■ الأسرة اليمنية المزارعة شريك هام في مكافحة الجوع والفقر


أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراٍ العام الجاري 2014م سنة دولية للزراعة الأسرية وذلك شعار للاحتفال بيوم الأغذية العالمي الذي صادف يوم الخميس الماضي الموافق 16 أكتوبر.
هذا الإعلان العالمي الذي حمل عنوان ” الزراعة الأسرية .. إشباع العالم ورعاية الكوكب ” حمل الكثير من الدلالات والرسائل حول أهمية الزراعة الأسرية في القضاء على الجوع والفقر وتوفير الأمن الغذائي .

الأسرة اليمنية
وتعتبر الأسرة اليمنية وخاصة في المناطق الريفية من البلاد من أهم أدوات ومفردات القطاع الزراعي في اليمن عبر التاريخ خاصة وقد مثلت الزراعة أهم حرفة امتهنها اليمنيون منذ القدم كما مثلت منطلقا لحضارات متعددة عرفتها الأرض اليمنية .
ولا تزال الأسرة في بلاد اليمن من أهم مكونات العملية الزراعية وفي التحديد في مناطق الريف والسهول والوديان حيث شكلت عبر مراحل تاريخية مختلفة احد أهم مصادر الحياة في اليمن .

تحديات ومصاعب
التحديات والمشكلات السياسية والاجتماعية التي عاشتها اليمن خلال السنوات الماضية ساهمت في تفاقم وضع الأمن الغذائي والذي أصبح في أدنى مستوياته بحسب تقارير المنظمات الدولية والمحلية المختصة والتي تشير إلى أن أكثر من 7,5 ملايين يمني باتوا غير أمنيين غذائيا كما يتزايد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بسبب الصراعات والأزمات التي شهدتها البلاد منذ عدة سنوات .
هذه التطورات السلبية خلقت مصاعب إضافية أمام الزراعة الأسرية في اليمن ناهيك عن ارتفاع أسعار الوقود وشحه المياه الجوفية وغيرها من الأسباب والعراقيل التي أدت إلى تراجع وضعف الأداء الزراعي للأسرة اليمنية .

أهداف عالمية
ويؤكد مسئولو الأمم المتحدة بأن إعلان 2014م عاما للزراعة الأسرية في الاحتفال بيوم الأغذية العالمي 16 أكتوبر يحمل الكثير من الأهداف والإبعاد الهامة .
وتتمثل تلك الأهداف كما تقول الأمم المتحدة في إعلاء شأن الزراعة الأسرية والمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة وتركيز انتباه العالم على الدور البارز للزراعة الأسرية في القضاء على الجوع والفقر وتوفير الأمن الغذائي والتغذية وتحسين سبل العيش وإدارة المواد الطبيعية وحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة وخاصة في المناطق الريفية وإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2014م السنة الدولية للزراعة الأسرية إشارة قوية إلى اعتراف المجتمع الدولي بالمساهمة الهامة للمزارعين الأسريين في تحقيق الأمن الغذائي في العالم .
وترتبط الزراعة الأسرية بصورة وثيقة بالأمن الغذائي العالمي حيث تعتبر الزراعة الأسرية هي الشكل المسيطر من إشكال الزراعة الأسرية في قطاع إنتاج الأغذية وذلك في البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء وتشمل الزراعة الأسرية كافة الأنشطة الزراعية التي ترتكز على الأسرة وهي ترتبط بالعديد من مجالات التنمية الريفية وينطوي سوء التغذية بأشكاله كافة ونقص التغذية ونقص المعذيات الدقيقة والوزن الزائد والسمنة على تكاليف اقتصادية واجتماعية عالية بما ليس مقبولا بالنسبة الى البلدان ايا كان على مستوى الدخل فيها ويتطلب تحسين التغذية وخفض هذه التكاليف اتباع مقاربة متعددة بالنسبة إلى البلدان أيا كان مستوى الدخل فيها ويتطلب تحسين التغذية وخفض هذه التكاليف اتباع مقاربة متعددة القطاعات انطلاقا من الأغذية والزراعة وبما يشمل تدخلات مكملة في قطاعي الصحة العامة والتعليم ويتسم الدور التقليدي للزراعة من حيث إنتاج الأغذية وتوليد الدخل بأهمية حاسمة غير أن النظام الغذائي برمته من المدخلات والإنتاج مرورا بالتجهيزات والتخزين والنقل والتوزيع بالتجزئة ووصولا إلى الاستهلاك قادر على تقديم مساهمة اكبر بكثير للقضاء على سوء التغذية ولابد للسياسات الزراعية وللبحوث من أن تمضي قدما في دعم زيادة الإنتاجية بالنسبة إلى الأغذية الرئيسية بموازاة ايلاء عناية اكبر للأغذية الغنية بالمغذيات ونظم الإنتاج الأكثر استدامة وباستطاعة سلاسل الإمداد التقليدية والحديثة ان تزيد من استدامة مجموعة منوعة من الأغذية المغذية وان تحد من هدر المغذيات وخسارتها ومن شأن الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني مساعدة المستهلكين على اختيار نظم غذائية صحية أكثر وعلى الحد من الهدر والمساهمة في تعزيز استدامة استخدامه الموارد من خلال إعطائهم معلومات واضحة ودقيقة وتأمين فرص الحصول على أغذية متنوعة ومغذية.
واقع مرير
الظروف التي تعيشها البلاد أدت إلى واقع مرير على صعيد القطاع الزراعي وبالتالي على مستوى الأمن الغذائي وكشف برنامج الأغذية العالمي خلال الفترة القليلة الماضية ان 40% من سكان اليمن يعانون انعدام الأمن الغذائي ولا يحصلون على وجبات غذائية متكاملة بدرجة تستدعي إمدادهم بمساعدات خارجية عموماٍ .. وقال مكتب برنامج الأغذية في العاصمة صنعاء في بيان صحافي تضمن نتائج مسح شامل للأمن الغذائي في اليمن: “على رغم تحسن معدلات الأمن الغذائي في بعض المناطق اليمنية فإنه يوجد أكثر من 10 ملايين مواطن لا يعرفون كيف يدبرون وجبتهم التالية وأن 5 ملايين آخرين يعانون بشدة انعدام الأمن الغذائي والجوع بدرجة كبيرة”. وحذر البرنامج من أن معدلات سوء التغذية الحاد في اليمن بلغت حد الخطر في معظم أنحاء البلاد وارتفعت نسبتها في بعض المناطق لتصل إلى حد ضرورة التدخل العاجل. واليمن من أكثر الدول معاناة لمشكلة الأمن الغذائي في العالم العربي وفق تقديرات برنامج الأغذية العالمي وكانت الحكومة قد أعدت في 2011م استراتيجية وطنية للأمن الغذائي بالتعاون مع المعهد الدولي لبحوث سياسات الغذاء في واشنطن لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هي تقليص مشكلة الأمن الغذائي بنسبة الثلث بحلول العام 2015 وتحقيق الأمن الغذائي لحوالي 90 % من السكان بحلول العام 2020م وتقليل معدلات سوء التغذية للأطفال بنسبة واحد % على الأقل كل عام. وكشفت الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي عن أن ما نسبته 32.1 في المائة من سكان اليمن “غير آمنين غذائيا” ما يعني أن حوالي ثلث اليمنيين أو 7.5 مليون شخص يعانون الجوع او لا يوجد لديهم أغذية كافية وأن 57.9 % من جميع الأطفال يعانون سوء التغذية ما يعوق التطور المستقبلي للمجتمع والاقتصاد اليمني إلى60% العامين الأخيرين .. هذه الأرقام المخيفة تضاعف من مسئولية الأسرة اليمنية العاملة في مجال الزراعة تجاه المجتمع والإسهام الفاعل في مكافحة الفقر والجوع وتحقيق أعلى نسب الأمن الغذائي .

قد يعجبك ايضا