-الأمر لا يحتاج جهداً كبيراً ولا تفكيراً عميقاً ليدرك الإنسان العادي أن مسرحيات الاعتصام المفتوح للمطالبة بإعلان استقلال ما يدعى الجنوب العربي القائمة حاليا في عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية التي دانت لمليشيات الزبيدي بقرارات جمهورية من “دولة” العليمي وبتوجيه سعودي إماراتي ليست غير لعبة ممجوجة من قبل الرياض وأبوظبي لإيهام الداخل والخارج أن تمزيق اليمن والعودة إلى زمن التشطير والتشظي إنما يأتي نزولا عند رغبة الناس واستجابة للجماهير وتلبية لتطلعات الشعب.
– الوحدة اليمنية عمليا لم تعد موجودة على الواقع فقد ترهلت وتعرض أساسها لصدمات وضربات مزلزلة بفعل ممنهج ومدروس بعناية كبيرة من قبل تحالف العدوان أو ما سمي تحالف نصرة “الشرعية” وكانت هذه الشرعية هي الأداة ورأس الحربة الأولى في كل ما حدث لليمن من تصدعات وتشققات عميقة تمت بقرارات جمهورية وإجراءات رسمية رغم انف الشعب وإرادة الشعب وضد البلاد ومصالح العباد.
-ما تسمى الشرعية لم تعد تملك من الأمر شيئا فقد سلمت نفسها للعدو وباعت وطنها بثمن بخس حتى وإن تباكت اليوم وصرخت وولولت على ما تطلق عليه إجراءات أحادية الجانب من قبل مليشيات الانتقالي فذلك الصراخ والعويل لا يخرج عن إطار ومقتضيات الطبخة السعودية الإماراتية ومراميها الخبيثة ليس فقط لإعلان الانفصال وإعادة الأمر إلى دولتي ما قبل 22 مايو من العام 1990 وإنما خلق دويلات وسلطنات وتكتلات عديدة ومتناحرة وكانتونات وعصابات لا هم لها إلا تحقيق مآرب ومصالح الداعمين في الرياض وأبوظبي ومن يقف خلفهما من دول الطغيان والاستكبار العالمي.
-قبل شرعية هادي ومن بعده العليمي لم تكن مليشيات الانتقالي المسلحة شيئا مذكورا ولم تألُ هذه الشرعية جهدا بعلم منها أو بدون علم في تكريس كل إجراءاتها وقراراتها لتمكين هذه العصابات المسلحة لتصبح القوة المسيطرة على كل المحافظات الجنوبية والشرقية وصاحبة الأمر والقول والفعل هناك ثم عادت لتقول أن الانتقالي تحرك بجهد شخصي وخرج عن الصف وشق يد الطاعة وتتمنى عليه العودة إلى الرشد وإعادة بوصلة المعركة إلى وجهتها الحقيقية وإعادة تسليمها ما سلمته هي له من معسكرات ومؤسسات في مشهد تراجيدي محزن حد البكاء.
-يعلم الصغير والكبير أن ما فعلته الشرعية خلال السنوات القليلة الماضية من إقصاء وإبعاد ممنهج لكل الشخصيات الوطنية والوحدوية من كل مفاصل الدولة في تلك المناطق وكيف اقتصر دورها على تنفيذ الأوامر وشرعنه تمزيق اليمن وتأسيس قوى الانفصال وتمكينها على الأرض فما جدوى بكائها اليوم على الوحدة. يا لها من مسرحيات هزلية وطبخات قذرة لم تتوقف يوما.
– اعتصامات الزبيدي المفتوحة والمتواصلة في كل الساحات بالمحافظات التي تسلمها بأوامر سعودية ودانت له بالولاء والطاعة وصار الآمر الناهي الأوحد فيها باتت تطالبه هو نفسه بإعلان “الاستقلال الثاني” ولا تفسير لذلك إلا أن الأسياد في أبو ظبي والرياض يدركون أن قرارات وإجراءات الشرعية لا تقنع أحدا ولا تنطلي على بشر في الداخل والخارج وان إكمال فصول المسرحية تقتضي بعدا جماهيريا وصوتا شعبيا حتى وان كان أعداد المشاركين فيه لا يصلون إلى عدد مدعوين لحفلة زفاف أو جلسة سمر عادية ولكنه قد يؤدي الغرض إلى جانب شيء من المال والإغراءات ويقنع العالم بأحقية ومشروعية الطالب والمطلوب
