المراكز الصيفية.. نهضة ثقافية وعلمية لمستقبل أبنائنا الواعد

طارق مصطفى سلام

 

 

المراكز الصيفية السنوية هي فرصة سانحة وموسم ديني ومعرفي وتعليمي غني بالثقافة والمعرفة، وكالعادة في كل عام تحرص الدولة على تأهيل وتنمية قدرات النشء والشباب من خلال دعمها وتدشينها لهذه المراكز الصيفية المهمة التي تخرج لنا شباباً واعياً ومثقفاً ومؤمناً بدينه وقضايا أمته العادلة، في زمن كثر فيه الوهم ومشاريع الضياع والدمار الأخلاقي والثقافي .
إننا اليوم أمام مرحلة فاصلة في حرب عسكرية وسياسية نخوضها مع الأعداء بالتزامن مع حرب هي الأخرى لا تقل ضراوة يشنها الأعداء من اجل استهداف شبابنا ومستقبل أجيالنا الواعد، فعمد العدو إلى شن حرب ناعمة بوسائل تكنولوجية استراتيجية مهمتها استهداف وعي شباب الأمة ونشر الموبقات والفواحش وترغيبهم بكل ما من شأنه انه يفسد ثقافة الشاب ويلهيه عن العلم والفهم الصحيح، ناهيك عن مستوى الخطر الذي باتت تشكله وسائل التواصل والمواقع الالكترونية من خلال ما تبثه وتروج له من برامج ومسلسلات وفعاليات وغيرها تنال من قيم ومبادئ هذه الأمة وأجيالها.
وكما هي العادة يسعى الأعداء والمتربصون بهذه الأمة في كل عام إلى شن حملات شنيعة وممنهجة تستهدف هذه المراكز الصيفية وتسعى لشيطنتها وتضليل وعي المجتمع وتحريضه لعدم انضمام الشباب لهذه المراكز الصيفية، العجيب في الأمر ان هذا العدو الرخيص والمجرم الجبان لم يع بعد كم ان هذا الشعب المؤمن والشامخ الأبي قد فهم كل تلك المؤامرات والمخططات الخبيثة التي تحاك ضد الأمة وتنال من مقدساتها وتاريخها ومكانتها، وبرغم أن تلك الحملات الخبيثة قد أثبتت نجاحها في بعض الدول التي تنتهج قيادتها سياسة اليهود والنصارى وتناصرهم، إلا أنها فشلت في اليمن وأثبت اليمن أنه لا مكان لهم ولا نجاح لمؤامرتهم بفضل الله ورعاية وحنكة القيادة الربانية الحكيمة التي انتزعت الهيمنة الخارجية والوصاية الأجنبية من جذور أروقة الدولة وأعادت لليمن هيبتها ومكانتها التي تليق بمجدها وحاضرها ومستقبل أبنائها.
وتأتي الدورات والمراكز الصيفية كوسيلة إنقاذ وفرصة ذهبية لشبابنا وأبنائنا في ظل هذا الوضع المزري الذي تعيشه الأمة وشبابها في عالم بات الانحراف فضيلة والسلوك الصحيح خطأ يعاقب الأمر عليه، وكل هذا يأتي نتيجة غياب الوعي والوازع الديني وتحصين شبابنا وأبنائنا بالثقافة القرآنية السليمة.
إذن.. يتحتم علينا جميعاً أن نكون عند مستوى المسؤولية وألا نتساهل أَو نتجاهل هذه المخططات الخبيثة التي يحيكها الأعداء ومشاريعهم الهدامة والمضللة، التي تستهدف وحدتنا وديننا وقيمنا الإنسانية والأخلاقية وأن نواجه كل تلك المخططات بوعي وتحشيد وادراك بضرورة نجاح هذا الموسم الصيفي، كما هي العادة في كل عام ولا عزاء للخونة والمجرمين .
محافظ محافظة عدن

قد يعجبك ايضا