اختراعات يمنية.. لم تغادر خانة الحلم..


> البحـث عـن الدعـم والتشجيـع هـدفَ يتلمسـه المخترعــون وســط كومــة يـــأس

> العفيفي: عرضت اختراعي على وسائل الإعلام فسرقته شركات يابانية وكورية

> جمعية المخترعين : نتبنى المبدعين ونعمل على ترجمة أفكارهم إلى واقع ملموس

> البعض يرى الهجرة هي الحل.. والبعض الآخر صامد رغم الإهمال

اليمن لا يختلف عن بقية دول العالم المتقدم فهو يتمتلك عقولاٍ نيرة تعمل وتفكر وتبدع وتخترع فلدينا الكثير من المبدعين في شتى المجالات المختلفة ولدينا المخترعون الذين يجوبون بأفكارهم الكثير من الجهات البعض منهم من لقي الدعم والمساندة لكن الأكثر لازال يحتفظ بما يملكه من اختراع دون فائدة ودون رعاية أو دعم أو مساندة حتى من الجهات ذات العلاقة والتي تعنى بالبحث العلمي.
فالبحث العلمي والتطور في المجال الصناعي في كثير من البلدان يعتبر الركيزة الأساسية في تقدمها وتطوير اقتصادها كما هو الحال مع الدول الغنية مثل (أمريكا بريطانيا اليابان ألمانيا فرنسا كوريا الجنوبية)… وما تنفقه تلك الدول في جانب البحث العلمي من مبالغ طائلة إلا لأنهم يعلمون علم اليقين ما سيجنوه من نتائج علمية واقتصادية ومادية وما سيحقق ذلك الدعم لاقتصادهم من نمو وازدهار وهذا ينعكس على ارتفاع ميزانيات الشركات الداعمة للبحث العلمي في تلك البلدان والتي تبلغ أرقاماٍ خيالية.
من خلال التحقيق التالي سنقوم بعرض لنماذج من المخترعين اليمنيين ونتعرف على أفكارهم وإبداعاتهم واختراعاتهم ومدى تعامل الجهات العامة والخاصة مع هذه الأفكار سواء تنظيم معارض أو تبنيها لعدد من المشاريع كما نسلط الضوء على أوضاعهم في الوقت الراهن:

الحمودي وجهاز “صديق الكهرباء”
المهندس هاشم الحمودي أحد الكوادر الفنية في مؤسسة الكهرباء عمل لفترة طويلة كمدرب في مركز التدريب والتصنيع الفني بذهبان التابع للمؤسسة وهو متخصص في مجال تشغيل وصيانة محطات الديزل وتدريب المتدربين على ذلك.
ومن خلال عمله في المركز توصل إلى اختراع جهاز “فصل وإيصال التيار عن بعد” بما يعرف بالريموت وقد اسماه “صديق الكهرباء” حيث يقوم الجهاز بفصل التيار عن أي منشأة أو منزل لم يقم صاحبه بتسديد فاتورة الكهرباء ومن ثم إعادة التيار بعد التسديد وتتم هذه العملية بسهولة ويسر دون الحاجة إلى فريق وأدوات ودون أن يتم العبث بالشبكة الكهربائية التي لا تتحمل ذلك خاصة وأنها قد أصبحت متهالكة وقديمة نتيجة الفصل والإعادة بالطريقة التقليدية.
يقول المهندس هاشم: لم يكن العمل بين يوم وليلة ولكنه ثمرة مجهود كبير بدأ من عام 2000م واستمر تطوير النظام وتجريبه لمدة أربع سنوات تكللت بالنجاح بمجهود شخصي وبدعم قيادة محافظة حضرموت آنذاك وقد تم الموافقة على هذا المشروع مع الجهة ذات العلاقة وهي “المؤسسة العامة للكهرباء” ليتم تجميعه في اليمن وتم الإعداد لذلك بالفعل ولكن لم يتم تحديد ميزانية لهذا المشروع ولا حتى دفع التكاليف الخاصة بتجربة النظام الموقع بالعقد.
وفكرة الجهاز كما يقول الحمودي تتمحور حول وجود جهاز مرسل وهو الريموت وهذا الجهاز ينقل الإشارات بتردد معين إلى (المستقبل) الذي يكون مثبتاٍ عند عداد المشترك ومربوطا بقاطع كهربائي الكتروني ومجرد ما يحصل هذا القاطع على الإشارات يقوم بقطع التيار الكهربائي أو إعادته.
ويضيف: “الهدف الرئيس لهذا النظام هو المحافظة على الشبكة العامة للكهرباء من التلف بسبب القطع التقليدي المتكرر الذي يؤدى إلى أضرار فادحة للشبكة ويساهم بحدوث فاقد في التيار الكهربائي الذي تصل نسبته في اليمن إلى 30% والذي يحدث نتيجة لرداءة الشبكة والقطع المتكرر.”
وأشار الحمودي إلى أنه قد تم توقيع اتفاقية معتمدة من وزارة الخارجية الصينية ووزارة التجارة الصينية ومن السفارة اليمنية في بكين وتحتوي الاتفاقية على 12 بنداٍ أهمها المحافظة على الملكية الفكرية لمخترع النظام حيث تم تسجيلها في المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية وبراءة الاختراع (WIPO) وكذلك في وزارة التجارة والصناعة اليمنية قسم براءة الاختراعات.
ومضى يقول: هناك إمكانية لتسويق هذا المنتج إلى جمهورية جيبوتي وقد تم طرح فكرة إنشاء مصنع صغير لتجميع هذه الأجهزة في منطقة عدن أثناء سفري إلى الصين وتمت الموافقة المبدئية وهذه تعتبر سابقة في اليمن بأن تصدر منها أجهزة الكترونية بابتكار يمني ومن الأراضي اليمنية.
وعن وضعه الحالي بعد المتاعب التي واجهها أثناء تسويقه لمشروعه يقول: «كان لي الكثير من المشاريع ولكن بعد الخوض في هذا المشروع عرفت أن المشروع الواحد يأخذ كل الجهد والتفكير فأنا الذي كنت أدير المشروع بشكل مباشر من ناحية التسويق والتمويل والترجمة والمراسلات والمتابعة مع الجهات المعنية وهذه حقيقة قد قالها المخترع الأمريكي المشهور توماس اديسون (الاختراع هو %2 فكرة أو إلهام و%98 عرق وجهد) وتعبت والحمد لله كانت النتائج ملموسة.
ويتمنى الحمودي أن يكتمل مشروعه بإنتاج هذا الجهاز بكميات اقتصادية واستخدامه في اليمن لكي يتم المحافظة على الشبكة الوطنية وزيادة معدلات التحصيل والتقليل من الفاقد.
العفيفي.. 33 عاماٍ من التفكير والإبداع
ما يقارب الـ33 عاماٍ والمهندس محمد علي العفيفي يناضل ويكافح من أجل تسجيل ابتكاراته واختراعاته ليحصل على براءة اختراع وهو حالياٍ أحد 13 مخترعاٍ ومبدعاٍ يمنياٍ حصلوا على براءة اختراع من قبل الإدارة العامة لحماية الملكية الفكرية في وزارة الصناعة والتجارة.
لدى المهندس العفيفي العديد من الاختراعات المختلفة فقد حصل على براءة اختراع لجهاز “كشف الحالات النفسية والعصبية للأجسام البشرية عن بعد”.
يشير العفيفي إلى أنه تعرض لسرقة بعض اختراعاته وذلك أثناء القيام بتناوله لشرحها في وسائل الإعلام المختلفة تفاجأ بعد فترة بالإعلان عن هذا الاختراع في الفضائيات من قبل شركات يابانية وكورية ومن هذه الاختراعات جهاز حماية العيون من أشعة الكاثود المنبعثة من شاشة التلفزيون وجهاز يستخدم لانبعاث الروائح من أجهزة التلفزيون وفي حينها كما يقول: لم أستطع إقامة دعوة قضائية لأن ذلك يتطلب الكثير من تكاليف المحاماة وفي فترة تواصلت مع السويسريين لتسجيل اختراعي فأخبروني بعدم مقدرتي على التسجيل لأن اليمن ليست عضوة في منظمة حماية الملكية الفكرية إلا أن هناك حلاٍ آخر وهو تسجيل الجهاز والحصول على براءة اختراع لديهم وهذا سيكلفني 5500 دولار وهذا مبلغ كبير لم أستطع توفيره حينئذ.
ومن الأجهزة الهامة التي قام باختراعها جهاز “الاوتوكيو” وهو جهاز القارئ الذي يساعد المذيع على القراءة من شاشة يتم وضعها أمامه وكان ذلك في العام 1979م وعمل عليه المذيعون في تلفزيون “صنعاء” لمدة ستة أشهر وكان ذلك يتطلب حضوره لتشغيل الجهاز إلا أن ذلك لم يكن ممكناٍ فتم التوقف عن العمل بهذا الجهاز وفي منتصف التسعينيات ظهر جهاز “الاوتوستريت” الذي تعمل به جميع الفضائيات.
ومن اختراعات العفيفي جهاز “البيجر هاوس” ويستخدم في المطبخ لمنع احتراق الأطعمة حيث يقوم بالتنبيه بأن الأكل قد نضج وجهاز الإنذار المبكر للمنشآت ويتم ربطه بجهاز الهاتف ولديه كاميرا للترصد.
رغم ذلك رفض المهندس محمد العفيفي العروض التي قدمت له للعمل مع شركات أجنبية على الرغم من الإهمال الحكومي الذي لاقاه على مدى ثلاثة عقود فكما يرى العفيفي بأنه يحب العمل في اليمن لخدمة بلاده ورفع اسمها عالياٍ.
وحالياٍ لا يمتلك العفيفي أي ثروة تذكر مقابل ما قدم من اختراعات وأفكار لو أنها ظهرت في بلد يقدر العلم وأهله لكان حاله تغير ولكانت بلادنا قد تغيرت.
ويدعو المهندس محمد العفيفي رجال المال والأعمال والقطاع الخاص في بلادنا لدعم المخترعين والموهوبين وأن لا ينتظروا إلى الربح من أول وهلة ولكن عليهم الصبر ويحتسبون ذلك أجراٍ عند الله ولخدمة بلادهم وأمتهم.
ويثمن العفيفي الجهود التي بذلت مؤخراٍ في تسجيل براءة الاختراع ويقول: ما كنا نطلبه في الماضي قد تحقق حالياٍ وهو تسجيل براءة الاختراع فلدينا حالياٍ 13 مخترعاٍ يمنياٍ حصلوا على براءة اختراع بعد جهد جهيد وتعب شديد ولهذا فعلى الدولة القيام بواجبها في تشجيع هؤلاء المبدعين من خلال إنشاء هيئة مستقلة تقوم على رعايتهم والاهتمام بهم وتبني أفكارهم وتنفيذها على أرض الواقع.
أنشطة ومعارض
وعلى الرغم من محدودية الإمكانات لدى بعض الجهات إلا أن المبدعين والمخترعين يفرضون أنفسهم وإبداعاتهم ليجعلوا الآخرين يكنون لهم الاحترام بل ويبذلون كل ما يستطيعون من التشجيع والدعم والمساندة.
المخترعان هاني باجعالة وفهد باعشن يكشفان النقاب عن اختراعيهما الجديدان في كلية الهندسة والبترول في جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا ” Doctor Chair” أو “الكرسي الطبيب” الذي يقوم بفحص أولي لحالات فقدان الوعي في الطائرات والاختراع الآخر””HF وهو عبارة عن خاتم يلبسه سكان المناطق المعرضة للكوارث الطبيعية من سيول وزلازل وغيرها ليقوم جهاز مركزي بالكشف عن من يحمل هذا الخاتم من العالقين تحت الأنقاض وتحديد حالتهم فيما إذا كانوا أحياءٍ أم أمواتاٍ.
مبدعون في الخارج
يضطر البعض من المبدعين اليمنيين ممن يجدون فرصاٍ أفضل خارج البلاد إلى الهجرة وذلك حالهم حال الكثير من المبدعين العرب الذين يجدون البيئة الخصبة والمناسبة لأفكارهم وتتناقل المواقع الالكترونية أخبارهم أثناء حصولهم على جوائز أو الكشف عن اختراعاتهم ومنهم الباحث قاسم أحمد درموش ـ موفد جامعة إب لدراسة الدكتوراة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الذي تمكن مع فريق بحثي مكون من عدد من الأساتذة في الجامعة من تسجيل براءة اختراع في مكتب الاختراعات الأمريكية للكشف عن العناصر الشديدة السمية والتي توجد بنسب ضئيلة في الماء..
* وأوضح الباحث قاسم درموش أن براءة الاختراع تتلخص في تصميم جهاز صغير ومحمول للكشف عن عنصر السيانيد في الماء حتى لو كانت نسبة السيانيد في الماء قليلة جداٍ حيث تصل قدرة الجهاز الكشفية إلى جزء من مليون جزء حيث أن أهمية الاختراع تكمن في حل مشكلة تسمم الماء والتي تعتبر من إحدى المشاكل العالمية التي يواجهها سكان البسيطة وذلك لما تمثله من خطر على الإنسان والحيوان والنبات.
وأضاف أن براءة الاختراع جاءت بعد جهود بحثية استمرت ما يقارب الثلاث سنوات تم من خلالها نشر العديد من الأبحاث العالمية المتميزة .
وقد حظي الباحث درموش بالتكريم ضمن أفضل الطلبة الباحثين في الجامعة كما سبق له نشر العديد من الأبحاث العالمية أحد هذه الأبحاث صنفته مجلة علم السطوح التطبيقية ضمن أفضل 25 بحثاٍ عالمياٍ للربع الرابع من العام 2009م. كما منحه مكتب الاختراعات الأمريكية شهادة لبراءة الاختراع ..
وهذا مخترع آخر وهو محسن جبران اليافعي الذي نال جائزة خادم الحرمين الشريفين للمخترعين والموهوبين وحصوله على براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في السعودية عن اختراعه المسمى “مكبس آلي لإنتاج منتجات إسمنتية بضغط الهيدروليك”.
وهناك الكثير من المبدعين والموهوبين اليمنيين لا نجد المساحة الكافية للتحدث عنهم ولم نتحدث عن البعض إلا كأمثلة فقط.
جمعية المخترعين والباحثين اليمنيين
لقد سعى عدد من المخترعين إلى إنشاء جمعية متخصصة تعنى بإبداعاتهم وهي جمعية المخترعين والباحثين اليمنيين حيث تعد أول جمعية أنشئت في الجمهورية اليمنية متخصصة في مجال الاختراعات والبحث في المجالات العلمية التي ينتج عنها اختراع أو تطوير شيء جديد ذو قيمة علمية.
يقول اسماعيل الضبيبي رئيس الجمعية: لقد تأسست الجمعية في تاريخ 26\4\2007م بتصريح رقم (5\200) من وزارة الشئون الاجتماعية والعمل وهي منظمة أهلية علمية مصرح لها بمزاولة نشاطها العلمي من وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بحسب القوانين النافذة وتتمتع بالشخصية الاعتبارية الأهلية المستقلة مالياٍ وإدارياٍ مملوكة لكافة المخترعين والباحثين المنتسبين والمقيدين بالجمعية وتخضع لإشراف ورقابة الجهات الحكومية المختصة ممثلة بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل.
ويقول عن دور الجمعية في دعم أعضائها من المبدعين والمخترعين والباحثين: تقوم فكرة الجمعية على أساس تبني المخترعين والباحثين بقدر ما تستطيع مادياٍ ومعنوياٍ وتعمل على ترجمة أفكارهم من خيال ونصوص إلى واقع ملموس وذلك من خلال صياغة فكرة المبدع إلى مشروع بحث يتوصل به المبدع إلى ابتكار أو اختراع . وبعد اكتمال البحث وتحديد المؤشرات الأولية للنجاح نرشد المخترع إلى إيداع وتسجيل أعماله (براءة اختراع ) ومن ثم نشرك المخترع في المعارض التي تقيمها الجمعية أو المشاركات لكي يعلن المخترع عن ما توصل إليه من جديد للمساهمة في تطوير التنمية الذاتية والمجتمعية في شتى المجالات العلمية كما تقوم الجمعية بإدراجه ضمن المشاريع المطروحة للاستثمار ضمن برنامجها التسويقي وكذلك زراعة الوعي الاختراعي والصناعي بين أوساط المجتمع لإحداث ثورة صناعية حديثة تساهم في رفع الاقتصاد الوطني وتجذب الأيادي العاملة المحلية لصناعة الاختراعات محلياٍ.
رسالة وأهداف الجمعية
وعن رسالة الجمعية وأهدافها يشير الضبيبي إلى أن الجمعية تسعى لإحداث وتأصيل نقلة نوعية في خدمة التنمية في شتى المجالات بتميز فعال كما تهدف إلى:
حماية المخترعات وإيداعها تسجيل براءة اختراع في الجهات المختصة إيجاد لجنة لتقييم المخترعات أو الابتكارات بالتنسيق مع الجهات المختصة تفعيل القوانين الخاصة بالمبدعين والمخترعين في المجالات العلمية إيجاد مواد ومعامل وورش خاصة لعمل التجارب وتطوير الاختراعات والابتكارات الحد من البطالة وإيجاد آلية للتنمية البشرية عبر تسويق المخترعات وتصنيعها محلياٍ تعريف المجتمع بأهمية الباحثين والمخترعين ودورهم في خدمة التنمية البحث عن المخترعين وتشجيعهم.
صعوبات
وعن الصعوبات التي تواجه الجمعية يقول الضبيبي يواجه المبدعون داخل وخارج الجمعية العديد من الصعوبات والتحديات منها:
– عدم استيعاب المجتمع والأسرة للمخترع والباحث.
– قلة الوعي المجتمعي في العامة والخاصة بمعنى الملكية الفكرية والحقوق المادية والفكرية في كل مجالات الحياة.
– ضعف الدعم المادي والمعنوي للمخترع والباحث في القطاعات الحكومية والخاصة حيث لا يكاد يذكر.
– عدم وجود مساحات إعلامية في الإعلام المحلي والعربي مخصصة لهذه الشريحة من المجتمع والتي هي من أهم الشرائح فلولا المخترع بعد الله عز وجل ما تطورت البشرية والبيئة من قديم الزمن.
– عدم وجود بنية تحتية مخصصة للمخترعين والباحثين في بلادنا وهذا يصعب الأمر على هذه الشريحة من المجتمع في تطبيق أفكارها على أرض الواقع ليستفيد منها الجميع.
– عدم وجود سوق حرة لكي يتسنى للمبدع ممارسة هواياته ومواهبه وتطبيق جل ما يستطيع من أفكاره وتسويق أعماله كما في الدول الأخرى الأكثر تقدماٍ.
دور الجامعات الأهلية
وعند دور الجامعات الأهلية فقد أنشأت جامعة العلوم والتكنولوجيا مركز تطوير التفوق من أجل رعاية وتشجيع المتفوقين من طلاب المدارس وعلى مدى ثلاث سنوات تنظم الجامعة مسابقة للموهوبين من طلاب المدارس وتقوم بمنحهم جوائز نقدية تشجيعية وتقول رجاء محمد الجاجي مديرة المركز: نحن في الجامعة من خلال المركز نرعى الموهوبين والمتفوقين من خلال عدة أنشطة من أهمها جائزة الابتكار والتميز والتي تنظمها الجامعة للسنة الثالثة على التوالي لتكريم الفائزين المبتكرين من طلبة المدارس في المرحلة الأساسية والثانوية.
وتضيف: لا يكفي تقديم الجوائز للمبدعين والمخترعين والمبتكرين ولكن على جميع المؤسسات الحكومية والخاصة تحمل مسؤوليتها تجاه هذه الفئة لتأخذ بيدها وتعمل على تطبيق هذه الابتكارات على أرض الواقع فنكون بذلك نقوم برعاية الموهوبين والمبتكرين.
معرض للاختراعات
وعن الدور الحكومي تجاه المبدعين يقول مدير عام حماية الملكية الفكرية في وزارة الصناعة والتجارة عبده الحذيفي أن الوزارة قد سعت إلى تشجيع المبدعين والمخترعين من خلال تنظيم المعرض الأول للاختراعات وهي تعمل حالياٍ على الإعداد لتنظيم المعرض الثاني.. مشيراٍ إلى أن هذه الأنشطة تساعد المبدعين والمخترعين على عرض إبداعاتهم واختراعاتهم.
وأوضح أن الإدارة العامة لحماية الملكية الفكرية قد أنشئت في العام 2002م وقد تعاملت مع طلبات براءات الاختراع المقدمة إليها والمتراكمة منذ العام 1989م وقد تأخر في البت في هذه الطلبات حتى تم إصدار التشريعات الخاصة بذلك ومنها قانون العلامة التجارية رقم 23 لسنة 2010م وقانون التصاميم الصناعية رقم 28 لسنة 2010م والقانون رقم 2 لسنة 2011م بشأن براءات الاختراع.
وأضاف: لقد تم خلال الفترة الماضية تأهيل الكوادر التي ستتعامل مع الطلبات ومع الأنظمة التي تم إدخالها إلى الإدارة.
وأشار الحذيفي إلى أن أول شهادة براءة اختراع تم إصدارها في يونيو 2012م ضمن حفل لتدشين هذه الخطوة حيث تم إصدار 40 شهادة براءة اختراع منها 5 شهادات محلية والبقية شهادات لشركات أجنبية.
ونوه إلى أن عدد الطلبات المقدمة منذ العام 1989م وحتى أكتوبر 2013م قد بلغت 700 طلب منها 217 طلباٍ محلياٍ وعدد براءات الاختراع الممنوحة من يونيو 2012م وحتى اكتوبر 2013م 137 براءة اختراع منها 24 براءة اختراع محلية معظمها لأفراد من باحثين وطلاب مدارس وفنيين ومهنيين ومهندسين و113 أجنبية معظمها لشركات أجنبية.
ودعا الحذيفي الشركات المحلية إلى تبني إبداعات المخترعين والموهوبين ودعمهم ودعم نتاجاتهم لكي يتفرغوا لاختراعات جديدة أخرى.. مؤكداٍ أن لشهادة براءة الاختراع الكثير من الفوائد منها حماية حقوق المخترع وتعطي صاحبها الثقة الكبيرة بنفسه للمزيد من الجد والمثابرة ومحاولة إنتاج اختراعات جديدة.
مسابقات وأندية علمية
ويقول مدير عام الأنشطة المدرسية بمكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة عبدالكريم الضحاك أن المدارس تعتبر البيئة الأولى التي تظهر فيها إبداعات الموهوبين والمبدعين وهناك الكثير منهم في المدارس وفي مختلف المحافظات وهم فقط بحاجة إلى دعم وتشجيع وتنمية مهاراتهم وأفكارهم عن طريق بعض الأنشطة مثل إقامة المعارض وإقامة المسابقات العلمية بين طلاب المدارس المختلفة وإنشاء الأندية العلمية في هذه المدارس بإشراك الطلاب المتفوقين علمياٍ وقد انتهينا من إعداد لائحة خاصة بالأندية العلمية سيتم توزيعها على المدارس.
وأضاف: وهنا يأتي دور الأنشطة المدرسية في تنمية هذه المواهب وتنظيم ندوات ثقافية تعريفية بالإبداع والاختراعات وبراءات الاختراع وغيرها من المفاهيم الهامة التي تعمل على الرفع من وعي المبدع وكيفية التعامل مع الواقع فلدينا أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة في مراحل التعليم المختلفة وبالتأكيد فإن هذا العدد الكبير يحتوي على مجموعة من الموهوبين ولكن فقط نحتاج إلى التنظيم والترتيب والتدريب لنكتشفها.. مشيراٍ إلى أن هناك العديد من الطلاب المبدعين والمبتكرين والذين قد شاركوا في المعرض الأول للاختراعات الذي نظمته وزارة الصناعة والتجارة وسيتم المشاركة في المعرض الثاني للاختراعات.. وكانت النتائج إيجابية في المعرض الأول.
ختاماٍ..
نجد أن بلادنا غنية بالمبدعين والمبتكرين والمخترعين من فئات مختلفة خاصة منهم الطلاب في المدارس والجامعات فهل نستطيع أن نبني جيلاٍ يؤمن بأهمية التميز العلمي والانفتاح على العالم والكشف عن الطلاب المتفوقين والنابغين علمياٍ ليكونوا ثروة لنا في المستقبل¿.

قد يعجبك ايضا