حفاظا◌ٍ‮ ‬على سلامة الكل

د. عبدالإله الطلوع –
‬في‮ ‬أحد الأيام قابلت رجلا◌ٍ‮ ‬طاعنا◌ٍ‮ ‬في‮ ‬السن ورغم أنه قد دخل مرحلة الشيخوخة فقد وجدته ذا بنية قوية وبصرا◌ٍ‮ ‬سليما◌ٍ‮ ‬كما أنه‮ ‬يتمتع بكامل حيويته ونشاطه وكأنه في‮ ‬عز شبابه‮.‬
وأثناء حديثي‮ ‬مع ذلك الرجل خطر لي‮ ‬أن أسأله عن سر احتفاظه بصحته وتغلبه على آثار الشيخوخة المدمرة لحياة الفرد منها¿
ببساطة شديدة جاءتني‮ ‬إجابة الرجل التي‮ ‬أوضح لي‮ ‬فيها أنه منذ وأن وعي‮ ‬على الحياة كان قد اعتمد في‮ ‬غذائه على الحبوب والحليب الطازج والسمن والعسل وأنه لم‮ ‬يذق‮ ‬يوما◌ٍ‮ ‬الأداة المصنعة أو الفواكة المعلبة¡‮ ‬ولم‮ ‬يدمن على القات والسجائر وقد وصف الشيخ حياتنا بالبائسة ذلك لأننا هجرنا الأرض وامتنعنا عن التعامل مع ما أنتجته من خيرات الطبيعة التي‮ ‬توفر فيها المواصفات الغذائية الكاملة التي‮ ‬تحتاجها أجسادنا لتنمو صحيحة‮.‬
كلام الرجل أثر في‮ ‬نفسي‮ ‬كثيرا◌ٍ‮ ‬وجعلني‮ ‬أتساءل عن السبب الذي‮ ‬جعلنا نعتمد في‮ ‬أغلب ما نتناوله من‮ ‬غذاء وفواكة على ما تنتجه مصانع الأغذية والمعلبات العجيب أيضا◌ٍ‮ ‬أننا نعلم بأن الأغذية المصنعة تفتقر إلى الكثير من المواصفات الغذائية ناهيك عن إنها تحتوي‮ ‬على المواد الحافظة والكيميائية التي‮ ‬تستخدم لإطالة مدة صلاحيتها ولإخفاء اللون والنكهة وغير ذلك‮.. ‬وهذه المواد لها مضار عديدة على صحة الإنسان ولكننا مع علمنا الأكيد بكل سلبيات تلك الأغذية المصنعة لا نتوقف عن التعامل معها‮.‬
ليس الهدف هنا شن دعاية مضادة للتعامل مع الأغذية المصنعة والمعلبات فهي‮ ‬ما زالت وستبقى في‮ ‬محل قبول الناس في‮ ‬كل مكان¡‮ ‬ولكن مايحز في‮ ‬النفس ويعذر بكثير من الخطر على صحة المجتمع¡‮ ‬خاصة في‮ ‬بلادنا هو أنه رغم الجهود المبذولة من قبل الأخوة في‮ ‬صحة البيئة إلا أننا ما نزال نرى تلك المظاهر الغريبة التي‮ ‬تتمثل في‮ ‬اتباع تجار الجملة وكذلك المحلات الكبيرة لاسلوب الدفع بتلك البضائع من أجبان وبقوليات وفواكة وحليب ومعلبات وغيرها إلى الأسواق العامة والشوارع للتباهي‮ ‬بطريقة الحراج وبنصف أو أقل من الثمن الحقيقي‮ ‬لها ويتم ذلك حين ارتفاع السعر¡‮ ‬ركدت في‮ ‬مستودعاتهم‮.

قد يعجبك ايضا