الدعوة لمساندة منتجي ومصنعي (المعاوز النسيجية) في مناطق الفقراء


الثورة/ تقرير/ أحمد الطيار –
حذرت دراسة حديثة من وقوع مصنعي النسيج اليمني الأصيل في براثن الفقر بعد أن تمادى المستوردون في استيراد أنواع مقلدة من النسيج الخارجي لصناعتهم وبأسعار متدنية الأمر الذي نافسهم وأصاب صناعتهم في مقتل وفقدوا مواردهم ومصدر رزقهم خصوصا مصنعي المعاوز في أبين والحديدة ولحج .
وتقول الدراسة: إن المنتجين الفرديين المعروفين بالنساجين في منازلهم أو مع الغير والذين يستخدمون أيديهم لحياكة المعاوز ) باتوا على المحك وان صناعتهم وأعمالهم التي يجنون منهم الرزق تحتضر بسبب منافسة المستورد من الخارج والمكائن الكبيرة ذات الأبعاد الكثيفة التي يجلبها منافسون لهم في الداخل.
وخلصت الدراسة التي أعدها خبراء لصالح صندوق الفرص الاقتصادية إلى أن الصناعة النسيجية اليمنية يمكنها الوقوف على أقدامها والنمو بواقع 5% سنويا مع زيادة في المبيعات والتسويق وفرص الوصول بها لأسواق خارجية إن تم تنفيذ استراتيجية على ثلاثة محاور تتضمن العاملين المنتجين في الميدان والموردين للخيوط ومستلزمات الصناعة والمنتج نفسه.
ويتبنى صندوق الفرص الاقتصادية خطة تحمل رؤيا مقترحة لتطوير سلسلة القيمة لصناعة النسيج المعاوز في مناطق الفقراء تقوم على إحداث تحول في قطاع النسيج اليدوي للمعاوز من خلال الاعتماد على الجودة وتعزيز الجانب التراثي والتقليدي للنسيج اليدوي في أذهان العملاء.
ويقول الخبير الوطني عدنان قطينة الذي شارك في إعداد الدراسة إن 57% من إنتاج النسيج اليدوي في اليمن هم منتجن فرديون و36% منشآت ومؤسسات فيما 13% مصانع حديثة.
وتعمل في الصناعة ما يصل إلى 30 ألف عامل تقدر إنتاجيتهم في العام بنحو 2مليار ريال 73% من العاملين هم في الفئة العمرية 16-30 عاما فيما 21% منهم 31-40 عاما و74% من الرجال.
ويتسم العاملون في صناعة النسيج بالفقر فهم فقراء محدودو الدخل حيث أن 91% منهم منخفضو الدخل لكن مستوى تعليمهم جيد حيث أن حوالي 24% منهم ممن يحملون الشهادة الثانوية و42 % اميون و2% يحملون شهادات جامعية و12 شهادات عليا.
وتتسم هذا المهنة بأنها مضنية نظرا لتفاقم مشاكلها حيث أن الخيوط التي تورد للمنتجين تكون عديمة الجدوى وهو ما يؤدي لفقدان الثقة في المنتج وينجم هذا بسبب عدم وجود مراكز فحص معتمدة للخيوط وعدم تطبيق معايير العمل عمالة الأطفال وظروف العمل الصعبة في ساعات العمل الطويلة.
ففي محافظة لحج تقول صباح محمد عبد الله إحدى المنتجات من المنازل وهي مدربة ورئيسة جمعية دربت عاملات أنهم أنتجوا عدة سنوات بصفة جيدة لكن منذ العام 2005م تضاءلت فرصة بقائهم في الإنتاج بعد دخول عدة مكائن للسوق تعمل على الف خيط حيث بات لها الصدارة في الإنتاج وهكذا فقد العاملون على 200 و400 خيط عملهم وإنتاجهم .
وتتسم بيئة العاملين في النسيج وحياكة المعاوز بانخفاض أجور العاملين في المقابل أسعار الخيوط مرتفعة ويقول محمد سعد الوصابي العامل في المهنة انه يعمل ليلاٍ نهاراٍ ولايحقق سوى 700 ريال في اليوم فيما يبيع المعوز الواحد بـ1800 ريال ويكون قيمة مدخلات الإنتاج لديها 1100 ريال .
ومع الشغل لساعات طويلة وعلى الآلات بدائية يكون مستوى التعب والإرهاق عاليا الأمر الذي جعل صندوق الفرص الاقتصادية يتبنى دراسة سلسلة القيمة لصناعة النسيج المعاوز لمساندة العاملين فيها على تقديم منتج يحقق فائدة اقتصادية لهم ولهذه الصناعة التراثية الهامة.
ويرى العاملون في الإنتاج على المستوى الفردي أن التسويق لمنتجهم هو العامل الأكثر إعاقة حيث أن التجار الذين يتعاملون معهم يبخسونهم القيمة ولا يمنحونهم القيمة كاملة إلا بعد عدة شهور.
ويؤكدون أنهم بحاجة لدعم من جهات تمويلية توفر لهم الآلات الحديثة والخيوط ومستلزمات الإنتاج والتمويل اليومي لحياتهم المعيشية وهم سينتجون بالكميات المطلوبة.
وحسب استطلاع أجريناه على العاملين في الإنتاج فان مستوى إنتاج العامل الواحد في اليوم لا يتعدى قطعة واحدة على أنهم يقومون بتجميع إنتاجهم لمدة ثلاثة اشهر ويبيعونه لتجار متخصصون بسعر 1800 ريال للقطعة في أكثر تقدير.
ويشير الخبير قطينة إلى أن الدراسة أجريت في خمس محافظات هي حجة والحديدة وتعز وابين وذمار وصنعاء وهناك فرص كبيرة لصناعة المعاوز في اليمن فالطلب المحلي لمنتج المعاوز ينمو سنويا كما أن العمالة متوفرة لكنها في مجموعات غير منظمة وغير رسمية وهناك استعداد كبير للعمل والتطوير مع إمكانية استخدام تكنولوجيا رخيصة ومتوفرة.
وشخصت الدراسة المعيقات التي تقف في وجه المنتجين بأنها تتمثل في ارتفاع تكاليف الإنتاج (الخيوط) والمنافسة الكبيرة من الواردات من الخارج وعدم توفر معلومات كافية عن السوق وغياب العلامة التجارية وتطوير التصاميم وابتكارها فيما أن اعتماد الكثير من العاملين في هذا القطاع على حياكة المعاوز يؤثر عليهم ولا يوجد هناك تنوع في المنتجات.
وتشمل المعيقات أيضا الضعف الكبير في بيئة العمل والبنية التحتية الطاقة .
ويواجه الموردون الذين يجلبون الخيوط جملة من المعوقات منها التأخر في أوقات التسليم في المنافذ الحدودية مع ارتفاع الرسوم الجمركية عليها كما أن مشكلة أخرى تتعلق بارتفاع أسعار الخيوط عالميا لها دور وأحيانا تتسم الخيوط بانخفاض الجودة مع شروط ائتمانية غير مواتية من الموردين الخارجيين.
لكن المخاوف من الآلات الصناعية الكبيرة والمستورد من الخارج لاتجد لدى المنتجين الفردين نصيب إذ يؤكدون أن العمل اليدوي يتسم ويشتهر بالدقة والجودة وهو أمر لاتستطيع الآلات القيام به كروح عملية تبث فيه.
وتحمل الرؤيا المقترحة لتطوير سلسلة القيمة لصناعة النسيج المعاوز من قبل صندوق الفرص الاقتصادية العمل على إحداث تحول في قطاع النسيج من خلال الاعتماد على الجودة وتعزيز الجانب التراثي والتقليدي للنسيج اليدوي في أذهان العملاء وتعزيز الولاء من خلال بناء علاقات طويلة الأجل مع العملاء وتقديم منتجات ذات جودة عالية لزيادة قيمة المبيعات والسعر لمنتجات الحياكة.
وسيتم التطوير من خلال تخفيض عدد الوسطاء في السلسلة وتطوير وسائل التوزيع واستخدام وسائل توزيع حديثة (عبر الإنترنت) أما المنتج نفسه من المعاوز فسيكون ذات جودة ترضي العملاء مع منح علامة تجارية لكل منتج تحافظ على حقوق الملكية والعلامات التجارية وسيكون المنتج مغلفا ويتم الترويج له في السوق مع تطوير أساليب العرض المباشر بين البائعين والمشترين.

قد يعجبك ايضا