الأطباء: على الموطنين تجنب الأفكار السلبية والخوف من المرض والالتزام بالوقاية الصحية

وسط أزمة كورونا :كيف يمكن التخفيف من حدة فوبيا الفيروس؟

 

 

“كورونا” هذه الجائحة الوبائية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري كما يقول مختصون صارت أكبر تهديد على الكون وهو ما يتطلب من البشر جميعا أن يوحدوا جهودهم وطاقاتهم في التصدي للفيروس وكبح جماحه ولكن نشهد حاليا مستويات غير مسبوقة من القلق والخوف والهلع مع التغيرات الحاصلة بشأن فيروس كورونا كل يوم قد تصبح وسواسا مرضيا من شأنه أن يؤثر على حياة الناس الصحية ويكونوا اكثر عرضة للأوبئة والأمراض.
الثورة / زهور عبدالله

مشاهدة وسائل الإعلام وهي تبث أخبار مرض كورونا ليل نهار ومدى انتشاره في معظم الدول مما يبث الرعب في نفس المشاهد وتنتشر عدوى الخوف عنده ويتملكه الرعب من هذا المرض حيث يتأثر الناس بمشاعر الخوف والذعر عندما يشاهدون أناساً خائفين ونوبات الهلع الكبيرة قد تصيب أيضا الشخص بالمرض لأن عقله الباطن يتبرمج على ذلك ويصبح من الصعب على الشخص السيطرة على نوبات قلقه بحيث يصبح هذا المرض هاجسا مسيطرا على حياته وفي الحقيقة لا توجد طريقة لمنع الخوف والهلع فهي ظاهرة اجتماعية تحدث تلقائيا وبشكل غير واعٍ ولكن يمكن للمرء القيام بشيء لتخفيف حدتها والقيام بالإجراءات الاحترازية مثل المحافظة على غسل الأيدي المتواصل والنظافة الدائمة والابتعاد عن التجمعات قدر الإمكان وبحسب المختصين فإن الشخص المصاب بقلق من جراء الفيروس يحتاج إلى التوقف لفترة عن تلقي أخبار الفيروس المتواترة على مدار الساعة.

الامتثال للإرشادات
ويصاب الناس بالهلع والرعب جراء كثرة الأخبار عن هذا الفيروس فيما تتوالى الإجراءات المشددة من الحكومات لأجل كبح انتشار الوباء العالمي.
وبحسب المختصوين فإن الشخص يجب أن يتفادى القلق المرضي رغم انه مطالب للامتثال للإرشادات الصحية وإنه من الطبيعي أن يشعر الناس بالقلق نظراً إلى عدد ضحايا الفيروس لكن هذه الحالة النفسية تصبحُ خطرا في حال تحولت إلى هوس، ويشدد المختصون على ضرورة أن يبقى الإنسان هادئاً فلا يرهق تفكيره ليل نهار بوسواس كورونا وعليه أن يطبق التوجيهات الصحية بتفادي الأماكن المزدحمة والمواظبة على غسل اليدين أو تعقيمها عقب ملامسة أسطح أو أشياء في الخارج والتغطية بمنديل عند السعال أو العطس.
وينصحُ الأطباء بالابتعاد عن الأفكار السلبية مثلا أن تفكر بأن حياتك انتهت وأنك ستموت وسيموت أولادك وكل أقربائك بسبب هذا الفيروس في حين يمكنك أن تتحلى بجرعة تفاؤل وتتذكر أن مصابين كثيرون يتماثلون للشفاء حتى إذا أصيبوا به.

التعامل مع الأزمة
يجب التعامل السليم مع المعلومات في هذه الفترة فالتعامل الخاطئ يعد أحد أهم العوامل التي تسببت في زيادة خوف الكثيرين وانتقالهم إلى مرحلة الهلع لذلك فمن المهم تجنب الانسياق وراء الشائعات والتعامل مع أي معلومة يتم نشرها على أنها حقائق ، وتقول الأخصائية النفسية عبير الصنعاني انه يجب أن نتجنب التعرض للوسواس المرضي من كورونا لأنه سيكون كارثة كبيرة على مجتمعنا وعلينا التعامل مع الأزمة بشكل أكثر منطقية دون تهوين أو تهويل فعلى الأشخاص أن يتجنبوا التعامل مع الأخبار بأنها مصدر للحقائق بل إن فيها تهويل واستنتاجات قد تكون غير صادقة تبث الرعب والخوف في نفس المشاهد وإن أردنا أي معلومات صحيحة فنأخذ المصدر من تصريحات وزارة الصحة مع الأخذ بعين الاعتبار ان هناك الكثير من الأشخاص قد تماثلوا للشفاء من هذا المرض فالاكتفاء بأرقام المتوفين والمصابين فقط سبب رئيسي من أسباب الإصابة بالذعر وعلينا عند زيادة القلق أن نتجنب كافة الأخبار حول الفيروس سواء كل ما نريد معرفته حول طرق الوقاية من الفيروس وأي معلومات زائدة عن ذلك طالما ستتسبب في زيادة التوتر.

إثارة الرعب
وتضيف الصنعاني : الدول التي تمتلك نظاما صحيا متطورا أصبحت تسجل إصابات عديدة وبصورة مخيفة ويشيرون الرعب والخوف بين الناس في كافة الدول وتتجلى صورة هذا الخوف والقلق بإقبال الناس بصورة ملفتة للانتباه يحذوها القلق والتوتر على شراء السلع والمواد الغذائية بكميات كبيرة لخوفهم من تعطل الحياة وأن يتحول هذا الفايروس المستجد إلى وباء عالمي يهدد كافة مناحي الحياة في أرجاء المعمورة، حيث عطلت الكثير من المحافل العالمية رياضية ودينية وسياسة وثقافية واقتصادية وذلك لأنه في مثل هكذا تجمعات تساعد على انتشار الفايروس عن طريق السعال والملامسة والرذاذ من الأشخاص المصابين بفايروس كورونا، ومن الأمور التي تساعد على زيادة القلق والخوف من هذا الفايروس هو التهويل والتوتر الذي تزرعه وتغذيه بعض مواقع التواصل الاجتماعي على نفسية الشخص وتجعله متوتراً إلى أبعد الحدود ويصبح الشخص في بعض الأحيان غير سوي ويفقد اتزانه ويصاب بحالة نفسية مضطربة جدا.

إرشادات نفسية
ويقول المختصون في مجال علم النفس الاجتماعي إن هناك بعض الإجراءات التي يجب على الأشخاص اتباعها لتجنب الإصابة بوسواس كورونا منها الابتعاد عن المواقع الإلكترونية التي تروج وتزرع القلق في نفوس الأفراد عن طريق منشوراتها غير المسؤولة وبطريقة أقرب للجهل والتخلف ، والاعتماد على الجهات الصحية المتخصصة في اخذ الإرشادات والتوجيهات التي تخص طبيعة الوقاية من هذا الفايروس وتجنب الإصابة به والاهتمام بالنظافة الشخصية للأفراد من جميع النواحي وهذا يتم بالتشجيع والقوانين التي تصدرها الجهات الحكومية والصحية في البلد.

الثقافة الصحية
ويمكن التغلب على هذا الفايروس وتجنب الإصابة به بطريقة سليمة وصحيحة بفضل الثقافة الصحية والنفسية التي يمتلكها الأشخاص، وأهم أعراض القلق بسبب هلع كورونا الجديد هي قلة النوم، وضعف التركيز، والمزيد من الخوف من كل شيء، وإذا وصل الشخص إلى الوسواس المستمر بهذا الفيروس عليه قطع سلسلة لأن كثرة الأخبار حول المصابين والمتوفين من المرضى يسبب حالة من التوتر والضغط العصبي الشديد وعلى الوالدين أن يسلكا أول الطرق لتخفيف التوتر الشديد في المنزل وخاصة توتر الأطفال وممارسة القراءة أو الجلوس مع أطفالهم وخلق جو أسري بعيدا عن التوتر وبعيداً عن الحزن والقلق .

وسواس قهري
وتوصى منظمة الصحة العالمية بغسل يديك لمدة 20 ثانية على الأقل بعد القدوم من الخارج أو قبل تناول أي شيء وبعد دخول دورة المياه، يجب عليك أيضًا غسل يديك إذا لمست أي شيء في الأماكن العامة أو الأشياء التي لمسها الكثير.
وتقول الأخصائية النفسية لميس محمد حسين : مع كثرة الأخبار عن كورونا قد يتحول خوفك إلى مشاكل خاصة عند اتباعك بعض طرق الوقاية بإفراط وليس باعتدال ومنها مثلا كثرة غسيل اليدين أو ارتداء قناع وعدم لمس وجهك وتطهيره بالمعقم، قد تتحول هذه السلوكيات إلى مرض الوسواس القهري الذي يدفعك على فعل هذه الأشياء بشكل مبالغ فيه ويعد غسل يديك في كل مرة عندما تأتي من الخارج أمرًا ضروريًا، ولكن لا تحتاج إلى غسل يديك كل دقيقة إذا كنت في منزلك.
و الذعر الذي يعيشه الناس بسبب فيروس كورونا يؤدي بهم إلى الوقوع فريسة للقلق لذا يجب عليك تثقيف نفسك بما فيه الكفاية من مصادر موثوقة أو أطباء بشأن التدابير الوقائية وكم مرة يجب أن تغسل يديك حيث ان الخوف من الإصابة بالمرض دفع الناس إلى ممارسة الكثير من الأشياء الاندفاعية التي ليست ضرورية والطريقة المثلى للوقاية هي نظافة اليدين واتباع طرق الوقاية مثل: العمل من المنزل إن أمكن وتجنب الأماكن العامة المزدحمة، اغسل يديك جيدًا وعقمهما، ارتدِ قناعًا إذا كنت مريضًا وتجنبه إذا كنت بصحة جيدة.

إجراءات احترازية
يقول الأطباء :إن هناك العديد من طرق الوقاية الخاصة بفيروس كورونا وعلى الجميع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتعاون مع رجال الأمن والكوادر الصحية حيث ترتفع وتيرة الجهود الحكومية لمواجهة فيروس كورونا في أمانة العاصمة وكل المحافظات وتعمل مؤسسات الدولة على تنسيق الإجراءات الاحترازية وتسخير كافة إمكانيات الدولة لحماية المواطنين وعدم دخول الوباء إلى البلاد ويجب أن يعي الجميع حجم المسئولية الكبيرة للحفاظ على حياة الناس جميعا .
وعلى الجميع أخذ الحيطة والحذر والالتزام بالبقاء في المنزل والخروج للضرورة فقط وتجنب الاتصال المباشر مع الآخرين بشكل دائم و تنطيف وتعقيم الأشياء التي تلمسها و الأسطح، أيضا تغطية الفم والأنف بالكمامات أو المنديل يساهم بشكل كبير في تقليل فرص الإصابة بالفيروس.

قد يعجبك ايضا