انهيار 20 منزلا◌ٍ وتضرر أكثر من 200 وجرف أراض زراعية



,الأهالي: هذا السيل الأقوى منذ 35 عاماٍ ونطالب ببناء السائلة

,السائلة كانت الدرع الحامي.. وتغيير مجراها بالعشوائيات سبب الكارثة

أمانة العاصمة : شكلنا لجنة لحصر الأضرار في المباني والأراضي الزراعية

المجلس المحلي: البيوت المتضررة بناء عشوائي.. والسيول كشفت المستور.

تحقيق/ حاشد مزقر

عاش أهالي قرية القابل وبعض من أهالي منطقة جدر بأمانة العاصمة لحظات صعبة إثر تدفق السيول القادمة من مرتفعات بني مطر صوب هذه المنطقة كونها المجرى الرئيسي والوحيد لها والمؤدي إلى سد الخارد في مديرية أرحب وبعد أن مضى هذا السيل الجارف ترك خلفه أضراراٍ كبيرة لحقت بالأراضي الزراعية ومنازل المواطنين.. (الثورة) التقت السكان في تلك المناطق المتضررة واطلعت عن كثب على الوضع.. وطرحت المشكلة على الجهات المعنية.. نتابع..

فايز أحمد سعد من أهالي قرية القابل كان منزله من بين 20 منزلاٍ تعرضت للانهيار يقول : نجوت أنا وأسرتي من الموت بإعجوبة وبعد أن انقذت أفراد عائلتي عدت إلى المنزل لكن بسبب تعرضه للانهيار خرجت وحاصرتني المياه العميقة التي أعاقت جهود ومحاولات إنقاذي واستطعت أن أصل إلى إحدى الأشجار وواجهت الموت والبرد القارس وعشت لحظات رعب حقيقية وبقيت على هذه الحال حتى صباح اليوم التالي بعد أن تم إنقاذي من قبل المواطنين.
نفس المصير واجهه عبدالله المرهبي والذي يقول: لقد تسببت السيول والأمطار الغزيرة في تدمير منزلي وعشت أنا وأسرتي ليلة صعبة حيث استمر هطول الأمطار وتدفق السيل من الساعة السابعة مساءٍ حتى الثالثة فجراٍ وبسبب محاصرة المياه لنا لم نستطع إخلاء المنزل وهكذا كان حال المجاورين لي غير أن قيام بعض الأهالي بإطلاق الأعيرة النارية في الجو جعل الكثير من سكان قرية القابل يهبون لنجدتنا وتم إنقاذنا بعد أن انهار جزء من منزلي لتصبح المدرسة القريبة منا ملجأ إيواء لعائلاتنا أثناء هطول الأمطار والسيول.
المرهبي أوضح الصورة لنا أكثر وهو يشير بيديه إلى الأضرار يقول: كما ترون المياه تحاصر أكثر من 20 منزلاٍ وبسبب تغير معالم السائلة أصبحت السيول تأخذ مجرى آخر وأطالب أمانة العاصمة ببناء السائلة كونها من أهم السوائل التي لا تقل أهمية عن سائلة صنعاء وكما طالب بردع المخالفين الذين يقومون بالبناء في مجاري السيول لما فيه الخطر الكبير على أرواح الناس.
في حين يؤكد علي السودي أن انخفاض نسبة الأمطار خلال السنوات الماضية شجع الكثير من السكان على البناء في أماكن السيول وقال: نلاحظ الضرر الكبير الذي لحق بهذه البيوت ومنها منزلي أيضاٍ وهذه المنطقة يوجد بها ما يقارب الـ 60 منزلاٍ تحتل مساحة كبيرة من السائلة وقال: لولا وجود سد علمان والذي خفف كثيراٍ من اندفاع كمية السيل لكانت هناك كارثة كبيرة لا سمح الله.
وزاد السودي بالقول : يبقى الضرر كبيراٍ على هذه المنازل بسبب البناء العشوائي وفي حالة تدفق السيول مرة أخرى قد يكون التأثير أشد وأقسى من هذه المرة وأعتبر أننا كنا محظوظين لعدم وجود خسائر بشرية.
البناء في السائلة

بدوره تحدث حمود النقيب عضو المجلس المحلي في منطقة جدر قائلاٍ : أغلب من تم الضرر في منازلهم هم من الذين قاموا بالبناء في مجرى السيل وكوني عضواٍ بالمجلس المحلي لا أعلم بأن هناك أي ترخيص بناء لهؤلاء فهناك أكثر من ستين منزلاٍ في القرية وغيرها أكثر في منطقة جدر تم بناؤها في مجرى ومحيط السائلة مؤكداٍ أن أصحاب هذه البيوت قاموا بالبناء بصورة مخالفة وعشوائية ومن يقول بأن هذه المرة الأولى التي ينزل فيها السيل فهو يبرر مخالفته غير أن هذه المرة كانت الأمطار غزيرة والسيل قوياٍ.
وأضاف النقيب بالقول: سبق وأن حذرنا من شراء الأراضي وبناء المنازل في هذه المناطق غير أن تدني سعر الأراضي في هذه المنطقة جعل البعض يقبلون على شرائها مع العلم أن المخطط نزل بعد انتشار البناء العشوائي والآن نقوم بحصر الأضرار ومحاولة إيجاد الحلول لتفادي تجدد هذه الكارثة.
وعن حجم الأضرار الناجمة حدثنا حسن قائد عضو المجلس المحلي في قرية القابل بالقول : بسبب الأمطار الغزيرة التي من الله تعالى بها علينا وغزارتها في بني مطر ومتنة كذلك هطولها في هذه المناطق واتجاه السيل إلى قرية القابل وانحرافه باتجاه محل حجار أدى إلى انهيار ما يقارب 20 منزلاٍ وتضرر 60 منزلاٍ إضافة إلى جرف العديد من الأراضي الزراعية وهذا المحل هو الأكثر تضرراٍ من باقي مناطق القرية كون أغلب السيل اتجه إلى هذه المنطقة وعن الإجراءات المتخذة قال : توجيهات أمين العاصمة واهتمامه كان كبيراٍ حيث تم إدخال الجرافات والمعدات والشفاطات لإخراج المياه من المناطق التي حوصرت فيها المنازل.
ومضى يقول:الحمد لله لا توجد هناك خسائر بشرية ولقد كان لتعاون المواطنين وتكاتفهم الدور الكبير وانحصرت الأضرار في المدرسة والمستوصف بعد تهدم أجزاء من المبنيين.

حصر الأضرار
بينما يشير يحيى جميل وكيل أمانة العاصمة إلى الإجراءات التي قامت بها الأمانة بقوله : قمنا بالاطلاع على حجم الأضرار التي لحقت بقرية القابل وكذلك أجزاء من منطقة جدر في مديرية بني الحارث وبتوجيهات من أمين العاصمة قمنا بتوفير عدد من المعدات اللازمة لسحب المياه المحاصرة للبيوت وتم تشكيل لجنة من قبل أمين العاصمة مهمتها تحديد الأضرار وتضم أعضاء المجالس المحلية ومهندسين مختصين من أمانة العاصمة وتابع: وخلال اطلاعنا على الأضرار تبين وجود ما يقارب 200 منزل أصيبت ببعض الأضرار غير أن المتضررة بشدة تصل إلى 50 منزلاٍ.
الأقوى منذ 35 عاماٍ
كما ذكر جميل أن عدداٍ من الأراضي المزروعة تعرضت للانجراف بسبب ارتفاع منسوب المياه هذا غير الضرر الذي أصاب المواشي والتي كان منها 25 رأساٍ من الغنم لإحدى النساء المسنات وبسبب الظرف العصيب الذي عاشته المسنة نقلت إلى المستشفى.
عدد من سكان قرية القابل أكدوا أن هذه الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت قرية القابل هي الأقوى منذ 35 عاماٍ ويعزون السبب إلى تغيير مجرى السائلة القديمة بسبب البناء العشوائي.

قد يعجبك ايضا