مؤامرة التطبيع .. سقوط لأنظمة تحالف العدوان على اليمن

 

د/ عبدالجليل الشوخي :
الخيانات والتطبيع مع العدوان الاسرائيلي لا يزيد الأمة ومحور المقاومة إلا عزيمة وقوة
تساقط الأنظمة العميلة في مستنقع العمالة والتطبيع ليس بغريب
التطبيع اتّجار بدماء ونضال الأحرار من العرب والمسلمين
عقلان: التطبيع انتهاك للثوابت والاتفاقات وخيانة للقضية الفلسطينية وبيع للعروبة وتدنيس للمقدسات الإسلامية
الموجاني: تطبيع صهاينة العرب مع إسرائيل شرعنة لليهود بأخذ المقدسات والتمكين في المنطقة والبيع الواضح للأقطار العربية بذرائع مختلفة

ختاماً لسنوات من الترابط، والتعامل بالتقارب والتخطيط يأتي حصاد التفاهمات، والرغبات المتبادلة بين تل أبيب وأبو ظبي، واليوم البحرين وغيرها من الدول بإعلان التطبيع، وهذا الترحيب الحاصل غير مستغرب فإننا نلاحظ تساقط الأنظمة العميلة الواحد تلو الآخر في مستنقع العمالة والتطبيع كل هذا وأكثر في الحصيلة التالية:

أمين العبيدي

في البداية استهل الدكتور عبد الجليل محمد الشوخي- أستاذ القرآن الكريم وعلومه خطيب جامع التقوى ومدير مركز الإمام علي بن ابي طالب لتحفيظ القرآن بمحافظة عمران حديثه بقوله :إن ظلم اليهود الصهاينة لربما هو أكبر ظلم في الأرض، ويمتد إلى الواقع البشري في كل أنحاء العالم من خلال نفوذهم على كبريات الدول هكذا تكلم السيد عبدالملك حفظه الله في أحد خطاباته، محذراً من ظلمهم التاريخي للبشر باختلاف دياناتهم فهم لا يهمهم إلا مصالحهم ولهذا حذرنا الله من توليهم لشدة ظلمهم ولخباثة قلوبهم التي لا توجد فيها رحمة لبني البشر والمسلمين خاصة فقال سبحانه وتعالى:﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾ المائدة: ٥١،وقال تعالى:﴿إِنَّما يَنهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذينَ قاتَلوكُم فِي الدّينِ وَأَخرَجوكُم مِن دِيارِكُم وَظاهَروا عَلى إِخراجِكُم أَن تَوَلَّوهُم وَمَن يَتَوَلَّهُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمون﴾ الممتحنة: ٩.
فمخططاتهم معروفة وخبثهم للبشرية بأسرها وللمسلمين أشد عداوة ولأهل الحق أشنع وأبشع قال الله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) فهم ظلمة عدوانيون قتلة الأنبياء والصالحين على مر التاريخ وحدّث عن ظلم بني إسرائيل ولا حرج ..
وأضاف بقوله :ما يحصل اليوم من حرب شعواء على اليمن وأهلها ماهو إلا دليل واضح على أن اليمن خرجت من الوصاية الإسرائيلية وانفردت بحريتها في اتخاذ القرار وتأهلها لقيادة الأمة والوقوف بحزم وعزم أمام الزحف الاستعماري لليهود، وأردف قائلاً: موقع بلدنا الجغرافي ونفوس المجاهدين الأحرار الذين تربوا على العقيدة الصافية التي نهلت من القرآن واستقت الحكمة من أهل الحكمة سفن النجاة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يجعلوا مخططات اليهود الاستعبادية للشعوب أحلاما وأمانيّ، وما محور المقاومة العربي المكون من اليمن ولبنان وسوريا والعراق إلا دليل على ذلك.. وعلينا فهم أنه لا رجوع لمقدساتنا في ظل الحروب الطاحنة إلا ببيع أنفسنا لله والاعتقاد بقوته والرجوع اليه في طرد الجرثومة الخبيثة من خاصرة الأمة وتطهير المسجد الأقصى من دنس اليهود..
وأشار بقوله :إن الله يركم الخبيث ويميز الطيب فقد قال تعالى: ﴿لِيَميزَ اللَّهُ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجعَلَ الخَبيثَ بَعضَهُ عَلى بَعضٍ فَيَركُمَهُ جَميعًا فَيَجعَلَهُ في جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرونَ﴾ الأنفال: ٣٧، فالخبيث أصبح كنور الشمس في وضح النهار فما ذا بعد التطبيع مع اليهود، وفي كل مرة عملاء اليهود في اليمن يغازلون إسرائيل حتى وصل هاني بن بريك إلى حد السماجة والانبطاح السخيف وهذا أنموذج بسيط للعملاء الذين أصبحوا جيشاً لليهود والمجرمين في أرضنا أما أغلب قيادات العمالة والارتزاق فهم يعبدون إسرائيل من دون الله والعياذ بالله، ونوه بأن تاريخ اليهود مزرٍ وممتلئ بالخيانات وقتل عملائهم وترك كل من ينضم معهم في منتصف الطريق وعلى العملاء والمرتزقة الرجوع لتاريخ اليهود، والقرآن يثبت حقيقتهم بوضوح فقد قال تعالى عنهم :في كتابه بأنهم قتلةُ الأنبياء والأولياء الصالحين الذين يأمرون بالقسط من الناس قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
إنهم سماعون للكذب، يتعاطون الربا وقد نهوا عنه في كتبهم، ينقضون المواثيق، يحكمون بالطواغيت، يصفون الله بنقص جل الله تعالى وعز عن ذلك.. هم خونة والخيانة من طبائعهم يخونون الأمانة في كل شيء في المال والعرض والدين والعهد وكل شيء فعن سمعهم للكذب يقول الله تعالى (وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) وعن أكلهم السحت يقول سبحانه (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ).
وكذلك يقول الله تعالى عن خيانتهم للأموال (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً) ومطامع اليهود ليس لها حد فهم لا يقيمون وزناً لعهدٍ ولا لميثاق فقد قال الله تعالى عنهم إنهم يقولون: (لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران:75، وقال سبحانه: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) البقرة:100، وقال تعالى: (الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ) الأنفال:56 قالوا عن الله فقير وهم أغنياء ﴿لَقَد سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّذينَ قالوا إِنَّ اللَّهَ فَقيرٌ وَنَحنُ أَغنِياءُ سَنَكتُبُ ما قالوا وَقَتلَهُمُ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقٍّ وَنَقولُ ذوقوا عَذابَ الحَريقِ﴾ آل عمران: ١٨١، بل قالوا يد الله مغلولة فردّ الله تعالى عليهم بقوله :
﴿وَقالَتِ اليَهودُ يَدُ اللَّهِ مَغلولَةٌ غُلَّت أَيديهِم وَلُعِنوا بِما قالوا بَل يَداهُ مَبسوطَتانِ يُنفِقُ كَيفَ يَشاءُ وَلَيَزيدَنَّ كَثيرًا مِنهُم ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ طُغيانًا وَكُفرًا وَأَلقَينا بَينَهُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ إِلى يَومِ القِيامَةِ كُلَّما أَوقَدوا نارًا لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللَّهُ وَيَسعَونَ فِي الأَرضِ فَسادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ المُفسِدينَ﴾ المائدة: ٦٤،
هكذا هم اليهود والله تحدث عنهم ومع ذلك السعودي والإماراتي يروجان للعلاقة مع إسرائيل عبر قنواتهم التي تقدم نظرة مزيفة وتسيء للشعب الفلسطيني وللأمة بأسرها، ومن ينسق مع الإسرائيليين وحليفتيهما أدرك أنه في صفّهم، وشريك لهم في ظلمهم، ويهدف اليهود من خلال التطبيع إلى تغيير عقول المسلمين، وتأمين بلادهم من ضربات المجاهدين، وتعزيز اقتصادهم المنهار وتهجير بقية اليهود إلى فلسطين، وإكمال بناء المستوطنات تمهيداً لإكمال الهيمنة على المنطقة بأسرها، فالتطبيع خيانة عظمى ومكافأة كبرى لجرائم المحتلين الصهاينة بحق الفلسطينيين والقدس والمسجد الأقصى واختتم الشوخي حديث بقوله: الخيانات المتكررة من دول العمالة وعلى رأسهم السعودية والإمارات لا يزيد الأمة ومحور المقاومة إلا عزيمة وقوة.
من جانبه أوضح الأستاذ عمار عقلان ماجستير إدارة أعمال بقول :ما يحصل اليوم من تهاوٍ لدول عربية ماهو، إلا انتهاك للثوابت ،والاتفاقات ،وخيانة للقضية الفلسطينية وبيع للعروبة وتدنيس للمقدسات الإسلامية أصبح صهاينة العرب يشرعنون لليهود بأخذ المقدسات والتمكين في المنطقة والبيع الواضح للأقطار العربية بذريعة التسامح والتعايش والحماية وغيرها.
ما يحصل اليوم شرعنة وإعطاء صكوك الملكية لليهود من الدول المطبعة بكل بجاحة، وأضاف إن الشعوب العربية هي البركان الهائج الذي سيحطم كل هذا التطبيع والاتفاقيات البائدة للحكام الماسونيين عبيد الحكم وسلطة وخدام اليهود وأمريكا، وأشار عقلان بقوله :إن من يسمون أنفسهم بالشرعية ويحاربون المجاهدين في مختلف الجبهات ها هم أسيادهم قد افتضحوا بعمالتهم مع إسرائيل واستعباد أمريكا لهم، وتساءل عقلان بقوله: ماذا يريد المرتزقة ودول العدوان من شعبنا اليمني الصامد الذي يعاني كل يوم بأنفةً وعز وشجاعة وإقدام بعد أن أعلنوا عن التطبيع وافتضحوا تاريخيا وتنازلوا بعمالتهم عن كل المقومات القومية وأصبح زيف قوميتهم وارتهانهم للعدو الإسرائيلي واضح، ولكن نؤكد لكل العالم بأن الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية وجدية التحرك لنصرتها واجب ديني وسيتوّج بالنصر قريبا بقوة الله ثم بمحور المقاومة على كل القوى الاستعمارية في المنطقة.. وفي ما يخص الشأن الداخلي يقول عقلان: إننا ننظر بعين الحزن للمناطق المحتلة ولسقطرى ولسواحلنا التي أصبحت مرتعاً للمحتلين من الصهاينة والأمريكيين وأدواتهم وثقافة التكفير التي يحرص المحتل أن يجعلها هي السائدة في المحافظات المحتلة، ودعا عقلان كل العقلاء من المرتزقة إلى تحكيم العقل قائلا ً: الصورة أصبحت واضحة ولا عذر لأحد بعد اليوم من يقاتل في صف الوطن ومن يقاتل في صف أمريكا وإسرائيل فماذا ستقول لأطفالك إذا قتلت وأنت في صف العدو وماذا سيكتب التاريخ عنك.. فقرارات العفو التي نادى السيد رضوان الله عليه بها تكراراً ومراراً في الكثير من خطاباته إلى العودة إلى صف الوطن والخروج من مستنقع العمالة والارتزاق والدفاع عن الدين والأرض والعرض، فالمعركة معركة حق وباطل فلا تكن من الذين يشهدون بشهادات الإسلام ويموت في صف اليهود والمجرمين، فيجب على كل من يشارك العدو في الحرب الظالمة على إخوانه اليمنيين اغتنام الفرص والعودة إلى الوطن فبلادنا تتسع للجميع وليس كما يشبهها لهم الأعداء، واختتم عقلان حديثه بقوله : الكيان الصهيوني شارك في العدوان على اليمن عبر الإمارات المتحدة التي تتحرك في سياستها ونهجها ومسارها كمنفّذ مباشر لأجندات هذا الكيان الصهيوني ومشاريعه التخريبية والتدميرية.
فيما يقول: المحامي الحقوقي الأستاذ محمد ابراهيم الموجاني: تتسارع الأحداث في منطقتنا العربية ويعظم الخطر بالتطبيع مع للعدو الإسرائيلي وبإشراف مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد تمّ الإعلان عن هذه الاتّفاقية من البيت الأبيض خلال تغطية إعلامية استعراضية واسعة فيما الدول العربية تتجاهل قول الله تعالى:﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾ وهذا دليل واضح على حرمة التطبيع مع العدو الصهيوني ووجوب مواجهته ومحاربته وليس اتخاذهم أولياء وتولّيهم كما تفعل الدول العربية اليوم.
وأشار الموجاني إلى أن الكيان الصهيوني الغاصب وكل من يدعمه هو العدو الرئيسي للأمة ويشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي العربي والإسلامي، وما تساقط الأنظمة العميلة الواحد تلو الآخر في مستنقع العمالة والتطبيع تحت إغراءات الثروة والسلطة ومن غير المستبعد أن نشاهد الكثير من الأصوات التي لطالما ارتفعت لمناصرة القدس والأقصى وفلسطين وهي تروج للمصالحة والتفاهم والتقارب للتطبيع وتشرعن له وتدافع عنه وترى في ذلك ضرورة لا بدّ منها بذريعة الحماية وهي خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية وغيرها من المبررات الواهية التي أدمنوا في استخدامها لتبرير ما يقومون به من شرعنة لليهود في صورة التنازل الرهيب عن القدس والمسجد الأقصى وفلسطين أنه تبرير تناقضهم في المواقف والتصريحات ولكننا في الوقت ذاته نلاحظ حالة من الثبات في المواقف لدى محور المقاومة والأنظمة التي تحترم نفسها وشعوبها .

قد يعجبك ايضا