في رحاب الخالدين

الشهيد العالم عبدالله المقراني.. عالم رباني جاهد في الله حق جهاده

 

إعداد / عبدالله الطويل
الشهيد العالم عبدالله المقراني -عالم رباني جاهد في الله حق جهاده، شاهد عناية الله بأم عينيه، فاستمر في الجهاد والعطاء حتى نال الشهادة .
حين نتحدث عن الشهيد العالم الرباني عبدالله المقراني فنحن نتحدث عن الرجولة، نتحدث عن العلم، نتحدث عن الأخلاق، نتحدث عن الصدق، فما عسانا أن نتكلم عن هذه الصفات العظيمة التي جعلها الشهيد حقائق على الأرض بصدقه وإخلاصه وعلمه الكبير، ولكننا سننشر نبذة بسيطة جداً عن هذا الشهيد العظيم ليعرف المؤمنون هؤلاء العظماء الذين كانوا وقوداً للمسيرة القرآنية في بدء انطلاقتها وكانت دماؤهم الزكية المحرك الأساسي لها.

نشأته وجانب من صفاته
نشأ عبدالله ناصر المقراني في منطقة جمعة آل فاضل وكانت فرصة له ليتلقى العلم في تلك المنطقة على أيدي العلماء، وأثمرت جهوده عن ختم مجموعة من طلابه القرآن ثم قام بنقلهم إلى منطقة آل فاضل للهجرة عند السيد المولى بدر الدين أمير الدين الحوثي- سلام الله عليه، وعندما انتقل السيد بدر الدين الحوثي – رحمه الله – إلى مران انتقل الشهيد عبدالله المقراني وطلابه مع السيد بدر الدين إلى مران، حرصاً منهم على ملازمة العالم الرباني والاستفادة من علومه.
اتصف الشهيد بالصدق والوفاء وكان رحيماً بالآخرين حتى بمن يعاديه وكان حريصاً على هداية الناس وتعليمهم للقرآن وكان من السباقين في فعل الخير والسعي له وحث الناس عليه.

مشوار حياته الجهادية
ساهم الشهيد بالدفع بطلابه إلى ترديد الصرخة في الجامع الكبير بالعاصمة صنعاء بشكل أسبوعي، وساهم بشكل كبير في مواجهة حملات النظام السابق على مران وشارك في المواجهات الأولى في الحرب الأولى وقدم نفسه رخيصة في سبيل الله والدفاع عن المستضعفين.
ترك الشهيد العلامة عبدالله المقري زوجته وهي حامل رغم معرفته بأن حالتها خطيرة جداً لكن الدافع الإيماني والعشق الإلهي جعله يترك كل شيء متوكلاً على الله مسلماً لله أهله وماله.

أعماله الجهادية
عمل مدرساً وخطيباً ومرشداً وقام بنشر الثقافة القرآنية وساهم في توعية الكثير من الناس وتفعيلهم للجهاد في سبيل الله ونصرة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه.
قام ببناء مسجد في قريته من ماله الخاص ليتعلم الناس علوم الدين والثقافة القرآنية وتعلم علوم أهل البيت لنشرها على الناس وإنقاذهم من الجهل.
قاد الشهيد مجموعة من طلابه وتحرك بهم لمواجهة أولى حملات النظام السابق وكان قائد المجموعة وقاتل قتال الأبطال حتى أصيب وتم نقله إلى منزل السيد حسين بدر الدين الحوثي لتلقي العلاج.

شهادة أهله ورفاق دربه
شهادة أهله: تقول أسرة الشهيد: كان نعم الأب الحنون المربي المؤدب على أعلى المستويات، كان يهتم بتربية زوجته وأولاده على الصلاة والقرآن وكان يهتم بكل أسرته من أولاد أعمامه بالتثقيف والتوعية ومساعدهم في احتياجاتهم.
شهادة رفاق دربه : تكلم عنه السيد عبدالملك الحوثي وعن عناية الله به ووصفه بأنه كان من العظماء الصادقين الذين تحركوا بوعي وبصيرة وتركوا كل مغريات الدنيا.

قصة استشهاده
عناية الله لم تتركه، فقد جرح جرحاً خطيراً لم يصدق أحد أنه سيعيش بعدها ولو للحظات فقد أصيب بعدد من الجراح وأبلى بلاءً حسناً وصمد في الميدان ولم توهنه جراحه إلا أنه لم يترك الميدان حيث قال : “لن نتخلى عن دين الله وقيادتنا، لن نتخلى عن السيد بدر الدين وأولاده ولن نتركهم”، فواصل القتال حتى استشهد، فسلام الله عليه من عالم رباني صدق الله وتحرك بكل جد حتى أتاه الله اليقين.
ومن أهم ما أوصى به “التحرك الجاد في سبيل الله والجهاد والالتحاق بالمسيرة القرآنية وعدم التخلي عن النهج القرآني حتى النصر أو الشهادة”.

قد يعجبك ايضا