الأجواء السياسية قبل العيد .. للأمل حضور ..!


* المواطنون / الأوضاع الراهنة لم تعكر علينا فرحة العيد ويتفقون (العيد عيد العافية )

للمرة الرابعة على التوالي يكرر عيد الأضحى نفسه على اليمنيين وهم يعيشون لحظات الترقب والجدل السياسي والفرح الملون بالآمال والتطلعات لمستقبل أجد ينسون بالسياسة ومقتضيات صراعاتها وتحولاتها المشوبة بتلكؤ خطوات العبور إلى فضاء اليمن لكنه في هذه المرة يتسلل من بين ثقوب السياسة ومن بين متاهات ضجيجها وأخبارها المزعجة والمحمولة على مجرياتُ -رغم ثقلها على كاهل الشِعúب- إلا إنها فتحت نوافذ جديدة أكثر انفتاحا على مساحات الأمل و الشراكة والوطني في هذه المادة سنستطلع رؤى الشارع اليمني من البْسطاء وأصحاب الوظائف والأعمال الصغيرة.. واستعداداتهم العيدية لعيد الأضحى المبارك وتطلعاتهم وآمالهم في ما يتصل بمسار الجو السياسي العام الذي يعيشه البلد على أبواب العيد…. إلى التفاصيل

البعض يتحدث عن عيد الأضحى بتفاؤل مؤكدين أنه أفضل بكثير من سابقه عيد الفطر ليس بكونه العيد الكبير لدى المسلمين واليمنيين بل ولأنه جاء هذه المرة في وضع استثنائي من الجو السياسي العام الذي يقف على عتبات مرحلة جديدة من التغيير المعلق عليها أمل الخلاص من هذه الأوضاع والدعاء لله عز وجل لانفراج حتمي فهذه هي سنة الله.. أحد الركاب وهو المواطن الخمسيني سعد الرازحي – كان بجواري فسألته عن اسمه- كان منشرح البال من ملامحه يضحك مع كل تعليق على الوضع السياسي العام ويضحك مع كل تعارض في الحديث والتعليقات عن عيد الأضحى ويردد بين كل لحظة وأخرى آنستنا يا عيد” عيد قد اسمه عيد”.. فتفا جئت بأحدهم يسأله وكأنه على معرفة به من زمن بعيد: “وعلى ما أنت فارح اليوم يا عم سعد ¿!”..
قال الرازحي: الحمد لله على كل حال وما تشتيني..¿.. أبكي !!.. قد إحنا والفين على هذا الظروف ولا يوجد ما نزعل عليه.. هي كانت الجرعة .. لكن الحمد لله فسخت لها الحكومة وتم تخفيض 1000 ريال ما عد نشتي..¿.. نعمة.. و(القْحú بْمú) قذا هدأوا ووقعوا اتفاقية السلم والشراكة با يغيروا الحكومة.. صلوا على النبي يا جماعة الدنيا بخير والعيد عيد العافية..
“طلي السنة”..
من الممتع جداٍ أن تستمع للفقراء الذين يزفون تباشير الفرح والبهجة بالعيد ويتقاسمون مع الفرح والترقب من الأجواء السياسية والأحاديث الودية أضاحي العيد.. فعبدالله حسان (45 سنة ) الذي يقف مع مجموعة من جيرانه أمام بوابة (سيتي مارت – الدائري) التقوا بالصدفة وهم يأخذون بعض لوازم عيد الأضحى المبارك يطمئن الجميع أن الأمور بخير بفضل الله وأن توقيع الأطراف السياسية المتصارعة على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية فتحت الأمل على سلام أكثر للناس..
التفت وسأل أحدهم كان يقف بجانبه : هيا ما أخذتم للعيد..¿ فرد عليه : “والله أخذنا كبش أنا والحاج احمد جارنا قلنا نعيد احنا والعيال..” .. وأنت ما اشتريت للعيد..¿.. رد عليه عبدالله : “واحنا دخلنا ثلاثة بشراكة في كبش واحد..” وقالها وضحك بصوت مجلجل.. وأضاف بعدها واصفاٍ لحجم الكبش مشيراٍ بيديه: “لكن طلي ما شاء الله.. ما نسوي قدو طلي السنة ماش مشكلة يتقسم بين ثلاثة جيران أو أكثر.. أهم شي إذا قد الأمن موجود.. فكل شي با يسبر..”..
تخفيض الجرعة
في صبيحة ثالث أيام عيد الفطر المبارك الماضي تفاجأ الناس بقرار حكومة الوفاق الوطني القاضي برفع الدعم عن المشتقات النفطية من 2500 ريال إلى (4000) ريال للدبة الديزل والبترول والكيروسين الذي لم يزل المادة الأهم للإضاءة في معظم أرياف اليمن ما جعل جو العيد يتغير سلبياٍ وبنحو 80 درجة نحو الكدر حسب تعبير كثر من المواطنين وهذا وجعل الموظفين والمزارعين وأصحاب المتاجر والمشاريع البسيطة يعيشون بقية العيد في حالة من القلق الشديد بل والسخط وعدم الرضى بما يجري في السوق بعد الأزمات المتعاقبة..
هذا ما يشير إليه يحيى حسن علي- موظف في مؤسسة الكهرباء- مورداٍ ذلك كمقارنة ملموسة بين بالعيدين واستشفاف الفارق القيمي والفرائحي المظهري والجوهري.. مؤكداٍ أن المواطن في عيد الأضحى المبارك الذي نحن الآن على أبوابه يتطلع إلى أجواء معيشية وسياسية أكثر أماناٍ من الأعياد السابقة التي توالت منذ 2011م فقد جاء عيد الأضحى المبارك هذه المرة وقد انكشف الغمة الاقتصادية ولو جزئياٍ والتي تتمثل في عودة سعúر الدبة الديزل من 4000 ريال إلى 3000 ريال بعد أحداث مؤلمة شهدته العاصمة والكثير من المحافظات.. صحيح أن هذا السعر لم يزل ثقيل على المواطن والمزارع إلا أنه أفضل بكثير من أن يكون 4000 ريال كما يأتي عيد الأضحى هذه المرة واليمن على أبواب مرحلة سياسية جديدة فقد انكشفت الغْمِة السياسية والأمنية التي كانت تهدد العاصمة بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر من خلال توقيع الأطراف السياسية على وثيقة اتفاق السلم والشراكة الوطنية وهذا ما سيخفف على المواطن كثير من المخاوف والترقب من نشوب مواجهات داخل العاصمة..
وأضاف علي: كما أن الأهم في هذه الأجواء السياسية على أبواب العيد أن الإعلان عن تسمية رئيس الوزراء الجديد والاستعداد لتشكيل حكومة جديدة يعني الكثير للمواطن لليمني إذ تعني هذه الإجراءات أن الأمور ستظل هادئة وأن الحكومة ستتغير كاملةٍ وهذا مطلب شعبي سيعقب تنفيذه رفع الخيام من الشوارع ومن على مداخل ومخارج العاصمة صنعاء وتبدأ دورة الحياة بدورانها الطبيعي..
الأمان النفسي
البعض من الناس أو الأغلب فيهم في هذه الأيام التي تتسارع ساعاتها على أبواب العيد وباتجاهه يذهبون إلي عيد الأضحى المبارك أو غيره من الأعياد الماضية بصمت ورضجميل فـ “عبد السلام 33 سنة..” –صاحب عربية لبيع ملابس الأطفال والإكسسوارات في شارع هائل- لا يعنيه شيء ما يجري.. وقفت أبايعه وأحادثه في الشأن العام والجو السياسي قال باختصار كبير: “ما تشتي تشتري .. ما لي وما الناس والهدرة الفاضية.. يسدوا.. ما قد عملوا لنا .. ما معي إلا عملي “.. اشتريت منه بعض الإكسسوارات .. وكررت السؤال.. كيف السوق يا عبد السلام.¿ اهتم بالسؤال وقال : الحمد لله ماشي الحال في حركة ما كنا نتوقعها…
قاطعته : أنت جالس تصيح طوال النهار وجزء كبير من الليل .. ما الذي قد أخذته لك ولأْسرتك وأطفالك من أجل العيد..¿ قال: أنا قد أخذت بعض الملابس ولي لأخواني وبقى بعض الحاجات وكل شي جاهز ما نحتاج أكثر من العافية والأمان.. فالعيد العافية كما يقولوا.
هكذا يذهب عبد السلام كغيره من الآلاف من اليمنيين إلى عيد الأضحى المبارك بصمت وسكينة وأمن نفسي لا يضارع ربما تعد هذه هي عوامل اكتمال فرحة عيد الأضحى المبارك وهي العيد بحد ذات عندما يقرأه شخص قد لطخته السياسية بالأحقاد والجدال وضياع الوقت ومعه ضياع فرص الأمان والعيش الكريم..
………………….
* تصوير/ محمد حويس

mibrahim734777818@gmail.com

قد يعجبك ايضا