استمرار العملية التعليمية في الجامعة طبَّع الحياة في أمانة العاصمة

■ نائب رئيس جامعة صنعاء للشؤون الأكاديمية الدكتور إبراهيم المطاع:
■ حاول العدوان تعطيل الحياة العامة بوقف العملية التعليمية في الجامعات لكن صمود الطلبة والهيئة التدريسية افشل تلك المساعي
■ هجرة العقول في هذا الظرف تخلٍ عن المسؤولية الوطنية
■ التقاء المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله يخدم اليمن ،ولا أتصور أن هناك وطنياً يشذ عن هذا الهدف

نعد رؤية للتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لاستيعاب المخرجات
في ظل العدوان الغاشم على بلادنا الحبيبة من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي مع غياب أي مشاعر الإنسانية،الذي يسعى إلى استنزاف موارد اليمن ومنشآته والقضاء عليها في ظل صمت دولي على كل هذه الجرائم السعودية..تستمر ممارسات العدوان في همجيتها بضربات جوية عشوائية لا تميّز بين مدني أو غيره،وأصبحت اليوم تتعدى ذلك إلى أهداف مبرمجة في تدمير اليمن وبناه التحتية،والذي تجاوز في إجرامه كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية والأعراف والقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة في تحييد المؤسسات التعليمية والمدنية أثناء الصراعات والحروب..ويأتي ذلك في محاولة منه لإنهاء أي وجه من أوجه الصمود،والتي منها استهداف إحدى الركائز الهامة في اليمن”التعليم العالي”واستهدافه للجامعات اليمنية،ومحاولته إحباط التعليم فيها،مما أدى هذا العدوان الهمجي إلى تضرر الكثير من الجامعات الحكومية والخاصة منها جامعة تعز وغيرها،إلا أن هذا الصرح العلمي الشامخ ومؤسساته ظل صامدا شامخا يؤدي رسالته التعليمية بكل تفان ووطنية،ولنا في هذا الصدد لقاء بأحد الكوادر اليمنية الوطنية الصامدة الدكتور/إبراهيم أحمد المطاع، نائب رئيس جامعة صنعاء للشؤون الأكاديمية،والذي ناقشنا معه عددا من القضايا الهامة..وإليكم نص الحوار:
بداية ما تعليقكم على تشكيل المجلس السياسي،وكيف يمكن للأطراف اليمنية أن تصل إلى حل وسطي من أجل إنقاذ الشعب اليمني الذي أصبح في أشد صور المعاناة؟
– نحن الآن بصدد مجلس سياسي أتفق عليه طرفان كبيران في اليمن وهما أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام،وأكرر مقولة السيد عبد الملك الحوثي،”من أعجبه الاتفاق ما لم يبحث عن أقسى صخرة ويكسر رأسه فيها “،وأتصور أن التقاء المؤتمر الشعبي وأنصار الله في الفترة الحالية يخدم اليمن واليمنيين،ولا أتصور أن هناك إنساناً يشذ عن هذا الطريق والهدف.
كيف تقّيمون واقع التعليم العالي خلال الفترة الراهنة،وكيف تعاملتم مع تداعيات العدوان هذا العام  خصوصاً في ظل إمعان العدوان الغاشم على اليمن تعطيل الحياة؟
– اليمن يمر بأزمة كبيرة بسبب العدوان السعو أمريكي على اليمن..كان من أهداف العدوان الغاشم  محاولة تعطيل كل شيء  ومنها تعطيل التعليم العالي والتعليم المهني ووزارة التربية والتعليم كانوا يحاولوا أن يوقفوا كل شيء لكي يتعطل البلد..ولكن الحمد لله نحن في الجامعة منذ بداية العدوان مستمرون في التعليم ونحاول قدر الإمكان أن نستمر في الدراسة بالشكل الطبيعي..هناك بعض الكليات حاولت تعطيل الدراسة نتيجة رؤى خاصة وأهداف معروفة..لكننا تجاوزنا هذه الإشكالات والآن نحن بصدد العودة بالتقديم للدراسة في جميع الكليات وفي الجامعات..إلا إن هناك مثل جامعة تعز متوقف الدراسة فيها نتيجة الظروف التي تعيشها تعز..بصدد العودة إلى التقديم الجامعي لكي تسير الدراسة كالمعتاد ولكي ننهض بالتعليم الجامعي كما يجب.
هل هناك خطط وبرامج مستقبلية لمواجهة الصعوبات كالعدوان الغاشم ؟
– التعليم سيستمر مهما كان العدوان ومهما أستمر ومهما تجدد..لن يوقفنا شيء على الإطلاق هذا منهجنا وهدفنا في استمرار التعليم .
برأيك..هل اليمن مقبل على تعليم مذهبي ؟
– لا…نحن نتحاشى ذلك…فاليمنيون وفقا للدين الإسلامي متعايشون..ويوجد في اليمن مذهبان الزيدي والشافعي ولم يكن هناك أي فرق بين من ينتمي للمذهب الزيدي والمذهب الشافعي..وسنكون حريصين داخل الجامعات والمدارس على أن يظل اليمنيون خارج الجامعات وداخلها متعايشين على نفس النهج.
كيف تنظرون لجامعة صنعاء وما هو وضعها في توجهاتكم مستقبلا ؟
– نحن نحاول وبقدر الإمكان  وفوق ما نستطيع  أن ننهض بجامعة صنعاء لتكون في مصاف جامعات العالم..برغم المعوقات التي سنتجاوزها مستقبلا إن شاء الله.
هل هناك علاقة تنسيق وتعاون في مجالات التعليم العالي بين اليمن وبلدان أخرى ؟
– أكيد يوجد تنسيق وتعاون..لكن في الفترة الراهنة نتيجة العدوان والمعوقات الأخرى هي التي تمنع ذلك، ولكن في المستقبل هدف التعليم العالي وهدف الجامعات اليمنية لابد من وجود علاقات لتطوير التعليم الجامعي للنهوض بالوسائل التعليمية في جميع الكليات.
كيف ترى قواعد التنسيق والقبول في الجامعات حاليا ؟
– الآن وفقا للرؤية المقدمة من التعليم العالي الخاصة بالتنسيق الالكتروني لا بأس بها،إنما أفضل أن لا نتجاوز اللوائح الأكاديمية لكي لا نقع في مطبات.
بالنسبة للتعليم الموازي هي قضية تهم الكثير من الناس..والتعليم في بلادنا مكفول في الدستور،وفي الواقع تعليم بفلوس..هل التعليم ممكن لآلاف الطلاب الفقراء والذين لا يستطيعون الالتحاق بالتعليم..هل يمكن في عهدكم أن تتخذوا قراراً وخطوات لمعالجة هذا الموضوع؟
– بالنسبة للتعليم الموازي هناك قرار لمجلس الوزراء سابقا حدد نسباً معينة لكل كلية… فبالتالي لا يستطيع وزير التعليم العالي ولا رئيس الجامعة أن يتجاوزوه،ولكن قبل أن ننظر إلى التعليم الموازي يجب أن ننظر إلى سوق العمل سواء التعليم العام أو الموازي..فنحن لا نريد أن تكون الجامعة مصدر إخراج الطلاب إلى الشارع فلا بد أن نحقق هدف السير والغاية من تخريج الطلاب وإلحاقهم بسوق العمل وهذا أهم شيء.
هل هناك عملية تنسيق بين الجامعة ومؤسسات الدولة في استيعاب خريجي الجامعات وإلحاقهم بسوق العمل ؟
– نحن نعمل الآن في هذا الموضوع.
ما تقييمكم لعملية الاستثمار في التعليم الجامعي…وهل هو علمي أو ارتجالي؟
– بالتأكيد علمي،حتى وإن كان في استثمار فلابد أن يخدم الطالب أولا وأخيرا.
هجرة العقول اليمنية من الجامعات كيف تنظرون لها.. فتلك الكفاءات يتم تأهيلها وإعدادها وفي الأخير تهاجر إلى دول أخرى في العالم؟
– أعتبرها هجرة عقيمة وخاصة الهجرة في ظل هذه الأوضاع ، فيجب أن يكون اليمن واليمنيون هم الهدف الرئيسي في جميع العقول اليمنية سواء كانوا جامعيين أو غير جامعيين.
رسالة أخيرة يود الدكتور إبراهيم أن يقولها أو يوجهها ؟
– أوجه رسالتي لأبناء اليمن قاطبة رجالا ونساء ، اليمن وطننا ويجب المحافظة عليه بقدر ما نستطيع ، وعلى الذين لا يزالون في الخارج  الفرصة لا تزال لديهم قبل أن يبلغ السيل الزبا.وبأن لا يفرطوا في بلدهم ، لأنه لن ينفعهم أحد خارج اليمن لا السعودية ولا أمريكا.

أجرى اللقاء:- عبد اللطيف مقحط
من وكالة الأنباء اليمنية ” سبأ”

قد يعجبك ايضا