
شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها قرابة 20 غارة جوية أمس ضد مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة (شمال سوريا) حسبما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد بأن “طائرات من التحالف الدولي (بقيادة الولايات المتحدة) شنت ما يقارب من 20 غارة وضربة صاروخية على مقرات ومراكز وحواجز لتنظيم الدولة الإسلامية في الرقة وريفيها الغربي والشمالي وفي مناطق تل ابيض والطبقة وعين عيسى … وسط معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم”.
وتعذر على المرصد إعطاء حصيلة على الفور.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أمس الأول أن الولايات المتحدة وعدة دول خليجية حليفة شنت أول ضربات جوية وصاروخية ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا لتفتح جبهة جديدة أكثر تعقيدا في المعركة ضد المتشددين.
وقال الأدميرال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون في بيان: “أستطيع تأكيد أن قوات الجيش الأميركي وقوات دول شريكة تقوم بعمل عسكري ضد الإرهابيين من الدولة الإسلامية في سوريا باستخدام صواريخ من المقاتلات والقاذفات وصواريخ توماهوك.”
وأضاف المتحدث: نظرا لأن هذه العمليات جارية لسنا في وضع يسمح لنا بتقديم تفاصيل إضافية في الوقت الراهن.”
وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه: إن السعودية والإمارات والأردن والبحرين شاركوا في الغارات الجوية الأميركية على سوريا لكنه لم يكشف عن الدور المحدد لكل دولة في العمليات العسكرية. وقال: إن قطر لعبت دورا داعما للهجمات الجوية.
وقال مسؤول أميركي آخر: إن سفينة أميركية واحدة على الأقل أطلقت صورايخ توماهوك. واستخدمت أيضا في الهجمات طائرات أميركية مسلحة بدون طيار.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن الولايات المتحدة أبلغتها بشن غارات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في أراضيها.
وأضافت الوزارة: إن الجانب الأميركي يبلغ مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بأنه سيتم توجيه ضربات لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي بالرقة (شمال)” حسبما نقل عنها التلفزيون الرسمي.
وتعمل الولايات المتحدة على تشكيل تحالف للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا وأعلن قيام خلافة إسلامية في قلب الشرق الأوسط.
وسافر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى نيويورك في مطلع الأسبوع قبيل بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لإجراء محادثات مع نظرائه من الحلفاء العرب والأوروبيين لمناقشة الخطط الأميركية لهزيمة الدولة الإسلامية وسماع وجهات نظرهم بشأن كيفية المشاركة.
والتقى كيري بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند وشارك في اجتماع يضم أكثر من 12 دولة بينها دول خليجية لمناقشة الصراع في ليبيا.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية: إن الخطط الأميركية “لتوسيع جهودنا لهزيمة (الدولة الإسلامية) نوقشت” خلال الاجتماعات لكنه رفض الكشف عن التفاصيل.
وتمتلك بعض الدول العربية قوات جوية قوية ومن بينها السعودية والإمارات. وقد وافقت السعودية بالفعل على استضافة تدريب أميركي لمقاتلي المعارضة السورية.
لكن كثيرا من دول الخليج لا ترغب في الانضمام بقوة إلى الحملة الأميركية في العراق وسوريا خوفا من أعمال انتقامية من قبل متطرفين أو القوات الموالية للحكومة السورية.
وجاءت الضربات قبل ساعات من توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث سيحاول حشد المزيد من الدول وراء سعيه للتصدي للدولة الإسلامية.
ونأى أوباما بنفسه عن التورط في الحرب الأهلية السورية قبل عام لكن صعود الدولة الإسلامية دفعه إلى تغيير مساره.
وقال كيربي: إن الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي اتخذ قرار شن الضربات بموجب إذن من أوباما.
وفي خضم العمليات الأميركية على التنظيمات المتشددة أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء انه اسقط طائرة سورية دخلت المجال الجوي في المنطقة التي تحتلها الدولة العبرية في الجولان للمحتلة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش على حسابه في تويتر أن طائرة سورية دخلت المجال الجوي فوق هضبة الجولان المحتلة أسقطتها بطارية صواريخ ارض-جو من طراز باتريوت”.
وأفادت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية بأن الطائرة السورية التي أسقطت كانت من طراز ميغ-21 وان الحطام سقط في الجانب السوري من هضبة الجولان.
وهذا الحادث الأخطر من نوعه في الهضبة التي تحتل إسرائيل قسما منها منذ بدء النزاع في سوريا في 2011م.