ننتظر من المبعوث الأممي موقفاً واضحاً تجاه الطرف الذي يعرقل ملف الأسرى

رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى: تحرير 7 آلاف أسير من الطرفين خلال 300 عملية تبادل محلية منذ 2015م

لا يوجد لدينا مخفيون قسراً.. وكل الأسرى لدينا يتواصلون مع أهاليهم وتزورهم المنظمات الدولية
ننصــــــح المرتزقـــــة بأن لا يؤثــــــروا إطاعـــــة الإماراتــــي والسعــودي علــــى تحرير أسراهم

أكد رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبد القادر المرتضى أنه لا يوجد لدى الجيش واللجان الشعبية أي “مخفيين قسراً ” ، مبيناً أنه تم عبر وساطات وتفاهمات محلية تحرير 7000 أسير من الطرفين من خلال 300 عملية تبادل منذ بدء نشاط اللجنة منتصف 2015م ولم تسهم الأمم المتحدة في أي عملية تحرير مطلقاً.
وفي حوار حول تعثر ملف تبادل الأسرى اليمنيين الذي أبصر النور بعد ولادة متعسرة لتفاهم سياسي ” يمني- يمني” صفق له العالم في قلعة بعيدة عن اليمن بمدينة ريمبو العاصمة السويدية استوكهولم في منتصف ديسمبر من العام الماضي فيما أطلق عليها مشاورات السويد ..
حوار/نسيم الرضاء

أجاب رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بهدوئه المعتاد عن استفسارات سبأ حول اعتبار ملف الأسرى ملفاً إنسانياً يتم التعامل معه من طرف دول ومرتزقة العدوان بحقد سياسي ؟
– يأتي ذلك نتيجة لتسييس الملف من جانبهم وعدم التعامل معه كملف إنساني، أضف إلى ذلك الحقد والكراهية التي يكنوها لكل أحرار اليمن الذين واجهوا عدوانهم ورفضوا الخنوع لهم وذلك ترتبت عليه مسألتان:
الأولى: عرقلة الاتفاق الموقَّع بيننا وبينهم في السويد على تبادل جميع الأسرى.
والثانية: التعامل السيئ تجاه الأسرى وارتكاب جرائم وحشية بحقهم.
تغير اسم اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين الى اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى”.. هل يعني ذلك أنكم تعتبرون كل مفقود أسيراً؟
– طبعا نحن ليس لدينا مصطلح (مفقودون) وإنما مصطلح مخفيون لأن العدو مسؤول عن مصيرهم جميعا وعليه توضيح ذلك سواء كانوا أسرى أو شهداء فعليه تسليم جثثهم.
ما سبب عرقلة ملف تبادل الأسرى بعد مشاورات السويد؟
– تعنت السعودية والإمارات وعرقلتهم تنفيذ هذا الاتفاق، فالسعودية تريد أسراها فقط، ونحن نعتبر السعودية مسؤولة عن مصير جميع الأسرى باعتبارها قائدة هذا التحالف، بينما المرتزقة لا يستطيعون تنفيذ أي اتفاق ولا اتخاذ قرار إلا بإذن وتوجيهات سعودية.
كما أن إخفاء مصير الآلاف من أسرانا وعدم الإفصاح عنهم كان سبباً رئيسياً في العرقلة.
نص الاتفاق على تبادل الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين تعسفيا والمخفيين قسرا والموضوعين تحت الإقامة الجبرية.. هل توجد لدى اللجنة الوطنية إحصائية خاصة بطرف صنعاء لجميع تلك الفئات؟
– نعم لدينا قاعدة بيانات متكاملة عن جميع الأسرى والمعتقلين والمخفيين لدى العدو وعملنا عليها منذ بداية العدوان.
حتى أبريل 2017م تم إطلاق 1800 أسير في 40 عملية تبادل، كم إجمالي عمليات التبادل حتى الآن وعدد الأسرى الذين تم إطلاقهم من الطرفين؟
– منذ بداية عمليات التبادل حتى الآن تم الإفراج عن 7000 أسير من الطرفين عبر وساطات وتفاهمات محلية من خلال 300 عملية تبادل، ولم تسهم الأمم المتحدة في أي عملية تبادل للأسرى.
تعتبرون (الإمارات والسعودية) الطرف الرئيسي في عرقلة تبادل الأسرى.. أيهما أكثر تأثيرا وعرقلة في عملية التفاوض وتبادل الأسرى؟
– ليس هناك فوارق كبيرة بينهما في العرقلة، فالإمارات بسبب تحفظها وإخفائها المئات من أسرانا وكذا منعها الكثير من الأطراف في المحافظات الجنوبية من التبادل معنا أسهمت بشكل كبير في إعاقة تنفيذ الاتفاق.
وكذلك السعودية فهي من رفضت كل المقترحات التي تقدم بها المبعوث الأممي بعد مشاورات السويد حتى الآن، وكذلك منعها الكثير من أطراف المرتزقة وخاصة في مارب والجوف وتعز من التبادل معنا، فأسهمت أيضا في إعاقة تنفيذ الاتفاق.
في أكثر من تصريح صحفي تنددون بالدور السلبي للأمم المتحدة، كيف تفسِّرون هذ الصمت الأممي أمام هذا الملف الإنساني؟
– نحن نعتبر أن الأداء الأممي في ملف الأسرى ضعيف ولا يرتقي إلى المستوى المطلوب، وهذا كان له أثر في تعنت قوى العدوان إذ أنهم مطمئنون من عدم اتخاذ الأمم المتحدة أي إجراء ضدهم رغم علمها بعرقلتهم.
أشرت في أحد البيانات الصحفية إلى تحيز المبعوث الأممي للطرف الآخر في ملف الأسرى .. هل مازلتم عند نفس الرأي؟ خاصة بعد ركود عملية المفاوضات؟
– نحن ننتظر من المبعوث إجراءات حاسمة ضد الطرف الذي يرى أنه معرقل ومعيق لتنفيذ الاتفاق، وعدم اتخاذ هذا القرار من قبله نعتبره تحيزا لأننا نعتقد أن موقفه سيكون مغايرا لو كان التعنت من قبلنا.
ما سبب توقف عمليات تبادل الأسرى لما يقارب العام؟
– السبب هو قرار سعودي – إماراتي لكل أطراف المرتزقة بمنعهم من تنفيذ أي تبادل عبر الوساطات المحلية
ما هي التفاصيل التي تختلفون عليها مع الطرف الآخر؟
– الإفصاح عن مصير الأسرى، والجدية والمصداقية في إجراءات التبادل هي أهم التفاصيل.
قوائم الأسرى من الطرف الآخر ضمت أسماء مُدانة في جرائم إرهاب وصدرت ضدها أحكام قضائية.. كيف تتعاملون مع تلك الأسماء؟
– كل من تم اعتقاله على ذمة العدوان فهو ضمن الاتفاق، أما من تم اعتقاله على ذمة قضايا أخرى فليس ضمن الاتفاق.
هل يتم تبادل أسرى مدانون بقضايا جنائية لإطلاق أسرى من الجيش واللجان؟
– لا .
هل لديكم مخفيون قسرا؟
– هناك مخفيون قسرا لدى قوى العدوان، أما نحن فنعتبر عملية الاخفاء القسري جريمة ولا يمكن أن ننتهجها ، فكل الأسرى لدينا يتواصلون بأهاليهم وتزورهم المنظمات الدولية.
بكل صراحة.. لماذا لا تعلنون عن أعداد وأسماء ورتب الأسرى الأجانب من السعوديين والاماراتيين وغيرهم للضغط وحلحلة ملف الأسرى؟
– لأن هذه تعتبر ورقة ضغط على دول العدوان نساوم بها للإفصاح عن مصير الآلاف من أسرانا.. يوجد لدينا أسرى من مرتزقة العدوان بالآلاف.
كيف يتعامل الطرف الآخر مع الأسرى وخاصة أسرى الجيش واللجان الشعبية من محافظة صعدة؟
– العدو يتعامل بوحشية مع أغلب الأسرى وليس فقط الذين هم من محافظة صعدة ، والعمليات الإجرامية بحق الأسرى شملت أسرى من مختلف المحافظات.
بعد مبادرة إطلاق 350 أسيراً وعملية “نصر من الله”.. هل هناك تفاوض مباشر مع الجانب السعودي حول هذا الملف الإنساني؟
– هناك تفاوض عبر الأمم المتحدة، وهناك بعض الوساطات القبلية، لكن حتى الآن لم نتفق على شيء.
الجثث”.. موضوع شائك.. كيف تقرؤون ذلك؟
– السبب هو أن الحرب لا زالت قائمة وعملية انتشال الجثث تحتاج إلى تهدئة لتتمكن الفرق من تنفيذ عملها.
كم عدد الجثث التي يحتفظ بها المرتزقة للمساومة بها؟
– أعداد الجثث كبيرة لدينا ولديهم وقد تكون بالآلاف.
7600 أسير من الجيش واللجان رفعتم بأسمائهم، ولم يوافكم الطرف الآخر سوى بـبيانات 1400 أسير تقريبا .. كيف ستتعاملون مع هذا التعنت؟ وما هو الجديد حول هذا الموضوع؟
– العدو لم يوافنا إلا بـ 700 فقط وإلى الآن لا جديد من قبلهم ولن يكون هناك تنفيذ للاتفاق إذا لم يفصحوا عن جميع الأسرى ويكشفوا عن مصيرهم.
كم إجمالي عدد الأسرى من المرتزقة لدى الجيش واللجان الشعبية؟
– الآلاف من الأسرى.
هل يمكن إرسال إشارات إيجابية عن المخفيين قسرا خاصة الذين وردت أسماؤهم في اتفاق السويد كمبادرة إنسانية مطمئنة لأسرهم؟
– ليس لدينا مخفيون قسرا.
قلت إن وتيرة تبادل الأسرى تتم عبر وساطات محلية .. هل ستشهد الفترة القادمة عمليات تبادل جديدة خاصة بعد جمود اتفاق السويد؟
– نحن نأمل ذلك وننصح المرتزقة بأن لا يؤثروا طاعة الضباط السعوديين والإماراتيين على تحرير أسراهم.
هل وجود راع دولي لتبادل الأسرى يكفل لهم ظروف إنسانية آمنة أكثر أثناء عملية التبادل؟
– لم تحدث أي عملية تبادل برعاية أممية، ولم تحدث أي مشاكل أثناء عمليات التبادل حتى الآن.
التعامل اللا إنساني مع الأسرى نقطة سوداء تضاف لوحشية مرتزقة ودول العدوان ، هل توثقون تلك الحوادث؟
– نعم أغلب الجرائم موثقة ونحن نرفع تقارير بها إلى المنظمات الدولية.
كم عدد شهداء التعذيب في سجون المرتزقة؟
– عدد شهداء التعذيب في سجونهم بالعشرات.
من خلال بياناتكم الصحفية بعد كل جريمة تعذيب وحشية يرتكبها العدو بحق الأسرى تحولت إلى بيانات إدانة وشجب .. هل يكفي ذلك؟
– بالتأكيد لا يكفي ، ونحن لا نكتفي بذلك بل نقوم بإعداد التقارير حولها ، وسيأتي اليوم الذي يتم فيه معاقبة المتورطين في هذه الجرائم.
لماذا لا توجد حملات إعلامية ومجتمعية لتسليط الضوء على الممارسات الوحشية تجاه الأسرى من الجيش واللجان؟
– على العكس هناك حملات إعلامية تتم عقب كل جريمة وهذه الحملات أسهمت في فضح قوى العدوان وكشف حقيقتهم الإجرامية.
في 10 أكتوبر أعلنتم أنكم عرضتم على مرتزقة العدوان اليمنيين وساطة محلية لصفقة تبادل 2000 اسير حرب من الطرفين كمرحلة أولى، إلى أين وصلتم في هذا الجانب ؟.
– المرتزقة لم يتجاوبوا مع هذه الدعوة، ومؤخرا دخلت الأمم المتحدة على الخط وهناك جهود تبذل لإنجاح هذا العرض ونحن نأمل أن تثمر.

هل تكلف عمليات التبادل اللجنة مبالغ طائلة لإنجازها؟ وكم المبالغ التقديرية التي أنفقتها اللجنة حتى الآن؟
– نعم كل عملية تبادل تكلفنا مبالغ مالية، لكننا لا نعتبرها خسارة فتحرير أسرانا أهم من كل كنوز الدنيا.
ما هي اقتراحاتكم للدفع باتفاق السويد نحو ملف الأسرى؟
– نحن بين الحين والآخر نتقدم بمقترحات إلى الأمم المتحدة من شأنها حلحلة الملف والدفع بالاتفاق إلى حيز التنفيذ لكن للأسف تعنت قوى العدوان أفشل كل هذه المقترحات، كما أن المبعوث الأممي تقدم بعدة مقترحات من شأنها تحريك الملف ونحن وافقنا عليها لكن رفضها وأفشلها طرف قوى العدوان..
وقد اعتبر المساندون الدوليون للملف اليمني عام 2019م موعداً زمنياً لانفراجة سياسية وتوقيتاً لعودة الأسرى إلى أسرهم وتم اطلاق سراح 600 أسير عبر وساطات وتفاهمات محلية من أصل 15 ألف أسير ومحتجز ومفقود من الطرفين عالقين في متاهات القوائم ودقتها والأسماء الوهمية والعرقلة الإمارتية – السعودية لعملية تبادل الأسرى وتخاذل الأمم المتحدة أمام ملف إنساني طارئ ..
“نقلا عن سبأ”

قد يعجبك ايضا