سياسيون باركوا القرار وأكدوا الرهان عليه

المصالحة الوطنية.. الخطوة الأولى لتحرير القرار واستقلال الإرادة اليمنية

> عاصم: أهمية المصالحة تكمن في ان الوطن ملك كل اليمنيين وإخراجه مما هو فيه مسؤولية الجميع
> أنعم: السلطة في صنعاء لا تمانع أي حل سياسي شامل يضمن سيادة واستقلال اليمن
> د. النهمي: يجب اليوم أن تتعالى أصوات السلام وتلتف حول مصالحة وطنية شاملة يشارك فيها الجميع

الثورة / مصطفى المنتصر
في ظل التطورات الكبيرة التي تشهدها الساحة اليمنية وحالة الانقسام والعداء والاقتتال الذي تعيشه قوى الارتزاق في مختلف المناطق الخاضعة للاحتلال وانكشاف زيف تحالف العدوان السعودي الاماراتي الأمريكي ومخططاته التدميرية والتمزيقية وبإرادة يمنية خالصة اصدر المجلس السياسي الاعلى بقيادة الرئيس مهدي المشاط قرار تشكيل لجنة المصالحة الوطنية بين مختلف القوى اليمنية ..داعياً الى إعادة لملمة البيت اليمني لمواجهة التحديات الخارجية التي تواجه اليمن وضرورة ان يتعظ الجميع من مخاطر الارتهان للخارج والاستفادة مما مضى .
” سياسيون ” اكدوا لـ“الثورة” ان القرار اليمني الخالص يحتاج لإرادة يمنية خالصة ونابعة من استشعار المسؤولية تجاه هذا الشعب وتضحياته وان على الجميع ان يدركوا ان العدو قد ازاح الستار عن اهدافه الخفية التي تهدد يمننا واستقرارنا وتنهب ثرواتنا ومقدراتنا، وأن على القوى التي تراهن على الخارج ادراك حقيقة أنها لن تحقق سوى الخسران والندامة ما لم تستجب لصوت العقل والوطن ..إلى التفاصيل:

البداية مع عضو الامانة العامة للتنظيم الوحدوي الناصري ووكيل اول امانة العاصمة حميد عاصم الذي لفت إلى ظروف تشكيل لجنة المصالحة الوطنية وموجباتها ..وقال: القرار أتى في ظل ظروف حساسة وفي ظل استمرار قوى العدوان في عدوانها وجرائمها ضد الشعب اليمني وبالتزامن مع الانتصارات العظيمة الذي يحققها ابطال الجيش واللجان الشعبية بمختلف الجبهات وفي ظل تطوير القوات اليمنية وخاصة الصواريخ البالستية والطيران المسير والقوة البحرية وتماسك المجتمع اليمني العظيم وكذا في ظل استتباب الامن والاستقرار الذي تشهده المحافظات اليمنية التي تخضع لسلطات صنعاء (المجلس السياسي وحكومة الانقاذ) ومن موقع القوي والمنتصر ومع تشرذم المرتزقة وانقساماتهم الكبيرة واقتتالهم فيما بينهم وفي ظل وجود قوات الاحتلال في المناطق التي تسيطر عليها وترتكب ابشع الجرائم فيها وتتحكم في كل صغيرة وكبيرة، بمعنى ان القرار مدروس وجاء ومن اجل تحقيق مصالحة شاملة بين ابناء اليمن، ونابع من إرادة يمنية مخلصة تريد الصلاح لليمن والحياة لشعبه العظيم .
وأضاف عاصم، وهو عضو الوفد الوطني : ننظر للقرار وللتوقيت بأنه قرار حكيم وان التوقيت مناسب جدا خاصة والجميع يشاهد ويتابع ما يدور في المناطق التي تحت سيطرة قوات الاحتلال الاماراتي والسعودي من جرائم قتل وتحكم في كل شؤون الحياة وان المرتزقة لا يستطيعون القيام بأي عمل إلا بتوجيهات من المحتلين الذين يغذون الصراع بين فصائل المرتزقة وخاصة في تعز والمحافظات الجنوبية ..لذلك فإن توقيت القرار مناسب جدا لعل وعسى ان تتدارك اطراف المرتزقة ومليشياتها أخطاءها وتدرك اهمية العودة الى الرشد.
الانتصار هو للشعب اليمني
القيادي الناصري حميد عاصم أبدى تفاؤله ،وقال: أهمية هذه المصالحة ولاسيما في الظروف الحالية تمر بها بلادنا تكمن في ان الوطن ملك كل اليمنيين وأن اخراجه مما هو فيه مسؤولية الجميع، وان المحتلين لن ينقذوا اليمن وإنما يعملون على تدميره واحتلاله والاستحواذ على مقدراته وان الانتصار هو للشعب اليمني الذي قهر قوى الاستكبار لذلك فالمصالحة هي من ستعيد الثقة بين ابناء اليمن وبالمصالحة سنستطيع ايقاف العدوان والتغلب على كافة الصعوبات والمعوقات التي تواجه اليمن من قوى الاجرام والاحتلال وايقاف مخططاتهم في تقسيم اليمن وزرع بذور الشقاق والاختلاف بين ابنائه .
واضاف : المصالحة لو تمت وتوصل ابناء اليمن الى اتفاقات في القضايا الوطنية فإن العلاقات ستعود بين ابناء اليمن وبين قواه السياسية لأن المجتمع اليمني مجتمع طيب ولا يقبل الكراهية ولا يقبل الضيم، وبالنسبة لقوى العدوان اعتقد أنها ستعمل على احباط اي مبادرات وطنية وافشالها حتى يبقى اليمن في ظل الحروب مشتتا وممزقا لا يقدر على النهوض ولا يقدر على تحقيق مصالح اليمن والحفاظ على امنه واستقراره ، والاعداء هم من اشعلوا الحرب وهم من يقودونها وهم من دمروا كل البنى التحتية وقتلوا ابناء اليمن رجالا ونساء كبارا وصغارا وارتكبوا ابشع الجرائم في حق ابناء اليمن، والاعداء يعتبرون ان تحقيق مصالحهم يكمن في بقاء اليمن مفككا ونسيجه الاجتماعي ممزقا.
تجاوب كامل
من جانبه الشيخ محمد طاهر انعم عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد وعضو لجنة المصالحة الوطنية ،قال: قرار رئيس المجلس السياسي الاعلى حول المصالحة الوطنية هو قرار جيد و مبارك وفي وقته حيث انه يمثل تجاوب السلطة السياسية في صنعاء وانفتاحها على كافة القوى تجاه المبادرات التي يتم طرحها هنا وهناك من جهات محلية ودولية متعددة ، والسلطة في صنعاء لا تمانع المصالحة الوطنية وأي حل سياسي شامل وايجاد حلول سلمية ومشرفة للشعب اليمني تضمن له العيش بكرامة واستقلالية بعيدا عن تدخلات القوى الخارجية ،كل ما تريده القيادة والشعب ان يكون هناك حل سياسي لصالح الشعب اليمني وتحت سقف السيادة اليمنية الكاملة، سيادة اليمنيين على ارضهم بدون تدخل أي قوى اقليمية أو دولية أو غيرها.
واضاف: بالتأكيد كان لقوى العدوان دور في إثارة الفتنة بين المكونات السياسية وهي من عززت آثارها وفاقمتها وهو دور معروف وواضح للجميع منذ البداية إلا ان البعض كان يتغاضى عن هذا الدور تحت مبررات واهية ولم ينزح هذا الستار والغمة إلا بعد ان تعمقت تلك القوى في اجرامها ووحشيتها تجاه اليمن وسيادته ودمرت مقدراته ولم ترض بمن ارتزقوا معها وقامت بقصفهم دون اي مبرر .
وقف العدوان
أنعم شدد على ضرورة وقف العدوان السعودي الامريكي على بلادنا وقال: يجب إيقاف العدوان وحل كافة الخلافات بين اليمنيين وعدم السماح لهذه التدخلات الخارجية بالتمادي اكثر من خلال ايجاد قوانين قوية وتشريعية تمنع وجود مثل هذه التصرفات وتجرم التعاون مع الخارج او العمالة للخارج وتلقي الاموال السياسية من دول معينة واجهزة استخبارات معينة بما يضمن حماية الوطن وضمان استقراره وسيادته ، وبإذن الله لا بد للمبادرة الكريمة التي اطلقتها القيادة السياسية في انشاء فريق المصالحة الوطنية أن تنجح ونحن حريصون على ان يكون لهذا الفريق الدور البارز والمحوري في ايجاد مصالحة وطنية يمنية خالصة وبأيادٍ يمنية نظيفة لا تقبل الضيم او الارتهان وسيلعب الفريق إن شاء الله دوراً بارزاً في حل الخلاف الذي أحدثه العدوان بين الفرقاء السياسيين .
ضرورة ملحة
بدوره شدد عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد النهمي على أن المصالحة الوطنية ستكسر تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ومخططاته .. وقال : المصالحة الوطنية وإحلال السلام بين اليمنيين، ضرورة ملحة عملت قوى تحالف العدوان الإرهابي على بلادنا على سد الطرق المؤدية إليها، ويجب اليوم أن تتعالى أصوات السلام، وتلتف حول مصالحة وطنية شاملة كافة القوى الوطنية، أحزاباً سياسية، ومنظمات مجتمع مدني، وشخصيات اعتبارية وغيرها، وفي هذا السياق تعد المبادرة التي أطلقها رئيس المجلس السياسي الأعلى الأستاذ مهدي المشاط خطوة شجاعة تنفيذا للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة – محور السلام والمصالحة الوطنية.
واضاف: المصالحة الوطنية معركة تحتاج فرسانا شجعانا، وقادة كباراً يتعالون على الجراح، ويقدمون مصالح الوطن على مصالح أحزابهم وكياناتهم، وهي تحتاج لكي تنجح إلى إحلال السلام، ووقف الحرب العدوانية، كما تحتاج إلى عدالة انتقالية، وفي هذا السياق فإن تشكيل فريق المصالحة الوطنية الذي صدر مؤخرا ستحدد أهميته طبيعة حدود عملها، ونطاقها الجغرافي والسياسي، فإن كان عملها سيقتصر على الكيانات السياسية المنضوية تحت سلطة المجلس السياسي فهي مجرد تحصيل حاصل، وإن كانت من أجل مصالحة وطنية شاملة فأمامها عدد من العقبات التي تحتاج إلى تفكيكها، وأهمها تحرير القضية اليمنية من اللعبة الدولية، وارتهان قرار الأحزاب المتماهية مع العدوان لا سيما حزب الإصلاح للقوى الخارجية، وعقبة القضية الجنوبية التي تتلاعب بها قوى الخارج، وما أفرزته سنوات العدوان من شحن إعلامي وتخوين بين سائر القوى اليمنية.

قد يعجبك ايضا