اليمنيون يجددون عهدهم: القدس عربية إسلامية ولن نتخلى عنها

 

*اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل انتهاك للمواثيق الدولية وأعراف الأمم المتحدة
*مؤامرات خطيرة تشمل مقدسات المسلمين واحدة تلو أخرى ولا بد من موقف عربي إسلامي حازم

استطلاع / أسماء البزاز

غضب يمني يعم الشارع ومواقف سياسية واجتماعية وثقافية وشعبية يعلنها اليمنيون في يوم القدس العالمي استنكارا وتنديدا بحجم الانتهاكات التي تطال قبلة المسلمين الأولى ” الأقصى الشريف” كان آخرها قرار نقل السفارة الأمريكية لاسرائيل واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وهو ما يشكل نكبة عربية إسلامية تحمل أبعادا وتداعيات خطيرة تشمل المقدسات الإسلامية وتنذر بتهويد هذا الصرح المقدس .. تفاصيل في سياق الاستطلاع الآتي..

البداية مع وكيل أول وزارة الصناعة والتجارة محمد الهاشمي الذي اعتبر أن إحياء المسلمين ليوم القدس العالمي ضرورة دينية وقضية قومية وإسلامية خاصة بعد خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والتي لا تمثل خطورة فقط بل نكبة وانتكاسة ومأساة تمر بها أمتنا العربية والإسلامية في هذه الأيام.. ومن المؤلم أن يكون مسرى رسول الله قاب قوسين أو أدنى من أن يكون يهوديا ومن المؤلم أن ترى قيادات الأمة العربية والإسلامية وشعوبها صامتة وليس لها أي موقف تتخذه أمام هذه الإجراءات الخطيرة التي لم تحدث في تاريخنا المعاصر فلقد كنا نتوقع إزاء هذا الحدث أن تغضب الشعوب والأمم والمثقفون والأحرار القادة إزاء هذا الإجراء التعسفي الذي ينتزع حقا لأمة قدمت وضحت آلاف الشهداء والجرحى على مدى عشرات الأعوام
وأوضح أن هذه الخطوة تدل على مستوى التفكك لدى الدول العربية ويوضح بجلاء من هو عدوها الحقيقي والتأريخي.
مجازر وحشية :
وقال الهاشمي إن لذلك دلالات عدة حيث يدل على خنوع وخضوع الشعوب العربية وعدد من الشعوب الإسلامية وصمتها أمام تواطؤ قادتهم وما يتخذونه من قرارات تأييد الكيان الصهيوني الغاصب .ولا نستبعد بعد أيام ان يصل اليهود إلى مكة والمدينة ويكون الصمت هو موقف قادة وشعوب وحكام العرب تحت مسميات ومبررات كثيرة جدا لأنه بصمتهم عن القدس والمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني المكلوم المعزول يكون صمتهم عما يحدث في اليمن من مآس ومجازر لم تحدث في تاريخ الأمة وللأسف سيصمتون بعدها عما سيحدث في مكة والمدينة لا قدر الله من أيدي اليهود وأيدي النصارى لذلك هناك خطورة جدا مما وراء القدس.
وبالنسبة لمسيرات الغضب اليمني في يوم القدس العالمي قال الهاشمي : لا عجب مما قام به الأحرار من أبناء الشعب اليمني الأنصار من لهم مواقف تاريخية يشهد لها الزمن لأجل فلسطين ومن أجل عدائنا لأمريكا وإسرائيل والذي بسببه يقتلون شعبنا ويدمرون أرضنا والشجر والحجر ولا غرابة في أن تسيل الدماء من أجل فلسطين وهذا جزء بسيط رغم مواقف حكام فلسطين غير المشرفة لما يحدث في اليمن ولكن لأن ثقافتنا قرآنية وأخلاقنا قرآنية وبعدنا قرآني لاننظر للأشخاص وإنما للمقدسات الذي نعتبره جزءاً رئيسا مما وصانا الله من أجل أن تحيا الأمة عزيزة والقدس عاصمة لفلسطين المستقلة الحرة عاصمة للأمة الإسلامية.
انتهاك صارخ :
سمية الطايفي ـ رئيسة مؤسسة صدى الأحداث للإعلام والتنمية ترى أن صمود الشعب الفلسطيني طيلة هذه الفترة لأكثر من نصف قرن في وجه أعتى احتلال هو بحد ذاته نصر. رغم أن الخذلان والانكسار حليف الدول العربية والإسلامية التي لم تلبّ صرخات استغاثة الأبرياء من الشعب الفلسطيني.
وأضافت الطايفي : إن ما حدث مؤخرا من قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس الشريف ، واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني .يعد انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من القرارات الدولية .
معتبرة أن اعتراف الإدارة الأمريكية الحالية بمدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني هو ما يؤكد بأنها ليست داعية للسلام كما تدعي وإنما يأتي في سياق صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية .داعية لإدانة هذه الخطوة الخطيرة والوقوف وقفة جادة إزاء هذه التطورات الخطيرة الممنهجة على المنطقة بأكملها.
و شددت الدعوة إلى التحرك الجاد والخروج المشرف لكل الشعوب في كافة الدول للمظاهرات والمسيرات المنددة بشرعنة وتبرير بعض الدول العربية لما تقوم به أمريكا وإسرائيل عبر أدواتها العربية وعلى رأسها السعودية و دول تحالف العدوان بحق الشعب اليمني والشعب السوري والشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة محذرة من تبعات هذه التصرفات والغطرسة الأمريكية الإسرائيلية السعودية الإماراتية.
ما ضاع حق :
وتتفق معها سماح الكبسي ـ رئيسة منظمة نساء للحقوق والتنمية داعية إلى موقف موحد يعكس حجم العروبة والأخوة الإسلامية وحجم المسؤولية تجاه قضية المسلمين الأولى باعتبار ذلك واجبا دينيا ووطنيا وموفقا إزاء حدث تدينه كل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية و لا ضاع حق وراءه مطالب.
هذيان بني صهيون :
من جهته استنكر الكاتب جميل أنعم موقف من يدعون حماة ديار الإسلام الذين لا يصوبون سلاحهم تجاه عدوهم الحقيقي الإسرائيلي بل يحشدون كل إمكانياتهم الضخمة وأموالهم الطائلة لقتل المسلمين الأبرياء بل والدفاع عن إسرائيل وحمايتها من الفلسطينيين.
وأضاف متسائلا : يا ترى ماذا ستقول الأجيال القادمة عن حقبة زمنية هرع فيها العربي والمسلم لإنقاذ العدو الإسرائيلي من ليلة صواريخ الجولان السوري المحتل أو لإنقاذ بني صهيون من صواريخ المقاومة الفلسطينية ليلة 29مايو2018م، أو إنقاذ بني صهيون من حرائق شمال فلسطين المحتلة العام الماضي وهم قادرون على ذلك خلال أيام حتى بمعارضة أمريكا والسعودية وإسرائيل، ومثال ذلك دول الكويت وسوريا والعراق والجزائر أوقفت حربا شطرية بين صنعاء وعدن مارس1979م، أشعلها إخوان الجبهة الإسلامية في صنعاء والسعودية وأمريكا، والشيء المخزي والمشين وبينما العدو الإسرائيلي يقصف غزة ويتوعد حزب الله وإيران وسوريا، هناك من يصب الزيت على النار في اليمن لتحرير الحديدة من أهلها وتسليم الميناء لأمريكا بعد تسليم الجنوب وسقطرى وبنفس العنوان تحرير اليمن من أبنائها.
ومضى أنعم بالقول إنه من المؤسف حقا أن نرى تلك الأسلحة لا تصوب أمام عدو الأمة وإنما أمام ابن البلاد وبشراسة بالفتاوى الوهابية التكفيرية ولايقاتلون العدو الصهيوني، بل يحاصرون ويمنعون تسليح المقاومة الفلسطينية التي تُجبر بالهدنة والتفاهمات وغيرها ويلتزم أهل الحق ولايلتزم بها باطل العدو الصهيوني الذي يعيش حالة من الهذيان في جبهة غزة والجولان وجنوب لبنان حتى اليمن، على عكس توقعاته بالربيع الدموي وإسرائيل الكبرى ويهودية القدس وفلسطين، وكلما ازداد الظلام ظلاماً دامساً ازددنا يقيناً بأن الفجر على وشك البزوغ، وعندها سيقول التاريخ كلمته.
النواح العربي :
فيما أبدى حسين المعلمي حزنه وألمه على الحال الذي وصل إليه المسجد الأقصى قائلا : ما الذي يمكن للمرء أن يقوله وفضائح الأعراب المتصهينين تتوالى ولن يكون آخرها القدس فلا تلوموا الشيطان الأكبر ولا الصهاينة ولكن انظروا نحو من باع وصفَّى وتآمر وخان وتخلَّى عن القضية وهي الأنظمة العميلة والهيئات والمؤسسات والمرجعيات الدينية .فماحدث لن يُغيِّر من الواقع شيئا .
وأضاف : مع إطلالة الشهر الكريم والمسلمون يستقبلون شهر الله الأعظم يفاجأون بفضيحة جديدة تنظم لقائمة الفضائح الأعرابية المخزية فالشيطان الأكبر بدأ تنفيذ إجراءات نقل سفارته الملعونة للقدس الشريف في إعلان مباشر من قبله بكونها عاصمة الكيان الغاصب المحتل فليس مفاجئاً ولا جديداً ما حدث وما سيحدث وما صار ظاهراً بعد أن بقي خفياً لعقود لن يغير من الواقع شيئاً .
ومضى يقول : النواح العربي على القدس لا يقدم ولا يؤخر ما لم تكن هناك خطوات عملية أما مجرد النَوْحٌ فقد تعوَّدت عليه القضية الفلسطينية منذ العام 1948م كما تعودنا عليه في الموسميات والقمم والمهرجانات فقط بينما على الأرض والواقع لا يوجد شيء على الإطلاق .
وبيَّن أنه ما خرجت المهمة ولا تغير في الواقع شيء فالقدس هي عاصمة الأرض المحتلة وهذه الأرض هي فلسطين وبالتالي فلا ضير من تسميتها عاصمة للكيان المحتل مادامت فلسطين كلها محتلة لا فرق بين أن تكون القدس أو تل أبيب هي عاصمة الكيان الصهيوني فكلتاهما أرض فلسطينية محتلة ولا فرق بين إعلان الكيان الصهيوني ما شاء من هذه الأرض عاصمة له مادام كياناً محتلاً .
وأوضح أن المطالبة بالقدس عاصمة للفلسطينيين المُقسَّمين في الضفة والقطاع ربما يعني الاعتراف بالكيان الصهيوني كجزء من النسيج في الأراضي المحتلة .وبالتالي للقدس حركات وأحزاب وجماعات تحمل شعارها وتقتات باسمها وستحمل السلاح نحوها لتلتقي مع جيشها خلال أيام
للقدس ألف مُدَّعٍ وكاهن يتباكون عليها مذ سقطت في العام 67م من على المنابر المختلفة فلا خوف ولا قلق وللقدس مفسبكون وموتسبون وتويتريون حملوا قضيتها في مواقع التواصل وهم نُوَّمٌ وسيحررونها من على أسِرَّتهم وتبقى فلسطين محتلة حتى تتحرر وتبقى القدس مغتصبة سواء قيل عنها عاصمة لكيان الاحتلال وصارت عاصمة أو لم تكن فالأمر سِيَّان .

قد يعجبك ايضا