مواطنون: العادات الرمضانية تقليد سنوي يعبر عن السعادة بقدوم الشهر الكريم
الاحتفاء برمضان.. مشاعر وطقوس راسخة تتجدد كل عام : نظافة الأحياء والمنازل وتزيين المحال التجارية.. وجه آخر للآحتفاء
يستعد اليمنيون كغيرهم من الشعوب العربية والإسلامية لاستقبال الشهر الفضيل بطقوس وتقاليد تختلف عن غيرهم من شعوب العالم، لكون هذا الشهر المبارك يحمل روحية خاصة ومكانة منفردة في نفوس اليمنيين لما يحمله من معان خاصة ونفحات مباركة ومشاعر تبعث بالخير والأمل والمحبة لطالما توارثها اليمنيون على مر العصور .
قضايا وناس / مصطفى المنتصر
كحال مختلف البلدان العربية التي تستقبل شهر رمضان المبارك بطقوس وتقاليد مختلفة ..يستقبل اليمنيون شهر رمضان بصيغة مختلفة إن لم تكن خاصة من خلال مستوى الاعداد والتحضير لهذا الضيف العزيز الذي ينتظره الصغار قبل الكبار ويرغب الجميع بالاستفادة من خيراته وبركاته وأجره فيتحول هذا الشهر المبارك إلى محطة للتزود بعمل الطاعات وكسب الأجر والمغفرة بالإضافة إلى طقوس مختلفة يمارسها الجميع من أجل التحضير لاستقبال هذا الشهر بحلة تليق بمكانته العظيمة في نفوس الجميع.
طقوس ومظاهر ابتهاجية
ينشغل اليمنيون من منتصف شعبان وحتى أواخره في ممارسة أعمال وطقوس يراها الجميع ضرورية من اجل الاستعداد لاستقبال الضيف الكريم وهي بالعادة طقوس مميزة لما تحمله من معان كريمة واعتزاز بحرمة ومكانة الزائر والضيف العزيز، فنظافة المنازل والاحياء والطرقات مظاهر ضرورية يقوم بها اليمنيون قبيل رمضان والبعض يقوم بطلاء منزله وتزيينه احتفاء بهذا الشهر الفضيل، حيث يشير عبدالله السلال (61) عاما انهم في صنعاء القديمة دائما ما يكونوا منشغلين قبيل شهر رمضان بإنجاز أعمالهم الضرورية حتى يأتي شهر رمضان وهم متفرغون لقيامه وصيامه، وعن طقوس استقباله يقول السلال: لصنعاء القديمة طقوس قد تنفرد بها عن غيرها من مناطق اليمن حيث تكون للشهر الكريم مكانة خاصة في نفوس أبناء صنعاء، حيث تتوزع الأساليب الاحتفائية بين الأهازيج الترحيبية وتزيين المنازل والأحياء وتنظيفها .
ويضيف السلال : اعتدنا سنويا المشاركة في تنظيف الاحياء السكنية وتقوم النساء أيضا بتنظيف المنازل قبل رمضان بأيام احتفاء بقدوم الشهر الكريم، ويشير إلى أن عادة تنظيف الأحياء والمنازل وتزيينها ليست حديثة اللحظة، بل عادة قديمة يمارسها ساكنو صنعاء وبقية المحافظات اليمنية، احتفاء بهذا الشهر وتكريما لمكانته والذي تجسدت فيه كل العبادات من ضمنها ترجمة تعاليم الدين الإسلامي التي تحث على ربط النظافة بالإيمان.
ولم تقتصر مظاهر الاحتفاء والترحيب بالشهر الكريم بطقوس النظافة فقط بل هناك العديد من الاستعدادات التي تتنوع بين الابتهاج بقدوم شهر رمضان والاستعداد نفسيا له، وتشمل المظاهر تزيين المنازل بالأهلة والمصابيح الورقية والكهربائية.
حيث يحرص البيت الصنعاني على تجهيز وصناعة متطلبات الزينة الرمضانية التي تتميز بالفوانيس وبعض الشعارات والكتابات والعبارات الترحيبية والمعبرة عن معاني الشهر الفضيل وفضائله كتقليد سنوي يعبر عن السعادة بقدوم شهر رمضان.
بمقابل ذلك يحرص أصحاب المحال التجارية في اليمن على تزيين واجهات محالهم والشوارع بالإضاءات والزينة المختلفة، ويرى عبدالعزيز المشرع، أحد أصحاب المحلات التجارية، أن هذا الاحتفاء يترك انطباعاً لدى الجميع بأن شهر رمضان هو موسم لعمل الخيرات والعبادات، قد اقبل علينا بأجواء روحانية تستحق أن يضاء لها الكون إلى جانب قلوب وأفئدة الجميع وان يستقبلوه بنفوس رضية وصافية وقلوب مضيئة بالخير والعمل الصالح.
ويضيف المشرع: ان شوارع واحياء اليمن يتجول فيها الأطفال بين المنازل بالأهازيج والأناشيد الترحيبية برمضان باعتباره ضيفا مبهجا، يرى الأطفال فيه مشاعر مختلفة عن باقي شهور السنة، ويضيف على حياة الناس أجواء روحانية، ويمنحهم فرصة للامتثال لتعاليم الدين في الصوم والابتعاد عن كل الخطايا والآثام.
فرحة الأطفال بقدوم رمضان
ويستعد أطفال اليمن للاحتفاء بالشهر الكريم بطرق ومظاهر تختلف عن غيرهم وبطريقتهم الخاصة من خلال حفظ وترديد الأناشيد والأهازيج الترحيبية بقدوم الشهر الفضيل، وتجهيز بعض المصابيح لاستقبال رمضان بالأناشيد والطقوس الترحيبية، من ضمن هذه الأهازيج والأناشيد الدينية التي يرددها الأطفال بروح منتشية وهم يتجولون في الأحياء والشوارع أناشيد:
“يا رمضان يا أبو الحماحم.. شهر التقى والخير دايم
يا رمضان يا أبو الحماحم.. أد لأبي قرعة دراهم
يا رمضان يا شهر العبادة.. من صامك أجره زيادة”.
رمضان في الريف اليمني
وفي القرى والمناطق الجبلية تكون لاستقبال رمضان نكهة خاصة ومظاهر مختلفة، حيث تشاهد الجبال مضاءة ومشتعلة بالأنوار والنيران المشتعلة، حيث يقوم أهالي تلك المناطق بإشعال الحطب تعبيرا عن ابتهاجهم بهذا الضيف البهيج بالإضافة إلى الزيارات والأناشيد التي يتجول بها الأطفال بين القرى والوديان تعبيرا عن ابتهاج الناس بهذا الشهر الكريم وأهمية ان يغتنمه الناس بعمل الطاعات والخير . فجوة بين ما تقدمه مراكز التربية الخاصة من خدمات وما يحتاجه ذوو الإعاقة الذهنية,