يكتبها اليوم / مطهر الأشموري

صنعاء «السيادة» فوق الغرب والشرق معاً..!

 

الأمر الواقع في اليمن هو أنه لم يعد من شرعية أو مشروعية غير الشرعية والمشروعية الشعبية، وسيظل المرتزقة يرددون كالببغاوات بعد أمريكا وعملائها – كما النظامين السعودي والإماراتي – أوصاف المليشيات الحوثية أو توصيف الإرهاب، ولكن الشرعية والمشروعية الشعبية باتت بأعلى وضوح وأقوى قوة فوق هذه الخزعبلات «الببغاوية» الأغبى من أي غباء..

أمريكا هي القائد وهي من أدار العدوان السعودي الإماراتي على اليمن وهي الشريك الأهم في جرائم ذلك العدوان بمستوى شراكتها في إجرام وجرائم العدوان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني في غزة أو غيرها..

وفي مسألتي اليمن وفلسطين لا تصدقوا وجود أي فرق بين رئيس أمريكي وآخر..

هاهي حاملة الطائرات الأمريكية «ترومان» تكرر الهروب في عهد «ترامب» لمسافة ١٣٠٠كم، كما كانت تفعل في عهد «بايدن»..

ما حدث في معارك البحار – المرتبطة بإسناد الشعب الفلسطيني ورفع الحصار على غزة والسماح بإدخال الغذاء والدواء لمليوني فلسطيني – ماحدث هو امتداد للعدوان الذي قدمت واجهته على أنهما النظامان السعودي والإماراتي، وبالتالي فأمريكا وبريطانيا ومعهما الكيان الصهيوني أصبحا هما الواجهة فيما العدو هو العدو والعدوان هو العدوان وذلك مالا يجب أن يغيب عن بالنا في أي تبعات أو تداعيات قائمة أو قادمة، وأجزم أن قيادتنا الثورية والسياسية تأخذ هذا في الاعتبار وتتعامل مع التطورات على أساسه..

سيواصلون الحديث عن إيران والأسلحة الإيرانية، وقد يتحدثون كذلك عن أدوار للصين وروسيا بل إن الأدوات الأمريكية في المنطقة قد ترى أنه لا سبيل لحماية «النفط» إلا بهكذا إقحام لروسيا والصين، باعتبار أن لهما مصالح في منع استهداف «النفط» وفي ظل العجز الأمريكي أصلاً وتأكيد هؤلاء أن إيران لا تأثير لها على القرار السيادي في صنعاء..

لهؤلاء أقول بكل تأكيد إنه لا روسيا ولا الصين لهما أي تأثير على القرار السيادي لصنعاء حين يتخذ، وكل ما يعمل أمريكياً لتبرئة أنظمة الجوار المعروفة أو لتبرئة كيان العدو لن يفيد ولن يكون له أي تأثير على ما قد تتخذه القيادة في صنعاء من قرارات إن تطلبت التطورات ضرب أنظمة عميلة أو الكيان المؤقت..

لا أمريكا ولا إيران ولا الصين وروسيا ستكون سفينة نجاة تحول دون تنفيذ أي قرار تقرره وتسير فيه صنعاء، ومن يريد الهروب للأحلام فله ذلك ولكننا في كامل القناعة والإيمان أن العدو والعدوان هو ذاته العدوان والواجهات والشكليات لا قيمة لها ولا وزن ولا تأثير حين تسير صنعاء إلى قرارات في وقتها المناسب ووفق حاجية مواجهات تطورات والتعامل معها، ومن لا يريد التصديق فليدع الحكم للزمن، ولكل حادث حديث كما يقال..

صنعاء تقول وبالمفتوح إن عنجهية أمريكا بايدن أو ترامب لن تثنينا عن موقف الإسناد لفلسطين وفناء اليمن هو أشرف من التخلي عن هذا الموقف الإنساني الإيماني الأخلاقي العروبي، فماذا عسانا أن نقول لأمريكا بايدن أو ترامب أكثر وأوضح من ذلك؟..

نحن فقط نشفق على هؤلاء الذين ظلوا عبيداً ومستعبدين للاستعمار الغربي الأمريكي بل وبما هو أكثر وأدنى من العبودية، ومع بدء الترنح «الأمريكي» إذا هم يبحثون عن موطئ قدم في الشرق للاحتماء من تطورات المستقبل القريب والبعيد المحتملة..

لهؤلاء نؤكد أن صنعاء هي سيدة نفسها ولا سيد عليها أو فوقها، وإذا كان من ظلوا طوال تاريخهم مجرد عبيد ومستعبدين وعملاء ومستعملين فذلك خطهم أو خطيتهم حين يفكرون في حماية الغرب أو الاحتماء بالشرق، فيما قرارات صنعاء إن جاءت هي فوق حماية الغرب والشرق معاً.

قد يعجبك ايضا