حسن عبدالله الشرفي
لِتلْكَ الَّتِيْ مَا خَمَّنَتْ كَيْفَ تُصْبِحُ
وَمَا عَرَفَتْ عَنْ حَالِهَا كَيْفَ تُفْصِحُ
تُحَاوِلُ أَنْ تَغْفوَ وَلَوْ نِصْفَ سَاعَةٍ
وَفِي سَمْعِهَا شُبَّابَةُ الْمَوْتِ تَصْدَحُ
هُنَا حَقْلُ طَاغُوتٍ وَأُنْبُوبُ رِدَّةٍ
كَجَدَّتِهَا بِاسْمِ الْبَغَايَا تُسَبِّحُ
هُنَا كُلُّ أَشْرَاطِ الْقِيَامَةِ بَغْتَةً
تُطِلُّ.. وَفِيْهَا حِلْفُهَا يَتَبَجَّحُ
هُنَا لَيْلَةُ الْفَتْكِ الْذِيْ ظَنَّ أَنَّنَا
إلِى صَفَقَاتِ الْخِزْيِ وَالْعَارِ نَجْنَحُ
* * *
وَعِنْدَ بُزُوغ الْفَجْرِ كُنَّا إِجَابَةً
لأَسْئِلَةِ فِي وَعْيِنَا تَتَفَتَّحُ
هُنَاكَ خَرَابٌ لاَ يُطَاقُ احْتِمَالُهُ
وَأَدْخِنَةٌ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ تُلَوِّحُ
وَأَشْلاَءُ أَطْفَالٍ تَمُدُّ عِظَامَهَا
إِلَى اللهِ… وَالْآفَاقُ صَمْتٌ وَمَشْلَحُ
* * *
لِمَاذَا..؟ وَفِيْمَاذَا..؟ وَأَيْنَ اتِّجَاهُهَا
وَمَا ثَمَّ يَا كُلَّ الْمُعَانَاةِ مَلْمَحُ
وَمَنْ نَحْنُ فِي طُغْيِانِ عِشْرِيْنَ جَحْفَلاً
يُجَيِّشُهُ بُتْرُوْلُهُمْ وَيُسَلِّحُ
وَمِثْل بيوتِ الْعَنْكَبُوْتِ تَخَيَّلُوْا
قُوَانَا… وَأَنَّا مِنْ عَلَى الأَرْضِ نُمْسَحُ
* * *
وَتَسْكتُ فِي شَهْرٍ وَنِصْفٍ جِرَاحُنَا
وَفِيْنَا إِلى الْمَيْدَانِ شَوْقٌ مُبَرِّحُ
وَيَبْدَأُ مِيْقَاتُ الْصَّلاَةِ جَمَاعَةً
وَيَبْدَأُ ما كُنَّا لِلُقْيَاهُ نَطْمَحُ
هُنَاكَ الْعَفَارِيْتُ الْحُفَاةُ كَأَنَّهُمْ
خُيُوْلٌ مِنَ الْبَرْقِ الْيَمَانِيِّ تَجْمَحُ
يَعَزُّ عَلَيْهِ أَنْ يُدَاسُ تُرَابُهُ
وَفِي الْشَّعْبِ عَيْنٌ بِالْبُطُوْلاَتِ تَلْجَحُ
* * *
وَيَدْخُلُ حِلْفُ الْبَغْيِ غَيْبُوْبَةَ الْعَمَى
وَهَيْبَتُهُ بَيْنَ الْقُمَامَاتِ تُطْرَحُ
وَفِي الْبَارِجَاتِ الْفَاجِرَاتِ هَزِيْمَةٌ
وَإِنْ بَعُدَتْ تَحْتَ الْمَهَانَاتِ تَرْزَحُ
يُبَاغِتُهَا رَعْدُ “الْزَّوَامِلِ” مِثْلَمَا
يُبَاغِتُهَا إِخْفَاقُهَا الْمُتَرَنِّحُ
* * *
وَيَسْأَل بُعْرَانِ الْخَلِيْجِ جُيُوْشَهُمْ
عَنِ الْحَالِ..؟ وَالْمَيْدَانُ لِلْحَالِ يَشْرَحُ
“أَبُوْ يَمَنٍ” قَصَّ الْجَنَاحَيْنِ عِنْدَهُمْ
وَعِنْدَ الْذِيْ مَا عَادَ بِالْحَالِ يَفْرَحُ
“أَبُوْ يَمَنٍ” يَا غَارَةَ اللهِ مَا اكْتَفَى
بِشَيْءٍ.. فَمَنْ يُثْنِيْ خُطَاهُ وَيَكْبَحُ؟
“أَبُوْ يَمَنٍ” أَيْقُوْنَةُ الْبَأسِ شَاءَهَا
مُبَاركَةً فِيْ جِدِّهَا حِيْنَ تَمْزَحُ
كَأَنَّ لَهُ فِيْ كُلِّ نَجْمٍ وَنَجْمَةٍ
كِتَابٌ بَإِعْجَازِ الْجَلاَلِ يُنَقَّحُ
* * *
وَأَقْسَمُ بِاللهِ الَّذِيْ جَلَّ شَأْنُهُ
لَقَدْ خِلْتُ أَنِّيْ فِيْ الْسَّمَاوَاتِ أَسْبَحُ
تَذَكَّرْتُهُمْ فِيْ بِدْئِهَا وَكِلاَبُهُمْ
هُنَاكَ بِأَسْوَاقِ الْنَّخَاسَاتِ تَنْبَحُ
وَحَلْقُ “الْعَسِيْرِي” بَيْنَ رِجْلَيْهِ لاَ يَرَى
سِوَاهَا.. وَفِيْهَا مَا يُشِيْنُ وَيَفْضَحُ
وَعِنْدَ “طَوِيْلِ الْعُهْرِ” زَهْوٌ مُهَنْدَمٌ
وَأُخْيِلَةٌ فِيْ وَهْمِهَا تَتَبَحْبَحُ
* * *
وَمِنْ قَبْضَةِ الْخَمْسِ الْقَوِيَّةِ لَكْمَةٌ
وَأُخْرَى… وَأُخْرَى بِالصَّيَاصِيْ تُطَوِّحُ
تَقُوْلُ “رِيَاضُ الْجُبْنِ” كَيْفَ مَضَتْ بِهَا
لِحَيْثُ أَحَسَّتْ رَأْسَهَا يَتَقَيَّحُ
* * *
وَثَانِيَةَ أَقْسَمْتُ بِاللهِ أَنَّنِيْ
عِنْ الْمَلَكُوْتِ الْحُرِّ لاَ أَتَزَحْزَحُ
وَصَنْعَاءَ أُمُّ الْمَجْدِ تَدْرِيْ بِأَنَّهَا
مَسِيْرَةُ أَمْجَادٍ تَفُوْزُ وَتُفْلِحُ
وَيُسْعِدُ قَلْبِيْ أَنَّنِيْ فِي غِمَارِهَا
أَشُدُّ رِحَالِيْ صَادِقَاً وَأَسَرِّحُ
وَتِلْكَ الْقُصُورِ الْمَايِعَاتِ كَمَا تَرَى
تُكَبُّ عَلَى أَخْزَى الْوُجُوْهِ وَتُبْطحُ
عَنَيْتُ وَقَاحَاتِ “الْزَّهَيْمَرِ” عِنْدَهَا
مِنَ الْمُنْكَرَاتِ الْحُمْرِ مَا هُوَ أَوْقَحُ
وَثَالِثَةً أَقْسَمْتُ بِاللهِ أَنَّنَا
عَلَى الْمَنْهَجِ الْسَّامِيْ نُدَاوِيْ وَنَجْرَحُ
هُوَ اللهُ فِيْ عَلْيَائِهِ شَدَّ أَزْرَنَا
وَكُلُّ سِلاَحٍ بِالْذِيْ فِيْهِ يَنْفَحُ