تطلعات شعبية إلى توقف العدوان وإحلال السلام والاستقرار

الهجرة النبوية فرصة لإحياء قيم المصالحة الوطنية والعودة إلى المنهج الرباني

> استلهام الدروس والعبر والعظات من الهجرة المباركة والاستفادة منها في حياتنا العملية
> علمتنا الهجرة أن حماية الله ولطفه وتأييده للمؤمنين حقيقة واقعية كونها رافقت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نشر الدعوة الإسلامية
> يحاول أعداء الأمة اليوم طمس الروابط الأخوية والوحدة الإسلامية وإثارة الفتن والصراع باسم النعرات الحزبية والمناطقية كما هو حاصل في المناطق الجنوبية بين أبناء الوطن الواحد

الثورة / اسماء البزاز
يحتفل العالم الإسلامي اليوم بالسنة الهجرية الجديدة، ذكرى الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم , في ظل واقع مرير تعيش فيه بلادنا والأمة العربية والإسلامية ظروفا مؤلمة وأحداثا دموية مزلزلة وصراعات تربعت على المشهد العام ، ولم يكن لليمن منفذ منها جرا? هذا العدوان إلا بسفينة المصالحة الوطنية التي أقرها مؤخرا المجلس السياسي الاعلى باعتبار ذلك مخرجا أساسيا لواقعنا المؤلم .. وهنا يرى الكثيرين أن ذكرى الهجرة النبوية فرصة للعودة الى كتاب الله وتحكيم نهجه وطي خلافات وإرهاصات الماضي والانطلاق نحو السلم والتوحد المجتمعي ..

البداية مع العلامة حسين الصلاحي الذي أوضح قائلا : حين يحتفي اليمنيون بالهجرة المباركة نستشف منها الدروس والعظات والعبر لنستفيد منها في حياتنا العملية .لأنها ليست حدثاً عادياً لذا ننظر في أبعاد الهجرة لنسقطها على واقعنا المعاصر في ظل العدوان اللعين فدروسها لكل زمان ومكان .ولهذا نتأمل في التخطيط الاستراتيجي الذي اتبعه النبي صلوات الله عليه وعلى آله فنسلك مسلكه في تخطيط حياتنا لنتعلم :
التخطيط الفكري .
التخطيط العسكري .
التخطيط السياسي .
التخطيط الثقافي .
التخطيط الاجتماعي .( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى? شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )).
وأضاف مستلهما تلك الدروس بالقول : علمتنا الهجرة الفداء ومعاني الفداء حين يكون لله وفي سبيله وابتغاء مرضاته كما فعل الإمام علي (ع) ومن مثله يُباهي الله به الملائكة (( أُنزلا فاحرساه )) فجعل ميكائيل عند رأسه وإسرافيل عند قدميه يتأملانه وهو نائم ويقولان ( بخ بخ لك يا علي من مثلك يباهي الله به ملائكة السماء ) ؟
وما أجمل الفداء لله وما أكثر الفداء هذه السنوات ونحن نواجه طغاة العالم ومستكبريه وشهداؤنا وجرحانا ومرابطونا يمثلون الفداء كل الفداء .
ومضى يقول : علمتنا الهجرة أهمية الأخذ بالأسباب ومنها أسباب النصر وفي حالنا والعدوان علينا ما يستدعي الاستفادة من الهجرة (( إِنَّمَا ذَ?لِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )) فكيف نخاف ونحن أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة وأصحاب مظلومية واضحة .بلى والله لن نخاف وهو سبحانه معنا ولن نضعف وهو عضدنا وقد وعدنا النصر (( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )) .
تأييد الله
وختم حديثه بالقول : علمتنا الهجرة أن حماية الله ولطفه وتأييده للمؤمنين حقيقة واقعة وقد رافقت النبي صلوات الله عليه وعلى آله (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )) لقد علمتنا الهجرة معنى معية الله حين ترعاك (( لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا )) .
بين الواقع والماضي
ويرى الأكاديمي محمد السلمي أن الهجرة فرصة ايمانية لتعزيز المصالحة الوطنية بين الفرقاء و الاعتصام بحبل الله لتذكرنا الهجرة بواقعنا المؤلم اليوم الذي ابتعدنا فيه عن قيم المؤاخاة العظيمة التي أرساها ووصى بها سيد الخلق حتى صرنا كل فئة تتربص بأختها من أجل مصالح لا صلة بالدين ولا بالشرع ولا العرف بها كما يحدث الآن في المناطق الجنوبية
وأضاف قائلا بقوله: أين نحن من قوله تعالى: “وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” وقوله: “إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ”.
وقال : فما يحدث اليوم إنما هو ضياع لتلك المكاسب الإسلامية التي خلفها لنا التاريخ وخطتها تلك التضحيات العظيمة التي أفنى رسولنا الكريم حياته لإنجازها فالهجرة النبوية لم تكن بالأمر السهل بل عرض نبينا الأكرم حياته للموت مرارا من أجل الحفاظ على هذا الكيان الإسلامي الذي ما رعينا حقه “وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.
واسترسل بالقول : لتأتي بعد مؤاخاة المهاجرين والأنصار الأحاديث النبوية الشريفة المؤزرة لروابط الأخوة والوحدة الإسلامية التي يحاول أعداء اليوم طمسها وإثارة الفتن والقلاقل وسبل الصراع والنزاع باسم الحزبيات والمناطقية وقوله صلوات الله عليه وآله: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
لله ولرسوله
وأما الإعلامي ـ محمد الحاضري، فيقول من جهته : للهجرة معان كثيرة تجاوزت مجرد السفر والانتقال من مكان إلى مكان آخر، فمن معانيها هجرة الظلم والطغيان والفساد بشتى أنواعه والانتقال إلى العدل والمساواة والصلاح، ومن هنا أتى التحذير بضرورة أن تكون الهجرة خالصة لله ورسوله، كما ورد في الحديث الشريف “من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله” أما من يتمظهر بالصلاح والانضمام إلى طائفة المؤمنين وله أهداف ومصالح دنيوية شخصية فهجرته لا معنى لها ولا قيمه، لأن حقيقتها “فهجرته إلى ما هاجر إليه”.
وقال الحاضري : للهجرة النبوية الشريفة دلالات وعبر كثيرة سواء في جانب المؤمنين أو من جانب المشركين، وعلينا الاستفادة منها، فهي تتحدث عن واقع المشركين في قريش وكيف اتحدوا وشكلوا حلفا ضد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بهدف القضاء على الإسلام ودعوة العدل والمساواة والتوحيد في مهدها، وفي المقابل تعلمنا كيفية التصدي لتكالب قوى الشر، بالصبر والتحمل والأخذ بالأسباب ودراسة المخاطر ووضع الخطط لتفاديها، فمثلا لم يهاجر إلى المدينة مع المسلمين، وضع الرسول الإمام علي على فراشه وسلك طريقا غير المعتادة واستعان بدليل خبير بالطريق إلى المدينة، فالهجرة تزرع في قلوبنا أن “العاقبة للمتقين” فثمرة الصبر في سبيل الحق تكون النصر.
توحد الأمة
التربوية ندى الريمي، تمنت في هذا العام الهجري الجديد أن تنتهي الحرب ويعم الأمان والسلام بلادنا العزيزة خاصة والبلدان العربية عامة وأن تتوحد الأمة العربية الإسلامية وتختفي الفرقة والبغضاء من نفوس المسلمين وأن تنطفئ نار الصراعات وأن يعود المسافر والمغترب لينعم في أحضان بلاده وبين اخوانه. ان تُحل جميع مشاكل الامة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وان تنهض الامة العربية عامة وبلادنا خاصة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأن تنهض الزراعة ونتمتع بالاكتفاء الذاتي ، أن ينخفض الدولار وتنخفض الاسعار ويعم الخير والبركة أرجاء البلاد، أن تطرق السعادة أبواب اليمنيين لأنهم يستحقونها.
كرامة الارض والعرض
الناشطة أمل الحيدري، تقول من جهتها : كلي أمل وتفاؤل بأن يحل السلام والأمان والاستقرار في يمننا الحبيب وكافة الشعوب العربية والإسلامية.
وأضافت: إني على ثقة تامة وايمان كامل بالله بأن هذا العام سيكون عام خير للجميع وستنتهي الصراعات وستجتمع جميع الاحزاب على حل مثالي يسود كرامة الأرض والإنسان.

قد يعجبك ايضا