علماء دين: الإحسان إلى اليتامى من أفضل القربات


تحقيق / أسماء حيدر البزاز –
بسمة هزيلة اعتلت وجوههم وفرحة عيدية اعتلاها الشحوب والحزن والألم , ذلك هو عيد أيتام الأحداث في اليمن , فاكتفوا بالإنطواء خلف جدران ذكريات آبائهم وأمهاتهم الذي ولى الثرى محياهم ,, قصص وآلام تكوى يحكيها لنا هؤلاء الأيتام لعل وعسى أن تلقى تلك الآهات مستمعاٍ ومجيباٍ من الجهات المعنية .
الطفل مروان الأحمدي في ربيعه التاسع , العيد عنده تجديد لمأساته في رحيل والده عن الحياة , والده الذي راح ضحية الأحداث والصراعات الأخيرة في اليمن , استشهد والده وهو يدافع عن مؤسسات الدولة , ليترك خلفه أسرة مكونة من خمسة أطفال أيتام وأم هدها الألم والمرض.
يقول مروان بنبرة خنقتها العبرات : أي عيد نحتفل به وأي فرحة ستدخل دارنا وقد فقدنا معيلنا , فبعد وفاة أبي ساء بنا الحال وتدهور بنا الوضع إلى الأسوأ, إلى درجة لم نقو فيها على شراء ملابس للعيد وحسبنا أن نجد ونوفر ما نأكله.
أريد والدي
الطفلة سناء الحكيم – 7 أعوام هي الأخرى تستقبل وتعيش العيد بدموع حرى حزنا على رحيل والدها إثر الأحداث الأخيرة في الحصبة قائلة : أريد والدي لأشعر بمعنى العيد , لتعود الفرحة والبسمة إلى حياتنا , لنسعد مثل بقية الأطفال , لنجد من يحمينا ويحرسنا ويكسونا كما كنا سابقا , أريد بابا فقط !!
ذكريات حزينة
وأما محمد جلال – 10 سنوات فقد تكفل عمه بشراء كسوة العيد له ولأخوته الثلاثة بالإضافة إلى مستلزمات العيد غير إن كل ذلك لم يدخل السرور إليهم ولم ينسيهم حنان وعطف والدهم الذي توفي جراء قذيفة طائشة إثر الأحداث الأخيرة المرافقة للاعتصامات بصنعاء , وبنظرة شاحبة يقول محمد : هذا العيد لا يعنينا شيئا بعد وفاة والدي الذي معه عرفنا الفرحة والبسمة والضحكة والسعد ومنذ رحيله تجهمت علينا الحياة بأقسى صنوفها , ولهذا سنظل قابعين في منزلنا مكتفين بأحلى الذكريات التي جمعتنا مع والدي.
أيتام الأحداث
وفي بادرة طيبة من نوعها قامت مؤسسة وفاء لرعاية أسر وشهداء الثورة والأحداث بالتخفيف من وطأة ومعاناة هؤلاء الأيتام وإدخال السرور إلى قلوبهم في هذه الأيام العيدية المباركة , حيث أوضح لنا الأخ ياسر الجابري – الناطق الرسمي للمؤسسة : أن المؤسسة تقوم بتقديم الدعم المادي لأسر شهداء الثورة بمنح مبلغ مليون ريال لأسرة كل شهيد البالغ عددهم 1345 لشهداء 2011 -2012- 2013 م لتخفيف من حدة ومأساة أيتام الشهداء ويندرج بعدها الجرحى والبالغ عددهم أكثر من 1524 جريحاٍ بالإضافة إلى المصابين والمعاقين وأضافت المؤسسة لائحة جديدة باعتبار ضحايا الأحداث والحروب والنزاعات المسلحة المرافقة للثورة وبعدها في حكم شهداء وجرحى الثورة وتقديم الدعم لهم وتخفيف الصدمة النفسية لهؤلاء الأيتام وإعادة دمجهم والرعاية بهم وإدخال الفرح والسرور إلى نفوسهم في مناسبات عيدية كهذه .
كهاتين في الجنة
وفي هذه المناسبة يتحدث العلامة زيد الضيفي عن فضل كفالة اليتيم وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم في هذه الأيام العيدية الجليلة مستهلا حديثه بقوله تعالى : ( وِاعúبْدْوا اللِهِ وِلا تْشúركْوا به شِيúئاٍ وِبالúوِالدِيúن إحúسِاناٍ وِبذي الúقْرúبِى وِالúيِتِامِى) وقوله عز وجل : ( وِيِسúأِلونِكِ عِن الúيِتِامِى قْلú إصúلاحَ لِهْمú خِيúرَ وِإنú تْخِالطْوهْمú فِإخúوِانْكْمú) موضحا : إن الله تعالى جعل الله الإحسان إلى اليتامى قربة من أعظم القربات ونوعا عظيما من البر خاصة في هذه الأيام العيدية التي هم أحوج ما يكون إلى من يسعدهم ويخفف من وطأة أحزانهم ويكفينا أيضا بشارة رسولنا الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله حين قال « أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين « وأشار بالسبابة والوسطى « ومن مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين.
مستطردا قصة الرجل الذي شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قسوة قلبه فأوصاه أن يمسح رأس اليتيم , ولهذا حرم الله الاعتداء على الأيتام فقال تعالى : (وِلا تِقúرِبْوا مِالِ الúيِتيم إلا بالِتي هيِ أِحúسِنْ حِتِى يِبúلْغِ أِشْدِهْ ) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم « الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله» و «كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر « أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ¿ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك « . فمن كانت له القدرة و الاستطاعة فليبادر إلى كفالة الأيتام ( يِسúأِلْونِكِ مِاذِا يْنúفقْونِ قْلú مِا أِنúفِقúتْمú منú خِيúرُ فِللúوِالدِيúن وِالأقúرِبينِ وِالúيِتِامِى وِالúمِسِاكين وِابúن السِبيل وِمِا تِفúعِلْوا منú خِيúرُ فِإنِ اللِهِ به عِليمَ ) .

قد يعجبك ايضا