مراهقون يدخنون الشيشة منذ أن شاهدوا الكبار يفعلون ذلك في المنزل


الداعية ابراهيم عبدالجليل: يجب أن تكون هناك توعية مشتركة من أولياء الأمور والمسجد بحرمة تدخين الشيشة لما فيها من أضرار صحية خاصة على صغار السن
دراسة علمية: خطر تدخين الشيشة يفوق بعشرين ضعفاٍ تدخين السيجارة
علماء النفس: فترة لمراهقة خطرة ففيها تتكون الرغبات لدى المراهق بتجدبة كل شيء غريب

بات الأمر مألوفاٍ أن نشاهد مجموعة من المراهقين يدخنون الشيشة أمام الملأ في المتنزهات الخاصة بذلك خاصة في أيام العيد حتى تحولت هذه السلوكيات إلى عادة يداوم على ممارستها الشبان اليافعون في الأعياد والبعض منهم يذهب إلى ما هو ابعد من ذلك فيستمر بتدخين الشيشة حتى يصبح مدمناٍ عليها بدلاٍ من أن يمارس الرياضة أو يهتم بدروسه وهذا ما يدق ناقوس الخطر خاصة وأن من يدمن على هذه السلوكيات هم شباب الجيل القادم الذين يعلق عليهم الكثير من الآمال لبناء اليمن الجديد …تدخين الشباب للشيشة في الأعياد وأثر هذا العمل على القصِر الذي يقومون بذلك صحياٍ ونفسياٍ واجتماعياٍ وحتى دينياٍ تجدونه في سياق التحقيق التالي.
محمد شاب يبلغ من العمر 16 وجده يشرب الشيشة هو وصديقه جبر في نفس السن تقريباٍ في أحد المراكز الخاصة بذلك في شارع حدة ويبدو من طريقة شربه للشيشة انه متمرس في ذلك وحين سؤالي له منذ متى وأنت تشرب الشيشة قال لي منذ عامين تقريباٍ فقد كنت اشربها خفية عندما يخرج أخي للصلاة واستحليت الأمر ومنذ ذلك الوقت وأنا آتي في كل عيد إلى هنا لشرب الشيشة واصطحب معي صديقي جبر وهكذا في كل عيد منذ أن شربتها في البيت لأول مرة .
(إهمال )
عدم مراقبة الآباء لأولادهم هو ما سبب هذه السلوكيات الخاطئة هذا ما أفاد به الوالد محمود القبيسي أب لخمسة أولاد أصغرهم سعيد الذي وجده يشرب الشيشة في العيد في أحد منازل الجيران لم يقم بمعاقبة ولده وعلل ذلك بالقول عندما لا يصادق الأب ابنه ويتركه فريسة سهلة لبعض الشباب من سنه يقودونه لتصرفات خطرة لذا فعلى الأب أن يتابع أبناءه ويتعرف على أصدقائهم وهذا لا يعني أن يبقى الأب طيلة اليوم مع أولاده ,فالكثير من الآباء مشغولون ولكن من المهم أن يكون على دراية ومتابعه شبه دورية لتصرفات أبنائه وأن يتعامل مع أخطائهم بحكمة .
(محاسبة النفس )
من ناحيته يرى الداعية إبراهيم عبد الجليل أن على أولياء الأمور والخطباء والمدرسين أن يعملوا سوياٍ على توعية المراهق بخطورة وحرمة بعض الأعمال ومنها شرب الشيشة, فلجسد إلانسان عليه حق وهو يوم القيامة مسؤول عن جسده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته, وكذلك يجب التنبيه لما في ذلك العمل من إسراف أن إنفاق المال في هذه المشروبات إسراف وتبذير وإضاعة للمال [وسوف يْسأل الإنسان عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه¿].
والله سبحانه وتعالى لا يحب المسرفين وأخبر أن المبذرين إخوان الشياطين أي أشباههم في السرف والتبذير.
(أضرار صحية )
أكدت دراسة علمية حديثة أن تدخين الشيشة أكثر خطرا على الصحة من تدخين السجائر وأن أعداد الوفيات بسبب التدخين في ازدياد مستمر في العالم. وقال أحد الباحثين إن الفرق بين تدخين الشيشة والسجائر كبير جداٍ وذلك لأن دخان الشيشة يحتوي على كميات أكبر بعشرين ضعفاٍ من غاز أول أكسيد الكربون المسبب للسرطانويحتوي أيضا على نسب أعلى من النيكوتين والقطران من التي تحتويها لفافة التبغ. ووفقا لهذه الدراسة فإن ما يقرب من 5 ملايين شخص يموتون سنوياٍ من جراء التدخين غالبيتهم من الدول الفقيرة وأن أعداد الوفيات سيرتفع مع حلول عام 2025م ليصل إلى ما يقرب من 10 ملايين حالة وفاة سنوياٍ .
(مرحلة خطرة )
ويرى علماء النفس أن فترة المراهقة تمتاز بخصائص فريدة تميزها عن مراحل العمر الأخرى وتجعلها مصب أطماع العدو, ففي هذه الفترة تحصل عند الشاب مجموعة من التغيرات الفيزيلوجية والنفسية التي تقربهم من الرجولة الكاملة فينفتحوا على عالمُ جديدُ من الميول والرغبات والحاجات الغريزية التي لم يعرفوها في فترة الطفولة ويستغل هذه التغيرات كل من وسوست له نفسه بالإفساد وذلك بنشر أفكار منحرفة, وهكذا ينساق الشاب وراء هذه التضليلات بدافع التلذذ والمرح أو حب الاستطلاع أو تقليد الأقران أو هروبا من المشاكل والاكتئاب أو إتباع الموضة مندفعاٍ بسذاجة الطفولة وبساطة التفكير التي لا تزال رواسيها مؤثرة في تفكيره وعدم حسابه لعواقب الأمور ومن تلك الانحرافات شرب الشيشة.
(إعلان التحرر )
من جانبها ترى الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أننا لا نستطيع أن نسمي شرب الشباب للشيشة على المقاهي أنه ظاهرة أو حتى موضة º بل هو مجرد (تقليعة) أو ابتداع مثل بدعة ارتداء الألوان اللامعة بخلاف (الموضة) التي تكون أكثر انتشارٍا وأطول مدة وتأخذ شكل الظاهرة وهي ليست أكثر من اتجاه نحو التفرد من قبل هؤلاء الشبان حيث يحاولون إعلان أنهم متحررون ويفعلون ما يحلو لهم.

قد يعجبك ايضا