بأدوات ومواد محلية قابلة للتصنيع والإنتاج:

مبتكرون يمنيون يصنعون رافعات ومضخات زراعية وأجهزة أمن وحماية

 

الثورة / أحمد المالكي

في كل مجال هناك إبداع وهناك مبدعون وفي كل صناعة هناك مبتكرون ومخترعون ومصنعون، وفي اليمن يدهشك شباب وأشبال يافعون يبتكرون ويبدعون في عدة مجالات الكترونية وصناعية وخدماتية وفي ظل التوجه العام للقيادة السياسية والثورية لتشجيع ودعم المبتكرين والمبدعين بدأت ابتكاراتهم واختراعاتهم ورعايتهم تبرز إلى العلن خلال هذه الفترة .. “الثورة” التقت عدداً من هؤلاء المبتكرين والمخترعين وتعرفت على ابتكارات تبعث على الدهشة برغم بدائية الاجهزة والمواد المحلية التي استخدموها في ابتكار وتصنيع هذه الأجهزة التي تحتاج إلى من يخرجها إلى النور ويرعاها حتى تتحول إلى صناعات وخطوط إنتاج.. نتابع:

رافعة
الشاب المبدع هشام هبة، ابتكر ونشاً مكوناً من أربعة محركات، الأول عبارة عن “الخبطة” والثاني رفع البوم والتنزيل والثالث دخول وخروج البوم والرابع المشي أو الحركة للأمام والخلف، كما أن الجهاز يحتوي على منظومة الكترونية لتحريكه والتحكم به عن بعد “ريموت كنترول” وتتألف من أجهزة تحكم وأربعة مفاتيح تحكم أخرى وخمس لمبات عبارة عن إشارات حساسة على الجهاز.
ويؤكد هشام أن ابتكاره يمكن تطويره إلى ونش كبير وتطبيقه على أرض الواقع منوهاً بأن جميع أدوات الجهاز المبتكر تم تجميعها من البيئة المحلية وهي عبارة عن قطع غيار ألمنيوم ومعادن ووتر وشنكر وأدوات محلية 100 %.
المبدع هشام يطمح إلى أن يتم تبني المشروع من الجهات المعنية وتطويره وتكبيره ليخرج إلى أرض الواقع ويخدم المجتمع والاقتصاد الوطني.
يعمل المبتكر هشام هبة في مؤسسة هبتكوم للهيدروليك حيث عبر عن شكره لمؤسسة بنيان على دعمها له وإبراز مشروعه إلى العلن، داعياً وزارة الصناعة والتجارة والجهات المعنية في الدولة إلى تبني المشروع وتطويره وتشجيعه حيث يمكن تطبيقه وإخراجه إلى الوجود بتوفير الدعم اللازم للمشروع وتصنيعه محلياً.
مضخة مياه
وليد هبة البكير، مهندس معدات هيدروليكية ومبتكر قام بابتكار مضخة زراعية لرفع الماء من أسفل البئر ومن على عمق 80 إلى 600 متر، وهي تعمل بدون كهرباء ويتم تشغيلها بالهيدروليك والهواء المضغوط، وكمية الاقتصاد في استهلاك الديزل تصل إلى 50 % من استهلاك المضخات الموجودة في السوق، كما أن سعر تصنيعها سيصل إلى النصف مقارنة بأسعار المضخات المستوردة.
ويقول وليد: إن المضخة قابلة للتطوير لتحويلها إلى تشغيل المولدات الكهربائية وقد تم تطبيقها في صنعاء والحديدة.. مناشداً الجهات المعنية ممثلة بوزارة الزراعة والصناعة والتجارة تبني مشروعه وإخراجه إلى الوجود بحيث يخدم الجانب الزراعي ويدعم الاقتصاد الوطني.
كما أن المبتكر وليد البكير لديه مجموعة أو عدد من المشاريع لتصنيع معدات الري المحوري في مجال الزراعة يمكن تطبيقها وإخراجها إلى الواقع في حال تم تبنيها ودعمها من الجهات المعنية.
حماية ثلاثية
الشبل المبدع هيثم محمد الجبري، أحد مخرجات مشروع “أنت مبدع” ضمن برنامج لنشر ثقافة الإبداع والاختراع الخاصة بمؤسسة بنيان التنموية يقول: إنه تلقى في دورة في المؤسسة معلومات ومهارات حول أساسيات الإبداع والابتكار في مجال الالكترونيات وغيرها وأنه تخرج بمشروع عبارة عن جهاز طوارئ ذكي لحماية المنزل أو المؤسسة يتكون من ثلاثة أنظمة في “نظام المصابيح الذكية” التي تتحسس عند انقطاع الكهرباء لتشغيل مصابيح مجانية لعدة ساعات.
ويضيف: اما النظام الثاني فهو لحماية المنزل أو المؤسسة من الاقتحام، وهو عبارة عن منظومة الكترونية ميكانيكية يتم من خلالها الضغط على زر الأمان في الجهاز للاستعداد وبعدها عند دخول أي شخص سيقوم الجهاز بالاتصال إلى هاتف صاحب البيت أو المؤسسة، والنظام الثالث يتمثل في ” الباب الذكي” حيث يعمل النظام عن طريق بطاقة بدون أشعة توضع خارج المنزل في قاعدة خاصة بها بحيث يقوم صاحب البيت أو المؤسسة بإدخال البطاقة لفتح الباب والأمان كهربائياً.
ويؤكد هيثم أن ” الأدوات والالكترونيات التي تم استخدامها في الجهاز عبارة عن أدوات تم جمعها وتوفيرها من البيئة المحلية ومن الممكن استخدام الجهاز وتطبيقه محلياً بأقل التكاليف.
المبتكر الصغير هيثم الجبري يؤكد أن لديه “مشاريع أخرى في مجال الفلك والمجالين الزراعي والاقتصادي يمكن من خلالها تنمية ودعم الاقتصاد الوطني.. مناشداً وزارة التربية والتعليم الدعم والمساندة بإتاحة الفرصة وإيجاد آليات تعليمية لإخراج المبدعين والمبتكرين وإظهار مشاريعهم إلى الوجود.
الهولوجرام
المبدعان الشبلان محمد وأحمد وليد الغشم، ابتكرا جهاز “الهولوجرام” وهو عبارة عن تقنية ثلاثية الأبعاد يتم تطبيقها وتجميعها وإخراجها بشكل مجسم، يمكن استخدامه في الشرح لتجسيد الأشياء بطريقة واقعية في الدورات التدريبية وفي محاكاة الواقع كالمجال الطبي ومجال الاتصال بحيث يمكن نقل مجسم أو صورة الشخص في بلد آخر وفي مجال التعليم بالمدارس لشرح الأشياء البصرية.. كما يمكن استخدامه كتلفاز ثلاثي الأبعاد، ويمكن استخدامه أيضاً في عدد من المجالات الإبداعية والتطبيقية الأخرى الثلاثية الأبعاد.
الجهاز الذي ابتكره الأخوان أحمد ومحمد الغشم عبارة عن شاشة ضوئية ومثلث مربعي بلاستيكي شفاف وتطبيق فديو مخصص للعرض بطريقة العرض ثلاثي الأبعاد.
كما يوجد لدى المبدعين اختراع آخر عبارة عن جهاز حماية المنازل أو المصالح والمؤسسات بالليزر وهو عبارة عن مستقبل للضوء، عندما يتم قطع الضوء يتم إرسال صوت في جهاز الإنذار لإبلاغ صاحب المنشأة أو المنزل.
كما أن كلفة تصنيع الجهاز ومكوناته محلية ويمكن تطويره لو أتيح له المجال ولقي دعماً من الجهات المعنية.
المبتكران أحمد ومحمد الغشم هما أيضاً خريجا مشروع “أنت مبدع” التابع لمؤسسة بنيان ضمن نشر ثقافة الإبداع والابتكار.. وهما يشكران بدورهما مؤسسة بنيان على الدعم الذي قدمته لهما في إبراز ابتكاراتهما ويشكران والدهما وليد أحمد الغشم على دعمه وتشجيعه الدائم لهما.. ويقولان: إن لديهما مشاريع وابتكاراً أفضل وأقوى في المستقبل إن شاء الله كتصنيع هولوجرام بتقنية الليزر وهما بصدد تجميع أدواته.
استكشاف
الأخت المهندسة أمل السريحي مدير إدارة رعاية المبدعين والمبتكرين في مؤسسة بنيان التنموية تقول: إن المؤسسة تقوم بدور استكشاف المبدعين والمبتكرين والعمل على رعايتهم علمياً عن طريق صقل وتطوير مهاراتهم وإبراز ابتكاراتهم إلى العلن وتعريف المجتمع بهم حتى يتم الالتفات إلى هذه القدرات التي يمكن لها أن تصنع يمناً معتمداً على قدرات أبنائه المبدعين والمبتكرين المتواجدين بيننا لكنهم يحتاجون إلى من يرعاهم ويبرز مواهبهم ويتبنى مشاريعهم وإبداعاتهم وابتكاراتهم بحيث تخرج إلى مشاريع كبيرة تساهم في النهوض بالوطن.
وتضيف: كما نطمح إلى أن يكون لهم دور في تنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، ونحن إلى جانبهم إيماناً منا بأن الشراكة بين جميع أطياف المجتمع هي أساس البناء والتنمية وانطلاقاً من رؤية الرئيس الشهيد صالح الصماد لبناء الدولة ” يد تحمي ويد تبني” والتي لن يتم بناؤها وحمايتها إلا على أيدي أبنائها المبدعين.
دعوة ملحة
وتابعت : ندعو الجهات الرسمية في الدولة والتي لها علاقة بالمبدعين والمبتكرين إلى الاهتمام برعاية هؤلاء المبتكرين وتطوير مشاريعهم وإخراجها إلى أرض الواقع وترجمة دعوات السيد القائد عبدالملك الحوثي- حفظه الله- والقيادة السياسية للاهتمام بالإبداع والابتكار والتطوير لبناء يمن يردع الأعداء عن طريق جمع المبتكرين في منظومة واحدة تشمل بيئات وحاضنات مختلفة للنهوض بالوطن ضمن أنظمة ولوائح وقوانين تعينهم على الاستمرار في تطوير إبداعاتهم.

قد يعجبك ايضا