الشهيد القائد ..جمع بين صلابة الموقف ونقاء الإيمان

عبد الغني حجي

إن الحديث عن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي هو حديث عن رجل استثنائي بحجم أمة، ورمز خالد جمع بين شجاعة القائد وحكمة العالم، وبين صلابة الموقف ونقاء الإيمان، كان شعلةً مضيئة في زمن الانكسار، وصوتًا صادقًا في زمن الذل، ورجلًا شامخًا لا تهزه العواصف، عظيمًا بعظمة القرآن، عزيزًا بعزة الإسلام.

لقد نهل الشهيد القائد من كتاب الله قوته، واستلهم من تاريخ الأمة روح التضحية والفداء، فكان نموذجًا للقائد الذي يتقدم الصفوف حاملًا راية الحق في وجه طغاة العالم.

لقد وقف الشهيد القائد كالطود الأشم، متحديًا طغيان أمريكا وأدواتها في المنطقة، ورفع صوته عاليًا ليكسر صمت المستضعفين، ويعيد للأمة كرامتها التي أهدرتها التبعية والخضوع، بوقفته المهيبة، أضاء الشهيد القائد مشاعل الدين المحمدي الأصيل، وأحيا في النفوس روح العزة والكرامة التي كادت أن تنطفئ تحت وطأة الهزائم والخذلان.

كان رجلًا يواجه الباطل بجرأة الأنبياء، وحكمة الأولياء، وشجاعة الأحرار، متحديًا مشروع الهيمنة الاستعمارية الذي تسلل عبره المستكبرون لخنق إرادة الشعوب وإذلالها.

من مرّان، حيث ارتقى الشهيد القائد، انبثق النور الذي بدّد ظلمات الاستبداد وكشف زيف الطغاة، فكان مشروعه القرآني كالسيف البتار الذي هز أركان الباطل حتى تهاوى أمام عظمة الموقف وصدق القضية.

كان موقفه الصلب في مواجهة جبروت الطغيان شهادة خالدة لمعاني التضحية والصبر، لقد جسّد في حياته معاني الإباء حين وقف شامخًا كالجبل، لا تلين عزيمته أمام الحروب الناعمة ولا الدعايات المضللة، مؤمنًا بأن العزة لا تُنال إلا بالتضحيات الكبرى.

لقد أسس الشهيد القائد مشروعًا قرآنيًا عظيمًا أطلق الحياة في الأمة، بعدما كادت تتيه بين ظلمات الجهل وخضوعها المذل لليهود والمستكبرين، هذا المشروع، الذي سُقي بدمائه وأفكاره، أصبح اليوم شجرة باسقة جذورها تضرب في عمق الأرض، وفروعها تعانق السماء، تُظلّل المستضعفين وتحميهم من لهيب الظلم والاستبداد، مشروع أعاد للأمة هويتها، وأحيا فيها روح المقاومة التي تتحدى أعتى إمبراطوريات العالم، ليؤكد أن لا كرامة لأمة تخضع لأعدائها أو تبيع قضيتها.

رحل الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي بجسده، لكن إرثه الفكري والنضالي ظل خالدًا، وكلماته أصبحت نورًا يهتدي به الأحرار في معركة الحق ضد الباطل، ترك مشروعًا يضيء طريق المقاومة، وراية لا تُنكّس في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة، سيبقى اسمه رمزًا للكرامة، وعنوانًا للحرية، ونورًا يبدّد الظلمات، إلى أن يتحقق وعد الله في التمكين لعباده الصادقين.

سيدي القائد، لقد أصبحت صرخاتنا التي أطلقتها ضد أمريكا وإسرائيل سلاحًا يرعبهم، وصواريخ تدك معاقلهم، وتهز عروشهم، وتكشف جبنهم وهوانهم.

سيدي القائد؛ إن مشروعك القرآني العظيم اليوم يدعم المستضعفين في الأمة، ويقف كالسد المنيع في وجه أمريكا وإسرائيل، مدعومًا بعزيمة رجالك الأوفياء الذين ساروا على نهجك واقتفوا أثر خطاك.

سيدي القائد؛ لقد أصبح مشروعك عقيدة راسخة في قلوب الملايين من أبناء الأمة، وأدرك أحرار العالم أن مشروعك القرآني هو الكفيل بإزالة مشاريع الاستعمار الغربي الهادفة إلى محو الإسلام وطمس هويته، ونبشرك أن الأعوام القادمة ستحمل ثمار تضحياتك، وستترجم مشروعك القرآني إلى قوة تزيل وجود أمريكا وإسرائيل، بإذن الله وبعزيمة رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

قد يعجبك ايضا