جاسوس فوق البحر الأحمر

د.أنيس الأصبحي
في صيف عام 1972م وفي مدينة الحديدة تم ألقاء القبض على اخطر ضباط الموساد الإسرائيلي(باروخ مزراحي) وأعترف عن خططه التي كانت وراء رحلته إلى ميناء الحديدة إذ أعترف بأن المخابرات الإسرائيلية كلفته بجمع معلومات عن الميناء والسواحل اليمنية وخاصة البوابة الجنوبية للبحر الأحمر ومضيقه الاستراتيجي باب المندب والجزر الاستراتيجية المتحكمة بالمدخل وخليج عدن، والتقاطه صوراً للميناء أدت إلى سقوطه بيد قوات الأمن اليمنية والذي حاول رشوة الجندي بمبلغ الفين دولار وهو ما أثار الشكوك عن شخصيته كونه حاملاً لجواز مغربي ومهنة تاجر.
ومن خلال التحقيقات والتعاون مع خبراء متخصصين من جهاز أمن الدولة المصري، اتضح بأنه ضابط في جهاز الموساد وتدرب على التراسل السري وحل الشفرة واستخدام وسائل الإخفاء واكتشاف المراقبة والإفلات منها وأنه تم تكليفه من جهاز الموساد لزيارة البوابة الجنوبية للبحر الأحمر والجزر اليمنية الإستراتيجية المطلة والمشرفة على المدخل والموانئ اليمنية وأبدى الضابط أسفه العميق لأنه سقط وكان سقوطه على أيدي اليمنيين الذين وصفهم له رؤساؤه فى تل أبيب بالتخلف والجهل وعدم الدراية بأعمال المخابرات وكان حزينا لأنه تسرع بعرض رشوة ضخمة على جندي الحراسة الذي قبض عليه.
وبرر هذه السقطة التي ما كان يجب أن يقع فيها بأن معلوماته عن اليمنيين أنهم قوم غلاظ القلوب قساة لا تأخذهم الرحمة وخشي أن يقتاده الجندي إلى الأمن القومي وبعد الانتهاء من التحقيقات وبموافقة السلطات اليمنية تم تسليمه ونقله لمصر والذي استفادت منه بحربها على إسرائيل 1973م.
فالأمن القومي العربي بالبوابة الجنوبية للبحر الأحمر ومضيقه الاستراتيجي باب المندب واليوم من خلال الحرب العدوانية على اليمن وبمشاركة العدو الإسرائيلي مع دول تحالف العدوان هو من أجل الهيمنة الأمريكية والصهيونية على البوابة الجنوبية للبحر الأحمر ومضيقه الاستراتيجي باب المندب والجزر الاستراتيجية والسواحل اليمنية والموانئ وتمرير مشروع تدويل البحر الأحمر وبوابته الجنوبية والجزر الاستراتيجية للهيمنة لتأمين الكيان الصهيوني فالبوابة الجنوبية للبحر الأحمر يعتبرها الكيان الصهيوني طرف القصبة الهوائية الممتدة بعيدا بطول البحر الأحمر كله الى ميناء إيلات والمنفذ له إلى الدول الافروآسيواية للوصول للأسواق ومصادر المواد الخام بعد ما تحقق لها السماح بالمرور عبر قناة السويس وخليج العقبة البوابة الشمالية للبحر الأحمر للوصول للغرب.

قد يعجبك ايضا