يوم الخميس الماضي الـ 21 من أغسطس، حلت على أبناء القدس الشريف والفلسطينيين وجميع شعوب الأمة المحمدية الذكرى السادسة والخمسين لجريمة إقدام الصهاينة في وضح النهار على إحراق المسجد الأقصى.
-في هذا اليوم من العام 1969، كانت الجريمة الصارخة بحق أحد أهم وأبرز المقدسات الإسلامية ولأن الرد والردع المنتظر من أمة الإسلام بقي خجولا وضعيفا وغير متناسب مع حجم الجريمة ولأكثر من خمسة عقود ظل العدو يتمادى أكثر وأكثر حتى بلغ بالمجرم نتنياهو وهو المطلوب الأول للعدالة الدولية أن يفصح علانية عن خرافة الصهيونية الأولى المعروفة في الفكر والتراث الصهيوني المتطرف” إسرائيل الكبرى”.
– وكما كان الرد ضعيفا على جريمة إحراق المسجد الأقصى قبل 56 عاما يأتي اليوم إعلان الخرافة الصهيونية من قبل رأس كيان الاحتلال على ما فيه من تعد وانتهاك غير مسبوق لسيادة الدول وعدوانية صريحة على بلدان ذات تاريخ عريق وأعضاء فاعلين في الأمم المتحدة بدون أي رد يستحق الذكر حتى من الدول المستهدفة في وجودها ومنها ما تربطه بكيان الاحتلال علاقات تعاون وتطبيع مشهود.
-لم نسمع من مصر أو من الأردن مثلا – وهما أقطاب التطبيع مع العدو وقد باتا في مرمى الاستهداف المباشر للأطماع والمخططات التوسعية للكيان ردا شافيا ولم يتقدما بشكوى رسمية على الأقل إلى مجلس الأمن أو بطلب طرد لدولة الاحتلال من عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار ما قاله نتنياهو عن إسرائيل الكبرى انتهاكاً صريحاً لميثاق المنظمة الدولية التي تجمع الجميع في كيانها كدول مستقلة وذات سيادة.
– التراخي والاستسلام أمام جرائم الكيان ونزوات ونزعات قادته الشريرة شجعهم على التمادي في الجرائم والانتهاكات والتجاوزات الخطيرة التي طالت كل شيء وبلغت خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة ما يشيب لهوله الولدان فيما لا يزال من بين الأعراب التواقين بشغف إلى مستنقع التطبيع من يساند ويدعم جريمة الإبادة لأبناء غزة ولا يجد حرجا في الدفع بمساعي ومؤامرات تصفية القضية الفلسطينية وتجريد المقاومة من سلاحها متعامين عن حقيقة أن أبطال المقاومة في أرض الرباط المقدس هم خط الدفاع الأول للأمة ومقدساتها وحقوقها وأراضيها وأن انهزامهم لا سمح الله هو ايذان بغطرسة وعنجهية صهيونية مضاعفة لن تبقي على أحد ولن تقف عند تحقيق الخرافة التي تقوم على مشروع ابتلاع كامل فلسطين والأردن ولبنان والكويت ومعظم أراضي مصر والسعودية وسوريا والعراق في مرحلتها الأولى فقط قبل أن تتوسع وتنمو وفقا للمستجدات والأحوال التي سيكون عليها باقي شعوب المنطقة في حينه.
-أماني نتنياهو ليست مزحة أو كلمات عابرة وإنما فكرة عقائدية مستمدة من كتب محرفة ورؤى محاطة بكثير من العوامل تغذيها عقلية شريرة تقوم على الهيمنة والتوسع ومصادرة حقوق الآخرين وها هي تزدهر اليوم في واقع عربي وإسلامي مرير لا يمكن له أبدا مجابهتها أو الوقوف أمامها بكل ما يعتريه من الضعف والهوان والخضوع.