ستة أعوام.. لا انكسار!!

علي الأشموري
ستة أعوام والشعب اليمني في سجن كبير، مطار صنعاء مغلق والمشتقات النفطية لا تدخل لليمنيين في مناطق الصمود.. الذين قالوا لا للتبعية الاقتصادية ولا لتبعية آل سعود و”آل ناقص” ولا للعقال الخليجي.. الطفل يموت بأسلحة محرمة دولياً منذ أن ابتلينا بما يسمى رئيس الشرعية التي تهالكت وانتهت صلاحيتها عام 2014م.
آلاف المرضى يعانون الأمرين جراء الحصار وإغلاق المطار والمنافذ ومحاولة تركيع شعب الجبارين بمظلوميته التي يعرف بها العالم ولا ينبس ببنت شفة… لن نرى من الأمم المتحدة خلال السنوات الست الماضية سوى الشجب والقلق، وكلما أدخلت الشقيقة السيئة في قائمة العار رفعت بفضل خزائنها وانبطاحها للكيان الصهيوني وأمريكا والدفع المستمر مقابل الابتزاز كحماية ،وكذلك محكمة العدل الدولية لم تحرك ساكنا..
اليمنيون سطروا ملحمة بطولية بصمودهم وقتالهم وتصنيعهم للطائرات المسيرة والصواريخ المطورة بكل أشكالها وأنواعها وأصبحت أحدث الأنظمة الدفاعية الأمريكية عاجزة أمام الإنسان اليمني وقدراته الخارقة، فلجأت إلى التطبيع مع الكيان المحتل.. ولأن الكل يجتمعون في سلة شذاذ الآفاق والملقطين من أصقاع العالم أصبحت جزيرة سقطرى وارخبيلها محتلة من قبل دول انبطحت تحت عباءة “العقال “السعو – إماراتي” الذين سقطوا في مستنقع وحل التطبيع… وسقطوا في وحل مغالطة الحقيقة ومجافاتها وسقطت رهاناتهم أمام أسطورة المقاتل اليمني والجيش والقبائل الشرفاء، وانقلبت المعادلة بعد أربعين يوماً من العدوان على اليمن من الدفاع إلى الهجوم رغم ما أحدثه ويحدثه العدوان من خروقات وجرائم حرب على الطفل والمرأة والشيخ المسن.. وأصبحت الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة تقض مضاجع ناهبي الثروة وعملاء المحتلين الجدد.. وكان العقل اليمني مغيبا وحسبما قاله كبار المفكرين القدامى قبل ثلاثمائة وخمسين عاماً بأن اليمن مقبرة العقول..
فحلت في العقود الثلاثة الأخيرة “الخبرة” برفع الخاء محل “الخبرة” بكسرها وأصبح المقربون من المقايل هم من يعيَّنون حسب الحضور في المقايل ومن غاب غاب اسمه والحليم تكفيه الإشارة.. كتب المفكر والشاعر الفذ والناقد والمؤرخ عبدالله البردوني -رحمه الله- قصيدة عصماء أثارت فيها كلمة ثائرة الجار السيئ حينما قال “ثروة المعتدي كسروال قحبة” وما هي إلا أيام وإذا بالوفد السعودي يزور منزله ويتودد إليه ويصفه بالأديب والشاعر المثقف وبالتلميح أبدوا استياءهم من هذه القصيدة ،فرد البردوني “إنَّا زعلتم حينما هجوت ثروتكم”، طيِّب نخليها “بدون سروال” ،فامتعص الحضور ورجعوا بخفي حنين ،وحينما علم بذلك رئيس النظام الأسبق طلب من أحد معاونيه المقربين ترتيب لقاء رئاسي مع الشاعر البردوني وبادره بالسؤال في الجلسة “ما رأيك فيني”؟
أجاب البردوني: “أنت الزعيم الفذ والمؤتمن ” ،قال: لا.. لا رأيك الشخصي، أجاب: أنت جهَّلت ثلاثة أجيال قادمة، فحنق الرجل وقال من أحضره وحدث ما حدث لولا أنه قال “يا فندم.. أنت طلبته”، علمت بهذه الخفايا التي لم تكشف حينما كنا في طور المراجعة لإخراج الشاعر والأديب والإعلامي والدبلوماسي الأستاذ سفيان أحمد البرطي.. فاعتذر الأستاذ البردوني مسبباً عدم تدخله بأنه غير مرغوب به “طالع” والحليم تكفيه الإشارة.
خلاصة الخلاصة:
مارب الحضارة والتاريخ قاب قوسين أو أدنى من قبضة الجيش اليمني ورجال القبائل الأوفياء، الأمر الذي أثار ويثير حفيظة دول العدوان ويجعل فضائياتها وماكنة إعلامها متخبطة -كما هي العادة -حتى في أسلوب طرح الأسئلة ..يا جماعة الإخوان ويا مرتزقة أبوظبي المنبطحون والمطبعون والمطبلون لـ”النتن”: الجزر الثلاث لفاقدي الهوية طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى” ليست في اليمن بل في إيران فقاتلوا إيران واتركوا الأسطوانة المشروخة وانزعوا أيديكم عن المحافظات الجنوبية والشريط الساحلي والجزر والموانئ اليمنية، حسب رسالة أحد الأصدقاء الأعزاء من أبناء المحافظات الجنوبية ومن حقي أن احتفظ بمصدري.
فما تسمى بـ”الشرعية” المهترئة التي خرجت عن التغطية القانونية في 2012م وما يسمى بالانتقالي الإماراتي الذي يفتقد ومرتزقته إلى المشروع، فما يلوحون بما أسموه “الجنوب العربي” ليس موجوداً أصلا في قاموس التاريخ، ومثلما مجموعة الإمارات الست بدون هوية تنتسب إليها، فمشروع الجنوب العربي من نسج خيال المستعمر البريطاني.
اعتذار وتصويب:
في فقرة سابقة وعدد قريب من “الثورة” كان هناك خطأ غير مقصود في اسم الأستاذ الدكتور غالب القانص وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، لذا لزم الاعتذار للدكتور وللقارئ معاً من كاتب السطور والذي ورد في مقالة سابقة بعنوان “الاقتصاد ودوره في التنمية”، والفقرة تحت عنوان “كلمة في الصميم”.
جريمة وقضية رأي عام
مقتل الشاب عبدالله الأغبري جريمة مكتملة الأركان وقضية رأي عام لا جدال ولا نقاش فيها، خمسة أشخاص “عصابة منظمة” استخدمت أبشع الأساليب للتعذيب حتى الموت باعترافهم.. فالقانون يجب أن يأخذ مجراه في حق هؤلاء .. ونقول للذين يحاولون من خلال التواصل الاجتماعي، بدفع من دول عدوان الحرب على اليمن: بطلوا “التسييس” والتلفيق.. فاليمن الآن بها أمن واستقرار وحقوق وواجبات ونحن نعيش في أمن واستقرار، الأمر الذي تفتقدونه، فبدلاً من خزعبلاتكم انظروا إلى السحل والتنكيل والاختطافات التي تمارس في المحافظات المحتلة، والجرائم المنظمة المسكوت عنها… ولن أزيد.

قد يعجبك ايضا