسؤولين الأمريكيين على جانبين رئيسيين: اقتصادي، وأمني.
حيث يؤكد مراقبون أن أمريكا تسعى للحصول على مصادر بديلة للغاز والنفط، بغية تعويض النقص المتوقع من الإجراءات الروسية ضد أمريكا والغرب الذي يعتمد على 40 في المئة من الغاز الروسي.
وتمتلك اليمن واحدا من أكبر المشاريع الاقتصادية الاستراتيجية في المنطقة، وهو مشروع الغاز الطبيعي والمسال، الذي بدأ إنتاجه في محافظة مارب عام 2005م، وتصديره عبر منشأة بلحاف في محافظة شبوة عام 2009. وتقدر طاقته الإنتاجية بـ 6.7 مليون طن متري سنويا، كما يقدر احتياطي الغاز المؤكدة علمياً في محافظة مارب والمخصصّة للمشروع بـ 9.15 تريليون قدم مكعب.
ومنذ صيف العام 2015م توقف تصدير الغاز عبر ميناء بلحاف (شبوة) لتصدير الغاز المسال، الذي يعد هو الآخر أكبر مشروع صناعي استثماري يمني، وتم إيقاف العمل به لأسباب أمنية، خصوصا مع سيطرة المرتزقة على منشآت النفط، حيث قررت حينها شركة “توتال” الفرنسية المسؤولة عن إدارة منشأة بلحاف الغازية إيقاف العمل فيها، وأجلت موظفيها الأجانب، وتوقف معها إنتاج وتصدير الغاز اليمني.
ومنذ العام 2015م تفرض دويلة الإمارات سيطرتها وسطوتها على منشأة بلحاف الغازية، التي حولتها إلى ثكنة عسكرية لقواتها ومركز تدريبي للمرتزقة، بينما تؤكد زيارة المسؤولين الأمريكيين إلى شبوة وحضرموت وتواصلها في مثل هذا التوقيت الحساس، أن الهدف منها هو ترتيب السطو الأمريكي على الغاز والنفط أيضا.
ومن الواضح أن أمريكا تسعى لتوظيف المرتزقة وسيطرتهم على المحافظات الغنية بالغاز والنفط، وإثارة وتوظيف القاعدة وداعش لتستخدمها كذريعة لتواجدها وكأدوات لتنفيذ مخططاتها.
وعلى الرغم من أن تنظيم القاعدة تم إضعافه كثيرا في اليمن خلال الأعوام الأخيرة، وفقا لما تؤكده معظم التقارير الدولية والمحلية؛ إلا أن عودة التركيز الأمريكي على هذا الملف في الوقت الراهن، يشير إلى أنه إعادة تسويق أمريكي لإيجاد ذريعة للتواجد.

قد يعجبك ايضا