أجمعوا على أهميتها وقوتها وتعددت قراءاتهم لمضامينها ورسائلها..

سياسيون : مقابلة السيد عبدالملك وضعت اليمن في مكانه الطبيعي

 

 

العجري: مباركة السيد للرؤية الوطنية تعلنها برنامجا سياسيا لأنصار الله وتقدم دليلا إضافيا ينفي الدعايات ضد الجمهورية وذات الطابع العنصري والطائفي

  • الشكر الكبير للرئيس المشاط الذي عمل بكل جهد وتصميم لإخراج مشروع الشهيد الصماد للنور والذي يراهن عليه السيد القائد في إحداث إصلاحات ملموسة

الثورة / مجدي عقبة

تتوالى أصداء واسعة محلية وإقليمية ودولية لأول مقابلة تلفزيونية يجريها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وما تضمنته من إجابات واضحة ومباشرة على كثير من التساؤلات الملحة وإيضاحات شفافة وصريحة لمواقف اليمن حيال مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية، ورسائل ودلالات وإشارات مباشرة وغير مباشرة، جعلت المقابلة حديث الساعة .. وفي سياق تتبع أهم هذه الأصداء والوقوف على أهم القراءات لمضامين المقابلة ورسائلها ودلالاتها وإشاراتها، التقت “الثورة” عددا من السياسيين الذين اتفقوا في تأكيد أهمية المقابلة وقوة مضامينها وتعدد رسائلها للداخل والخارج، وتأكيدها ثوابت عامة وطنية وحيال القضايا الإقليمية والدولية تمثل محددات رئيسة لسياسة اليمن الخارجية وقواعد أساسية لبناء السلام المنشود في اليمن والمنطقة، وعلاقات اليمن مع محيطه الإقليمي ومع دول العالم، وغير ذلك في هذا الاستطلاع:

تصحيح القواعد
البداية كانت مع عضو الوفد الوطني المفاوض عبدالملك العجري الذي قال: بداية إسمح لي أن أشير إلى أنك وأنت تسمع المقابلة تدرك لماذا أصبح السيد عبدالملك الحوثي الشخصية المحورية ذات التأثير العميق في البيئة السياسية والاجتماعية اليمنية؟ والشخصية الوطنية الأولى المؤثرة في صناعة وتشكيل مسار الأحداث وإعادة تموضع اليمن في مكانه الطبيعي”.
وفي بيان هذه الأهمية والتأثير، قال: “تطرقت المقابلة لقضايا كثيرة لكن أريد أن أركز على قضيتين، قضية محلية وأخرى ذات بعد إقليمي. القضية الأولى ما يتعلق بعلاقة اليمن بجواره اليمن وموقعه من القضايا الإقليمية. السيد قدم رؤية متكاملة في ما يتعلق بمكانة اليمن الطبيعية في الإقليم والقضايا الإقليمية وعلاقته بجواره هذه الرؤية هي خلاصة تجربة طويلة وخبرة متراكمة في التعامل مع مثل هذه القضايا الهامة والحساسة والحوارات والمبادرات واللقاءات مع الأطراف الدولية والتصورات التي يحملونها سواء عن أنصار الله واليمن أو السعودية وإيران وغيرها من القضايا الإقليمية والمحلية وكذلك المبادرات والمقترحات التي ينقلونها في مختلف القضايا وليس مجرد تخمينات أو تنظيرات منفصلة عن الواقع.
وأضاف: “عندما يتحدث السيد أن اليمن بلد مستقل وعلى دول الجوار أن يتقبلوا التعامل مع بلادنا على قاعدة الندية وحسن الجوار واحترام السيادة والاستقلال والاحترام المتبادل، يبدو كما لو أن السيد يتحدث عن قضية بديهية في العلاقات الدولية بين البلدان هذه قاعدة أساسية في العلاقات الدولية، وعندما يقول أن اليمن والسعودية بينهما مصالح مشتركة بحكم هذا الجوار ويؤكد على تقدير خصوصية العلاقة، هذا هو الشيء الطبيعي بين بلدان الجوار، وأي مراقب خارجي قد يرى أن هذا لا يجب أن يكون محل نزاع”.
تصحيح انقلاب
العجري تابع قائلا: “لكن الأمر ليس العجيب أن هذا غير مقبول، لماذا ليس مقبولا؟ لأن اليمن حق السعودية .. ليش حق السعودية ؟ ومن متى ؟ .. هكذا السعودية معها فلوس ونفط وقد صار عرفا في العلاقة بين البلدين أن اليمن حقها. حتى الأطراف الدولية الفاعلة عندما نطرح هذا الكلام يقولون كلام صحيح، لكن السعودية لا ترضى لأن اليمن مهم بالنسبة لها وفي جوارها والسعودية لديها أموال ونفط ومصالح مع الدول الكبرى … طيب وهل إذا كان اليمن في جوارها يعني أن يكون تابعا لها وهل لأنها دولة غنية واليمن دولة فقيرة يعطيها حق الوصاية . في كل العالم دول متجاورة ويحدث أن الدولة القوية تمارس نفوذا ما، تمارس ضغوطا، لكن في الحدود المعقولة التي لا تمس سيادة البلد ولا تمثل تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية، وفوق هذا مقابل كثير من المزايا والمنافع.
ومضى العجري يبين أهمية حديث السيد في هذا الشأن لتصحيح انقلاب القواعد، قائلا: “ليس هذا فحسب، المفارقة هو انقلاب الصورة سواء عند السعودية أو عند ما يأتي بعض الأطراف الدولية يطالبون بتطمينات للسعودية لأنها تشعر بالتهديد، يعني انقلابا تاما للصورة، فمن هو الذي يهدد الاخر ومن هو الذي يحتاج لتطمينات، وهي من الأمور التي ركز عليها السيد في مقابلته أليس غريبا أن يطلبوا من الطرف المعتدى عليه تطمينات للمعتدي الرياض؟! .. أليست الدول الأضعف هي التي تشعر بالتهديد من الدول القوية خاصة إذا كانت في جوارها وهي التي يفترض أن تقدم التزامات بعدم تهديد جوارها وعدم التدخل في شؤوننا؟.
إيران تابعة لنا
محور اخر هام، توقف عبد الملك العجري عنده في مقابلة السيد، هو جدلية العلاقة مع إيران، وقال: “الأمر الاخر ما يتعلق بموقع اليمن ضمن قضايا الصراع الإقليمي، اليمن كذلك دولة عربية وإسلامية وهي جزء لا يتجزأ من القضايا العربية والإسلامية التي نصت عليها مواثيق الجامعة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وفي قلبها الصراع العربي الإسرائيلي باعتبارها عمود الخيمة للنظام العربي، وانتماؤنا لهذه القضايا ليس انتماء لإيران بل انتماء لذاتنا وهويتنا العربية والإسلامية واختيار إيران الثورة الانحياز لهذه القضايا لا يغير من حقيقتها ولا يجعلها قضايا منسوخة، والصحيح أن إيران أصبحت تابعة لنا وليس العكس ويفترض أن تشكر على اختيارها الانحياز لقضايانا العربية.
وأضاف: “في الحد الأدنى لا يعاقب من اختار التمسك بهذه القضايا ولا يتهم بالعمالة لإيران. من يجب أن يلام ويعاقب هو من ينقلب على مواثيق الجامعة العربية وعلى ثوابت النظام العربي ويدخل في صفقات مشبوهة لتصفية القضية الفلسطينية، ويحرف بوصلة الصراع من صراع عربي إسرائيلي إلى صراعات طائفية أو بينية عربية- عربية أو إسلامية، لأنه بهذا الصنيع ينسف النظام العربي من أساسه ويدوس على أنقاض الجامعة العربية، ويجهز على اخر عرق ينبض في العروبة إن كان بقي عرق.
وثيقة رسمية
ينتقل عضو الوفد الوطني المفاوض عبد الملك العجري إلى محور ثالث رأى أنه من أبرز محاور مقابلة السيد ورسائله الهامة، وقال: ” القضية الأخرى على المستوى المحلي حديث السيد عن ثلاث مراحل للإصلاح، وأهم ما في المرحلة الثالثة الرؤية الوطنية التي قدمها المجلس الأعلى كبرنامج تنفيذي للمشروع الذي دشنه الرئيس الشهيد الصماد “يد تحمي ويد تبني” وأتمه خلفه في رئاسة المجلس الرئيس مهدي المشاط، ومباركة السيد للرؤية يعني أنها أصبحت وثيقة رسمية أو تمثل ما يشبه البرنامج السياسي لأنصار الله وتقدم دليلا إضافيا ينفي الكثير من المزاعم والرهاب الذي يمارس على الوعي العام اليمني من نوايا انصار الله المبيتة ضد الجمهورية وغيرها من المزاعم والدعايات ذات الطابع العنصري والطائفي”.
وأضاف: “الرؤية واضحة تقوم على الثوابت الوطنية للشعب اليمني وعلى مبدأ المواطنة المتساوية، بل أن أسمى أهدافها – وهذا ما أعرفه وما أنا علي يقين منه عن توجه الرئيس الشهيد رحمه الله وأنا كنت قريبا منه – أن أهم هدف لمشروعه إرساء دولة النظام والقانون وإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة، وكنا خاصة بعد أحداث ديسمبر 2017، لم نتحدث في كثير من لقاءاتنا عن ضرورة إشعار الموطنين أن الدولة هي دولة كل اليمنيين وأن المجلس الأعلى وحكومة الإنقاذ مسؤول عن حماية كل اليمنيين باعتبارهم مواطنيها ليس فقط من يقعون تحت سلطتها بل حتى أولئك الواقعين تحت سلطة الاحتلال لأنه عادة في مثل هذه الأوضاع يكون شعور المواطنين بالحماية والآمان من خلال التوازنات القائمة والانتماءات الحزبية، فإذا سقط الزعيم الفلاني أو تراجع دور طرف سياسي فإن هذا يكون مدعاة لنشوء مثل هذه المخاوف نتيجة لغياب الثقة بمؤسسات الدولة والسمعة السيئة للمؤسسات الأمنية في انتهاك الحقوق وتجاوز حقوق الموطنة، وعلى هذا الأساس كان تحمس الشهيد رحمه الله للمشروع الذي أطلقه بعنوان “يد تحمي ويد تبني”، والشكر الكبير للرئيس المشاط الذي عمل بكل جهد وتصميم لإخراج هذا المشروع للنور والذي يراهن عليه السيد القائد في إحداث إصلاحات ملموسة”.
بيان شامل
بالانتقال إلى قراءة المؤسسة الدستورية الاستشارية للدولة ونعني مجلس الشورى، التقينا عضو المجلس نايف حيدان. وبدأ حديثه عن المقابلة التلفزيونية الأولى لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي قائلا: “هي الأولى نعم ولكنها شملت أحداث سنين وحددت ملامح وخططا لسنوات، مقابلة قائد الثورة السيد / عبدالملك الحوثي على قناة المسيرة جسدت الثقة المطلقة بالانتصار والثقة العميقة بشعب يعرف من القائد وما أهدافه، المقابلة اتسمت بالمصداقية والوضوح ولم تغفل حتى سلطنة عمان وتطبيعها مع الكيان الصهيوني”.
وبرؤية أعم وأعمق، أضاف حيدان قائلا: “المقابلة عموما وإن كانت مدتها ساعتين فقد كنا نتمنى أن تطول أكثر لما تحمله من تلخيص لأحداث معقدة ولسنوات طوال، حيث لا ملل ولا كلل ولا حتى شعرنا بأنها ساعتان مضت. الصدق عندما ينطقه الصادق يتقبله العقل وبكل سهولة غير الذي يتنطع أو يتمظهر بغير ما بداخله”.
دحض الادعاءات
وتابع: “لا أخفيكم إني لم أعد أخاف على مستقبل اليمن في ظل قائد كهذا ولم أعد أعمل حسابا لهرطقات وإشاعات الأعداء في ظل هذه الحكمة وهذه الثقة بالنتيجة ..
ثورة 21 سبتمبر بقيادة السيد عبدالملك الحوثي قلبت الموازين وفرزت فرزا وطنيا حقيقيا وهذا القائد الذي شنت حملات إعلامية ووجهت له تهم بعدد شعر رأسه، عرفه الشعب اليوم وعرف أن كل التهم التي كانت توجه له ما هي إلا صفات كان يحملها ويتصف بها العدو الذي لاقى مصيره كنتيجة لأفعاله”.
وبثقة لا يخالطها شك، رأى عضو مجلس الشورى نايف حيدان أن مقابلة السيد كانت شافية البيان دامغة البرهان، وقال: “مثلما يتساقط المتآمرون على بشار (الأسد) واحدا تلو الآخر، ها هم اليوم المتآمرون على ثورة 21 سبتمبر وعلى قائدها يتساقطون يوميا أخلاقيا ووطنيا ويبقى المعدن النظيف الذي لا يصدأ.. فهنيئا لشعب يمتلك قائداً كهذا يحمل هم كل الشعب وهنيئا لقائد يثق به كل هذا الشعب، رغم كل هذه الأوجاع وكل هذا الحصار وكل هذه الإغراءات”.
اهتمام بالأسرى
المقابلة التلفزيونية لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي تناولت بإفاضة ملف الأسرى والمعتقلين والمخفيين، ولهذا كان طبيعيا استشراف اصدائها لدى الجهة المعنية بهذا الملف، فالتقينا رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى.
المرتضى، قال: “بالنسبة لنا في لجنة الأسرى شعرنا بارتياح كبير جدا من تصريحات السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله في ما يتعلق بملف الأسرى والتي أوضح فيها للرأي العام اشياء كثيرة كانت تثار حولها اسئلة في أوساط المجتمع والرأي العام الداخلي والخارجي عن الطرف المعرقل لتنفيذ هذا الاتفاق رغم أنه قد وقع وأعلن برعاية أممية”.
وأضاف: “لقد أوضح السيد عبدالملك يوم أمس – أمس الأول – بشكل صريح وشفاف أن الطرف الاخر هو المعرقل وهو المعيق وأننا على استعداد كامل لإجراء تبادل سواء كان تبادلا كليا كما هو متفق عليه أو حتى نسبيا من خلال إطلاق عدة دفع على مراحل. لكن الطرف الاخر لم يتجاوب مع أي من هذه الاطروحات رغم أن المبعوث الأممي كان قد تقدم بمقترح ونحن في جولة عَمّان الأخيرة وطلبنا أن نتشاور مع القيادة بعدها ألتقى المبعوث بالسيد عبدالملك، وكان السيد عبدالملك متفاعلا بشكل كبير جدا وكان رده ايجابيا إلا أنه وبعد عدة زيارات قام بها المبعوث إلى الرياض وصنعاء أكد لنا أن من يعرقل ومن يعيق هو الجانب السعودي وأنهم يرفضون إجراء هذا التبادل لأنهم يشترطون إطلاق جميع أسراهم، وقد أكدنا لهم بأن هذا هو المستحيل لأنه لن يكون هناك إطلاق لجميع الأسرى السعوديين إلا بإطلاق جميع الأسرى اليمنيين
كرم السيد
المرتضى أشار إلى أن مقابلة السيد أكدت مجددا اهتمامه الكبير بملف الأسرى وطمأنت جميع ذويهم. وقال: “اعتقد أن السيد عبدالملك قد وضح ذلك ليل أمس الاول بشكل كامل واكد على أن هذا الملف ملف إنساني، واستغرب من عدم تعاطي قوى العدوان مع هذا الملف تعاطيا إنسانيا كما أكد بأنهم لا يتعاملون مع ملف الأسرى كتعامل دولة بل تعامل عصابات إجرامية، خصوصا في ما يتعلق بالانتهاكات والجرائم التي يرتكبونها ويمارسونها بحق الأسرى، وهذا ما أكدنا عليه سابقا لكن تأكيدات السيد يوم أمس كانت مطمئنة بشكل كبير جدا لجميع أبناء الشعب وبالمقدمة أهالي الأسرى وللرأي العام حتى يتأكد الجميع بأن من يعرقل ومن يعيق هذا الملف الإنساني قوى العدوان ومرتزقته”.
وكشف المرتضى عن تفاصيل بشأن موقف السيد من قضية الأسرى وتفاعله الكبير معها وقال: “بالنسبة للصفقة التي تحدث عنها السيد والتي أفشلها العدوان، هذه الصفقة سبق وأكدنا عليها جاءت استجابة لمقترح تقدم به المبعوث الأممي، ولن نذكر التفاصيل كما أن السيد لم يتطرق إلى تفاصيل هذه الصفقة والتي كان من المفترض أن تتم على مراحل .. طبعا المرحلة الأولى منها كان قد طرحها المبعوث الأممي وكنا قد وافقنا عليها وكان هناك بعض الإشكاليات قام السيد عبدالملك اثناء لقائه مع المبعوث الأممي بحل هذه الاشكاليات وكان كريما جدا وقدم موقفا إيجابيا جدا حتى أن المبعوث الأممي غادر صنعاء وهو متفائل بشكل كبير جدا إلا أنه انصدم بالموقف السعودي والإماراتي المتعنت والذي أدى إلى إفشال هذه الصفقة”.
رسائل مباشرة
سياسيا، أشاد عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد السلفي محمد طاهر أنعم، بإيضاح السيد ثبات الموقف من استقلال اليمن وسيادته ووجوب التعامل الندي معه. وقال: “كانت المقابلة التلفزيونية للسيد عبدالملك البارحة ايجابية تبعث على الأمل والتفاؤل لدى كثير من اليمنيين”.
وبتفصيل أكبر توقف أنعم عند رسائل السيد المباشرة بهذا الشأن، وقال: “أبرز مالفت نظري في المقابلة ما ذكره السيد عبدالملك أن السعوديين يريدون موظفين في اليمن وأن محمد بن سلمان حسب ما نُقل عن بعض الدبلوماسيين يريد موظفين في اليمن. وكذلك اهتممت جدا بالتهديد المبطن الذي أرسله السيد عبدالملك لدولة الإمارات في حال استمرت بالتدخل في الشأن اليمني فإنها ستعرض اقتصادها لتهديدات خطيرة”.
وأضاف: “كما وصف القائد عبدالملك وأكد بأن الصواريخ والطائرات اليمنية المسيرة أصبحت تصل إلى أبو ظبي ودبي وقد ذكر هذه المدن بالاسم بالإضافة إلى ذكره الرياض وما بعد الرياض، وهذا دليل على أن الإمارات لا يمكن أن تستمر في هذا العبث باليمن وأراضيها آمنة، نحن نضرب في العمق السعودي بشكل دائم واليوم الإمارات أصبحت قريبة بعد التطور العسكري الذي حققه الجيش اليمني”.
تبديد الغموض
من جهتها، رأت الناشطة السياسية والحقوقية زهراء باعلوي، أن المقابلة التلفزيونية للسيد عبد الملك الحوثي كانت قوية على جميع المستويات. وقالت: “ظهر قائد انصار الله عبدالملك الحوثي في لقاء مباشر لأول مرة. خلال اللقاء تعرف الناس على تلك الشخصية التي كانت غامضة عند البعض وقد ظهر بسيطا وسلسا وهادئا وقارئا جيدا للأحداث المتسارعة في المنطقة”.
وأضافت: “خلال اللقاء أجاب قائد انصار الله على الكثير من التساؤلات التي تعلق السعودية شماعتها عليها بأن جماعة الحوثي خطر على السعودية وأمنها، حيث كان كلامه واضحا، أوضح طبيعة العلاقة التي يجب أن تكون بين اليمن والسعودية علاقة أخوة وجوار ومصالح مشتركة واحترام، وليس علاقة تابعين وتدخل بالشؤون الداخلية ومصادرة حق القرار، وهذا ما يريده كل يمني. أيضا حديثه عن الإمارات واستمرار عبثها بالبلد وتحذيره لها بأن ذلك سيشكل خطرا مستقبليا عليها وعلى استثمارات البلدان فيها وبالأخص المصالح البريطانية”.
باعلوي استوقفها أيضا تفكيك السيد العقد التي لا ينفك تحالف العدوان بما فيهم امريكا وبريطانيا يبرمونها من العدم وقالت : “لفت نظري أيضا حديثه عن طبيعة العلاقات التي يفترض أن تكون بين اليمن والدول والمكونات الدولية، علاقة ندية وليس تبعية، هذه نقطة مهمة يتساءل الكثير حولها، وأصبحت شماعة لاستهداف اليمن أرضا وإنسانا، أنهم أداة إيران لزعزعة أمن المنطقة”.
شحذ الأمل .. وأمنيات
وتابعت الناشطة السياسية والحقوقية زهراء باعلوي تسرد أبرز مضامين المقابلة، من حيث ما تبعثه من أمل، قائلة: “حديثه أيضا حول الأمور السياسية والعسكرية، والقوة المصنعة التي يسعون لإنتاجها وتطوير المنظومة الدفاعية. هذا الأمر أعطانا أملا أن اليمن تملك الكثير من المؤهلات لو ترك لها المجال، ستكون قوة فاعلة في المنطقة، رغم الحصار والوضع الأمني والاقتصادي السيئ والمتردي للشعب، إلا أنه أثبت أنه لا يعيقه شيء إن أراد”.
وختمت باعلوي حديثها بأمنيات اجراء السيد مقابلات تلفزيونية أخرى للإجابة على تساؤلات تراود الكثير من شأن الإجابة عليها وضع حد لاتهامات دول التحالف وادعاءاتهم. وقالت: “أخيرا كنا مترقبين رأي قائد الأنصار حول شكل الدولة المدنية ، هناك الكثير من التساؤلات حول التوجه الديني للجماعة، وإعادة الإمامة، أو استنساخ تجربة إيران وحزب الله في اليمن .. كنا نريد توضيحا حول هذه الأمور، ونأمل أن تكون هناك لقاءات أخرى، يجيب من خلالها قائد أنصار الله على تساؤلاتنا، كون ذلك سيخفف من حدة الهجمات الإعلامية ضد حركة انصار الله والهاشميين بشكل خاص، لأننا أصبحنا جميعا في موقع المستهدفين ولم نسلم الأذى والإقصاء”.

قد يعجبك ايضا