في ذكرى استشهاده الثالثة : الرئيس الشهيد صالح الصماد وأفكاره ومشروعه أحياء في قلوب أبناء تهامة

 

رؤية الشهيد كانت ثاقبة في ما يتعلق بوفاء ومواقف سكان الحديدة وتصديهم المشرف للغزاة

ارتبط الرئيس الشهيد صالح علي الصماد بالحديدة وأبنائها ارتباطا روحياً ووجدانياً أكبر بكثير من تلك العلاقة الاعتيادية التي تجمع بين القائد وأبناء شعبه فقد وضع الشهيد هذه المحافظة في رأس قائمة أولوياته واهتماماته في ترجمة حقيقية لأهداف وتوجهات ثورة الـ21من سبتمبر التي أعطت الحديدة مكانة كبيرة في فكرها وأدبياتها.

الثورة / حمدي دوبلة

قبل ثلاثة أعوام- وقبيل استشهاد الرئيس الصماد- سرت شائعات في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بان الرئيس الصماد من فرط عشقه للحديدة وأهلها قرر أن يتخذ منها سكناً ومقراً دائماً له. ومن مصادفات القدر أن تفيض روحه الطاهرة شهيداً على ترابها الطاهر. لكن ذلك العشق بين الرئيس والحديدة أرضاً وإنساناً لم يمت بل يزداد بمرور الأيام ألقاً وبريقا. واليوم وفي الذكرى السنوية لاستشهاده لاتزال كلماته مجلجلة في الأفاق وهو يؤكد بأن “أبناء تهامة سيواجهون الغزاة ومرتزقتهم بالبنادق وسيذيقون الأعداء صنوف الألم والمعاناة اذا ما فكروا في غزو وطنهم” كانت هذه الكلمات من آخر المقولات المأثورة للرئيس الشهيد صالح الصماد وهو يردّ على تصريحات أحد المسؤولين الأمريكيين بأنهم سيحتلون الحديدة وسيستقبلهم أبناء تهامة بالورود .
هذه الشهادة العظيمة عن أبناء الحديدة قالها الشهيد الصماد بكل ثقة قبل أن يترجل عن فرسه وترتقي روحه الطاهرة إلى بارئها شهيداً لتلتحق بمواكب الخالدين أثر جريمة غادرة لطيران الحقد والإجرام السعودي الأمريكي في مثل هذا اليوم من العام 2018م، واليوم وبعد مرور ثلاثة أعوام ها هم أبناء الحديدة يسطرون البطولات والمآثر العظيمة في مقارعة حجافل الغزو والاحتلال وما فتئوا يلقنون الغازي ومرتزقته أبلغ الدروس ويقدمون أغلى التضحيات دفاعا عن وطنهم ومنطقتهم الطاهرة ليثبتوا للبعيد قبل القريب أن رؤية الشهيد الصماد كانت ثاقبة وهؤلاء الأبطال الميامين كانوا جديرين بتلك الشهادة التي منحهم إياها الصماد ذلك القائد العظيم الذي كان عشقه لتهامة وأبنائها إحدى السمات التي ميزت مسيرته الوطنية الحافلة بالعطاء الخلاق في ظرف ومرحلة هي الأصعب والأكثر تعقيدا في تاريخ اليمن الحديث.
الأمانة العظيمة
الحديدة هي أمانة الرئيس الشهيد صالح الصماد في أعناق الشعب اليمني، هكذا يلخص قائد الثورة الشعبية السيد/عبدالملك بدر الدين الحوثي المكانة العظيمة التي حظيت بها ولاتزال محافظة الحديدة في فكر وأدبيات ثورة الـ21من سبتمبر.
وكان اهتمام وعشق الشهيد الصماد ترجمة لتلك المكانة التي حظيت بها الحديدة وتهامة عموما في أدبيات الثورة الشعبية لتضع هذه المحافظة الحيوية على رأس أولويات اهتمامها نظراً للأهمية الكبرى التي تمثلها للوطن اليمني من أقصاه إلى أقصاه وفي مقابل هذه المكانة التي حظيت بها الحديدة من قبل قيادة الثورة ومن قبل الشهيد الصماد من أول يوم له على رأس هرم السلطة وحتى سالت دماؤه الزكية على تراب تلك الأرض الطاهرة، فقد وجه العدوان سهام أحقاده إلى هذه المحافظة بكل قوة وعنف وألقى بكل ثقله لنشر الخراب والدمار في أرجائها، لكنه ورغم الإمكانيات الهائلة التي حشدها لمعركته الخبيثة في جبهة الساحل الغربي، اصطدم بإرادة وثبات وبسالة أبناء تهامة الذين تصدوا ولايزالون لجحافل الغزاة والمرتزقة ومعهم كل أبناء اليمن، وها هو العدوان يترنح هناك دون أن يحقق أي إنجاز بفضل التضحيات الجسيمة التي يقدمها أبناء تهامة الذين باتوا اليوم، وكما كان ظن الشهيد الصماد فيهم، يتقدمون الصفوف ويتسابقون زرافات ووحدانا إلى ساحات الوغى ويسطرون في ميادين الشرف والبطولة اعظم واشرف المواقف التي ستبقى خالدة في عقول ووجدان الشعب اليمني جيلاً بعد جيل، ومع كل موقف بطولي تترسخ حقيقة الرؤية الثاقبة للشهيد الصماد عن أبناء هذه المحافظة الباسلة ووطنيتهم وانتمائهم وولائهم العظيم لله ولوطنهم وأمتهم.
أبعاد الاهتمام الاستثنائي
ارتبطت تهامة ارتباطاً وثيقاً بالرئيس الشهيد صالح الصماد وظلت الحديدة وأبناؤها في صميم عشقه وتوجهاته الوطنية ورغم عمره القصير على رأس الهرم السلطوي لحكومة صنعاء فقد أعطى كل اهتمامه ورعايته للحديدة وأبنائها الطيبين وإذا بروحه الطاهرة تفارق جسده ويرتقي شهيداً إلى السماء من ارض عشقه ومنتهى مسيرته الوطنية المميزة، وكما كان الشهيد يراهن على وطنية وسمو أخلاق أبناء الحديدة وانتمائهم الأصيل للصف الوطني، فقد كان العدوان ومرتزقته يراهنون على سقوط الحديدة اليسير بأيديهم الملوثة بالنظر إلى تضاريسها وجغرافيتها السهلة وأجوائها المفتوحة ما يجعلها – كما اعتقدوا طويلا – مسرحا لعبث طائرات العدوان لكن ما حصل كان مغايراً لرهاناتهم وطموحاتهم وتحطمت أمانيهم على صخرة وعي وبسالة أبناء هذه المحافظة الباسلة وتحولت معركة الساحل الغربي إلى بوابة جهنم على الغزاة ومرتزقته، وهو ما توقعه قائد الثورة الشعبية السيد المجاهد/عبدالملك بدر الدين الحوثي والذي اكد أن الاهتمام الاستثنائي الذي أبداه الشهيد الصماد بالحديدة وزياراته المتعددة لها واستشهاده على أراضيها المباركة، كان يرجع إلى إدراكه العميق والمبكر لطبيعة الاستهداف من قبل قوى العدوان لهذه المحافظة وأن المعركة في الساحل الغربي هي معركة أمريكية بامتياز وجنودها مرتزقة، ونعود هنا إلى خطاب السيد عقب استشهاد الرئيس الصماد في أواخر أبريل من العام 2018م، حيث اكد أن تهامة عموماً ومحافظة الحديدة على وجه التحديد ستبقى أمانة الشهيد الرئيس الصماد على عاتق الشعب اليمني وستظل عصية على الغزاة والمحتلين ومن يدور في فلكهم من المرتزقة والعملاء.
وكما كان الرئيس الشهيد صالح الصماد مدركا لطبيعة الاستهداف الخبيث لمحافظة الحديدة ومخططاته الدنيئة لنشر الفوضى والدمار في أرجائها وجعلها موطناً للعصابات الإرهابية وتأكيده المبكر أن الشعب اليمني كله سينفر خفافاً وثقالا للدفاع عنها نجد أن قائد الثورة الشعبية السيد القائد كان قارئاً حصيفاً وذا نظرة ثاقبة وحكيمة للتوجهات العدوانية على الحديدة، حيث نجد اليوم وبعد اكثر من 3سنوات من اندلاع معركة الساحل الغربي أن ما قاله القائد تحقق حرفياً وهنا نعود بالذاكرة قليلاً إلى خطاب السيد عقب استشهاد الرئيس الصماد، حيث أكد حينها بالقول “إن العدو يستطيع أن يفتح معركة في الحديدة لكن يستحيل عليه أن يحسمها ، مؤكداً أن الشعب اليمني معني بالدفاع عن تهامة وينبغي للسكان في الحديدة أن يثقوا في وقوف الشعب إلى جانبهم.
ويضيف ” أي اختراق للعدو يمكن تطويقه بالتكاتف الشعبي والقبلي إلى جانب الجيش واللجان والعدو يراهن على الإرباك وأن الاختراقات في الخط الساحلي قابلة للاحتواء والسيطرة عليها وتحويلها إلى تهديد للغزاة” وبالفعل فقد صارت جبهة الساحل الغربي اليوم بؤرة تستنزف العدو وتضاعف جراحاته.
الوفاء المتواصل
قصة العشق بين الصماد وتهامة حفلت ولاتزال بالوفاء الجميل، فبعد أيام من استشهاده أقيمت مسيرة “البنادق” التي دعا إليها الشهيد كرد على أماني العدو الأمريكي وأذنابه وكانت هذه المسيرة- التي شهدت مشاركة وزخما جماهيريا كبيرا وغير مسبوق على مستوى المحافظة- مقدمة لرواية طويلة من الوفاء الشعبي التهامي المتواصل لذلك القائد العظيم الذي لم يخب ظنه ولم تخطئ رؤيته، وهاهم أبناء تهامة يؤكدون للعالم كل يوم أن كل فرد منهم هو صالح الصماد ومشروعه الوطني العظيم وان الوفاء سيتواصل واذا كان الصماد قد ارتقى شهيدا فرؤاه وأفكاره وعشقه للحديدة لا تموت أبدا..

قد يعجبك ايضا